إحدى أشهر وحدات القوات الخاصة في العالم، تأسست في 29 يوليو/تموز 1974 تحت إشراف جهاز الاستخبارات السوفياتية آنذاك "كي جي بي".

شاركت الوحدة في عدة عمليات خاصة في مناطق عدة من العالم، وكانت جزءا من القوات التي أخمدت عدة ثورات واحتجاجات في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.

التأسيس

ارتبط تأسيس هذه المجموعة بعملية ميونخ الشهيرة التي نفذتها مجموعة "أيلول الأسود" لأسر رياضيين إسرائيليين عام 1972 بهدف الإفراج عن أسرى فلسطينيين وأجانب متعاطفين مع القضية الفلسطينية من داخل السجون الإسرائيلية.

وتم التفكير في إنشاء قوة خاصة من منظور تجنب حصول عمل مشابه خلال الألعاب الأولمبية العالمية التي جرت في موسكو عام 1980.

تأسست المجموعة بقرار سري من مدير المخابرات السوفياتية آنذاك، يوري أندروبوف، وحملت اسم "ألفا"، وهو الحرف الأول لكلمة "أنتي تيرور" (مكافحة الإرهاب)، وترأسها الرائد فيتالي بوبنين أحد المشاركين في المعارك في جزيرة دامانسكي خلال النزاع الحدودي مع جمهورية الصين الشعبية في عام 1969.

قوات ألفا نفذت العديد من العمليات الخاصة في مناطق عدة عبر العالم (موقع مجموعة ألفا) الانتساب

تميزت عملية اختيار عناصر المجموعة بالصعوبة والتعقيد، من الفحص البدني المكثف والقيام بتمارين رياضية مرهقة عدة مرات، إلى الجري لمسافة 3 كيلومترات في مدة لا تزيد على 11 دقيقة وإطلاق نار دقيق على أهداف متحركة.

وكان من شروط الانتساب ألا يزيد عمر المرشحين على 26 عاما، وأن يكونوا مسجلين في موسكو وأن يكونوا قد خدموا على الأقل عامين في الـ"كي جي بي".

ولاختيار المقاتلين، جرى دراسة آلاف الملفات الشخصية وإجراء مئات المقابلات، ونتيجة للشروط المعقدة في اختبار المنتسبين كانت "ألفا" تتشكل في بداية تأسيسها من 30 شخصا فقط.

إضافة لذلك تمت دراسة ميول الشخص وقدرته على التعايش بسرعة مع الناس وسرعة البديهة وردة الفعل، ورباطة الجأش والقيام بمخاطر معقولة وسعة الحيلة والذكاء والقدرة على مقاومة الانفعالات المفرطة.

كما عُمل على تعليم المقاتلين قيادة مجموعة واسعة من المعدات، من السيارات إلى ناقلات الجنود المدرعة، والقدرة على التصرف في أي بيئة والتدريبات على تسلق الجبال والغوص والتعامل مع جميع أنواع الأسلحة، من المسدسات إلى قاذفات القنابل اليدوية وإطلاق النار من مواقع مختلفة.

يتذكر أحد قدامى المحاربين في المجموعة كيف تم نقله هو وغيره من الضباط الشباب في بداية خدمته إلى المستشفيات والمشارح لإظهار ضحايا الحروق وإصابات انفجار الألغام.

ويشرح أنه بهذه الطريقة تم تطوير إدراك المقاتلين لفهم العواقب المحتملة للأخطاء، حيث تم إيلاء اهتمام كبير للتدريب النفسي والطبي لعناصر المجموعة.

أفراد من قوات ألفا خلال إحدى الحصص التدريبية (موقع مجموعة ألفا) أهم عملياتها خلال الحقبة السوفياتية

انخرطت "ألفا" لأول مرة في السياسات الكبيرة في العالم عام 1976، عندما غطت عملية تبادل زعيم الحزب الشيوعي التشيلي، لويس كورفالان، بالمنشق السوفياتي فلاديمير بوكوفسكي في سويسرا، بسبب مخاوف من احتمال تخريب أجهزة المخابرات الغربية الصفقة.

بعد 3 سنوات، دخل رجل مختل عقليا السفارة الأميركية في موسكو وهدد بتفجير قنبلة إذا لم يسمح له بمغادرة البلاد. وبطلب من السفير الأميركي نفذت المجموعة عملية لإيقاف الرجل انتهت بمقتله.

لكن أهم العمليات المعلن عنها كانت اقتحام قصر "تاج بيغ" المنيع والخاضع لحراسة مشددة في العاصمة الأفغانية كابل في عام 1979، والتي دخلت التاريخ تحت اسم "عاصفة قصر أمين" نسبة للرئيس الأفغاني آنذاك، حفيظ الله أمين، الذي اشتبهت موسكو في تعاونه مع أجهزة المخابرات الأميركية واغتالته.

ومع بداية البيريسترويكا والأحداث الدموية اللاحقة في الجمهوريات السوفياتية، تصدت "ألفا" لمنع أعمال الشغب على أسس قومية، بما في ذلك في باكو ودوشنبه وفيلنيوس وغيرها.

في يناير/كانون الثاني 1991، كلفت القيادة السوفياتية مقاتلي وحدة النخبة بآخر معركة تقريبا للدفاع عن الإمبراطورية المنحلة، وذلك بالاستيلاء على مركز التلفزيون الليتواني لمنع مؤيدي الاستقلال من السيطرة عليه، بعد أن حاصر حشد من الآلاف المجلس الأعلى (البرلمان) في ليتوانيا وبرج التلفزيون.

وخلال الاشتباكات معهم قُتل ما لا يقل عن 14 شخصا، معظمهم من المدنيين، إضافة إلى مقتل أحد ضباط "ألفا".

تسببت هذه الحادثة برد فعل سلبي حاد على تصرفات الحكومة السوفياتية في العالم، وسرعان ما تم سحب جميع الوحدات العسكرية، وكذلك موظفي وزارة الداخلية الليتوانية الموالين لموسكو من الجمهورية، قبل أن يعترف الاتحاد السوفياتي باستقلال ليتوانيا في سبتمبر/أيلول من العام نفسه.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع أفراد من قوات ألفا الخاصة (موقع مجموعة ألفا) مرحلة جديدة

بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1991 جاءت الأوقات الصعبة لمقاتلي "ألفا". يقول ضابط القوات الخاصة السابق في المجموعة أليكسي فيلاتوف -في كتاب سيرته الذاتية "جنود ألفا"- إنه بسبب استحالة شراء أي شيء في المتاجر، خاط بنفسه ملابس لابنه على ماكينة الخياطة.

في ذروة الأزمة السياسية الأكثر حدة في روسيا عام 1993، والتي سببتها المواجهة بين حكومة بوريس يلتسين ومجلس الدوما (البرلمان)، شاركت القوات الخاصة الروسية، ومن بينها "ألفا" في هذا الصراع، الذي تضمن "تطهير" مبنى البرلمان من النواب المتمردين بعد قصفه بالدبابات، إلا أن قادة "ألفا" رفضوا في اللحظة الأخيرة اقتحام المبنى، وتمكنوا من إقناع قيادة البرلمان المحصن بضرورة الاستسلام.

شاركت القوة في عشرات العمليات تحت مسمى مكافحة الإرهاب في مناطق عدة في روسيا، من أهمها موسكو وجمهوريتا الشيشان وداغستان وغيرهما، علاوة على إحباط عمليات خطف طائرات واحتجاز رهائن.

واستنادا إلى سنوات طويلة من الخبرة، طوّرت الوحدة تكتيكات خاصة لإجراء العمليات واختيار المعدات والتكنولوجيات الفعالة، كاستخدام المسدسات الكاتمة للصوت والرشاشات والبنادق تحت الماء، والدروع الواقية للبدن لأعضاء الوحدة، وهي مصنوعة من التيتانيوم والكيفرال، وحتى التدريب على الغوص والطيران.

لا يزال الانتساب إلى الوحدة أمرا صعبا للغاية، وتعطى الأفضلية لطلاب معاهد وزارة الداخلية وجهاز الأمن الفدرالي (المخابرات) الذين لديهم توصية من ضباط القوات الخاصة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الاتحاد السوفیاتی القوات الخاصة

إقرأ أيضاً:

القوات الروسية تُدمر مركزًا أوكرانيًا للطائرات المسيرة

أوضحت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، بأن القوات الروسية دمرت ورشة لإنتاج الطائرات المسيرة في أوكرانيا، وألحقت أضرارًا بالبنية التحتية للمطارات العسكرية الأوكرانية، وفقًا لـ"سبوتنيك".

روسيا تُحرر 4 بلدات في دونيتسك الشعبية روسيا تتصدى لهجوم كبير بالمسيرات الأوكرانية على موسكو


وبحسب بيان وزارة الدفاع الروسية، قامت وحدات من قوات جموعة "المركز" التابعة للقوات المسلحة الروسية، باستهداف تجمعات القوى العاملة ومعدات الألوية الميكانيكية 53، 63، 114، 144 ، ولواءي غايغر 68 و71 ، ولواء المشاة 142، ولواء الهجوم الجوي 95 من القوات المسلحة الأوكرانية، ولواء الدفاع الجوي 109 واللواء 15 من الحرس الوطني، في مناطق دزيرجينسك، وشيربينوفكا، وغرودوفكا وبيتروفكا، وميخائيلوفكا، وسيليدوفو في جمهورية دونيتسك الشعبية.
وتم صد ثماني هجمات مضادة شنتها وحدات هجومية من كتيبة المشاة الآلية 32، وفرقة المشاة الآلية 59، واللواء 25 المحمول جواً من القوات المسلحة الأوكرانية، واللواء البحري 37، واللواءين 12 و14 من الحرس الوطني.
وبلغت خسائر القوات الأوكرانية نحو 515 عسكريًا، وعربتي مشاة قتالية، بما في ذلك مركبة مشاة قتالية "برادلي" أمريكية الصنع، وأربع مركبات قتالية مدرعة، وثلاث سيارات، ومدفع هاوتزر "مستا-بي" عيار 152 ملم، ومدفع "دي-20" عيار 152 ملم، ومدفعين هاوتزر 122 ملم "دي-30".
واستهدفت وحدات من قوات مجموعة "الشرق" التابعة للقوات المسلحة الروسية، تشكيلات لواءي المشاة الآلي 61 و58 التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، ولواء الدفاع الأرضي 105 في مناطق دوبروفولي، وبريتشيستوفكا، ونوفوكراينكا، في جمهورية دونيتسك الشعبية وليفادنوي في مقاطعة زابوروجيه. وتم صد هجومين مضادين من قبل مجموعات هجومية من اللواء الميكانيكي 72 للقوات المسلحة الأوكرانية، ولواء الدفاع الأرضي 118.
وخسرت القوات المسلحة الأوكرانية نحو 130 عسكريًا، وثلاث مركبات، ومدفع ذاتي الدفع من عيار 155 ملم من طراز "كراب" بولندي الصنع، ومدفع من طراز "بوغدان"، بالإضافة إلى محطة للحرب الإلكترونية "بوكوفيل- أي دي".
واستهدفت وحدات من قوات مجموعة "دنيبر" التابعة للقوات المسلحة الروسية، تجمعات القوى البشرية، ومعدات اللواء الميكانيكي 150، ولواء المشاة 141، ولواء الهجوم الجبلي 128 التابع للقوات المسلحة الأوكرانية، ولواءي الدفاع الأرضي 123 و124 في مناطق نوفودانيلوفكا، وكامنسكوي، في مقاطعة زابوروجيه، وبوناتوفكا في مقاطعة خيرسون، بالإضافة إلى مدينة خيرسون.
وبلغت خسائر القوات المسلحة الأوكرانية نحو 70 عسكريًا، وسبع مركبات، ومدفع 152 ملم من طراز "دي-20". كما تم تدمير محطة للحرب الإلكترونية ومخزن ذخيرة ميداني.

مقالات مشابهة

  • «مير للاستثمارات» تطلق عملياتها في أبوظبي
  • وزير الثقافة يبحث مع نظيرته الروسية آليات تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين
  • كورسك الروسية تدمر صاروخا أوكرانيا
  • القوات الأوكرانية تستهدف منشأة تابعة للطوارئ الروسية في مقاطعة لوجانسك
  • الضفادع الأوكرانية.. قصة مجموعة النخبة التي دربها الغرب لإجهاد الروس
  • مجموعة المغرب. الغابون تفوز على أفريقيا الوسطى في تصفيات كأس أمم أفريقيا
  • القوات الروسية تستعيد السيطرة على 10 بلدات في إقليم كورسك
  • الشارقة للتعليم الخاص تكرم 35 مدرسة خاصة
  • القوات الروسية تُدمر مركزًا أوكرانيًا للطائرات المسيرة
  • شاي الماتشا يوفر فوائد خاصة لكبار السن