ألفا.. قوات خاصة بالاستخبارات الروسية تأسست في عهد الاتحاد السوفياتي
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
إحدى أشهر وحدات القوات الخاصة في العالم، تأسست في 29 يوليو/تموز 1974 تحت إشراف جهاز الاستخبارات السوفياتية آنذاك "كي جي بي".
شاركت الوحدة في عدة عمليات خاصة في مناطق عدة من العالم، وكانت جزءا من القوات التي أخمدت عدة ثورات واحتجاجات في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.
التأسيسارتبط تأسيس هذه المجموعة بعملية ميونخ الشهيرة التي نفذتها مجموعة "أيلول الأسود" لأسر رياضيين إسرائيليين عام 1972 بهدف الإفراج عن أسرى فلسطينيين وأجانب متعاطفين مع القضية الفلسطينية من داخل السجون الإسرائيلية.
وتم التفكير في إنشاء قوة خاصة من منظور تجنب حصول عمل مشابه خلال الألعاب الأولمبية العالمية التي جرت في موسكو عام 1980.
تأسست المجموعة بقرار سري من مدير المخابرات السوفياتية آنذاك، يوري أندروبوف، وحملت اسم "ألفا"، وهو الحرف الأول لكلمة "أنتي تيرور" (مكافحة الإرهاب)، وترأسها الرائد فيتالي بوبنين أحد المشاركين في المعارك في جزيرة دامانسكي خلال النزاع الحدودي مع جمهورية الصين الشعبية في عام 1969.
قوات ألفا نفذت العديد من العمليات الخاصة في مناطق عدة عبر العالم (موقع مجموعة ألفا) الانتسابتميزت عملية اختيار عناصر المجموعة بالصعوبة والتعقيد، من الفحص البدني المكثف والقيام بتمارين رياضية مرهقة عدة مرات، إلى الجري لمسافة 3 كيلومترات في مدة لا تزيد على 11 دقيقة وإطلاق نار دقيق على أهداف متحركة.
وكان من شروط الانتساب ألا يزيد عمر المرشحين على 26 عاما، وأن يكونوا مسجلين في موسكو وأن يكونوا قد خدموا على الأقل عامين في الـ"كي جي بي".
ولاختيار المقاتلين، جرى دراسة آلاف الملفات الشخصية وإجراء مئات المقابلات، ونتيجة للشروط المعقدة في اختبار المنتسبين كانت "ألفا" تتشكل في بداية تأسيسها من 30 شخصا فقط.
إضافة لذلك تمت دراسة ميول الشخص وقدرته على التعايش بسرعة مع الناس وسرعة البديهة وردة الفعل، ورباطة الجأش والقيام بمخاطر معقولة وسعة الحيلة والذكاء والقدرة على مقاومة الانفعالات المفرطة.
كما عُمل على تعليم المقاتلين قيادة مجموعة واسعة من المعدات، من السيارات إلى ناقلات الجنود المدرعة، والقدرة على التصرف في أي بيئة والتدريبات على تسلق الجبال والغوص والتعامل مع جميع أنواع الأسلحة، من المسدسات إلى قاذفات القنابل اليدوية وإطلاق النار من مواقع مختلفة.
يتذكر أحد قدامى المحاربين في المجموعة كيف تم نقله هو وغيره من الضباط الشباب في بداية خدمته إلى المستشفيات والمشارح لإظهار ضحايا الحروق وإصابات انفجار الألغام.
ويشرح أنه بهذه الطريقة تم تطوير إدراك المقاتلين لفهم العواقب المحتملة للأخطاء، حيث تم إيلاء اهتمام كبير للتدريب النفسي والطبي لعناصر المجموعة.
أفراد من قوات ألفا خلال إحدى الحصص التدريبية (موقع مجموعة ألفا) أهم عملياتها خلال الحقبة السوفياتيةانخرطت "ألفا" لأول مرة في السياسات الكبيرة في العالم عام 1976، عندما غطت عملية تبادل زعيم الحزب الشيوعي التشيلي، لويس كورفالان، بالمنشق السوفياتي فلاديمير بوكوفسكي في سويسرا، بسبب مخاوف من احتمال تخريب أجهزة المخابرات الغربية الصفقة.
بعد 3 سنوات، دخل رجل مختل عقليا السفارة الأميركية في موسكو وهدد بتفجير قنبلة إذا لم يسمح له بمغادرة البلاد. وبطلب من السفير الأميركي نفذت المجموعة عملية لإيقاف الرجل انتهت بمقتله.
لكن أهم العمليات المعلن عنها كانت اقتحام قصر "تاج بيغ" المنيع والخاضع لحراسة مشددة في العاصمة الأفغانية كابل في عام 1979، والتي دخلت التاريخ تحت اسم "عاصفة قصر أمين" نسبة للرئيس الأفغاني آنذاك، حفيظ الله أمين، الذي اشتبهت موسكو في تعاونه مع أجهزة المخابرات الأميركية واغتالته.
ومع بداية البيريسترويكا والأحداث الدموية اللاحقة في الجمهوريات السوفياتية، تصدت "ألفا" لمنع أعمال الشغب على أسس قومية، بما في ذلك في باكو ودوشنبه وفيلنيوس وغيرها.
في يناير/كانون الثاني 1991، كلفت القيادة السوفياتية مقاتلي وحدة النخبة بآخر معركة تقريبا للدفاع عن الإمبراطورية المنحلة، وذلك بالاستيلاء على مركز التلفزيون الليتواني لمنع مؤيدي الاستقلال من السيطرة عليه، بعد أن حاصر حشد من الآلاف المجلس الأعلى (البرلمان) في ليتوانيا وبرج التلفزيون.
وخلال الاشتباكات معهم قُتل ما لا يقل عن 14 شخصا، معظمهم من المدنيين، إضافة إلى مقتل أحد ضباط "ألفا".
تسببت هذه الحادثة برد فعل سلبي حاد على تصرفات الحكومة السوفياتية في العالم، وسرعان ما تم سحب جميع الوحدات العسكرية، وكذلك موظفي وزارة الداخلية الليتوانية الموالين لموسكو من الجمهورية، قبل أن يعترف الاتحاد السوفياتي باستقلال ليتوانيا في سبتمبر/أيلول من العام نفسه.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع أفراد من قوات ألفا الخاصة (موقع مجموعة ألفا) مرحلة جديدةبعد انهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1991 جاءت الأوقات الصعبة لمقاتلي "ألفا". يقول ضابط القوات الخاصة السابق في المجموعة أليكسي فيلاتوف -في كتاب سيرته الذاتية "جنود ألفا"- إنه بسبب استحالة شراء أي شيء في المتاجر، خاط بنفسه ملابس لابنه على ماكينة الخياطة.
في ذروة الأزمة السياسية الأكثر حدة في روسيا عام 1993، والتي سببتها المواجهة بين حكومة بوريس يلتسين ومجلس الدوما (البرلمان)، شاركت القوات الخاصة الروسية، ومن بينها "ألفا" في هذا الصراع، الذي تضمن "تطهير" مبنى البرلمان من النواب المتمردين بعد قصفه بالدبابات، إلا أن قادة "ألفا" رفضوا في اللحظة الأخيرة اقتحام المبنى، وتمكنوا من إقناع قيادة البرلمان المحصن بضرورة الاستسلام.
شاركت القوة في عشرات العمليات تحت مسمى مكافحة الإرهاب في مناطق عدة في روسيا، من أهمها موسكو وجمهوريتا الشيشان وداغستان وغيرهما، علاوة على إحباط عمليات خطف طائرات واحتجاز رهائن.
واستنادا إلى سنوات طويلة من الخبرة، طوّرت الوحدة تكتيكات خاصة لإجراء العمليات واختيار المعدات والتكنولوجيات الفعالة، كاستخدام المسدسات الكاتمة للصوت والرشاشات والبنادق تحت الماء، والدروع الواقية للبدن لأعضاء الوحدة، وهي مصنوعة من التيتانيوم والكيفرال، وحتى التدريب على الغوص والطيران.
لا يزال الانتساب إلى الوحدة أمرا صعبا للغاية، وتعطى الأفضلية لطلاب معاهد وزارة الداخلية وجهاز الأمن الفدرالي (المخابرات) الذين لديهم توصية من ضباط القوات الخاصة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الاتحاد السوفیاتی القوات الخاصة
إقرأ أيضاً:
بلينكن يعترف: واشنطن بدأت بتزويد كييف بالأسلحة سرا قبل بدء العملية الروسية الخاصة بفترة طويلة
الولايات المتحدة – اعترف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن الولايات المتحدة بدأت بتزويد سلطات كييف بأنواع مختلفة من الأسلحة، قبل فترة طويلة من بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة.
وقال بلينكن في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز” نشرت اليوم السبت: “قمنا منذ فترة طويلة، قبل (بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة)، في سبتمبر ثم في ديسمبر (من عام 2021)، بشكل سري بإمداد أوكرانيا بكميات كبيرة من الأسلحة.. مثل أنظمة الدفاع الجوي المحمولة (ستينغر) وأنظمة الصواريخ (جافلين) المضادة للدبابات”.
وقد تلقت أوكرانيا مساعدات مالية وعسكرية ضخمة من الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، في 24 فبراير 2022.
وتسعى هذه الدول من خلال الدعم المادي والعسكري والسياسي الذي تقدمه لكييف، إلى عرقلة أهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا
وأكدت روسيا، على لسان العديد من المسؤولين، بأن تحريض الغرب لأوكرانيا، وإمدادها بالأسلحة والأموال، ونشره للحملات الإعلامية المضللة والتحريضية ضد روسيا، يعتبر انخراطا مباشرا في الحرب ضد روسيا.
وشددت موسكو في أكثر من مناسبة على أن العمليات العسكرية في إقليم دونباس، لن تتوقف إلا بعد تحقيق جميع المهام الموكلة إليها.
كما حذرت وزارة الدفاع الروسية، الدول الغربية من إمداد أوكرانيا بالأسلحة، وتوعدت بسحقها على الأراضي الأوكرانية.
المصدر: “نيويورك تايمز”+ RT