الاديب المناضل التهامي الفقيد عبدالله حسن غدوة.. مراسلا وفراشا ومجدا في الكلمة الشاعرة
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
عدن (عدن الغد) خاص:
تقرير / عدنان حجر
في 1957م سافر إلى مدينة عدن وعمل كاتبا ومراسلا في البنك العربي..ثم سافر إلى صنعاء وعمل في البنك اليمني للإنشاء والتعمير عام1971م..ثم عاد إلى مدينة الحديدة 1973م وعمل في فرع البنك اليمني عام في قسم العلاقات الخارجية، واستمر في العمل به حتى تاريخ تقاعده عام 1996م حتى وافاه الاجل في 29 يوليو 2007م.
من الحديدة إلى عدن
في مدينة الحديدة ( عاصمة تهامة ) محافظة الحديدة وفي عام 1936م كانت ولادة المناضل والأديب والشاعر التهامي العملاق الأستاذ الفقيد عبدالله حسن غدوة ( رحمه الله )..وفي كتاتيب المدينة كان تعليمه الأولي ثم بدأ تعليمه الرسمي ملتحقا بالمدرسة السيفية ( مدرسة الوعي سابقا ) ومدرسة (خولة بنت الأزور للبنات حاليا) وتخرج منها عام1951م..وفي عام 1957م سافر إلى مدينة عدن بحثا عن العمل لمواجهة قسوة الحياة وشظف العيش..
الغدوة في حضرة المرشدي
فور وصول الغدوة مدينة عدن في 1957م بدأ بحثه عن عمل ليقوت به نفسه ولم يدم بحثه طويلا ..فالتقى بالفنان الاستاذ الفقيد محمد مرشد ناجي رحمه الله ..
يقول المرشدي : لقد اشتدت الحاجة بالراحل عبدالله غدوة كثيرا وعانى كثيرا في البحث عن عمل..فوافق أن يعمل مراسلاً، ومن ثم كاتباً في البنك العربي بعدن كما عمل الراحل فراشاً لشدة و وطأة الحاجة وكنت أنا أعمل في البنك حينها و تعرفت عليه..وقد عاش ظروفا قاسية حتى أصبح متشائماً من حظه لكثرة النكبات و خيبة الآمال و التي ربما كانت بسبب تعامل البريطانيين بالشهادات والمؤهلات العلمية والتي افتقدها الراحل عبدالله غدوة ..
الغدوة وإنسانية المرشدي
يقول المرشدي : كنت أخجل أن أقول للراحل الغدوة جيب لي كوب شاهي أو خذ هذا الملف لمكتب كذا وكذا , بل كنت أقول للموظفين لا تعاملون عبد الله غدوه كفراش هذا أستاذنا و إنما الحاجة هي من أجبرته على هذه المهنة..
ويتابع المرشدي قائلا : لقد حدثت الراحل حينها وقلت له : تعلم يا أستاذ عبدا لله أن العمل هنا فراش لا يليق بك والبريطانيين معذورين هذه قوانينهم, والتجار كثيرون في عدن فقد تجد عملاً أفضل من هنا فأجابني حينها بيت شعري قديم كان يحفظه ولا أدري لمن هو في الأصل " إن للحظ كيمياء إذا ما مس كلباً أحاله إنسانا " عبر به عن تشاؤمه وعدم محالفة الحظ له في الحصول على العمل المنسجم مع طبيعته الشاعرة.وبرغم تلك المعاناة التي عاشها الشاعر الكبير إلا نه جسد بها عظمة العزة و الإرادة والصبر على البلاء والسمو عن مغريات الدنيا والزهد فيها , ليعيش كالطير لا يطلب سوى ملئ معدته , ثم يعود ليغرد سروراً وبهجة وحباً..
المرشدي يغني للغدوة
تجاوز الغدوة ظروفه المعيشية القاهرة ليثبت أنه مناضل واديب وشاعر من تهامة صنع من رحم المعاناة مجدا من الكلمة الشاعرة كما قال عنه رفاقه وتلامذته في الادب والشعر والقصيدة الغنائية على وجه الخصوص.. وامتزج شعره بدموع الناس وعرقهم ..وارتبطت قصائده بالثورة والحب والبحر والبن والنخيل والصياد وجمع في شعره بين العامي والفصيح ..فكتب اولى قصائده في عدن في عام 1962م وهي قصيدة موشح ديني بعنوان ( تعاليت يا اكرم الاكرمين ) قام بعرضها على الفنان المرشدي الذي استحسنها وقام بتلحينها وغنائها ..ثم توالت ابداعات الغدوة الأدبية بقصائد أخرى..
الغدوة والصياد والبحر
يقول المرشدي : وبالرغم من تلك الظروف التي كان يمر بها الراحل الغدوة إلا انه شاعراً متمكناً, فبعد أن لحنت له الأغنية الأولى جاءني بقصيدتين فقمت أنا بدمجها في قصيده واحدة وغنيتها، وهي بعنوان " واحب بحرك غزير "، و" واصياد " وكانت من أروع الأغاني التي لامست المعنى الحقيقي والصادق في التعبير عن المشاعر, وهو ما تفتقده الساحة الشعرية اليوم برحيل هؤلاء المخلصين..
قصيدة " واصياد " التي لحنها الفنان المرشدي وغناها إلى جانب يحي الشلال وعمر غلاب
وامل كعدل تعتبر ملحمه معبرة عن أخطر حرفة للانسان اليمني بعامة والتهامي على وجه الخصوص باعتبارها من أهم مصادر رزق ابناء تهامة ومايواجهه من مخاطر فيها ..
وتقول القصيدة في مطلعها :
" واحب بحرك غزير/ واحنا امغواصى فيه/وامرمل في ساحلك/ يشهد بما نشكيه /عيون عند الغروب/ للدمع تسكب فيه /قلوب تملي على / الأمواج ما تخفيه /سر الهوى ما اختفى / والعين ذي تبديه /
واصياد قبل امشروق/ في امهوري لوحدك تصيد /
تدبز بمجلب كل حين/ يطلع فيه رزقك جديد /"..
الغدوة والبازغة العدني
في بداية السبعينيات أثناء تواجده في عدن التقى الغدوة بالفنان العدني سالم البازغة رحمه الله ..والذي غنى للغدوة قصيدة ( واساكن امجاح ) لأول مرة والتي تقول في مطلعها :
" واخل كم لي بعيد عنك/ سنين واهلك يخبنك /
عني وانا همت في حسنك/ أخشى عليك لا يشلنك
واساكن امجاح آح منك / جنوا امناصف ولاوصيت/ حتى بحبه جبى منك / وقت امجنى غبت وتناسيت/ ذا بخلو والا جفا منك / واساكن امجاح آح منك /"..
ثنائي الانتشار والشهرة
شكل الفنان احمد فتحي مع ابن حارته حارة الشام في مدينة الحديدة ثنائيا جميلا ساهم فيه فتحي بانتشار الأغنية التهامية كما ساهمت اغاني الغدوة في بداية شهرة الفنان فتحي ..وقد غنى فتحي للغدوة اروع الاغاني منها ( البارحة ) و ( واساكن امجاح ) بعد الفنان البازغة وجدد فتحي فيها موسيقيا إلى جانب ( وازيب قر وازيب قر )..
والتي جاء فيها :
" وانا عاشق امبحر / حبيته من امصغر / في حِلِّي وفي امسفر / ألقى فيه ما أمر/ واقبل منه ما خطر / حتى لو يكون خطر / وازيب قر وازيب قر / "..
الغدوة يحاكي الواقع الراهن
وفي قصيدته " دمعة الم " متحسرا فيه على ماوصل إليه وطنه في 1994م بسبب الحرب ويحاكي فيها الراهن اليمني ويقول فيها :
" لهفي على وطني الحبيب/غدى رهينة مرتهن/شرَّقت أوغرَّبت لا / أدري مصيري يا زمن/لا عاد صنعاء بصنعاء / ولا عدنٌ عدن /لا عاد سردوداً ًبسردودٍ / و لا تُبنٌ تُبن / مَن ذا نلوم ومن نخاطب/ فا المخاطب كا الوثن /وثنً على أوجانِه وردٌ / وفي الرئتي درن / دفنوك يا وطني الحبيب / ووسدوك بلا كفن /ما عاد لي وطنٌ/
يؤمنني ويكفيني المحن./"..
الغدوة ومجد الكلمة الشاعرة
بشهادة كبار الفنانين والأدباء منهم البردوني والمرشدي وعبدالباري طاهر وعلوان الجيلاني وجابر الشراح وعبدالله خادم العمري ومختار علي حسن وعلي مغربي الاهدل وحميد عقبي وآخرين , استطاع الغدوة أن يصنع من رحم المعاناة مجداً من الكلمة الشاعرة ,وصاغ من آلام الكادحين فناً ولحناً فلم نجد للبؤس في شعره ملمحا، بل ربما كان للحزن كظيم.. إنه فارسٌ فذ ترجل عن جواده بعد أن أبلى بلاءً حسناً وأعطى ما بوسعه، ولم يدخر لنفسه جهداً،ولا وقتاً.. شاعر اقترب من النخيل يلتمس صموداً في زمن الانكسار ليقف متحدياً ما يقابله من تهميش ونسيان فكان شاعر البحر و النخيل..
الغدوة ملخصا حياته
لخص الشاعر عبدالله حسن غدوة حياته وشعره في هذه الابيات التي يقول فيها :
" حياتي حياة بعدها الموت قادم /فهل بعد موتي يقرؤون غدا شعري /فشعري شعر فيه حب لموطني / ولم امدح التيجان ماعشت من عمري/".
ورغم ماتعرض له من أهمال وعدم تكريم مستحق وماتعرضت له قصائده من نهب وسطو سيبقى حيا بكفاحه اليومي ونضاله الوطني وشرفه وبساطته وعفته وسجل سيرته شاهد على حياته الشخصية ومجده في الكلمة الشاعرة..وقد غنى له كثير من الفنانين منهم : محمد مرشدي ناجي وسالم البازغة وأحمد فتحي وامل كعدل وعمر غلاب وسلطان سالم ويحي الشلال وسليمان مسلماني وعلي عباده ومحمد مروعي وعبدالمجيد خليفة وفرقة الانشاد بصنعاء وفرقة مكتب الثقافة في محافظة الحديدة وماغني له ومالم يغنى مدون في اصداراته الشعرية: أنفاس النخيل 1983م وحقول البن1984م، و أغاني للبحر 1996م ودبابيس 1999م ، والأعمال الشعرية الكاملة في 2004 م..الحديث طويل ورحم الله الاستاذ عبدالله حسن غدوة واسكنه فسيح جناته..
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: فی البنک
إقرأ أيضاً:
في يوم ميلادها.. نجلاء فتحي وحمدي قنديل قصة حب بدأت بحوار صحفي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحتفل الفنانة نجلاء فتحي اليوم، بعيد ميلادها، حيث تعد واحدة من نجمات السينما المصرية، تميزت بإطلالتها المتميزة في أعمالها الدرامية والسينمائية حتى أصبحت مع مرور الوقت أيقونة الجمال ومثل أعلى لجميع الفنانات، كما أنها تحتفظ بمكانة مميزة في السينما المصرية.
تزوجت الفنانة نجلاء فتحي 4 مرات، حيث كانت المرة الأولى في سن المراهقة من أحمد عبد القدوس نجل الكاتب الراحل إحسان عبد القدوس، لكن لم تستمر هذه الزيجة طويلًا، بينما تزوجت للمرة الثانية من الفنان سيف أبو النجا شقيق الفنان خالد أبو النجا، وتم الانفصال ولكن نتج عن هذه الزيجة ابنتها الوحيدة “ياسمين”، وفي المرة الثالثة تزوجت نجلاء فتحي من أمير سعودي، استمر زواجهم ثلاث سنوات و تنقلت بين القاهرة وباريس، وسرعان ما تم الانفصال.
نجلاء فتحي وحمدي قنديل.. من حوار صحفي لأعظم قصة حب"أنا هتجوزك النهاردة".. كشف الصحفي حمدي قنديل عن تفاصيل تعرفه على زوجته الفنانة نجلاء فتحي خلال مذكراته التي تحمل عنوان "عشت مرتين"، بعد أن فاجأته بطلبها الزواج منه".
وقال حمدي قنديل: “أول لقاء كان عبارة عن حوار صحفي في بيت أختها بالدقي، شوفت بساطة وتلقائية بعد ما خلصنا الحوار وعدتها اتصل بيها، قررت أقابلها تاني، وحاجة جوايا كانت بتقول دي إنسانة مش شاطرة بس دي ذكية جدًا، دمها خفيف وشخصيتها قوية، وواثق إنها هتضيف في حياتي كل جديد”.
وأضاف: “واللقاء بينا اتكرر أكتر من مرة، عرفت أنها راحت مع بنتها الوحيدة ياسمين لتقضي أسبوعين في العجمي، وعرفت أنها صديقة لزوجة صديقي رجل الأعمال ممدوح مرسي، الذي يقضي شهور الصيف في فيلته، حجزت أنا الآخر غرفة في فندق بالإسكندرية واظبت على اللقاء كل يوم بينا”.
وتابع قنديل: “اكتشفت أن بيننا الكثير، كانت بتحب تصحى بدري، وكانت تحب السفر، وبتعرف تلعب طاولة، ومش بتحب الحفلات وسهرات المجتمع، وكانت تتابع جيدًا الشأن العام، وتميل إلى نهج اليسار، على الرغم من أن عبد الناصر أمم أرض والدها حسين بك فتحي الذي كان من أعيان الفيوم”.
وأردف: “وعندما عاد للقاهرة، وكانت معها ابنتها ياسمين، وكانت في الرابعة عشر من عمرها حينها، لم يجد صعوبة في التعامل معها، بل إنها راحت تداعبه وهم في الطريق”.
وواصل حمدي قنديل: “وبعد تعدد اللقاءات اتصلت بيا وقالتلي عملت كذا وكذا في يومي، وكان في موضوع شاغل تفكيرها ومرة واحدة قالتلي أنا هتجوزك النهاردة، توترت جدًا وقعدت اقول عظيم”.
واختتم حديثه قائلًا: “لاقتها بتقولي معاك بطاقة شخصية هستناك تيجي النهاردة البيت الساعة 5 وفي الآخر قالت موافق ولا هترجع في كلامك، قولتلها لا طبعًا موافق”.