هل كان (شيشرون) يتجسس علينا ؟
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
انفرد العالم الروماني (ماركوس توليوس شيشرون) برؤية مستقبلية استطاع من خلالها تشخيص عيوب أنظمة الحكم على اختلاف أنواعها، وكان في طليعة السياسيين والخطباء والفلاسفة في القرن الاول قبل الميلاد. لكنك عندما تقرأ كتاباته تشعر انه يعيش بيننا الآن. .
كان دائما يقول: (لا تلُم الحاكم، بل عليك أن تلوم الشعب الذي أشاد به، وعبده، وفرح بفقدان الحرية، ورقص في طريق موكبه، عليك أن تُلقي اللوم على الأشخاص الذين يحتفلون به عندما يكذب عليهم في ندواته ومؤتمراته).
ويقول أيضا: (ستة أخطاء يستمرُّ السياسيون في ارتكابها قرناً بعد قرن: الإيمان بأنَّ التفوق يتم تحقيقه بسحقِ الآخرين، وإهمال تنمية العقل وصقله، والقلق بشأن الأشياء التي لا يمكن تغييرها أو تصحيحها، ورفض تنحية التفضيلات التافهة، وإرغام الناس على الانضمام إلى التنظيمات الحزبية التي يرفضون الإنتماء اليها). .
لم يقرأ الكثيرون مؤلفات هذا الفيلسوف الكبير، وبعضهم لا يجد فرقا بين شيشرون أو شيش كباب. ومعظمهم يرفضون الاستفادة من خلاصة نظرياته التي ناقشها ودافع عنها قبل اكثر من 2000 عام. .
تشعر انه يعيش بيننا عندما تسمعه يقول: (رأيت في الحياة اناس يجيدون الخداع، يعيشون مع الذئب و يبكون مع الراعي). . تسمعه يقول: (الفساد يبدأ بسرقة أصوات الفقراء، وينتهي بسرقة أحلامهم). وهذا ما نراه ونتعايش معه من وقت لآخر في بلاد الواق واق وبخاصة في الحملات الدعائية التي تسبق مواسم الانتخابات. ونراه ايضاً في التلاعب بالصناديق وفي انتزاع الأصوات بالترهيب والترغيب. .
حذر شيشرون من الغدر والخيانة والمؤامرات الداخلية. بقوله: (يمكن للأمة أن تنجو من الحمقى، لكنها لا تستطيع النجاة من الخيانة الداخلية، فالاعداء يقفون دائماً وراء الحدود الخارجية، ويحملون راياتهم علانية، لكن الخائن يتنقل في الداخل، وينفث سمومه بين الناس، وتُسمع همساته في قاعات الحكومة نفسها). .
وله نظرية يقول فيها: (الفقير: يمارس العمل وهو الشخص الاول في المجتمع. . والغني: يستغل الأول. . والجندي: يدافع عن الاثنين. . والمواطن: يدفع للثلاثة. . والكسول: يعتمد على الأربعة. . والسكير: يشرب في صحة الخمسة. . والصيرفي: يسرق الستة. . والمحامي: يغش السبعة. . والطبيب : يقتل الثمانية. . وحفار القبور: يدفن التسعة. . والسياسي: يعتاش من العشرة). . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
هل يجب علينا كدول عربية أن نقلق من رسوم ترامب الجمركية؟
فعندما وضع ترامب رسومه الجمركية على البضائع الأجنبية القادمة إلى الولايات المتحدة كان يهدف إلى تقليل اعتماد المواطن الأمريكي عليها من خلال رفع أسعارها ودفعه نحو المنتجات والبضائع المحلية، ولكون الولايات المتحدة تعتبر لاعبا محوريا في الإقتصاد العالمي يثار التساؤل حول مدة تأثير هذه الرسوم على الدول العربية.
كيف ستتأثر الدول العربية ؟!في الحقيقة، يؤكد الخبراء الاقتصاديون بأن الأثر على اقتصاديات الدول العربية سيكون بنوعين:
الأول: التأثير المباشر، والذي لن يكون كبيرًا جدًا، لأن معظم صادرات الدول العربية إلى الولايات المتحدة هي صادرات نفطية، والتي تستثنى عادة من الرسوم الجمركية.
أما النوع الثاني، فهو التأثير غير المباشر، حيث ستتأثر الدول العربية من تداعيات تضرر التجارة العالمية وسلاسل التوريد، فضلًا عن زيادة التضخم العالمي.
الأردن الأكثر تضرراالاقتصاد الأردني سيكون من أكثر الدول العربية تأثرا دون غيره، كون الرسوم المفروضة عليه قد زادت عن الرسوم المفروضة على باقي الدول العربية، إذ بلغ الحد الأدنى للرسوم الأمريكية المفروضة على الدول العربية 10% بينما الحد الأدنى من الرسوم المفروضة على الأردن بلغت نسبة 20%.
فيما رأى البعض أنه سيشكل علامة فارقة في السياسة التجارية بين عمّان وواشنطن، مما يهدد اتفاقية التجارة الحرة التي وقعها الأردن مع الولايات المتحدة الأميركية نهاية عام 2001، بالإضافة لارتفاع كلف الإنتاج على السلع الأردنية، مما قد يجعلها أقل تنافسية مع غيرها جراء الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة بالمجمل.
وتتركز الصادرات الأردنية إلى أميركا في الألبسة، والحلي، والأسمدة، والتمور، والصناعات الدوائية، وخدمات التكنولوجيا، بينما تستورد المملكة من السوق الأميركي منتجات معدنية، معدات نقل، حبوب، وأجهزة طبية، لكن قرار الرسوم الجديد قد يهدد هذا التوازن، خاصة في قطاع الألبسة الذي تجاوزت قيمته 1.5 مليار دينار العام الماضي.
وحسب تقرير أصدرته منظمة "تمكين" للمساعدة القانونية (منظمة مجتمع مدني مختصة في قضايا العمل)، قدّرت المنظمة أن تسجيل انخفاض 20-30% في منتجات قطاع الألبسة للولايات المتحدة، على سبيل المثال، قد يؤدي إلى فقدان 10 آلاف إلى 15 ألف وظيفة مباشرة، تعد النساء الحلقة الأضعف فيها، إذ يشكلن 60% من العاملين في هذا القطاع.
بعض الدول العربية قد تستفيد من الرسوم
رغم هذه التخوفات وحالة من الضبابية التي تخيم على المشهد الاقتصادي للدول العربية، يرى حبراء إقتصاديون بأن بعض الدول العربية قد تستفيد من هذه الرسوم، وذلك لأن الصين والاتحاد الأوروبي يرغبان في إيجاد أسواق جديدة في آسيا وأفريقيا والابتعاد عن الولايات المتحدة، وقد تكون الدول العربية أحد هذه الأسواق.
كلمات دالة:هل يجب علينا كدول عربية أن نقلق من رسوم ترامب الجمركية؟ترامبرسوم جمركيةاقتصاد© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
عملت رولا أبو رمان في قسم الاتصال والتواصل لدى جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، ثم انتقلت إلى العمل كصحفية في موقع "نخبة بوست"، حيث تخصصت في إعداد التقارير والمقالات وإنتاج الفيديوهات الصحفية. كما تولت مسؤولية إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي.
انضمت رولا لاحقًا إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" كمحررة وناشرة أخبار على الموقع وسوشال ميديا، موظفة في ذلك ما لديها من مهارات في التعليق...
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اقرأ ايضاًاشترك الآن