المنطقة الحرة لمطارات أبوظبي و«إم إس إم لوجستيك» تضعان حجر الأساس لمشروع لوجستي استراتيجي في منطقة الفلاح
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
وضعت المنطقة الحرّة لمطارات أبوظبي، بالتعاون مع شركة «إم إس إم لوجستيك»، حجر الأساس لمستودعات تخزين جديدة في منطقة الفلاح في أبوظبي، ما يسهم في تعزيز التجارة والتنمية الاقتصادية في القطاع اللوجستي لإمارة أبوظبي.
تبلغ مساحة منطقة الفلاح 8.3 كيلومترات مربّعة، وتقع شرق مطار زايد الدولي، وهي إحدى المناطق الخاضعة لرقابة المنطقة الحرّة لمطارات أبوظبي، والأكبر ضمن محفظتها الحالية.
وتتعاون شركة «إم إس إم لوجستيك»، المتخصِّصة عالمياً في مجال تصميم المجمَّعات الصناعية وتشييدها، مع المنطقة الحرّة لمطارات أبوظبي، لتوفير حلول مبتكَرة تتوافق مع أهداف المشروع، مع التركيز على التميُّز التشغيلي.
وأُعلِن عن إطلاق هذا المشروع على هامش فعاليات معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك 2023)، بعد توقيع اتفاقية المساطحة. وتبلغ قيمة الاستثمار الإجمالية في المشروع 85 مليون درهم، ويضمُّ مساحة مخصَّصة تبلغ 28,623 متراً مربّعاً، ويتضمّن إنشاء مستودعات تخزين بمساحة 16,500 متراً مربعاً. ويهدف المشروع بشكل رئيسي إلى جذب المستثمرين المحليين والإقليميين والدوليين إلى المنطقة الحرّة لمطارات أبوظبي، عبر توفير مرافق عالمية المستوى. ويسهم المشروع أيضاً في تطوير منطقة الفلاح، ودفع عجلة النمو الاقتصادي في أبوظبي ودولة الإمارات.
وتؤدي المنطقة الحرّة لمطارات أبوظبي دوراً محورياً في استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة والإسهام في دعم جهود التنويع الاقتصادي في دولة الإمارات، عبر توفير بيئة حاضنة لنمو الأعمال. وتشمل المشاريع المستقبلية في المنطقة الحرّة مبنى الشحن في المنطقة الشرقية للمطار، والمرحلة الثانية من إنشاء المكاتب التجارية في مجمّع الأعمال، والمرحلة الثانية من المجمّع اللوجستي بالقرب من مطار زايد الدولي، فضلاً عن بناء مركز الأعمال في مطار العين الدولي. وتسهم المنطقة الحرّة لمطارات أبوظبي بفضل محفظتها المتنامية من المستثمرين الفاعلين في تسهيل العمليات وتوفير الخدمات المتكاملة، لتبسيط الإجراءات للمستثمرين المحليين والدوليين.
وقال ويلسون تشان، نائب الرئيس الأول للشحن والخدمات اللوجستية في المنطقة الحرة لمطارات اْبوظبي: «أشعر بسعادة كبيرة لانطلاق هذا المشروع على أرض الواقع، حيث يُعدُّ إطلاق هذا التعاون مع (إم إس إم لوجيستيك) من أبرز الإنجازات التي حقَّقتها المنطقة الحرّة لمطارات أبوظبي، ويسلِّط الضوء على التزامنا بمواصلة تحقيق التقدُّم والابتكار في منطقة الفلاح. ونسعى اليوم بالتعاون مع شركائنا إلى وضع حجر الأساس لمستقبل واعد، يسهم في تعزيز التجارة والتنمية الاقتصادية ودعم جهود التنويع الاقتصادي عبر استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في أبوظبي».
ولأنَّ شركة «إم إس إم لوجيستيك» هي الجهة المستثمرة الأولى في منطقة الفلاح، ستسهم في تمهيد الطريق نحو إطلاق المزيد من المشاريع التي تهدف إلى توفير مستودعات تخزين لشركائها في المستقبل. ويعكس هذا الاستثمار التزام «إم إس إم لوجيستيك» بالمنطقة، ويؤكِّد سعيها للاستفادة استراتيجياً من البنية التحتية التي تمتاز بها منطقة الفلاح حالياً، للارتقاء بقطاع الخدمات اللوجستية.
وقال إيفجيني جوركين، المدير العام لشركة «إم إس إم لوجيستيك»: «يسرُّنا أن نتعاون مع فريق العمل المحترف لفريق المنطقة الحرّة لمطارات أبوظبي، بدعم من شركة (نايت فرانك) في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. فقد أسهمت المشورة الاستراتيجية التي قدَّمتها لنا شركة (نايت فرانك) ودراساتها للسوق في توجيه خيارنا نحو المنطقة الحرّة لمطارات أبوظبي، بصفتها شريكاً مثالياً لدخولنا إلى سوق المنطقة. وتمتاز المنطقة الحرّة لمطارات أبوظبي بموقعها الاستراتيجي، ونتطلَّع إلى تنفيذ مزيدٍ من المشاريع هنا. وستكون المستودعات التي نعمل حالياً على إنجازها جاهزة لاستقبال شركائنا في الربع الأول من عام 2025، وسنكون من الجهات الأولى التي تربط عملياتها بمشروع البنية التحتية الضخم الجاري تنفيذه في منطقة الفلاح بعد اكتماله. ونثق بأنَّ جهودنا ومساعينا المشتركة سوف تمكِّننا من تحقيق نتائج مذهلة، ومواصلة تعزيز الشراكة القائمة بيننا، لنسهم معاً في الاستفادة القصوى من إمكانات اقتصاد دولة الإمارات الواعدة».
وتحرص المنطقة الحرّة لمطارات أبوظبي على الالتزام بأعلى المعايير التشغيلية وتوفير بيئة داعمة لنمو الأعمال. وتوفِّر المنطقة الحرّة لمطارات أبوظبي، من خلال تركيزها على استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة لتعزيز التنويع الاقتصادي والتجارة العالمية، بنية تحتية متكاملة وخدمات داعمة مصمّمة لتلبية احتياجات المستثمرين المحليين والدوليين، ما يسهم في ترسيخ مكانة أبوظبي وجهةً رائدةً للتجارة العالمية والابتكار.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: فی أبوظبی
إقرأ أيضاً:
ما هي الأسباب التي دفعت قسد والقيادة السورية لتوحيد الرؤى في إطار اتفاق تاريخي؟
أثار توقيع الرئيس السوري احمد الشرع وقائد “قوات سوريا الديمقراطية” مظلوم عبدي اتفاقاً من 8 بنود، صدمة في الأوساط الداخلية والخارجية، تزامن مع الأخذات الخطيرة في الساحل السوري ومحاولة محاصرة القيادة السورية الجديدة من عدة جبهات على الصعيد الأمني والسياسي في آن.
هذا الاتفاق وفق أحد المراقبين سيكون له تداعياته، لاسيما ما ورد في البند الرابع الذي يقضي بدمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن الدولة السورية وهي تشكل حوالي 28% من الاراضي السورية، تشمل المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز التي تديرها بدعم من التحالف الدولي التي تقوده الولايات المتحدة وتحتوي على اهم الحقول ابرزها “العمر” التنف” “رميلان” “كونيكو” “الجفرة” و”التيم”.
مع سقوط نظام بشار الأسد استعاد قسم كبير من الشعب السوري حريته، والاكراد حكما وهم الذين حرموا من الهوية السورية وهجروا من العديد من المناطق شمال سوريا ايام حكم آل الاسد وغيرها من الامور التي وصلت الى حدود منعهم من استعمال لغتهم والاحتفال بالمناسبات الخاصة بهم.
لا شك ان التطورات والتغييرات في المنطقة كان لها انعكاساتها لكنها دعمت برغبة من الطرفين وستكون لها تداعياتها ليس فقط على سوريا انما على تركيا والعراق، وهذا ما سيشكل كتلة ضاغطة في مواجهة المحور الإيراني.
خلافا لما يتم تداوله حول الاتفاق الذي وقع بين مظلوم عبدي والرئيس الشرع، يشير الكاتب والباحث في الشؤون العسكرية والأمنية والإرهاب العقيد الركن السابق في الجيش السوري خالد المطلق في حديث لـ”صوت بيروت إنترناشونال” الى ان المباحثات بين الطرفين كانت قائمة منذ ما يقارب الشهر لكنها لم تخرج الى العلن الا حين نضجت البنود التي تم التباحث بها وباتت جاهزة للاعلان والتوقيع.
بالنسبة للظروف التي ساهمت في ولادة هذا الاتفاق التاريخي وانعكاساته على الاكراد والقيادة الجديدة للجمهورية العربية السورية، وهل الاحداث في الساحل السوري أرخت بثقلها لتسريع عملية التوقيع، اعتبر العقيد الركن انه لا يمكن فصلها عن الاحداث الخطيرة التي جرت في الساحل السوري، حيث وردت معلومات عن تحرك للجناح الايراني في “قسد” للمشاركة في عملية الانقلاب على الشرعية.
بالنسبة للمصالح التي أمنت التقارب الكردي مع القيادة السورية الجديدة للوصول الى اتفاق واضح لناحية الانضمام الى الشرعية بشكل كامل، يرى العقيد المطلق ان مظلوم عبدي قرأ الواقع السياسي بشكل جيد ان على الصعيد الداخلي او الدولي بعد وصول الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى رئاسة الولايات المتحدة الاميركية وهو الذي اعلن في رئاسته الاولى عن رغبة ادارته بالانسحاب من سوريا، وتداركا لاي متغير يطرأ على سياسة ترامب من خلال قرار مفاجئ فيما يرتبط بانسحاب القوات الاميركية، قد يدفع ثمنها الاكراد بغياب المظلة الاميركية التي كانت مؤمنة له من خلال التحالف الدولي ، وهذا ما سيدفعه الى قبول اي شرط يمكن ان يوضع عليه.
بالنسبة للمكسب الذي حققته قيادة الشرع من اعلان هذا الاتفاق، يعتبر العقيد المطلق ان المكسب الرئيسي نجاحه في ضرب المحور الايراني معنويا، وانهى مشروع تقسيم سوريا خاصة وان التفاهمات انسحبت على الدروز في السويداء على جزء كبير من وجهاء دروز السويداء، وهذا الامر انعكس على العلويين في الساحل الذين باتوا وحيدين سياسيا نتيجة هذه التفاهمات. اما على الصعيد العسكري يمكن القول انهم فقدوا قدرتهم على التأثير وانتهوا ، ما خلا بعض العمليات والكمائن التي يمكن ان يخرجوا بها في عدة مناطق وستكون فردية لا يمكنها فرض واقع معين.
لا يربط العقيد المطلق قرار رئيس “حزب العمال الكردستاني” عبد الله اوجلان بإلقاء السلاح بالاتفاق بين عبدي وقيادة الشرع كونه شأن داخلي تركي، اما على صعيد التصعيد الاسرائيلي تجاه الرئاسة السورية الجديدة والجنوح باتجاه الدفاع عن انقلاب العلويين، وإبداء الاستعداد لحماية الدروز في سوريا، يشير المطلق الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حامل عباءة مشروع “بن غوريون” لحماية الاقليات وتعزيز تفكيك المجتمعات، وهذا ما يفسر تحركه في شمال شرق سوريا من خلال تعاونهم مع المحور الايراني في هذا التوقيت والدفاع عن من يدور فلكهم من العلويين والدروز والاكراد، للدفع باتجاه الانفصال في وقت تسعى الادارة الاميركية الى الحفاظ على دولة مركزية، بعدما بات الاكراد عبئا عليها، بعيدا عن الروايات حول حماية حقول النفط، لان الوجود الاميركي في تلك المنطقة هو فقط لضبط ايقاع المنطقة ومقاتلة “داعش”، بعد رفض الجيش الحر التخلي عن قتال نظام الاسد ومشاركتها في مواجهة الإرهابيين.
في الختام يبدو ان المنطقة مقبلة على تطورات عديدة لم تشهدها منذ عقود وقد تؤدي الى انهاء الدور الايراني في المنطقة الذي بات محاصرا في الدول التي اخترقتها بأذرعها ، ولم تعد تملك مقومات تغيير الواقع التي بات ثابتا في المنطقة