مع توسع المعارك وارتفاع كلفتها الإنسانية.. ما فرص وقف الحرب في السودان؟
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
رجح ضيفا برنامج "ما وراء الخبر" أن يتجه الصراع في السودان نحو المزيد من التصعيد، في ظل غياب الحلول الدبلوماسية والسياسية واستمرار الدعم الخارجي للجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بالإضافة إلى تمسكهما بالخيار العسكري.
وفي هذا السياق، أعرب مايكل مولروي، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق عن قلقه بشأن العنف المتزايد وتراجع الجهود الرامية إلى إيجاد حل للأزمة السودانية، مؤكدا أن الطرفين المتصارعين يتعادلان من ناحية القوة، ولا يمكن لأحدهما أن يحسم المعركة لصالحه، وطالما يحصلان على دعم خارجي في مجال الأسلحة فسيتسبب ذلك في إطالة أمد الحرب، وفق قوله.
وطالب الضيف الأميركي -في حديثه لحلقة (2023/8/9) من برنامج "ما وراء الخبر"- بوقف إطلاق النار في السودان من أجل الشروع في المفاوضات وإيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوداني. وأضاف أن الجهد الأميركي يحتاج إلى وقف إطلاق النار وإلى دعم إنساني للمحتاجين.
وقال أيضا إن الأمم المتحدة لن ترسل أي قوة لحفظ السلام في السودان حتى يكون هناك اتفاق لوقف إطلاق النار، لكن المشكلة أن لا أحد من الطرفين المتصارعين يستطيع أن يسيطر على الآخر، وهو ما يزيد من دوامة العنف.
وبشأن المساعدات الإنسانية، أشار مولروي إلى أن الحرب الروسية على أوكرانيا تؤثر على فرص دعم السودان، مشددا على ضرورة أن تُضمّن جميع دول العالم بتصدير الحبوب الأوكرانية، الأمر الذي سيساهم في حل أزمة الغذاء.
ورأى الكاتب والباحث السياسي السوداني محمد تورشين أن المعطيات المتوفرة بشأن الحرب الجارية تميل لصالح الجيش السوداني، لكن بسبب طبيعة أرض المعركة سيكون من الصعب عليه تحقيق انتصارات سريعة، ولذلك يلجأ إلى خطة استنزاف قوات الدعم السريع وإنهاكها ومحاولة إحداث انشقاق في صفوفها، مشيرا إلى أن هذه المعطيات ربما تدفع الجيش للتمسك بموقفه المتعلق بدمج قوات الدعم وفق شروط المؤسسة العسكرية.
وتوقع أن تكون لإستراتيجية الجيش تداعيات مرتبطة بالجانب الإنساني وبسقوط عدد كبير من الضحايا.
إستراتيجية الجيشوأرجع تورشين تصاعد حدة المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى عدة عوامل؛ أهمها أن الجيش السوداني غيّر إستراتيجيته بخصوص الدفاع عن مقرات الأجهزة العسكرية والأمنية وأجهزة الدولة، حيث بات يعتمد على ما سماها المتحدث "القوة المميتة"، بعدما كان يعتمد على سياسة النفس الطويل والاستنزاف في حربه مع قوات الدعم السريع.
أما العامل الآخر -وفق تورشين- فيعود لكون طرفي الصراع ما يزالان يفضلان الخيار العسكري لحسم المعركة في ظل تراجع فرص الحلول الدبلوماسية والسياسية، لا سيما مبادرات الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا "إيغاد" ودول جوار السودان.
وتحدث الضيف السوداني عن الدعم الخارجي لقوات الدعم السريع وبالتحديد من طرف الإمارات، لكن الحكومة السوداني ممثلة في الجيش ووزارة الخارجية لم تقل ذلك صراحة.
ويذكر أن الاشتباكات تواصلت اليوم الأربعاء بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مواقع مختلفة من العاصمة الخرطوم، وبمختلف أنواع الأسلحة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجیش السودانی الدعم السریع فی السودان
إقرأ أيضاً:
السودان: قيادي أهلي يكشف عن «هجوم ضخم» من الدعم السريع على الفاشر
تخوض قوات الدعم السريع صراعا مسلحا مع الجيش السوداني منذ أكثر من عام، وبدأت في 14 أكتوبر الماضي حملات “انتقامية” استهدفت مناطق مجموعة الزغاوة بولاية شمال دارفور، بزعم دعمها للقوة المشتركة.
التغيير: وكالات
كشف قيادي أهلي في ولاية شمال دارفور غربي السودان، الخميس، عن حشود وتجمعات ضخمة لقوات الدعم السريع، قال إنها ترتب لشن هجمات على مناطق تسكنها مجموعة الزغاوة بولاية شمال دارفور، غربي السودان، وكشف عن إعلان الاستنفار العام للتصدي للهجمات المتوقعة.
وأفاد رئيس هيئة شورى قبيلة الزغاوة صالح عبد الله لموقع (الجزيرة نت) بأن “هناك حشودا ضخمة لقوات الدعم في مناطق بمحلية كتم وسرف عمرة بولاية شمال دارفور، ومنطقة كلبس بولاية غرب دارفور، ينوون الهجوم على مناطق وديار الزغاوة بدءا من محلية الطينة المجاور لدولة تشاد”.
وأعلن صالح حالة الاستنفار العامة والاستعداد لمواجهة الهجمات المحتملة لما سماها مليشيا الدعم السريع على مناطق قبيلته.
والأسبوع الماضي، قالت مصادر محلية وشهود عيان في ولاية شمال دارفور لـ (لجزيرة نت) إن قوات الدعم السريع أحرقت نحو 45 قرية خلال الأسبوعين الماضيين، مما أدى إلى فرار نحو 20 ألف شخص باتجاه تشاد المجاورة.
وتخوض هذه القوات صراعا مسلحا مع الجيش السوداني منذ أكثر من عام، وبدأت في 14 أكتوبر الماضي حملات “انتقامية” استهدفت مناطق مجموعة الزغاوة بولاية شمال دارفور، بزعم دعمها للقوة المشتركة، وهي ائتلاف للحركات المسلحة تقاتل إلى جانب الجيش السوداني ضد الدعم السريع في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
الوسومآثار الحرب في السودان إنهاء حصار الفاشر الزغاوة الفاشر حصار الفاشر