رجح ضيفا برنامج "ما وراء الخبر" أن يتجه الصراع في السودان نحو المزيد من التصعيد، في ظل غياب الحلول الدبلوماسية والسياسية واستمرار الدعم الخارجي للجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بالإضافة إلى تمسكهما بالخيار العسكري.

وفي هذا السياق، أعرب مايكل مولروي، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق عن قلقه بشأن العنف المتزايد وتراجع الجهود الرامية إلى إيجاد حل للأزمة السودانية، مؤكدا أن الطرفين المتصارعين يتعادلان من ناحية القوة، ولا يمكن لأحدهما أن يحسم المعركة لصالحه، وطالما يحصلان على دعم خارجي في مجال الأسلحة فسيتسبب ذلك في إطالة أمد الحرب، وفق قوله.

وطالب الضيف الأميركي -في حديثه لحلقة (2023/8/9) من برنامج "ما وراء الخبر"- بوقف إطلاق النار في السودان من أجل الشروع في المفاوضات وإيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوداني. وأضاف أن الجهد الأميركي يحتاج إلى وقف إطلاق النار وإلى دعم إنساني للمحتاجين.

وقال أيضا إن الأمم المتحدة لن ترسل أي قوة لحفظ السلام في السودان حتى يكون هناك اتفاق لوقف إطلاق النار، لكن المشكلة أن لا أحد من الطرفين المتصارعين يستطيع أن يسيطر على الآخر، وهو ما يزيد من دوامة العنف.

وبشأن المساعدات الإنسانية، أشار مولروي إلى أن الحرب الروسية على أوكرانيا تؤثر على فرص دعم السودان، مشددا على ضرورة أن تُضمّن جميع دول العالم بتصدير الحبوب الأوكرانية، الأمر الذي سيساهم في حل أزمة الغذاء.

ورأى الكاتب والباحث السياسي السوداني محمد تورشين أن المعطيات المتوفرة بشأن الحرب الجارية تميل لصالح الجيش السوداني، لكن بسبب طبيعة أرض المعركة سيكون من الصعب عليه تحقيق انتصارات سريعة، ولذلك يلجأ إلى خطة استنزاف قوات الدعم السريع وإنهاكها ومحاولة إحداث انشقاق في صفوفها، مشيرا إلى أن هذه المعطيات ربما تدفع الجيش للتمسك بموقفه المتعلق بدمج قوات الدعم وفق شروط المؤسسة العسكرية.

وتوقع أن تكون لإستراتيجية الجيش تداعيات مرتبطة بالجانب الإنساني وبسقوط عدد كبير من الضحايا.

إستراتيجية الجيش

وأرجع تورشين تصاعد حدة المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى عدة عوامل؛ أهمها أن الجيش السوداني غيّر إستراتيجيته بخصوص الدفاع عن مقرات الأجهزة العسكرية والأمنية وأجهزة الدولة، حيث بات يعتمد على ما سماها المتحدث "القوة المميتة"، بعدما كان يعتمد على سياسة النفس الطويل والاستنزاف في حربه مع قوات الدعم السريع.

أما العامل الآخر -وفق تورشين- فيعود لكون طرفي الصراع ما يزالان يفضلان الخيار العسكري لحسم المعركة في ظل تراجع فرص الحلول الدبلوماسية والسياسية، لا سيما مبادرات الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا "إيغاد" ودول جوار السودان.

وتحدث الضيف السوداني عن الدعم الخارجي لقوات الدعم السريع وبالتحديد من طرف الإمارات، لكن الحكومة السوداني ممثلة في الجيش ووزارة الخارجية لم تقل ذلك صراحة.

ويذكر أن الاشتباكات تواصلت اليوم الأربعاء بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مواقع مختلفة من العاصمة الخرطوم، وبمختلف أنواع الأسلحة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الجیش السودانی الدعم السریع فی السودان

إقرأ أيضاً:

بلومبيرغ: الدعم السريع تسيطر على عنصر رئيسي بصناعة الكوكاكولا وبيبسي

نشر موقع بلومبيرغ الأميركي تقريرا مطولا عن الصمغ العربي في السودان ومخاطر إنتاجه ونقله إلى منافذ التصدير وسيطرة قوات الدعم السريع على مناطق إنتاجه وابتزاز المزارعين وسائقي الشاحنات التي تنقله وترويعهم.

وصدر التقرير، الذي أعده سيمون ماركس، تحت عنوان "مليشيا الإبادة الجماعية في السودان تسيطر على عنصر رئيسي في صناعة الكوكاكولا والبيبسي كولا"، وتضمن أن هذه المليشيا، التي اتهمتها الولايات المتحدة بارتكاب إبادة جماعية، تسيطر على أجزاء أساسية من سلسلة التوريد.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: نتنياهو استأنف الحرب للحفاظ على حياته السياسيةlist 2 of 2إنترسبت: شركة المراقبة هذه زودت الشرطة الأميركية ببيانات سرية عن احتجاجات فلسطينend of list

وتضمن التقرير تعريفا بالصمغ العربي وأهميته في عديد من المنتجات، قائلا إنه يعمل كمستحلب عضوي في السلع الاستهلاكية والعلامات التجارية الشهيرة حول العالم.

وأضاف أنه يُستخدم في صناعات الحلوى والأدوية والصودا ومستحضرات التجميل. وينمو في جميع أنحاء أفريقيا -من السنغال إلى كينيا– لكن قلب الإنتاج يقع في السودان بإقليمي دارفور وكردفان، اللذين تسيطر عليهما، إلى حد كبير، قوات الدعم السريع، مشيرا إلى أن السودان ينتج ما نسبته 70% من الإمدادات العالمية لهذا الصمغ.

حجر الأساس لصناعة المواد الغذائية

واستمر يقول إذا اختفى الصمغ العربي، فإن توليفة كوكا كولا لن تعمل بعد الآن، وسيتوقف إنتاجها، مشيرا إلى أن هذا الصمغ يمنع السكر في المشروبات الغازية من السقوط إلى قاع العلبة، وقد تم استخدامه لآلاف السنين في العصر الحجري الأفريقي كمادة لاصقة، وفي الطلاء من قبل الكتبة الصينيين في العصر الحجري الحديث، ولتحنيط مومياوات الفراعنة المصريين ولتقوية أحمر الشفاه الذي تستخدمه الملكة إليزابيث الأولى وكليوباترا، كذلك استخدمه الإغريق لعلاج القرحة، كما أنه عنصر أساسي في كل شيء من كوكا كولا وبيبسي كولا إلى زبادي "دانون" إلى "إم آند إم إس" وغير ذلك.

إعلان

وفي العقود الأخيرة، كان من المهم جدا لشركات الأغذية العالمية الضغط بنجاح على إدارة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون لاستثناء الصمغ العربي من قائمة العقوبات الشاملة المفروضة على السودان في عام 1997. وطورت شركات من بينها كارغيل بدائل اصطناعية، لكنها لم تحل محل الصمغ العربي الطبيعي، الذي يستمر في التدفق من السودان وسط الفظائع الحالية، إما عن طريق بورتسودان أو يتم تهريبه عبر البلدان المجاورة.

تجارة تعج بالابتزاز

وذكر التقرير أنه بعد عامين من الحرب، التي خلقت أكبر أزمة إنسانية في العالم، لا يمكن تتبع سلسلة التوريد في السودان تماما، مع عدم وجود طريقة لمعرفة إذا ما كان المصدرون يدفعون أموالا لمجرمي الحرب. وقال مصدرون في السودان إن شراء الصمغ العربي الذي يفي بالمعايير الأخلاقية أصبح شبه مستحيل منذ بدء الحرب.

وأشارت بلومبيرغ إلى أن الاتحاد الأوروبي استورد عام 2024 من السودان 70% من جملة الـ72 ألف طن متري من الصمغ العربي التي استوردها من العالم، على الرغم من حدوث انخفاض طفيف بنسبة 3% في صادرات السودان إلى الاتحاد الأوروبي خلال تلك الفترة، في حين أظهرت الأرقام زيادة مماثلة تقريبا في الواردات من مصر وتشاد المجاورتين.

آلاف الدولارات للعبور

وأورد التقرير قصصا عن أن سائقي الشاحنات، التي تنقل الصمغ، يتصلون في أحيان كثيرة بأصحاب هذه الشاحنات لدفع آلاف الدولارات لجماعة الإبادة الجماعية التي مزقت البلاد، والتي تبتز السائقين مقابل السماح لهم بالمرور بشحناتهم إلى منافذ التصدير في بورتسودان، أو الحدود التشادية أو الطرق المفتوحة على مصر.

كما أحرقت مليشيا الدعم السريع الحقول وقتلت المزارعين ونهبت آلاف الأطنان من المستودعات في العاصمة السودانية الخرطوم، قبل تهريبها عبر الحدود إلى تشاد أو ليبيا أو مصر.

مقالات مشابهة

  • بلومبيرغ: الدعم السريع تسيطر على عنصر رئيسي بصناعة الكوكاكولا وبيبسي
  • الجيش السوداني يتمدد جنوب الخرطوم ويضيق الخناق على الدعم السريع في القصر
  • الجيش السوداني يحبط محاولة الدعم السريع لفك الحصار عن قواته في القصر
  • الجيش السوداني يستعيد مواقع حيوية في الخرطوم و”الدعم السريع” ترد بقصف أم درمان
  • اتهام الجيش السوداني باستخدام الأسلحة الكيماوية.. ومسؤول ملف حقوق الإنسان في جنيف يرد
  • قائد في الجيش السوداني يكشف عن خيارين أمام الدعم السريع وسط الخرطوم
  • قائد «درع السودان» يتبرأ من جرائم «الدعم السريع» ويؤكد أنه جزء من الجيش
  • رائحة الموت تنبعث من أحد أحياء الخرطوم على وقْع المعارك بين الجيش و«الدعم السريع»
  • الجيش السوداني يحاصر الدعم السريع بالخرطوم والسلطات تكتشف مقبرة جماعية
  • الجيش السوداني يضيق الحصار على الدعم السريع ويقترب من القصر الرئاسي