قبلت، كامالا هاريس، ترشيح الحزب الديمقراطي لها في مؤتمر الحزب في شيكاغو، الخميس، ما يجعلها المرشحة الديمقراطية الرسمية لخوض الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر. 

وقالت هاريس في خطاب أمام حشد من الجماهير "بالنيابة عن الشعب، بالنيابة عن كل أميركي، بغض النظر عن الحزب والعرق والجنس... أنا أقبل ترشيحكم"، مضيفة "سأكون الرئيسة التي توحدنا حول أسمى تطلعاتنا".

 

وتابعت "المستقبل يستحق دائما أن نقاتل من أجله. وهذه هي المعركة التي نخوضها الآن. معركة من أجل مستقبل أميركا".

"هاريس تهاجم"

واستخدمت نائبة الرئيس، كامالا هاريس، خطابها بالمؤتمر الوطني الديمقراطي، لتقديم نفسها كقائدة عملية يمكنها توحيد جميع الأميركيين وراء "طريق جديد إلى الأمام"، واصفة منافسها، الرئيس السابق دونالد ترامب، بـ"الرجل غير الجاد" الذي ستكون عواقب إعادته إلى البيت الأبيض "بالغة الخطورة".

ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز"، فقد حذرت هاريس من أن سلوك الرئيس السابق يخفي "تهديدا خطيرا وجوهريا للأميركييين"، سواء كانوا يسعون للحصول على الرعاية الصحية الإنجابية، أو قلقين بشأن سلامة واستقرار العلاقات الدبلوماسية، أو قلقين بشأن تدفق المهاجرين عبر الحدود الجنوبية للبلاد أو مستقبل الديمقراطية.

وقالت: "مع هذه الانتخابات، لدى أمتنا فرصة ثمينة وعابرة لتجاوز المرارة والسخرية والمعارك الانقسامية في الماضي. فرصة لرسم طريق جديد إلى الأمام. ليس كأعضاء في أي حزب أو فصيل، ولكن كأميركيين".

هاريس رسميا مرشحة الديمقراطيين لانتخابات الرئاسة

وبزغ نجم هاريس كمرشحة للحزب الديمقراطي قبل أكثر من شهر بقليل عندما أجبر حلفاء الرئيس جو بايدن (81 عاما) إياه على الانسحاب من السباق. وإذا ما نجحت فإنها ستكتب التاريخ كأول امرأة تُنتخب رئيسة للولايات المتحدة.

واعترفت هاريس في حديثها إلى آلاف المؤيدين للحزب الديمقراطي في مركز يونايتد سنتر في شيكاغو، بأن ترشيحها لم يكن ما كان يتوقعه حزبها قبل بضعة أسابيع فقط.

غير أنها أكدت للحضور أنها "ليست جديدة على المسارات غير المتوقعة"، مستذكرة نشأتها كابنة لعالمة هندية. وأوضحت كيف أن طموحات والدتها لحياة جديدة في الولايات المتحدة كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت مسيرة هاريس المهنية في القانون والسياسة. 

وأضافت أن والدتها غرست فيها مبدأ مهما: "لا تقومي بأي عمل على نحو متهاون أو غير مكتمل".

تحذيرات وانتقادات

وفي الليلة الأخيرة والأكثر ترقبا من المؤتمر، سعت هاريس (59 عاما) إلى إعادة تقديم نفسها لأميركا بينما تدخل هي وترامب الأسابيع الأحد عشر الأخيرة من حملة متقاربة.

واختارت هاريس التركيز بشكل مطول على "مشروع 2025"، وهو جدول أعمال سياسي محافظ صاغه العديد من مساعدي ترامب السابقين والذي ينفي علاقته بالمشروع.

وحذرت من أن السياسات التي يقدمها سيكون لها تأثير مدمر على الصحة الإنجابية، مما يؤدي إلى حظر الإجهاض على مستوى البلاد وفرض مزيد من القيود على الرعاية الصحية للمرأة.

وقالت هاريس: "ببساطة، إنهم فاقدون لعقولهم"، مضيفة إنها ستوقع "بفخر" على تشريع يحمي حقوق الإجهاض ليصبح قانونا، وهو تعهد قدمه بايدن أيضا، ولكنه بعيد المنال في الكونغرس الحالي، وفقا لنيويورك تايمز.

ما هو "مشروع 2025" ولماذا يتنصل منه ترامب؟ خلال الاسابيع القليلة الماضية صعدت حملة الرئيس الأميركي جو بايدن من هجماتها الرامية لربط الرئيس السابق دونالد ترامب بالخطة التي اصدرتها مؤسسة محافظة وتتضمن مجموعة توصيات لشكل الحكومة الأميركية المقبلة.

وانتقدت هاريس بشدة أعضاء جمهوريون بالكونغرس "خضعوا لضغوط ترامب"، ورفضوا مشروع قانون ثنائي تبناه الحزبان لتعزيز أمن الحدود، والذي كان سيفرض أكثر الإجراءات صرامة على الهجرة منذ عقود.

وتعهدت هاريس بإنشاء "مسار عادل للحصول على الجنسية الأميركية" في الولايات المتحدة. كما أكدت أنها، بصفتها القائد الأعلى للبلاد، ستقوم بالتوقيع على تشريع شامل لأمن الحدود ليصبح قانونا نافذا.

وقالت هاريس: "من نواحٍ كثيرة، دونالد ترامب رجل غير جاد.. لكن عواقب إعادة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض خطيرة للغاية".

وحذرت هاريس من أن محاولة ترامب قلب نتائج انتخابات 2020، وتشجيعه للحشد الذي هاجم مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، وحكم المحكمة العليا الأخير الذي يمنح الرؤساء حصانة واسعة عن الجرائم المرتكبة أثناء شغل المنصب ينذر بولاية ثانية لترامب "ستكون أسوأ بكثير للبلاد من الأولى".

وقالت: "تخيلوا فقط دونالد ترامب بدون ضوابط"، "وكيف سيستخدم السلطات الهائلة لرئاسة الولايات المتحدة".

ورد الرئيس السابق دونالد ترامب على خطاب هاريس في سلسلة منشورات على منصته تروث سوشال"، بعد  أن تعهد بالرد على خطاب هاريس في وقته.

وكتب ترامب، متسائلا باستنكار: "هل تتحدث عني؟".

ونشر الرئيس السابق منشورات متتالية بسرعة، منتقدا خطاب هاريس، قائلا: "الكثير من الحديث عن الطفولة"، و"الكثير من عبارات 'شكرا' تُقال بسرعة كبيرة".

وتساءل ترامب مرارا عن سبب عدم تحقيق هاريس بالفعل للمقترحات السياسية التي قدمتها كجزء من حملتها لإعادة الانتخاب أثناء عملها كنائبة للرئيس.

وكتب ترامب: "قالت إنها ستـ'ترسم طريقا جديدا إلى الأمام'، لكنها أمضت ثلاث سنوات ونصف، ولم تفعل شيئا سوى إلحاق الضرر!"

كما رد ترامب على تطرق هاريس لـ"مشروع 2025"، الذي حاول مرارا أن ينأى بنفسه عنه.

وفي وقت سابق، أفاد "لقد تم إبلاغهم رسميا وقانونيا وبكل الطرق الممكنة أنه ليس لدينا أي علاقة بمشروع 2025. إنهم يعرفون ذلك، لكنهم يثيرونه على أي حال. إنهم يثيرون كل شيء ممكن أن يُثار. كل واحدة من هذه الادعاءات كانت كاذبة."

الحرب في غزة

وتطرقت هاريس في خطابها أيضا إلى الحرب الدائرة في غزة، والتي دعت لإنهائها، ومكافحة الاستبداد حول العالم.

وقالت هاريس "في الصراع الدائم بين الديمقراطية والاستبداد، أعرف أين أقف وأعرف أين تنتمي الولايات المتحدة"، متهمة منافسها الجمهوري دونالد ترامب باتباع نهج ودود مع الدكتاتوريين.

وأصبح دعم الولايات المتحدة لحليفتها إسرائيل في النزاع ضد حماس في قطاع غزة من أكثر القضايا المثيرة للانقسام في الحزب الديمقراطي.

وبعد أيام شهدت احتجاجات من مناصرين للفلسطينيين شعروا بخيبة أمل لعدم إتاحة فرصة لهم للتحدث في المؤتمر، قدمت هاريس تعهدا بالحفاظ على أمن إسرائيل وإعادة الرهائن من غزة وإنهاء الحرب في القطاع.

وقالت وسط هتافات "حان الوقت لإبرام اتفاق للرهائن ووقف إطلاق النار. ودعوني أكن واضحة، سأدعم دوما حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وسأضمن دائما أن تتمتع إسرائيل بالقدرة على الدفاع عن نفسها".

ومضت تقول "ما حدث في غزة على مدى الأشهر العشرة الماضية مفجع. فُقدت الكثير من الأرواح البريئة، يواصل اليائسون الجوعى البحث عن الأمان مرة تلو أخرى. حجم المعاناة يفطر القلب".

وتابعت "الرئيس بايدن وأنا نعمل على إنهاء هذه الحرب حتى تكون إسرائيل آمنة ويتم إطلاق سراح الرهائن وتنتهي المعاناة في غزة ويتمكن الشعب الفلسطيني من الحصول على حقه في الكرامة والأمن والحرية وتقرير المصير".

وبينما كانت تتحدث عن رؤيتها للسياسات الخارجية كتب ترامب: "إنها تمثل عدم الكفاءة والضعف - العالم يضحك على بلدنا!"، و"لن تحظى أبدا باحترام طغاة العالم!".

بالمقابل، قالت هاريس إنها ستقف إلى جانب الحلفاء في حلف شمال الأطلسي وأوكرانيا إذا أصبحت رئيسة، مهاجمة ترامب على خلفية انتقاداته المتكررة للناتو وأوكرانيا.

كذلك، انتقدت امتداح ترامب العلني للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، قائلة "لن أتودد للطغاة والديكتاتوريين". 

ورأت أن الطغاة "يعلمون أن ترامب لن يحاسب المستبدين، لأنه يريد أن يكون هو نفسه مستبدا".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الرئیس السابق دونالد ترامب وقالت هاریس مشروع 2025 هاریس فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

قيصر الحدود يرحب باستخدام الأرض التي منحتها تكساس لتنفيذ خطط الترحيل

قال توم هومان مرشح دونالد ترامب لتولي رئاسة الوكالة المسؤولة عن مراقبة الحدود والهجرة (آي سي إي) إن الإدارة الأميركية الجديدة ستستخدم الأراضي التي تعهدت ولاية تكساس بمنحها لصالح خطة الهجرة وبرنامج الترحيل.

وقال هومان الملقب بـ"قيصر الحدود" في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" إن الإدارة الأميركية المقبلة ستستخدم "بالتأكيد" الأرض التي قدمتها تكساس لدعم خطة ترامب المتعلقة بطرد المهاجرين غير الشرعيين.

وأضاف هومان: "يجب احتجازهم (المهاجرين غير الشرعيين) لفترة قصيرة بينما نحصل على وثائق السفر من بلدهم الأصلي ومن ثم ترحيلهم".

وجاءت تصريحات هومان بعد يوم واحد من عرض مسؤولين في ولاية تكساس على ترامب حوالى 570 هكتارا من أراضي الولاية الواقعة على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة من أجل "مساعدة إدارته على تنفيذ خططها المتعلقة بالطرد".

والأرض المعنية هي مزرعة تم الاستيلاء عليها في أكتوبر في مقاطعة ستار، على ضفاف نهر ريو غراندي الذي يفصل بين المكسيك والولايات المتحدة.

وقالت مفوضة تنظيم المدن في ولاية تكساس داون باكنغهام أن فريقها "على استعداد تام" لإبرام اتفاق مع وكالة فدرالية أميركية "يتيح بناء مركز لدراسة واحتجاز وتنسيق أكبر عملية ترحيل مجرمين عنيفين في تاريخ البلاد".

ورغم دعم المسؤولين في تكساس لخطة ترامب للهجرة، تسعى بعض المناطق الأخرى في البلاد إلى حماية المهاجرين قبل تنصيب الرئيس المنتخب في يناير المقبل.

ومؤخرا وافق مجلس مدينة لوس أنجلوس بالإجماع على تشريع يسمح باقامة ملاذات آمنة لحماية المهاجرين في المدينة ومنع احتجازهم.

لكن هومان قلل من أهمية هذا التشريع قائلا إن سلطات إنفاذ القانون ستعتقل المهاجرين غير الشرعيين في الولايات التي توفر الملاذات الآمنة ومن ثم تنقلهم جوا خارج الولاية وتحتجزهم بعيدا عن عائلاتهم ومحاميهم، "لن تتمكنوا من منعنا من القيام بما سنقوم به".

وكان ترامب أكد، الاثنين، أنه يعتزم إعلان حالة طوارئ وطنية بشأن أمن الحدود واستخدام الجيش الأميركي لتنفيذ عمليات ترحيل جماعية للمهاجرين غير الشرعيين، بعد توليه منصبه في يناير.

وخلال حملته الانتخابية، انتقد ترامب مرارا المهاجرين غير الشرعيين واستخدم خطابا تحريضيا حيال الأجانب الذين قال إنهم "يسممون دماء" الولايات المتحدة.

ووعد ترامب بترحيل الملايين وتحقيق الاستقرار على الحدود مع المكسيك بعد عبور أعداد قياسية من المهاجرين بشكل غير قانوني في عهد الرئيس جو بايدن.

وتقدر السلطات بنحو 11 مليونا الأشخاص الذين يعيشون في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني. ويتوقع أن تؤثر خطة الترحيل بشكل مباشر على حوالي 20 مليون أسرة.

مقالات مشابهة

  • الصين:مستعدون للحوار مع الولايات المتحدة لدفع التجارة الثنائية للإمام
  • عاجل| مات غيتس مرشح ترامب لوزارة العدل: أنسحب من الترشيح للوزارة ولا وقت نضيعه في مشاجرة مطولة بلا داع في واشنطن
  • قيصر الحدود يرحب باستخدام الأرض التي منحتها تكساس لتنفيذ خطط الترحيل
  • إيلون ماسك المغربي يعلن تسويق سيارات الهيدروجين التي عرضها أمام الملك في الولايات المتحدة
  • المبعوث الأمريكي للسودان: الولايات المتحدة تؤيد إنهاء الحرب والجرائم التي ترتكب في حق الشعب السوداني
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على قادة من حركة “حماس”
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على قادة حركة حماس قبل انتقال السلطة
  • مستشار «الأهرام للدراسات»: ترامب يمثل خطرا كبيرا على الولايات المتحدة
  • وزير الثقافة الأسبق: الإعلام الأمريكي كان منحازًا لـ"هاريس" ضد "ترامب"
  • جمال عبد الجواد: "ترامب" يمثل خطرًا كبيرًا على الولايات المتحدة