قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن فشل الاحتلال المطلق في تحقيق أهدافه من الحرب في قطاع غزة هو ما يجعله يعيد التوغل في بعض المناطق لأكثر من مرة.

وأضاف -خلال فقرة التحليل العسكري- أن جيش الاحتلال فشل تماما في تحقيق الحد الأدنى من الأهداف في توغلاته السابقة في هذه المناطق لأنه دخل منطقة الزيتون 5 مرات وتل الهوى 7 مرات، إضافة إلى توغله في منطقتي خان يونس ومدينة حمد للمرة الثالثة.

وفيما يتعلق بدعوة الاحتلال لإخلاء مدينة حمد غربي خان يونس، أشار الدويري إلى أن بعض التقارير ذكرت أن الجثامين الستة التي عثر عليها كانت في تلك المنطقة.

كما يرى أن تهجير الاحتلال لمليوني فلسطيني إلى نحو 11% من مساحة قطاع غزة هو محاولة للضغط والتضييق على الحاضنة الاجتماعية للمقاومة من أجل إجبار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وبقية الفصائل على تقديم تنازلات.

وأشار إلى أن الانعكاسات الإستراتيجية للفشل العسكري للاحتلال في غزة خلال أكثر من 10 شهور ونصف الشهر هي ما دفعت أحد قادة الجيش إلى التصريح بأن قوات الاحتلال غارقة في وحل غزة، وأن إسرائيل خلال عام قد تتعرض للتفكك والانهيار.

الضغط على المقاومة

وأرجع الدويري جرأة القادة العسكريين السابقين في جيش الاحتلال وقدرتهم على الانتقاد والحديث بوضوح إلى أن القادة العاملين مقيدون بقوانين تلزمهم بالخضوع للخط السياسي، ولا يستطيعون أن يعارضوا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بصورة واضحة بحكم الدستور والقوانين.

وفي إطار سعي الاحتلال إلى زيادة الضغط على المقاومة، أشار الخبير العسكري إلى محاولة الجيش الجادة للضغط من اتجاه الجنوب الشرقي على منطقة دير البلح، ومحاولة التقدم من المنطقة الفاصلة بينها ومنطقة خان يونس، والوصول إلى شارع الرشيد لتقطيع أوصال القطاع.

وبشأن استهداف القسام أحد مراكز السيطرة في محور نتساريم بطائرة مسيرة، يرى الخبير العسكري أن الوجود في محوري فلادليفيا ونتساريم من أبرز العقبات التي تقف أمام المفاوضات.

وأوضح أن تفكيك "الخيوط العامة" لمحور فلادليفيا بدأ يتم جزئيا، وأن الوفد الإسرائيلي المفاوض يحمل خارطة بإعادة الانتشار، بينما لم يأت أحد على ذكر محور نتساريم حتى الآن، مما يعني -وفق رأيه- أن نتنياهو مصر على البقاء المطلق هناك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

الصمود الفلسطيني يربك قوات الاحتلال.. لماذا تكثف «إسرائيل» العدوان العسكري في الضفة الغربية؟

يثير صمود أهالي الضفة الغربية هواجس قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعدما أصبحت المواجهات، الأعنف، مما يحدث في جبهة غزة، وجنوب لبنان، فيما يتهم وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، «إيران بالسعي لفتح جبهة جديدة في الضفة الغربية، وأنه على الجيش التعامل مع التهديد بالطريقة نفسها التي يتعامل بها في غزة، بما في ذلك الإجلاء المؤقت للسكان».

يأتي هذا فيما أنهت إسرائيل إحدى أعنف هجماتها على الضفة الغربية، منذ عملية السور الواقي عام 2002، مع التهديد بمعاودة الهجوم، بعد نحو 10 أيام من إعلان الجيش، عملية موسعة، راح ضحيتها 21 شهيداً، بينهم 8 أطفال وعشرات الإصابات بعضها خطيرة، ليصل إجمالي شهداء الضفة الغربية خلال العملية الأخيرة لـ39 قتيلاً، و150 مصابًا، بينهم 11 فلسطينياً قتلوا على يد مستوطنين إسرائيليين، و128 فلسطينياً، بينهم 26 طفلاً، قتلوا، نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.

بذلك، ترتفع حصيلة القتلى لـ691 فلسطينياً، و5700 مصاب، منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر. وخلفت العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة دماراً موسعًا في البنى التحتية والممتلكات، بعدما فرضت القوات الإسرائيلية حصارًا حول مستشفيى جنين وابن خلدون، والانتشار في مدينة جنين ومخيمها، ومدينة طولكرم ومخيميها، قبل الانسحاب منها، فيما اتهمت الخارجية الفلسطينية إسرائيل بنقل دمارها الوحشي وخرابها في قطاع غزة للضفة الغربية «تحت سمع وبصر المجتمع الدولي، والدول التي تدعي الحرص على مبادئ حقوق الإنسان وحماية المدنيين وحل الدولتين».

خلال الهجوم على مدينة جنين ومخيمها، أجبر الجيش الإسرائيلي السكان على إخلاء بيوتهم، وتمركزت قواته داخل عشرات المنازل في الحيين الشرقي والجابريات، كما شرع في تجريف شوارع وتكسير محلات تجارية وتدمير واسع للمرافق العامة والخاصة والبنية التحتية بما فيها شبكتي المياه والكهرباء.

شهدت المعارك الأخيرة في الضفة مظاهرات واسعة للتنديد بالعمليات منها مسيرة بيتا الأسبوعية المناهضة للاستيطان، حيث قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ناشطة أمريكية مساندة للفلسطينيين، وأعلن مدير مستشفى رفيديا الجراحي الحكومي في نابلس، فؤاد نافعة، وفاة المتضامنة الأمريكية من أصول تركية، أيسينور إزجي إيجي (26 عامًا) حيث تصدت قوات الاحتلال لمسيرة بيتا مما أدى لاندلاع مواجهات أطلقت خلالها القوات الإسرائيلية الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع صوب المشاركين، ما أدى إلى إصابة المتضامنة بالرصاص الحي في الرأس، وشاب يبلغ من العمر 18 عامًا بشظايا الرصاص الحي في الفخذ.

وحول دوافع بنيامين نتنياهو للتصعيد الكبير في الضفة الغربية يتبادر للذهن الفشل في غزة وعدم القدرة على إنهاء حماس بشكل كامل، مع عدم الحسم في جبهة الشمال في جنوب لبنان، فتصبح بذلك كل الجبهات مشتعلة، وهذا يخدم نتنياهو بإطالة أمد الحرب، وعدم التوصل لاتفاق ينهي الأزمة مع حماس، لأن نهاية الأزمة تعني انتهاء حكومة نتنياهو وزجه بالسجن، حيث إنه يواجه تهمًا كثيرة هو وزوجته تتعلق بالفساد المالي، حتي قبل جرائم الحرب التي ارتكبها في غزة، كما أن إطالة الحرب تقرب نتنياهو من موعد الحسم في الانتخابات الأمريكية.

تركيز نتنياهو على الضفة الغربية يعززه تأكيد وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، في يونيو الماضي خلال تسريب صوتي، تحدث فيه عن خطة سرية لضم الضفة الغربية، لإجهاض أي محاولة لتصبح جزءاً من الدولة الفلسطينية، لاسيما وأنها تضم القدس والتي تمل خطاً أحمر لدى الجانب الإسرائيلي والفلسطيني أيضاً.

الضفة الغربية تضم مدن الخليل ونابلس وطولكرم وجنين ورام الله والبيرة وقليقلية وبيت لحم ويطا وأريحا وطوباس والظاهرية وبيت ساحور والجزء الشرقي من مدينة القدس، ويسكنها نحو 3.25 مليون فلسطيني، وتحرص إسرائيل على إنشاء كبرى مستوطناتها في الضفة مثل مستوطنة موديعين عيليت، ومعاليه أدوميم، وبيتار عيليت وأرئيل، وهي مستعمرات وصلت لحجم مدينة، فمستوطنة أريئيل يقطنها 18 ألف صهيوني في حين أن بقية المستوطنات يتراوح سكانها بين 37 ألفًا إلى 55500 مستوطن لكل منها.

اقرأ أيضاًإعلام عبري: المصريون أرسلوا «رسائل رهيبة» بعد تصريحات نتنياهو بشأن محور فيلادلفيا

لماذا يتجاهل نتنياهو ملف الأسرى؟!!

مقالات مشابهة

  • الدويري: القسام أعادت بناء نفسها ولا يمكن القضاء عليها
  • الدويري: القسام أعادت بناء نفسها ولا يمكن القضاء عليها خلال عام آخر
  • هل يمكن تحقيق الأمن والسلام مع استمرار الاحتلال؟
  • عائلة محتجزة إسرائيلية قتيلة: الضغط العسكري يقتل الرهائن
  • عائلة الأسيرة كرمل: الضغط العسكري تسبب بقتل الرهائن في غزة
  • وسام أبو علي يسجل أول أهدافه مع منتخب فلسطين «فيديو»
  • الجيش الإسرائيلي يقتحم طولكرم ويستأنف عمليته العسكريّة - إصابات بالرصاص
  • فصائل فلسطينية تعقب على مجزرة مواصي خان يونس فجر اليوم
  • الصمود الفلسطيني يربك قوات الاحتلال.. لماذا تكثف «إسرائيل» العدوان العسكري في الضفة الغربية؟
  • "قصف مدنيون عُزَّل ومناطق آمنة" بيان حماس للرد على مجزرة المواصي بـ خان يونس