زيارات ميدانية بالشارقة للتوعية بمخاطر سقوط الأطفال من الشرفات
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
بدأت إدارة سلامة الطفل أمس سلسلة زياراتها الميدانية إلى الأبراج والأبنية الواقعة في عدد من مناطق ومدن إمارة الشارقة، للتوعية بالمخاطر التي قد تهدد حياة الأطفال في المنازل، وتقديم نصائح وإرشادات عملية لحماية الأطفال من السقوط من الشرفات والنوافذ، والتي تعتبر من أسباب الإصابات والوفيات بين الأطفال، وذلك كجزء من مبادرة “التحذير من مخاطر السقوط من الشرفات”، التي بدأت بمنطقة النهدة في مدينة الشارقة، وتليها زيارات ميدانية للمنطقتين الوسطى والشرقية.
وتهدف المبادرة التي تنظمها “إدارة سلامة الطفل” ضمن الحملة الصيفية الشاملة “سلامتهم أولاً” بالشراكة مع كل من هيئة الشارقة للدفاع المدني، والقيادة العامة لشرطة الشارقة، وهيئة الوقاية والسلامة، وبلدية مدينة الشارقة، إلى رفع الوعي لدى أولياء الأمور حول التدابير اللازمة لضمان سلامة أطفالهم داخل المنزل وذلك بوضع ملصقات إرشادية على مصاعد الأبنية لتعريف الأهالي بإجراءات السلامة الواجب اتباعها لحماية الأطفال من مخاطر السقوط من ارتفاعات عالية.
وفي إطار الحملة، نصحت إدارة سلامة الطفل الأهالي باتباع عدة إجراءات احترازية لحماية الأطفال من هذه المخاطر، منها: عدم ترك الطفل وحده في المنزل أو في الشرفة دون إشراف وتركيب حاجز أكرليك شفاف على الشرفة بعد الحصول على التصريح من الجهات المختصة، وإغلاق أبواب الشرفات بإحكام وعدم فتحها إلا عند الضرورة، واستخدام أقفال الأمان المناسبة للنوافذ وأبواب الشرفات، إلى جانب التأكد من عدم وجود أثاث يمكن للطفل استخدامه كسلم للوصول إلى النوافذ أو الشرفات.
وأكدت الإدارة ضرورة تعزيز ثقافة السلامة لدى الأطفال، وتوعيتهم بالمخاطر التي قد تنجم عن التسلق أو التعلق بالشرفات، كما دعت إلى التعاون مع المؤسسات المعنية لتطبيق أفضل الممارسات والمعايير في هذا المجال.
وقالت نهلة السعدي، نائب مدير “إدارة سلامة الطفل”: نسعى دائماً إلى حماية الأطفال من كافة المخاطر، ونرصد بعناية أهم الممارسات الخاطئة التي تؤدي إلى حوادث مأساوية للأطفال، ومن بين هذه الممارسات، نجد ظاهرة سقوط الأطفال من الشرفات أو النوافذ المرتفعة، التي تعد من أخطر أنواع الحوادث التي يمكن أن تصيب الأطفال وتهدد صحتهم وحياتهم، خصوصاً في مراحل تطور نموهم، حيث يزداد فضولهم للتعرف على البيئة المحيطة، وقد يقومون بسلوكيات مجازفة تدفعهم عادة إلى الإقدام على المخاطر دون وعي منهم بالعواقب.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
كيف نُعيد الطفل إلى الطبيعة؟
ريتّا دار **
في خضمّ الحياة الرقمية المتسارعة أصبحت الأجهزة الذكيّة تحتلّ مكان المساحات الخضراء؛ حيث يعيش الأطفال اليوم بعيدين عن أبسط أشكال التواصل مع الطبيعة، ما يهدّد توازنهم النّفسي والجسدي، والسّؤال الّذي يفرض نفسه هنا: كيف نُعيد أطفالنا إلى أحضان الطّبيعة قبل أن تفقد مكانتها في وجدانهم؟
تشير الدّراسات إلى أنّ غياب الطّبيعة عن حياة الطّفل ليس تفصيلًا هامشيًّا، بل يؤثّر بشكل مباشر على نموّه وسلوكه. فقد كشف تقرير المجلس العربيّ للطفولة والتّنمية لعام 2020 أنّ 70% من الأطفال العرب يقضون أوقات فراغهم في استخدام الأجهزة الإلكترونية، بينما تقلّ نسبة مشاركتهم في أنشطة بيئية أو رياضيّة في الهواء الطّلق إلى أقلّ من 20%.
وعلى الصّعيد العالميّ، تؤكد منظمة الصّحة العالميّة أن قضاء الأطفال وقتًا منتظمًا في الطّبيعة يحسّن المزاج العام، ويخفض مستويات التوتّر، ويعزز مهارات التّركيز والتعلّم.
كما أظهرت مراجعة علميّة نشرتها مجلّة علم النّفس الأمامي عام 2019 أنّ التّفاعل مع البيئة الطّبيعية يُسهم في تحسين القدرات الاجتماعيّة والحدّ من السّلوكيات العدوانية لدى الأطفال.
وفي هذا السياق نؤكّد أن "العودة إلى الطّبيعة" ليست ترفًا تربويًّا؛ بل ضرورةً حيويةً لصناعة جيلٍ متوازنٍ نفسيًا وجسديًا.
لم تغفل الدّراسات أهمية النشاطات البيئية المباشرة؛ إذ أثبتت دراسة جامعة كولومبيا البريطانية أنَّ زراعة الأطفال للنباتات، حتى في بيئات حضريّة صغيرة، تعزز لديهم الإحساس بالمسؤولية والانتماء، وغرس قيم التعاون والمثابرة.
أما في سلطنة عُمان، فقد أطلقت وزارة التربية والتعليم مبادرة "المدارس الخضراء"، التي تهدف إلى غرس الوعي البيئي في نفوس الطلاب عبر أنشطة عملية مثل الزراعة المدرسية وإعادة التدوير، مما يُعزز العلاقة بين الطفل والبيئة المحيطة به.
ورغم ما قد يبدو من تحدّيات، إلّا أنّ العودة إلى الطبيعة لا تتطلب إمكانيات ضخمة أو استثنائية. يكفي تنظيم نزهة أسبوعية إلى حديقة قريبة، أو مشاركة الطفل في زراعة نبتة بسيطة مثل الحبق أو النعناع على شرفة المنزل؛ والاحتفال بإنجازاته الصغيرة باستخدام بعضٍ مما زرعه والثّناء عليه وتشجيعه. كما يمكن تخصيص "ركن أخضر" في المنزل حيث يتابع الطفل نمو النباتات ويتعلم الصبر والرعاية.
تلعب القدوة دورًا جوهريًا في تشكيل علاقة الطفل بكل ما حوله. الطفل الّذي يرى والديه يهتمّان بالبيئة سيتبنّى هذا السلوك بالفطرة وسيتعلّم أن الأرض كائن حيّ يمنحنا الحياة.
توصي منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" أيضًا بإدخال أنشطة الزراعة البسيطة ضمن الحياة اليومية للأطفال، لترسيخ مفاهيم الاستدامة والمسؤولية البيئية.
إنَّ إعادة الطفل إلى الطبيعة أصبحت مسؤولية حقيقية تقع على عاتق الأسرة والمدرسة والمجتمع بأسره؛ فلنعمل على أن تبقى الطبيعة جزءًا حيًّا في حياة أطفالنا، لا مجرّد صورة رقمية تمرّ عبر الشاشات.
***********
المصادر:
تقرير المجلس العربي للطفولة والتنمية 2020
منظمة الصحة العالمية (WHO)
مراجعة علمية بمجلة علم النفس الأمامي 2019 (Frontiers in Psychology)
دراسة جامعة كولومبيا البريطانية.
مبادرة المدارس الخضراء، وزارة التربية والتعليم في سلطنة عُمان.
منظمة الأغذية والزراعة (الفاو).
** كاتبة سورية