طريقة فعالة وواعدة لتخفيف آلام السرطان بسرعة
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
الجديد برس:
توصل فريق من العلماء إلى طريقة فعالة يمكن أن تقلل من شدة آلام السرطان بسرعة، وتخفف من القلق المصاحب لها.
وقال الفريق إن الطريقة تتضمن “التنفس اليقظ لمدة 20 دقيقة”، والتي تركز انتباه الشخص على أنفاسه، ما يساهم في تخفيف آلام أعراض السرطان، وفقا للمجلة الطبية البريطانية.
وأوضح العلماء أن الألم المتوسط إلى الشديد يؤثر على نحو 30-40٪ من مرضى السرطان في جميع أنحاء العالم، نتيجة لضغط الورم أو غزوه للأنسجة المحيطة، والآليات العصبية، والآثار الجانبية للعلاج.
وتعد التدخلات العلاجية القائمة على اليقظة، من بين مجموعة العلاجات التكميلية مثل العلاج السلوكي المعرفي والتدليك والوخز بالإبر والتمارين الرياضية، قيّمة ومعترف بها بشكل متزايد، ولكن الأبحاث التي أجريت حتى الآن حول فعالية اليقظة الذهنية في تخفيف الألم، ركزت على البرامج التي تستمر لعدة أسابيع أو لمدة 5-10 دقائق فقط، أو على الأشخاص الذين لا يعانون من السرطان.
وبهذا الصدد، سعى العلماء إلى معرفة ما إذا كانت جلسة واحدة من التنفس اليقظ لمدة 20 دقيقة، قد تقدم الفائدة نفسها المرجوة لمرضى السرطان.
وشارك في الدراسة 40 مريضا يعانون من أنواع مختلفة من السرطان، وبلغت درجة الألم لديهم 4 أو أكثر من 10، ما يشير إلى ألم متوسط إلى شديد.
وتم تقسيمهم إلى مجموعتين: مجموعة (21 شخصا) تمارس جلسة من التنفس اليقظ بتوجيه من طبيب تم تدريبه على تقنيات اليقظة الذهنية (تضمنت الجلسة شرحا موجزا لمفاهيم وممارسات اليقظة الذهنية، تليها 20 دقيقة من التنفس اليقظ). وتتألف الجلسة من 4 خطوات، كل منها تستغرق 5 دقائق: تحديد الشهيق والزفير ومتابعة طول التنفس بالكامل وإعادة العقل إلى الجسم وإرخاء الجسم بدءا من الرأس وصولا إلى القدمين. وتلقت المجموعة الأخرى (19 شخصا) جلسة استماع داعمة لمدة 20 دقيقة بقيادة طبيب، حيث سُئلوا عن تجاربهم مع المرض.
وتم قياس شدة وسوء ألم كل مريض قبل وبعد كل تدخل، باستخدام مقياس التصنيف الرقمي المعتمد (0-10)، بينما تم استخدام مقياس القلق والاكتئاب في المستشفى (HADS) لتقييم مزاجهم.
وأظهرت النتائج أن مجموعة التنفس اليقظ شهدت انخفاضا أكبر في شدة الألم وعدم الراحة، مقارنة بالمجموعة الأخرى. كما شهدت انخفاضا أكبر بكثير في درجة HADS.
ويعترف الباحثون بحجم الدراسة الصغير نسبيا، وحقيقة أنها أجريت في مركز طبي واحد فقط، لكن المرضى المصابين بالسرطان غالبا ما يواجهون قيودا عملية، لذا فإن ممارسات اليقظة القصيرة التي يمكن أن تقلل الألم بسرعة وتكمل الأساليب الدوائية التقليدية، تستحق الاستكشاف.
كما أن معدل الاستجابة بنسبة 100٪، وغياب الأحداث السلبية، يؤكدان على جدوى وسلامة التنفس اليقظ لمدة 20 دقيقة.
نشرت الدراسة في مجلة BMJ Supportive & Palliative Care.
المصدر: ميديكال إكسبريس
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: لمدة 20 دقیقة
إقرأ أيضاً:
العلاج الجنائزي في كوريا الجنوبية.. الموت 10 دقائق لتخفيف ضغوط الحياة
في ظل ارتفاع معدلات التوتر والاكتئاب في كوريا الجنوبية، برز نهج علاجي غير تقليدي يُعرف بـ"العلاج الجنائزي" أو "تجربة الدفن الوهمي"، وهو أسلوب علاجي يُستخدم لمساعدة الأفراد على إعادة تقييم حياتهم والتغلب على الأزمات النفسية.
ويقوم المشاركون في هذه التجربة بالاستلقاء داخل توابيت مغلقة لمدة 10 دقائق، في محاولة لإعطائهم إحساسا بالموت المؤقت، مما يساعدهم على إدراك قيمة الحياة وإعادة التفكير في أولوياتهم.
وتعد كوريا الجنوبية واحدة من الدول التي تعاني من معدلات مرتفعة للاكتئاب والانتحار، خصوصا بين الشباب والعاملين في الشركات الكبرى. وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية، تصنف كوريا الجنوبية ضمن الدول ذات أعلى معدلات للانتحار في العالم، حيث تؤدي الضغوط الاجتماعية والمهنية إلى تزايد حالات الاكتئاب والانتحار بشكل مقلق، مما جعلها تحتل المرتبة العاشرة عالميا في هذا السياق.
South Korea holds funerals for the living. More here: https://t.co/CNOlz9sg2d pic.twitter.com/gIlRj6ni2W
— Reuters (@Reuters) November 6, 2019
أمام هذه الظاهرة، لجأت بعض الشركات الكورية الجنوبية منذ أواخر عام 2000 إلى اقتراح تجربة الجنازات الوهمية لموظفيها، كوسيلة لمساعدتهم على تخفيف الضغط النفسي والتأمل في حياتهم.
إعلانداخل غرفة خافتة الإضاءة، يرتدي المشاركون أكفانا بيضاء قبل أن يرقدوا داخل التوابيت الخشبية المغلقة. في تلك اللحظات، يجدون أنفسهم في عزلة تامة، حيث يبدؤون في التفكير في ماضيهم وأحبائهم.
وبعد خروجهم، يعبر العديد منهم عن شعورهم بتقدير أكبر للحياة، ويتعهدون بعيشها بطريقة أكثر إيجابية. وتُعد هذه التجربة جزءا من اتجاه "الموت بسلام"، الذي يعكس تحول المجتمع الكوري الجنوبي من التركيز على النجاة بعد الحرب الكورية إلى التركيز على جودة الحياة والصحة النفسية.
كثيرون يرون أن هذه الجنازات الوهمية تقدم فرصة للتخلص من الضغوط الهائلة التي يعاني منها الشباب الكوري الجنوبي، حيث يتعرضون لمنافسة شرسة في امتحانات القبول الجامعي، وصعوبة في العثور على عمل، وساعات عمل طويلة ومرهقة، واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
ومنذ افتتاح مركز هيوون للشفاء عام 2012، شارك أكثر من 25 ألف شخص في هذه التجربة، أملا في تحسين حياتهم من خلال استحضار فكرة الموت بطريقة رمزية.
You can now experience how death feels through virtual reality from cardiac arrest to brain death. pic.twitter.com/mMUhW2XQf8
— Daily Loud (@DailyLoud) March 28, 2023
تجارب مماثلة ظهرت في أماكن أخرى حول العالم، حيث تمارس الصين نوعا مشابها من العلاج في مقبرة "باباوشان" في بكين، حيث يتم استخدام الواقع الافتراضي لمحاكاة تجربة الموت.
ويرتدي المشاركون نظارات وسماعات متطورة ليعيشوا تجربة نوبة قلبية مفاجئة، يليها فشل محاولات الإنقاذ، ثم الدخول إلى عالم ما بعد الموت، مما يمنحهم فرصة لإعادة التفكير في حياتهم وتقديرها بشكل أعمق. وفي عام 2023، نظمت أكبر دار جنازات في بكين يوما مفتوحا تضمن تجربة مماثلة باستخدام تقنية الواقع الافتراضي، لكن التجربة أثارت تساؤلات عديدة حول مدى جدواها وما إذا كانت مفيدة بالفعل في تحسين الصحة النفسية.
إعلانيثير العلاج الجنائزي جدلا واسعا بين الخبراء النفسيين. يرى البعض أنه أداة فعالة لمساعدة الأفراد على تقدير حياتهم وتقليل القلق والاكتئاب، بينما يحذر آخرون من أنه قد يؤدي إلى تفاقم المشكلات النفسية، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات حادة. ومع ذلك، لا يزال هذا النهج يحظى بشعبية متزايدة في كوريا الجنوبية، حيث يبحث الأفراد عن طرق غير تقليدية لمواجهة تحديات الحياة المتزايدة.