الحرة:
2025-02-06@20:41:16 GMT

الحرب في غزة تنتج آلاف الأيتام

تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT

الحرب في غزة تنتج آلاف الأيتام

سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية الضوء على قضية الآلاف من الأيتام الذين تخلفهم الحرب المستمرة في قطاع غزة، حيث يتدخل أقرباؤهم وموظفو المستشفيات والمتطوعون لرعايتهم.

وتنقل الصحيفة أن الحرب تحرم الآباء من أبنائهم والأبناء من آبائهم، وتمزق النظام الطبيعي والوحدة الأساسية للحياة في غزة.

ويقول عامل في المجال الطبي في القطاع إن الأطفال يتركون في أروقة المستشفيات بعد نقلهم إلى هناك ملطخين بالدماء وبمفردهم، وتضم وحدات في المستشفيات حديثي الولادة وهم أطفال لم يأت أحد للمطالبة بهم.

وفي خان يونس، أقيم مخيم يديره متطوعون لإيواء أكثر من ألف طفل فقدوا أحد الوالدين أو كليهما، وهناك قسم واحد مخصص لـ "الناجين فقط" أي الأطفال الذين فقدوا أسرهم بأكملها.

وفي خضم القصف، وعمليات الإجلاء المستمرة من خيمة إلى خيمة ومن شقة إلى مستشفى إلى ملجأ، لا يمكن لأحد أن يحدد عدد الأطفال الذين فقدوا أثر والديهم، وعدد الأطفال الذين فقدوهم إلى الأبد.

وباستخدام طريقة إحصائية مستمدة من تحليل حروب أخرى، يقدر خبراء الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 19,000 طفل يعيشون الآن بعيدا عن والديهم، سواء مع الأقارب أو مع مقدمي الرعاية الآخرين أو بمفردهم.

لكن الرقم الحقيقي ربما يكون أعلى، وفق التقرير، إذ لم تتضمن تلك الحروب الأخرى هذا القدر من القصف وهذا القدر من النزوح في مثل هذا المكان الصغير والمزدحم، الذي يضم سكانه نسبة عالية من الأطفال، كما قال جوناثان كريكس، المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للطفولة. 

يقول الجيش الإسرائيلي إنه يتخذ احتياطات للحد من الضرر الذي يلحق بالمدنيين في حملته المدمرة في غزة للقضاء على حماس بسبب هجوم الحركة في 7 أكتوبر على إسرائيل.

وتتهم إسرائيل حماس بتعريض سكان غزة للخطر من خلال العمل بينهم. وتدافع حماس عن استخدامها للملابس المدنية ومنازل المدنيين قائلة إن أعضاءها ليس لديهم بديل.

وفي أبريل، كان 41 في المئة من الأسر التي شملها استطلاع في غزة ترعى أطفالا ليسوا أطفالهم. وقد ولد عدد قليل من الأطفال أيتاما، بعد وفاة أمهاتهم الجرحى أثناء المخاض، كما قالت الدكتورة ديبورا هارينغتون، طبيبة التوليد البريطانية التي رأت طفلين يولدان بهذه الطريقة أثناء تطوعها في غزة في ديسمبر.

وفي كثير من الأحيان، يتم فصل الأطفال والآباء عندما تعتقل القوات الإسرائيلية آباءهم، أو بعد غارة جوية، يهرع الأطفال إلى المستشفيات بمفردهم في حالة من الارتباك. ويقول الأطباء إنهم عالجوا العديد من الأطفال الأيتام حديثا، وكثير منهم مبتورو الأطراف.

وقال الدكتور عرفان غالاريا، وهو جراح تجميل من فرجينيا تطوع في مستشفى غزة في فبراير: "لم يكن هناك أحد يمسك بأيديهم، ولا أحد هناك ليمنحهم الراحة" خلال العمليات المؤلمة.

ويحاول عمال الإغاثة تعقب الوالدين، إذا كانوا على قيد الحياة، أو الأقارب. لكن الأنظمة الحكومية التي كان من الممكن أن تساعد في ذلك انهارت. والاتصالات متقطعة. وأدت أوامر الإخلاء إلى تقسيم العائلات ، وإرسال الأفراد في جميع الاتجاهات، وفق الصحيفة.

ويعاني بعض الأطفال الصغار من صدمات نفسية لدرجة أنهم يصمتون ولا يستطيعون الكشف عن أسمائهم، مما يجعل البحث شبه مستحيل، وفقا لمنظمة "قرى الأطفال إس أو إس"، وهي مجموعة إغاثة تدير دارا للأيتام في غزة.

واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس أسفر عن مقتل 1199 شخصا في إسرائيل، معظمهم مدنيون، وفق تعداد يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وأسفرت الغارات والقصف والعمليات البرية الإسرائيلية ردّا على الهجوم في قطاع غزة عن مقتل 40223 شخصا على الأقل، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس التي لا تفصّل عدد المقاتلين وعدد المدنيين. وتفيد مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بأن غالبية القتلى من النساء والأطفال.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)

سألني كثيرون عن عدم ذكر شرائح مجتمعية مهمة كان لها إسهام كبير في هزيمة مشروع حميدتي الانقلابي.

لكن القائمة التي أوردتها لم تكن حصرية لمصادر القوة الخفية الناعمة في الدولة السودانية، بل كانت مجرد نماذج، دون أن يعني ذلك امتيازها على الآخرين.

بدأت أشعر بالقلق من أن معارك جديدة ستنشب بعد الحرب الحالية، محورها: من صنع النصر؟ ومن كانت له اليد العليا فيه؟!
لا شك أن هناك من لعبوا أدوارًا مركزية في هزيمة مشروع الميليشيا بعيدًا عن الأضواء، وسيأتي ذكرهم في يوم ما.

بعض الأصدقاء والقراء لاموني على عدم ذكر مشاركة السلفيين وجماعة أنصار السنة، وآخرون تساءلوا عن عدم الإشارة إلى دور الشعراء وكبار المغنيين، مثل الرمز والقامة عاطف السماني.
أما اللوم الأكبر فجاء من عدد كبير من القراء، بسبب عدم التطرق لدور الإعلاميين، لا سيما في الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي.

نعم، لم تكن الحرب التي اندلعت في السودان يوم 15 أبريل 2023 مجرد مواجهة عسكرية تقليدية بين جيش نظامي ومجموعة متمردة، بل كانت حربًا شاملة استهدفت الدولة والمجتمع معًا.
فبينما كانت الرصاصات والقذائف تحصد الأرواح، كانت هناك معركة أخرى، لا تقل ضراوة، تدور في ميدان الوعي والمعلومات، حيث لعب الإعلام الوطني الحر دورًا محوريًا في التصدي لهذا المشروع الغاشم.

في بدايات الحرب، أصيبت مؤسسات الدولة بالشلل، وغابت الأجهزة التنفيذية والإعلام الرسمي.
أما القوات المسلحة، فكانت محاصرة بين الهجمات الغادرة ومحاولات التمرد فرض واقع جديد بقوة السلاح.

وفي تلك اللحظة الحرجة، برز الإعلام كسلاح أمضى وأشد فتكًا من المدافع، يخوض معركة الوعي ضد التزييف والخداع، ويقاتل بالحجة والمنطق لكشف الحقائق ودحض الأكاذيب.
راهن المتمردون ومناصروهم على التلاعب بالسردية الإعلامية، فملأوا الفضاء الرقمي بالدعاية والتضليل، محاولين قلب الحقائق وتقديم أنفسهم كقوة منتصرة تحمل رسالة الحرية والديمقراطية.

لكن الإعلام الوطني الحر كان لهم بالمرصاد، فكشف فظائعهم، وفضح انتهاكاتهم، وعرّى أكاذيبهم.
لم تعد جرائمهم مجرد روايات ظنية مبعثرة، بل حقائق موثقة بالصوت والصورة، شاهدة على مشروعهم القائم على النهب والدمار وإشاعة الفوضى.

لم يكتفِ الإعلام بتعرية التمرد، بل حمل لواء المقاومة الشعبية، فكان منبرًا لتحفيز السودانيين على الصمود، وحشد الطاقات، وبث روح الأمل.

اجتهد الإعلام الوطني في رفع معنويات الجيش، مؤكدًا أن هذه ليست نهاية السودان، وأن القوات المسلحة ستنهض مهما تكالبت عليها المحن، وأن الشعب ليس متفرجًا، بل شريك أصيل في الدفاع عن وطنه.
لم يكن هذا مجرد تفاعل إعلامي عابر، بل كان إعادة تشكيل للوعي الجمعي، وصناعة رأي عام مقاوم يحمي السودان من السقوط في مستنقع الفوضى.

ومع مرور الوقت، استعاد الجيش أنفاسه، وعاد أكثر تنظيمًا وقوة، والتحم بالمقاومة الشعبية التي بشّر بها الإعلام.

وهكذا، تحولت الحرب من مواجهة بين جيش ومتمردين إلى معركة وطنية كبرى ضد مشروع تدميري عابر للحدود.

لقد أثبت الإعلام الوطني أن الكلمة الصادقة، حين تكون في معركة عادلة، تملك من القوة ما يعادل ألف طلقة، وأن الوعي، حين يُدار بذكاء وصدق، يصبح درعًا لا يخترقه التضليل، وسيفًا يقطع أوهام الباطل من جذورها.

هكذا انتصر السودان في معركة الوعي، وهكذا هُزم التمرد قبل أن يُهزم في ميادين القتال.

ضياء الدين بلال

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الدفاع المدني في غزة: 10 آلاف شهيد تحت الأنقاض تعجز الطواقم عن انتشالهم
  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنجهز إسرائيل بالذخائر التي لم تُمنح لها سابقًا
  • صحة السودان تتابع المستشفيات التي دمرتها الدعم السريع
  • الكشف عن آلاف تحت الأنقاض... حقائق صادمة عن قطاع غزة بعد الحرب
  • منظمة انتصاف: أكثر من 14 ألف امرأة وطفل ضحايا العدوان الأمريكي السعودي خلال 3600 يوم
  • هل تقلل الأسواق المالية من خطورة الحرب التجارية التي أشعلها ترامب؟
  • رئيس جامعة أسيوط: دعم المستشفيات الجامعية بعدد من الأجهزة الطبية بتكلفة 18،5مليون جنية
  • أكثر من 14 ألف امرأة وطفل ضحايا العدوان الأمريكي السعودي على اليمن خلال 3600 يوم
  • الكشف عن إحصائية صادمة لضحايا العدوان الأمريكي السعودي على اليمن خلال 3600 يوم