موقع النيلين:
2024-09-14@16:29:21 GMT

حياة الماعز … قصة الراعي الهندي

تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT

حياة الماعز … قصة الراعي الهندي …
شاهدت جزءا من الفلم الهندي الذي أثار ضجة ولا يزال ويعرض قصة هندي وقع فريسة لبدوي محتال أخذه من المطار إلى الصحراء حيث صار أسيرا مستعبدا لرعاية أغنام البدوي.
في الحقيقة لم أعد بحاجة لمشاهدة باقي الفلم ومافيه من تراجيديا يجيد الهنود حبكها وتجسيدها فمثل هذه القصص كانت متداولة في تجمعات المغتربين وكانت قصص مماثلة قد حدثت لرعاة سودانيين في الثمانينات وجدوا نفسهم تحت وطأة الاستغلال لسنوات وحين أخذوا يطالبون بحقوقهم نالهم التنكيل وأضطر بعضهم للفرار في تراجيديا قاسية.

حدثت تلك المآسي قبل عصر ثورة الاتصالات ولكن لاحقا وبالتدريج غطت أبراج الاتصالات كل المساحات والجغرافيا ولا أظن أن هناك اليوم موقعا يمكن أن يحبس فيه مستضعف داخل جدران العزلة.

ولكن الثغرة في قصة الراعي الهندي والتي ستكون قد مرت مرور الكرام على الكثيرين أنه قد حصل على الفيزا بواسطة سمسار دفع له الهندي مبلغا محترما من المال ليسافر لدول الخليج فهو إذن أجرم في حق نفسه إبتداءا لأن هذا النوع من الفيز الصورية لا يكون هناك أحد في استقباله عادة لأن كفيله الصوري لا يكون ملتزما له بأية حقوق ، لا إستقبال ولا راتب ولا رعاية ولا سكن ، ويتم عادة استقبال العامل بواسطة شبكة تجارة الفيز ويقوم الكفيل الصوري لاحقا باستخراج إقامة العمل ويتحرك العامل ويكسب أجره من العمل الحر في السوق مقابل سداد مبلغ شهري من المال للكفيل يكون عادة بين 100 و200ريال.

حين وصلت للرياض في أول أيام اغترابي ولن أنساه أبدا كان مساء يوم 12 يناير 1981م وكان الوقت مساءا ولم يستقبلني أحد ولم أقلق لذلك.

أخذت تاكسي وطلبت منه توصيلي لفندق رخيص وأوصلني لفندق إسمه فندق التاج وسط سوق البطحاء.

في صباح اليوم التالي استقليت تاكسي وطلبت منه توصيلي لشركة دواجن السعودية في تقاطع شارع الملز وشارع الجامعة ، وكانت معي ارقام التلفونات ، ولم تكن الهواتف الجوالة قد ظهرت.

وصلت لمقر الشركة ودخلت أحمل شنطتي وفي الصالة وجدت سكرتيرا مصريا إسمه محمد فهيم.
سلمت عليه وقلت له : أنا كمال حامد ، وسرعان مانهض مرحبا مهللا : حمدا لله على السلامة ياباشمهندس ، ثم أخذ يلتفت لأحد المكاتب وهو ينادي : يادكتور إبراهيم … يادكتور إبراهيم … الباشمهندس كمال حامد وصل.

وخرج دكتور إبراهيم سليمان الأمين من أبناء الجديد الثورة للسلام وهو يبتسم مرحبا ، وكانت أول مرة أعرفه فيها وكذلك الأستاذ محمد فهيم.

إذن البدايات الصحيحة تجعل مساراتك سليمة ولا تجعلك محتارا وعرضة للاستعباط كما حصل للهندي.

والبدايات دائما لا تنسى في شخوصها وصورهم ولهذا لم أنس يوم استقبالي الأول والوجوه والأسماء والابتسامات.

المملكة العربية السعودية حقا بلدي الثاني قضيت فيها سنوات عمري الفتي المثمر وكثير من القصص التي تروى عنها أعلم جيدا ثغراتها ونقاط ضعفها وقياسات لها شبيهة ومهما كان في نظام الكفالة من سلبيات فهو نظام وفر لهم السيطرة والتحكم في ملايين البشر الداخلين والمغادرين وهو نظام أسندت فيه الحكومة جزءا من صلاحياتها للمواطن وكم فيهم من ذوي المروءات ولنا تجارب معهم ولكن السينما لا تبحث عن هؤلاء لأنها تبحث عن الإثارة وإدرار الدموع واستجلاب السخط.

#كمال_حامد ????

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

قبيلة حمر وحمد الصافي بتفكير مختلف

عندما شن الدعامة حربهم على السودانيين استنفروا مجتمعاتهم الأهلية في كافة مناحي السودان ولم يكتفوا بذلك ولكنهم استنفروا أيضا امتداداتهم خارج السودان واضافوا إليها فوق ذلك كل مرتزق من كل الدنيا* !!

*في المقابل تدافع المجتمعات السودانية بجهود منفردة كما رأينا في نماذج دار حامد وحمر والكواهلة على سبيل المثال*

*في دارفور هناك أجزاء غير قليلة من المكونات الأهلية ليس لها مساندة تذكر للقوات المسلحة والمشتركة التى تقاتل لحماية الجميع بينما تنشط مجموعات محددة لدرجة القتال مع قوات الدفاع !!*

*مؤخرا قاد إتحاد شباب حمر بقيادة حمد الصافي طلعة شجاعة على قوات الجنجويد في منطقة الخوي -حمر بقيادة الأمير عبدالقادر منعم منصور يقدمون نموذجا حيا الشجاعة والبسالة ولكن مجهود حمر يحتاج دعم من مجتمعات الجوار مثلما كان ولا يزال يحتاج دفاع الهواوير ودار حامد الى سند*

*إن عمل الشباب امثال حمد الصافي على تنسيق جهود المجتمعات الأهلية في كردفان وتم التشبيك والتجسير بين فرسان حمر ودار حامد والهواوير والجوامعة والكبابيش على سبيل الذكر وليس الحصر فإن الدعامة سوف يصبحون بين ليلة وضحاها خارج الحدود أو داخل اللحود*!!

*إن قيام اتحاد للمجتمعات الأهلية في كردفان يعني نهاية جبروت الجنجويد ولكن ترك أي قبيلة تواجه الدعامة وحدها يعني هلاكها وهلاك القبائل من بعدها منفردة*

*من بعد يستطيع اتحاد قبائل كردفان وليس حمر وحدهم أن يزحف ليفزع سكان الوسط حتى تتلاقى الجموع عند مقرن الخرطوم*
*هذا الحرب تحتاج أمير- تحتاج حمد الصافي بتفكير مختلف !!*

بقلم بكري المدنى

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الخولي ناشد الراعي التحرك السريع لإنقاذ لبنان من أزمته
  • «نوبة قلبية أنهت حياة الوحش».. تفاصيل وفاة أضخم لاعب كمال أجسام في العالم
  • اللحظات الأخيرة في حياة أضخم لاعب كمال أجسام بالعالم.. زوجته حاولت إنقاذه ولم تنجح
  • تأجيل عرض الفيلم الهندي الطوارئ تحت ضغط السيخ
  • الراعي تسلم من رئيس المجلس الثقافي اللبناني والاغترابي نسخة من كتاب عن رواد بلاد الارز
  • البنتاغون يعيد حاملتي طائرات من الشرق الأوسط إلى المحيطين الهندي والهادي
  • تدشين أول معمل لتحويل القنب الهندي المشروع
  • عبدالله آل حامد: الإمارات تتصدر 215 مؤشراً عالمياً
  • قبيلة حمر وحمد الصافي بتفكير مختلف
  • تدشين أول معمل لتصنيع القنب الهندي المقنّن بتاونات