دينا جوني (أبوظبي) 
أكدت وزارة التربية والتعليم أن مبادرة التعلّم والتعليم القائم على المشاريع التي ستطبّق للمرة الأولى في العام الدراسي الجديد، ستنفذ بجميع المدارس الحكومية من دون استثناء، على أن يتم توفير التدريب اللازم للمعلمين في أسابيع التدريب التخصصي قبل بدء كل فصل دراسي، لضمان نجاح المبادرة. وستعمل الوزارة أيضاً على توفير دعم إضافي للطلبة في تنفيذ المشاريع خلال الفصل الثاني.


وأوضحت معالي سارة الأميري وزيرة التربية والتعليم أن الوزارة تركّز في سياستها المحدّثة للتقييم المدرسي على ملف إنجاز الطلبة وقياس تقدّمهم، من خلال تطبيق تقييمات أكثر شمولية تقيس الجانب المهاري للطلبة وليس فقط الأكاديمي، مشيرة إلى أن التعليم الفعّال يتطلب استراتيجيات تدعم التعلم النشط والابتكار، وليس مجرد تطبيق امتحانات تقليدية.
ولفتت معاليها إلى أن اختيار الحلقة الثانية لصقل مهارات الطلبة فيها وتطبيق مبادرة التعلّم القائم على المشاريع يعود إلى أهمية هذه المرحلة الحيوية من التعليم الأساسي في حياة الطلاب، والتي تشهد تغيرات كبيرة في الشخصية والنمو الفكري والاجتماعي، وستتيح هذه المبادرة للطلبة فرصة إبراز مهاراتهم من خلال العمل الجماعي أو الفردي، مما يساعدهم على تطوير مهارات التفكير النقدي وحلّ المشكلات، وبالتالي تحسين جودة التعليم وتعزيز ارتباط الطلبة بالمواد الدراسية. 
وأفادت بأن من أولويات الوزارة تتمثل في تعزيز مهارات الطلاب استعداداً للمراحل الدراسية العليا وسوق العمل، لذا تمثّل المهارات المكتسبة ركيزة أساسية في تطوير عملية التعليم، وتحسين جودته، مشددةً على أهمية تكامل الجهود في كافة جوانب القطاع التعليمي.

أخبار ذات صلة «نقل مدرسي آمن» في عجمان جامعة أبوظبي: 100 مختبر لتزويد الطلبة بخبرات تعليمية عالية

وعدّلت الوزارة من الأوزان النسبية للاختبارات التكوينية والمركزية للفصل الدراسي الثاني لطلبة الحلقة الثانية، بواقع 10% للاختبار التكويني و25% للاختبار المركزي لنهاية الفصل الأول، وفي الفصل الثاني حدد 20% للاختبار التكويني و10% للتعلّم والتقييم القائم على المشاريع، وفي الفصل الدراسي الثالث 10% للتكويني و25% للاختبار النهائي. وحددت إجمالي درجة الطالب موزعة كالآتي 40% للاختبار التكويني و60% لاختبارات النهائية المركزية.
ويأتي تعديل وزن التقييم المدرسي التكويني واستحداث التقييم القائم على المشاريع لطلبة الحلقة الثانية، تماشياً مع رسالة الوزارة في تبني الأساليب التعليمية الحديثة، وتمكين القيادات المدرسية والمعلمين والطلبة.
وتهدف السياسة الجديدة في التقييم إلى تطوير ممارسات التقييم لتشمل تعزيز المهارات، وتوفير فرص جديدة للطلبة لإظهار النمو والتقدم الأكاديمي، وسدّ الفجوات التعليمية وتعويض الفاقد التعليمي. وكذلك تطوير الأساليب والممارسات التعليمية المتنوعة وتحديثها بهدف دعم عملية التعليم والتعلّم، وتعزيز الاتجاهات الإيجابية نحو التعلّم، وإدارة الوقت والتخطيط، وتحديد الأهداف، والتعلّم الذاتي، والتركيز على جودة حياة الطلبة.
كما تهدف هذه التحديثات إلى تحفيز التفكير النقدي وحلّ المشكلات والعمل الجماعي والإبداعي من خلال تكليف الطلاب بمهام تطبيقية تعزز الفهم العميق للمواد التعليمية، وتعاون الطلاب في فرق صغيرة للعمل على مشاريع تستند إلى موضوعات حقيقية وواقعية، مما يعزز من ارتباطهم بما يتعلمونه ويجعل العملية التعليمية أكثر متعة وتحفيزاً.
يتم تقييم الطلاب بناءً على معايير متعددة تشمل جودة المشروع النهائي، والجهد الفردي، والتعاون الجماعي، والمهارات المكتسبة مما يضمن تقييماً عادلاً وشاملاً لأداء الطلاب. وكذلك إعداد الطلاب لعالم العمل والحياة الواقعية من خلال تطوير مهاراتهم الأكاديمية والاجتماعية على حدّ سواء، مما يساهم في بناء جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل بفعالية وإبداع.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: وزارة التربية والتعليم سارة الأميري العام الدراسي الجديد المدارس الحكومية التعليم من خلال

إقرأ أيضاً:

خطتان وموازنات لأسرلة التعليم في القدس

في إطار مسار ممنهج لأسرلة التعليم في القدس، أطلقت الحكومة الإسرائيلية خطتين خمسيتين حملتا عنوان "الخطّة الخمسيّة: تقليص الفجوات الاجتماعية والاقتصادية والتنمية الاقتصادية لشرقيّ القدس".

وبينما نُفذت الخط الخمسية الأولى بين عامي 2018 و2023 وفقا للقرار الحكومي رقم (3790)، تُنفذ حاليا الخطة الخمسية الثانية بين عامي 2024 و2028 وفقا للقرار الحكومي (880)، والتي تعثر ضخ بعض ميزانياتها بسبب الحرب المستمرة على غزة منذ عامين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2التعليم في القدس.. عقود من الحصار والتشويه والأسرلةlist 2 of 2مقال.. كيف حافظ معلمو القدس على هوية المدينة منذ اللحظات الأولى للنكسة؟end of list

ويتلقى طلاب القدس تعليمهم تحت 5 مظلات: المدارس الخاصة، مدارس الأوقاف، مدارس الأونروا، مدارس البلدية، مدارس المقاولات (خاصة مدعومة من البلدية) بعدد يتجاوز 122 ألف طالب وطالبة من مرحلة رياض الأطفال حتى الثانوية العامة.

نحو 122 ألف طالب وطالبة بالقدس يدرسون تحت 5 مظلات تعليمية (الجزيرة)بين الجودة والسياسية

وتَدّعي حكومة الاحتلال أن الهدف من هذه الخطة تحسين جودة التنفيذ، وزيادة نطاق النشاط والتأثير لصالح اندماج سكان شرقي القدس في المجتمع والاقتصاد الإسرائيلي، وذلك وفقا للبند "ب" من المادة الرابعة من القانون الأساسي "القدس عاصمة إسرائيل" والذي يَنُصّ على أنه "ستعطى القدس أولويات خاصة في أنشطة سلطات الدولة من أجل تنميتها في الشؤون الاقتصادية وغيرها".

ولكنّ الهدف غير المعلَن -كما يراه المقدسيون- هو المزيد من التغلغل الناعم بالمقدسيين، وربطهم بالمنظومة الاجتماعية والاقتصادية والقانونية، وما يتمخض عن ذلك من محاولة ضبط الفلسطينيين وردعهم عن العمل الوطني، من خلال تكبيلهم بالمزيد من الارتباط بالمؤسسات الإسرائيلية المختلفة.

وفي الخطة الخمسية الأولى -التي رُصدت لها ميزانية بقيمة 2.3 مليار شيكل (نحو 560 مليون دولار أميركي)- كان لقطاع التعليم حصة الأسد بميزانية قدرها 445 مليون شيكل (127 مليون دولار) قُسّمت على 5 أعوام.

إعلان

وركّزت الخطة حينها على زيادة إقبال الطلبة المقدسيين على تعلم المنهاج الإسرائيليّ في المدارس، وتوسيع نطاق التعليم اللامنهجي والتعليم التكنولوجي، بالإضافة لتعليم اللغة العبرية.

أسرلة عبر الأنشطة

واستحوذ التعليم اللامنهجي في الخطة الخمسية الأولى على الميزانية الأكبر، وتنفذ فعالياته في المدارس التابعة لبلدية الاحتلال بعد انتهاء الدوام المدرسي، وينخرط الطلبة فيها بمجالات تعليمية وفنية وترفيهية عدة بدءا من تعلم العبرية وصيانة الحاسوب وإنشاء التطبيقات، مرورا بورشات الفن والانضمام للكشافة، وليس انتهاء بفعاليات ومغامرات رياضية عدّة داخل وخارج القدس.

ويستخدم الطلبة خلال تعلم هذه الأنشطة مصطلحات بالعبرية، بالإضافة إلى أن تعلم هذه اللغة رُصدت له ميزانية خاصة قيمتها 15 مليون شيكل (4 ملاين ونصف المليون دولار) و4 ملايين منها استُهدف بها طلبة رياض الأطفال من المقدسيين الذين "أُجبروا" على تلقي هذه اللغة.

وقد رُصد للخطة الخمسية الحالية ميزانية قدرها 3.2 مليارات شيكل (نحو 844 مليون دولار) بزيادة قدرها مليار شيكل عن الخطة الأولى.

وكانت حصة قطاع التعليم فيها 800 مليون شيكل (240 مليون دولار) بواقع 160 مليون شكل سنويا، إلا أنه بسبب اندلاع الحرب بلغت الميزانية الفعلية العام الدراسي 2023-2024 لهذا القطاع 60 مليون شيكل ونيف (قرابة 18 مليون دولار ) وسجل ذلك انخفاضا بعشرات ملايين الشواكل عن "الاستثمار" الذي خصص لهذا القطاع العام الدراسي 2022-2023 وهو الأخير بالخطة الخمسية السابقة.

ورغم انخفاض الميزانيات لصالح هذه الخطة فإن بلدية الاحتلال ووزارة المعارف الإسرائيلية حرصتا على إقرار خطة طوارئ للعام الدراسي 2023-2024 فقط، مع إعطاء الأولوية لـ"تمويل البنود الأكثر أهمية مع تقديم تنازلات كبيرة".

وتم في ذلك العام تخصيص أعلى ميزانية للبند الأول للخطة في قطاع التعليم بهدف زيادة عدد الطلبة المقدسيين الذين يدرسون المنهاج الإسرائيلي.

تمويل مشروط

وبالعودة إلى البنود المتعلقة بقطاع التعليم -والتي أُقرت في هذه الخطة قبل اندلاع الحرب- فقد جاء فيها أنها تسعى لزيادة عدد الطلبة الذين يتخرَّجون من المدارس بـ"البجروت" الإسرائيلي (نظام تعليمي بديل عن نظام التوجيهي الفلسطيني) وتقديم الحوافز المادية والتربوية لرفع نسبة الطلبة المؤهلين للحصول على شهادة الثانوية العامة عالية الجودة، مع التركيز على العبرية للطلبة والكادر التدريسي على حد سواء.

ورصدت وزارة المعارف الإسرائيلية ميزانية بقيمة 300 مليون شيكل (نحو 90 مليون دولار) لتمويل المؤسسات التعليمية في القدس بشرط تدريس المنهاج الإسرائيلي.

يُذكر أن أحد أسباب تأخر المصادقة على الخطة الخمسية 2024-2028 هو اعتراض وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش على الميزانية التي رصدتها الخطة لتشجيع الطلبة المقدسيين على الالتحاق بالكليات والجامعات الإسرائيلية في إطار "التعليم العالي" مدّعيا أن هؤلاء الطلبة يصبحون "أكثر تطرفا" عند التحاقهم بهذه الجامعات، وبالتالي رفض تمويل وزارته لهذا البند.

ونهاية المطاف تمت الموافقة على إزالة الفرع المتعلق بالتعليم العالي من الخطة، ورُحِّلت الميزانية المرصودة لبند "التشغيل".

إعلان

يُذكَر أن هذه الميزانية كانت تذهب في سنوات الخطة الخمسية الأولى لصالح المقدسيين للتعلم في الجامعة العبرية، ضمن "السنة التحضيرية" التي تؤهلهم للدراسة بهذه الجامعة التي أعلنت أن هذا البرنامج سيستمر في استقبال الطلبة المقدسيين، ولن تُغلَق أبوابه ضمن المنح المقدمة لهذه الفئة.

مقالات مشابهة

  • انضباط العملية التعليمية.. التعليم: 87 % نسبة الحضور بالمدارس الحكومية
  • مدير تعليم بني سويف يتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس مركز ناصر
  • الوزير محمد عبد اللطيف يستعرض جهود تطوير التعليم وتحسين جودته في مصر
  • أولياء أمور :اكتظاظ الفصول وكثافة المناهج تدفعان لـ الخصوصية.. والتربية تؤكد سعيها للحد من الظاهرة وتطوير العملية التعليمية
  • «أمهات مصر» يدعو طلاب الإعدادية لمراجعة بيانات استمارة الامتحانات بدقة
  • خطتان وموازنات لأسرلة التعليم في القدس
  • تفاصيل خطة الإغاثة والتعافي المبكر لقطاع التعليم في غزة
  • مدير تعليم بورسعيد يتفقد انتظام العملية التعليمية بمدرسة عقبة بن نافع الابتدائية
  • الرئيس السيسي: حريصون على دمج التعليم الرقمى في المنظومة التعليمية
  • انتظام امتحانات "الميدتيرم" في جامعة القاهرة الأهلية