قصة وفاة أحمد بدرخان قبل أن يرى «نادية».. ما علاقة سعاد حسني؟
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
قبل نحو 55 عامًا وبالتحديد يوم 23 أغسطس عام 1969، رحل المخرج أحمد بدرخان، الذي يعد واحدًا من أبرز رواد ومؤسسي صناعة السينما، ومن الأوائل الذين ذهبوا للخارج في بعثة سينمائية لدراسة الفن، ومع عودته لفت الأنظار إليه واستعانت به كوكب الشرق أم كلثوم مخرجًا لثاني أفلامها نشيد الأمل عام 1937.
وقدّم مع أم كلثوم، أفلام دنانير عام 1940 وتم اختياره ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية وذلك حسب استفتاء النقاد عام 1996، وقدم معها فيلم عايدة عام 1942 وهو الفيلم الذي تسبب في خصام بين كوكب الشرق ومحمد القصبجي لتحميلها إياه مسئولية عدم نجاح الفيلم وقتها، وأرجعت ذلك للرؤية الموسيقية والألحان المتطورة التي وضعها، حسب ما ذكره الكاتب محفوظ عبدالرحمن ووثقه من خلال مسلسل أم كلثوم وجسدت بطولته صابرين.
وكان فيلم فاطمة عام 1947 آخر أعمال أم كلثوم التي حملت بصمة المخرج أحمد بدرخان، قصة مصطفى أمين وحوار بديع خيري، وقدمت خلاله أكبر عدد من الأغنيات «يا صباح الخير ياللي معانا، هقابله بكرة، ظلموني الناس، نصرة قوية».
وقدّم أحمد بدرخان على مدار مشواره السينمائي الذي استمر نحو 30 عاما، نحو 41 فيلمًا سينمائيا حملت بصمته باعتباره مخرجًا مميزًا، تعامل وقتها مع كبار نجوم الفن مثل فريد الأطرش الذي قدم له أول أفلامه انتصار الشباب عام 1941، ثم أفلام مثل «أحبك إنت، آخر كدبة، عايزة أتجوز، لحن حبي».
عام 1969 قدم آخر أفلامه «نادية» والذي قدمت من خلاله السندريلا سعاد حسني شخصية شقيقتان توأم، حيث رحل أحمد بدرخان بعد انتهاء تصوير الفيلم قبل أن يشاهده على شاشة السينما حيث عرض بعد وفاته بأيام قليلة.
خلال تصوير فيلم نادية، كان علي بدرخان يعمل مساعدًا للإخراج مع والده أحمد بدرخان، ليقع خلال أيام التصوير في غرام سعاد حسني التي بادلته نفس الشعور، وقررا الثنائي الزواج لتستمر علاقتهما ما يزيد عن 10 سنوات حتى وقع الانفصال بينهما.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أحمد بدرخان ذكرى أحمد بدرخان علي بدرخان سعاد حسني أم کلثوم
إقرأ أيضاً:
سعاد بشناق عن موسيقى فيلم يونان.. رحلة بين عالمين
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في كل فيلم سينمائي مجموعة من الجنود المجهولين، والموسيقي بالتأكيد واحد منهم، فهو يقدم البناء الموسيقي للفيلم الذي يساند القصة، ويستكمل عناصر مفقودة لم تتمكن الصورة من تقديمها، فالموسيقى، بالنسبة للمؤلفة الموسيقية سعاد بشناق، ليست فقط طبقة تضاف إلى الفيلم "في كل حال"، وإنما هي حالة انسجام مع القصة والمشاعر والأحداث وكل التفاصيل السينمائية فيه.
التقينا بشناق، وهي المؤلفة الموسيقية لفيلم "يونان" للمخرج أمير فخر الدين، الذي عرض هذا الأسبوع في مهرجان برلين السينمائي الدولي، وحظي باهتمام واسع وكبير، ويحكي قصة كاتب مغترب في ألمانيا، يعيش حالة من اليأس، فيقرر الانعزال والعيش في جزيرة نائية من أجل اتخاذ قرار مصيري. في الجزيرة، تلاحقه ذكرى حكاية روتها له والدته في صغره، فتصنع له عالماً يتشابك مع واقعه الحالي.
عن هذه التجربة تقول سعاد: "كانت رحلة مكثفة بكل ما للكلمة من معنى، فهناك بعض المشاريع التي أعمل عليها لمدة شهرين أو ثلاثة، أما تلك التي أركز بالعمل عليها لسنوات فهي قليلة، مثل فيلم المنعطف للمخرج الراحل رفقي عساف، الذي عملت على إعداد الموسيقى له لمدة أربع سنوات. والآن فيلم (يونان)، الذي يرى النور أخيراً".
وتضيف: "في عام 2022، حضرت افتتاح فيلم (جنائن معلقة) للمخرج أحمد الدراجي، وهو الفيلم الذي ألفت موسيقاه، والتقيت حينها بأمير فخر الدين، فسألني أين أسكن، أجبت، في تورونتو ، فدعاني لحضور عرض فيلم (الغريب) في مهرجان تورونتو للأفلام الفلسطينية. أذكر أنني عندما شاهدت الفيلم تملكتني الدهشة من جودة العمل، فمع أن أمير مخرج شاب، إلا أن في أفلامه نوعاً من النضوج الملحوظ، وأثنيت على عمله حينها، وها أنا اليوم أكون جزءا من فريقه الذي عمل على تقديم فيلم (يونان)".
وعن بداية العمل على الموسيقى في هذا الفيلم، تقول سعاد: "في البداية، قررنا البدء بالتأليف الموسيقي بناء على السكريبت، وفي العادة ينتهي فريق التصوير من المشاهد، وبناء عليها يتم تأليف الموسيقى. جاء هذا القرار لأن الفيلم فلسفي إلى حد كبير. غير أن أمير وبعد الانتهاء من المشاهد، وجد أن الموسيقى ذهبت في اتجاه بينما ذهبت القصة بصرياً في اتجاه آخر. فغيرنا طريقتنا بالعمل، وأصبحنا نجلس اجتماعات طويلة عبر الفضاء الرقمي لوضع الموسيقى على المشاهد التي تم تصويرها. كان من المهم أن يكون للفيلم صوت، وأن الموسيقى يجب أن تكون من قلب الفيلم وليس مجبرة على مشاهده. كان من المهم أيضا اختيار الآلات المناسبة لقصة الفيلم ورؤيته، وبما أن الفيلم يحمل فلسفة كبيرة، اخترت الآلات الموسيقية التي تتوافق مع فلسفة هذا الفيلم، والتي أترك للمشاهد فرصة الاستماع إليها والتعرف بها عند مشاهدة الفيلم".
وبرغم أن سعاد تحرص دائماً على ألا تترك شيئا للصدفة، اكتشفت خلال البناء الموسيقي لفيلم "يونان" أن الشكل العام كان دائرة كاملة، أي أنها الموسيقى بدأت من نقطة معينة، وتطورت خلال الفيلم، لتصل في النهاية في شكلها وتوجهها إلى النقطة التي بدأت منها.
في فيلم "يونان"، كان للصمت دور يوازي دور الموسيقى فيه، وفي هذا الإطار، حرصت سعاد بشناق على الاستفادة من الصمت في البناء الدرامي للموسيقى. وحول ذلك تقول: "تخيلي أنك تستمعين إلى مقطوعة موسيقية مستمرة على طول الفيلم. لن تشعري بشيء. ولكن عندما تكون هناك بعض اللحظات الخالية من الموسيقى، وتدخل الموسيقى بعدها، ستشعرين وكأنك تنظرين إلى جدار مزين وملون بألوان مختلفة، وبالتالي يبدو منظره جميلاً، مقارنة بجدار آخر ملون بلون واحد. الصمت في نظري جزء من الموسيقى، وربما ما جعلني أشعر أن الموسيقى أدت مهمتها في الفيلم هو عندما قال كل من حضر الفيلم إنهم شعروا بذات الشعور في نفس المشهد وفي نفس الوقت. هذا الأمر يجعلني أتأكد أن الموسيقى قامت بدورها تماماً في الفيلم".
وبرغم أن لسعاد بشناق تجارب سينمائية سابقة بين الروائية والوثائقية، لهذا الفيلم خصوصية كبيرة كونها المرة الأولى التي تقود فيها أوركسترا الوتريات، وهو أمر لا تقوم بها عادة، فهذه التجربة صنعت بينها وبين الفيلم نوعا من الحميمية والقرب الشديد.
وتضيف: "على عكس الكثير من الأعمال الفنية التي شاركت بها، حين كنت أستطيع الجلوس في أي وقت والعمل على التأليف الموسيقي، كان لا بد لي في فيلم (يونان) الدخول في الـ(زون) الخاص، أي القدرة على الانتقال إلى عالم جديد ومختلف أعيش فيه حالة فيلم يونان. كان من المهم أن أشعر أنني أعيش داخل فيلم يونان، وليس في عالمي اليومي، حتى أتمكن من استحضار الموسيقى وتأليفها بشكل يجعلها تولد من قلب قصة الفيلم".
ولمعرفة آلية العمل بين الموسيقيين، كان مهماً أن نسأل سعاد عن الطريقة التي تتبعها عند العمل على تأليف الموسيقى للمسلسلات والأفلام. وإجابة على هذا السؤال تقول: "عادة ما يقوم المؤلف بتأليف الموسيقى بناء على المشهد الذي يراه أمامه الآن، ولكن في البداية يجب أن يدور نقاش مع المخرج حول القصة، وصوت الفيلم، والمشاعر التي نحاول إيصالها، ورسالة كل مشهد. من بعدها نقوم أيضا بتحديد مواقع الموسيقى، أي متى يجب أن يسمع المشاهد جملة موسيقية. الصوت الموسيقي مهم جداً لأنه يخلق حالة من التجانس بين جميع عناصر الفيلم".
هذه التجربة علمت سعاد بشناق الكثير. تقول سعاد: "تعلمت ألا أتعلق بأي جملة موسيقية أكتبها. فنحن في البداية كتبنا بناء موسيقياً للفيلم، وقد أعجب به أمير إلى حد كبير، ولكن اكتشفنا أنه لا ينسجم مع أحداث الفيلم، فكان من المهم التخلي عنها والبدء من جديد. وهذا الدرس ليس في الموسيقى فحسب، وإنما في الحياة بصورة عامة".