قتلى وجرحى بينهم طالبات.. مأساة الأبيض 14 أغسطس!!
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
أكثر من 20 مدنياً سقطوا قتلى بينهم 11 طالبة بالمرحلة الثانوية، في حادثة قصف الأبيض يوم 14 اغسطس، الحادثة التي تضمنت تفاصيل مؤلمة يرويها سكان المدينة بكثير من الأسى.
التغيير: فتح الرحمن حمودة
في صباح الأربعاء قبل الماضي خرجت طالبات المرحلة الثانوية من منازلهن متوجهات إلى مدارسهن التي بالكاد استأنفت الدراسة في ظل ظروف لا تتيح المجال لفتح أبواب التعليم في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان- وسط السودان والتي أصبحت واحدة من مدن الاقتتال الرئيسية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
لم تكن الطالبات يتوقعن أن يكون هو اليوم الأخير في حيواتهن القصيرة، لكن قذائف الدعم السريع التي أطلقت من الإتجاهات الغربية للمدينة المحاصرة منذ شهور، قتلت صباهن بوحشية، وفقدت الأبيض أرواحاً بريئة كانت تحلم بالمستقبل، لكنها منحتهن الموت بدلاً عنه، في مشهد يزيد من عمق مأساة الحرب العبثية المستمرة لنحو عام ونصف.
ذعر وفوضىوقالت (س. ع) لـ(التغيير) في أسى بالغ، إنها شاهدت عيون الأمهات التي كانت مليئة بالخوف والحرقة وهن يقفن في الشوارع أو يجرين لإنقاذ اطفالهم في لحظة هجوم قوات الدعم السريع بالكاتيوشا.
وروى الشاب (ر. ص) لـ(التغيير)، أنه في صبيحة 14 أغسطس وبينما كانت المدينة تعيش في حالة من الهدوء بعد انحسار المواجهات العسكرية، ولم يكن أحد يتوقع أن يتحول مشهد إلى الفوضى والرعب، فجأة انطلقت 12 عربة عسكرية مصحوبة بدراجات نارية من غرب المدينة، كانت تحمل هدفاً محدداً محملة بالكاتيوشا والمدفع الثنائي ومدفع “82”.
وقال إن قوات الدعم السريع اطلقت سبع قذائف متفرقة أصابت أولاها شجرة “تبلدية” ضخمة داخل ساحة مدرسة أبو ستة الثانوية، فقام العديد من الناس بمحاول إنقاذ الطالبات وإخراجهن عبر الباب الشرقي حيث سقطت أولى القذائف. وفي لحظة واحدة تحولت ضحكات وأحاديث الطالبات إلى صرخات مذعورة وبدأن الفرار بحثاً عن ملاذ آمن.
وأضاف (ر. ص)، أنه فيما كانت الطالبات يتدافعن في محاولة الهرب اطلقت قذائف ثانية مما أسقط ضحايا بينهن وأصيب آخرون بجروح بليغة، فيما نجت بعض الطالبات اللواتي لم يغادرن الفصول من القصف لكنهن أصبن بالذعر الشديد لدرجة الإغماء.
وتواصل قصف الدعم السريع في ذلك اليوم ليشمل مناطق أخرى من بينها السوق الغربي وبعض المؤسسات الحكومية، فيما سقطت إحدى القذائف على حافلة كانت تحمل ركاباً بالقرب من مستشفى الشرطة مما أدى إلى مقتل مدنيين وإصابة آخرين.
ظروف مأساوية(ع. أ) الذي كان أحد مسعفي الشهداء والمصابين جراء الهجوم الغادر، قال لـ(التغيير)، إنه لحظة وقوع الاشتباك كانوا يعملون لإسعاف المصابين وسط ظروف مأساوية خصوصاً بعد انقطاع التيار الكهربائي، ولم يكن لديهم سوى هواتفهم التي استخدوها للإضاءة داخل غرف العمليات بمستشفى الطوارئ والإصابات، وأكد أن آخر ما حصره عن عدد القتلى هو (27) بينهم (11) طالبة ثانوي وأكثر من (150) مصاب من المدنيين.
وأضاف ان القصف في ذلك اليوم كان عنيفاً بسقوط عدد من القذائف في السوق الغربي للمدينة واثنتين أخريات في مبنى التخطيط العمراني وفي مدرسة أبو ستة ومدرسة الأسرة، وكشف أن هناك عدد من الجثث لم تصل المستشفى وغير معروفة.
ويومها كانت قد تعطلت شبكات الاتصالات تماماً في المدينة بالتزامن مع القصف العنيف الذي شنته قوات الدعم السريع ما أدى إلى شلل كامل في خدمات الاتصالات التى عادت الثلاثاء الماضي بعد انقطاع استمر لـ6 أيام.
وأعلن المجلس الطبي عدم إمكانية إجراء امتحان الممارسة للأطباء في مركز الأبيض يومي السبت والأحد الماضيين، بسبب انقطاع الإنترنت وغياب التكنولوجيا الفعالة في المدينة، على أن يتم تنظيمه في وقت لاحق.
وكانت حكومة شمال كردفان قررت فتح المدارس في محاولة لاستعادة بعض مظاهر الحياة الطبيعية ولكن هذه الخطوة لم تكن خالية من المخاطر.
وتصاعدت الأصوات الغاضبة من المدنيين على مواقع التواصل الإجتماعي، ووثقت (التغيير) حالة الاستياء الشعبي للحادثة وقرار فتح المدارس في ظل هذه الظروف، وعبر الكثيرون عن رفضهم لهذا القرار معتبرين أنه يعرض حياة الطلاب للخطر.
وما زالت قيادة الجيش تفرض سيطرتها على مدينة الأبيض، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على معظم مناطق الولاية من بينها مدينتي الرهد وأم روابة.
ومنذ إندلاع الحرب في 15 أبريل 2023م تزايدت حوادث النهب المسلح بمعدل متسارع في مناطق الاقتتال الرئيسية لاسيما مدن شمال كردفان.
الوسومالأبيض الجيش الدعم السريع السودان الكاتيوشا حرب 15 ابريل شمال كردفانالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأبيض الجيش الدعم السريع السودان الكاتيوشا حرب 15 ابريل شمال كردفان قوات الدعم السریع شمال کردفان
إقرأ أيضاً:
ما القضايا التي ستلاحق ترامب في المحاكم رغم عودته إلى البيت الأبيض؟
(CNN)-- بينما يعود الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بحصانة شاملة من الملاحقة الجنائية، فإن هذا لن يمنعه بالضرورة من دخول قاعة المحكمة أو الإدلاء بشهادته تحت القسم.
وهناك ما يقرب من 12 دعوى مدنية يعتبر ترامب فيها مدعى عليه، ومن المرجح أن تظل الدعاوى القضائية، وبما في ذلك قضية تشهير في سنترال بارك، و8 دعاوى بشأن دور ترامب في اقتحام أنصاره الكابيتول (مبنى الكونغرس) في 6 يناير/ كانون الثاني 2021 وقضيتان تتعلقان بإخلاء الحديقة خارج البيت الأبيض من المتظاهرين المطالبين بالعدالة في يونيو/ حزايرن 2020.
وهذا الأسبوع، كانت هناك دعوى قضائية رفوعها ترامب حديثًا ضد صحيفة دي موين ريجيستر وأحد خبراء استطلاعات الرأي الذي توقع خسارته لولاية أيوا، وهو ما لم يحدث، وهذه تضاف إلى الدعاوى القضائية الأخرى التي رفعها ضد وسائل الإعلام، وقد هدد بالمزيد.
وإذا تم المضي قدمًا في أي من الدعاوى القضائية نحو المحاكمة، فقد يضطر ترامب إلى تسليم الاتصالات الخاصة في مرحلة جمع الأدلة أو الجلوس لإيداعات مسجلة بالفيديو.
ولأن الإيداعات تتم تحت القسم، فإنها تحمل دائمًا بعض التعرض القانوني وقد تضيف إلى الصداع السياسي لترامب في السنوات القادمة، كما حدث بين ولايتيه في الرئاسة.
وقالت بريجيدا بينيتيز، المحامية التي أدلت بشهادتها لترامب في السابق قبل أسبوعين من تنصيبه في 2017، في مقابلة: "أعتقد أنه عندما يُجبر على الجلوس واللعب وفقًا للقواعد، والاستماع إلى الأسئلة، والإجابة عليها، فإنه يواجه صعوبة في القيام بذلك عندما تكون الشاهد، فأنت لست مسيطرًا على الوضع".
وكانت بينيتيز تمثل خوسيه أندريس، الذي رفع ترامب دعوى قضائية ضده بعد انسحابه من صفقة مطعم في فندق ترامب السابق في واشنطن.
وما قاله ترامب في تلك الإيداعات لا يزال أمرا خاصا، والقضية محسومة.
القضايا التي رفعها ترامب
ومن غير الواضح متى سيعود ترامب إلى المحاكمات، وقد يكون التعرض القانوني لترامب في الدعاوى القضائية الحالية ضئيلاً لعدة أشهر، إن لم يكن لسنوات.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، تجنب ترامب بصعوبة الإدلاء بشهادته في دعوى قضائية حيث رفع دعوى قضائية ضد شبكة ABC، وتم تسوية القضية قبل أيام من جلوسه هو والمذيع جورج ستيفانوبولوس للإدلاء بشهاداتهما، حيث وافقت ABC على التبرع بمبلغ 15 مليون دولار لمؤسسة ترامب الرئاسية المستقبلية ومتحفه ومليون دولار لرسومه القانونية لإنهاء القضية.
وكان هذا فوزًا نادرًا لترامب في القضايا التي رفعها.
وانتقد خبراء التعديل الأول وغيرهم من المحامين على نطاق واسع الدعاوى القضائية التي رفعها ترامب ضد المنظمات الإعلامية، قائلين إن العديد منها من غير المرجح أن تنجح قانونيًا.
لكن رفع ترامب للقضايا لا يحمل مخاطر قانونية فورية بالنسبة له، كما قال تاي كوب، الذي دافع عن ترامب في الرئاسة خلال فترة ولايته الأولى وينتقده الآن، لشبكة CNN.