“الخطر النووي الصهيوني” وجريمة التواطؤ الدولي
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
يمانيون – متابعات
كشف طوفان الأقصى وما تبعه من حرب إبادة صهيونية مدى الازدواجية السياسية الفاضحة التي يشهدها العالم في غياب معايير عادلة وغياب قانون دولي تسري بنوده على الجميع لضمان إقامة الأمن والسلم الدوليين، ومن ضمن ما كشفه من جرائم، جاءت جريمة التهديد الصهيوني باستخدام السلاح النووي والتلويح بإلقاء قنبلة ذرية على غزة لمحوها، وتهديد جبهات المقاومة باستخدام الأسلحة النووية إذا ما استمرت في حرب إسنادها.
ورغم أن “إسرائيل” لا تعترف رسميًا بامتلاكها الأسلحة النووية، وتتبنّى سياسة “التعتيم النووي”، وترفض السماح لأي جهات دولية بتفتيش مواقعها المشبوهة، فإن حكومة المتطرفين وقعت في زلات لسان شكلت حرجًا لنتنياهو نفسه، ولأميركا والغرب الذي يلاحق برنامجًا نوويًا سلميًا إيرانيًا بدعوى حماية الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، قال وزير التراث في حكومة العدو “عميحاي إلياهو” إن إلقاء قنبلة نووية على غزة هو حل ممكن، وإن قطاع غزة يجب ألا يبقى على وجه الأرض، وهو تصريح يضاف لتصريح آخر لزعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان في مقابلة على القناة الـ12 العبرية، قال فيه على “إسرائيل” إنهاء سياسة الغموض بشأن إمكانياتها غير التقليدية، وكرر قوله في مقابلة أخرى بأن “إسرائيل يجب أن تستخدم كل القدرات المتاحة. يجب أن نهزم برنامج إيران النووي. لقد بدأت الولايات المتحدة حربًا عالمية ثانية ضد اليابان، ولم يسأل أحد من الذي انتصر”.
مؤخرًا، تحولت هذه التهديدات العلنية إلى رسائل سياسية ودبلوماسية وجهت إلى طهران، وهو ما ذكره المحلل السياسي “أمير الموسوي”، إذ صرح بأن رسائل تهديد صهيونية وصلت إيران مفادها إمكانية استخدام أسلحة نووية في الهجوم على إيران، إذا قامت برد قوي على جريمة اغتيال الشهيد هنية.
وهذه التهديدات الإجرامية تطرح عدة أسئلة بخصوص المشروع النووي الصهيوني ولماذا لا تعترف به “إسرائيل” طالما كان سلميًا؟ ولماذا لا يخضع لتفتيش وكالة الطاقة الذرية؟ خاصة أن “إسرائيل” هددت باستخدام السلاح النووي للإبادة على غرار أميركا في اليابان، وأنه خرج عن نطاق الاستخدام السلمي وأصبح يهدد السلم والأمن الدوليين.
واللافت أن مجلس الامن أصدر سبع قرارات بخصوص البرنامج النووي الإيراني، وهناك عقوبات مفروضة منذ كانون الاول/ ديسمبر 2006 بناءً على قرار رقم 1737 بعد أن تمسكت إيران بحقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، ورفضت وقف برنامج تخصيب اليورانيوم. في حين لم تعقد جلسة واحدة لبحث صحة امتلاك “إسرائيل” للسلاح النووي من عدمه رغم كل الدلائل، بل والاعترافات والتهديدات.
ومنذ نشأة الكيان الصهيوني وهو يسعى للسلاح النووي، حيث بدأ دخول المجال النووي بعد وقت قصير من النكبة في عام 1948 وبدعم فرنسي، وشرع سرًا في بناء مفاعل نووي ومصنع لإعادة التجهيز في “ديمونا” خلال أواخر الخمسينيات.
وتقوم على تطوير ورعاية المشاريع النووية الصهيونية، مجموعة من المعاهد أهمها: معهد “إسرائيل” التقني (التخنيون)، ومعهد “وايزمان” للعلوم، ومؤسسة الطاقة الذرية “الإسرائيلية” والجمعيّة “الإسرائيلية” للأشعة.
وتتركز هذه الأسلحة، حسب تقارير متعددة في سبعة مواقع، أهمها موقع “ديمونا” الشهير، كما يجري الحديث عن أن كل المواقع بُنيت في أماكن قريبة من مناطق السكان العرب. وهذه المفاعلات هي:
– “ديمونا”، ويقع في مركز النقب للأبحاث النووية ويتألف من عشرة أبنية، وفيه مفاعل نووي ومصنع لإعادة معالجة البلوتونيوم.
– “ناحال سوريك”، ويقع جنوب الرملة ويعمل فيه نحو 200 عالم وتقني.
– “الكيشون”، والكيشون هو نهر المقطع ومصبه شمال خليج حيفا، ويستخدم المفاعل الذي أقيم في تلك المنطقة للبحث العلمي.
– “النبي روبين”، ويقع غرب مدينة الرملة وفيه مفاعل بحثي لإنتاج الطاقة الكهربائية وتحلية مياه البحر.
– “كفار زكريا”، ويقع شمال غرب مدينة الخليل وتخزن فيه الصواريخ المصنعة في بئر يعقوب، ويحوي ملاجئ لتخزين القنابل النووية.
– “رفائيل”، ويقع شمال غرب سخنين وهو مصنع للهندسة النووية.
– “الجناح 20″، ويقع في “رافائيل” ويستخدم لتركيب القذائف النووية.
– “بئر يعقوب”، في جنوب الرملة وتنتج فيه صواريخ أريحا ذات الرؤوس النووية.
– “عيلبون”، ويقع تحت الأرض مكان قرية نمرين التي هجر أهلها عام 1948، وشرق قرية “عيلبون”، ويستخدم مستودعًا لتخزين الأسلحة النووية التكتيكية.
– “بالميكيم”، ويقع شمال صحراء النقب، وهو مخصص لإجراء تجارب على الصواريخ النووية مثل صاروخ “أريحا”.
والتقارير الرصينة تفيد بأن إنتاج السلاح النووي في الكيان قد بدأ في أواخر الستينيات، وفي عام 1986، قدم “مردخاي فعنونو”، وهو فني نووي “إسرائيلي” سابق، تفاصيلاً وصورًا واضحة لصحيفة “صنداي تايمز” عن برنامج أسلحة نووية “إسرائيلي” كان يعمل فيه لمدة تسع سنوات، وقد شمل معدات لاستخراج مواد مشعة لإنتاج أسلحة ونماذج معملية لأجهزة نووية حرارية تستخدم لصناعة قنابل هيدروجينية.
وقد أشار فعنونو إلى أن “إسرائيل” تمتلك ما بين 100 – 200 رأس نووية، استناداً إلى تقديرات كمية “البلوتونيوم 239” التي ينتجها مفاعل ديمونا سنوياً.
والمفارقة العجيبة، أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو انتقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية واتهمها بالتقصير في مراقبة أنشطة إيران النووية، مشيرًا إلى أن الوكالة التابعة للأمم المتحدة تخاطر بأن تصبح هيئة مسيسة. والأغرب والأعجب هو صمت وكالة الطاقة الذرية على كل هذه المفاعلات والدلائل القاطعة والتي كللتها تهديدات وزرار ورؤساء أحزاب بالكيان.
هذه الجريمة الدولية تنضم إلى جرائم الكيان وإلى جرائم الازدواجية والنفاق الأمريكي والغربي الذي يلاحق برنامجًا سلميًا إيرانيًا يستند إلى فتوى بتحريم امتلاك السلاح النووي والتزام كامل بتفتيش وكالة الطاقة الذرية، بينما لا توجد أي ملاحقة ولا حتى تفتيش شكلي لمفاعلات الكيان، كأنه حالة عالمية خاصة مستثناة من القانون الدولي، وبالرغم من تطرف قادته ووصول حكومة من المجانين – على حد وصف سيد المقاومة – إلى سدة الحكم وقيادتهم لحرب إبادة غير مسبوقة في التاريخ الحديث، وهو ما يمثل أكبر خطر على السلم العالمي.. وربما لو لم تمتلك جبهات المقاومة روادع استراتيجية تعادل الرادع النووي، لكنا أمام جرائم استخدام سلاح نووي، كما طالب بذلك وزراء وسياسيون وازنون في هذا الكيان.
*المادة نقلت حرفيا من موقع العهد الاخباري ـ إيهاب شوقي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: السلاح النووی الطاقة الذریة نووی ا
إقرأ أيضاً:
“التبادل المعرفي” يُشارك تجارب العمل الحكومي الإماراتي مع قيادات في حكومة مالطا
نظم مكتب التبادل المعرفي الحكومي بوزارة شؤون مجلس الوزراء في دولة الإمارات، سلسلة زيارات معرفية لمنتسبي الدفعة الثانية من “برنامج القيادات التنفيذية العليا لحكومة مالطا”، لتعريف المنتسبين بالتجربة الإماراتية المتميزة والنماذج الريادية في العمل الحكومي، وذلك في إطار التعاون الثنائي بين حكومتي البلدين في مجالات التحديث الحكومي.
ويهدف “برنامج القيادات التنفيذية العليا لحكومة مالطا” الذي يضم 27 منتسباً ويغطي أكثر من 2100 ساعة تدريب، إلى تطوير وتعزيز قدرات ومهارات المنتسبين في مجالات التحديث الحكومي، ومشاركتهم النماذج الريادة الإماراتية في استشراف المستقبل وتخطيط السيناريوهات، والتحول الرقمي في الحكومة، والابتكار الحكومي، والقيادة الاستراتيجية المرنة، وإدارة السياسات والاستراتيجيات، ضمن زيارات معرفية لـ 12 جهة حكومية رائدة.
وأكد سعادة عبدالله ناصر لوتاه مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي، أن مبادرات التبادل المعرفي التي تقودها حكومة دولة الإمارات بهدف تمكين الحكومات، ومشاركتها التجارب والمعارف والخبرات التي طورتها الدولة، تمثل عناصر معززة وداعمة لجهود الحكومات في ابتكار الرؤى الجديدة وتصميم التوجهات المستقبلية الاستباقية، من خلال بناء قدرات ومهارات القيادات التنفيذية المشاركة في مثل هذه البرامج المتقدمة.
وقال عبدالله لوتاه إن “برنامج القيادات التنفيذية العليا لحكومة مالطا”، يعكس المستوى المتميز للتعاون الثنائي مع حكومة مالطا في مجالات التحديث الحكومي، ويترجم الشراكة القائمة على أسس مستدامة والهادف لدفع عملية التطوير الحكومي إلى مستويات متقدمة، مشيراً إلى أن “برنامج التبادل المعرفي الحكومي” يمثل منصة تجمع العقول لتصميم الأفكار القادرة على إحداث التطور المطلوب.
من جهتها، قالت سعادة ماريا كاميليري كاليجا سفيرة جمهورية مالطا لدى الدولة والمندوبة الدائمة لمالطا لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” إن برنامج التبادل المعرفي الحكومي وبرامج القيادات الدولية يغطيان مختلف القطاعات الحكومية، ويقدّمان فرصاً متميزة لتعزيز كفاءة وفعاليّة المسؤولين الحكوميين المشاركين في هذه البرامج، مشيرة إلى أن البرامج تتضمن تنظيم زيارات ميدانية لدولة الإمارات، كما تشمل مبادرات تبادل المعرفة والخبرات التي تساعد المشاركين على تطوير رؤية مستقبلية فعّالة”.
وأضافت: “يسرّني أن أشهد نمو التعاون الذي أطلقته سفارة مالطا مع دولة الإمارات عام 2023، بالتعاون مع برنامج التبادل المعرفي الحكومي ومؤسسة “اكسجنزا مالطا”، والذي أثمر بفضل قيادة دولة الإمارات ودعم العديد من المسؤولين الحكوميين من مالطا، الذين شاركوا وسيواصلون المشاركة في هذه البرامج. وأحثّ كل مسؤول حكومي حول العالم على اغتنام هذه الفرصة والمشاركة في هذا البرنامج الواعد”.
ويترجم برنامج القيادات التنفيذية العليا لحكومة مالطا، مسيرة ناجحة للتعاون الهادف إلى تبادل المعرفة والخبرات في مجال البحث والابتكار، ومشاركة نماذج الإدارة الحكومية الناجحة والمبتكرة.
ويشمل البرنامج محاور عدة أبرزها؛ استشراف المستقبل وتخطيط السيناريوهات الذي يمثل قطاعاً حيوياً في تطوير العمل الحكومي، وضرورة لتعزيز الجاهزية والاستباقية الحكومية، ومحور التحول الرقمي في الحكومة، الذي يسلط الضوء على دور التكنولوجيا الرقمية في بناء الحكومات المتطورة والمرنة، وأهمية التحولات الرقمية في توفير خدمات سريعة ومرنة وتجربة سهلة للمتعاملين، ومحور التعاون الدولي، كما يركز البرنامج ضمن محاوره على إشراك المواطنين في تطوير السياسات.
وضمن أنشطة وفعاليات الزيارات المعرفية في البرنامج للجهات المتخصصة، عمل منتسبو البرنامج على إعداد خمسة مشاريع مؤثرة، شملت؛ تعزيز الموارد البشرية والمهارات المستقبلية، والاستدامة والبنية التحتية، والابتكار الاجتماعي والرقمي وإشراك المجتمع، والتحول الرقمي والابتكار، والحوكمة وتنسيق السياسات.
الجدير بالذكر أن حكومتي الإمارات ومالطا، أطلقتا ضمن القمة العالمية للحكومات 2023، شراكة استراتيجية في مجال البحث والابتكار، شهدت منذ إطلاقها تنفيذ برامج وأنشطة ساهمت في بناء قدرات نحو 800 متدرب من حكومة مالطا من خلال 100 ورشة عمل واجتماع.وام