الجوانب النفس اقتصادية للناخب الاردني..
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
#الجوانب_النفس_اقتصادية للناخب الاردني..
ا.د #حسين_محادين*
(1)
علم اجتماع السياسة لا يقوى الا بالمعايشة العلمية والرصد الاجرأ في ظل الحِراكات الشعبية/ الانتخابية كمثال ؛ لذا لا يستقيم رصد وتحليل العملية الانتخابية الحالية ايضا بمعزل عن دراسة البيئة النفس اقتصادية التي يتنافس فيها المترشحون محليا على استقطاب الناخبين وهي في جوهرها بيئة عشائرية ومناطقية يتم تسيسها آنيا قبيل كل انتخابات ومنها النيابية تحديدا كونها تشريعا ورقابية كما ينص الدستور الاردني .
( 2)
ان ابرز معطيات ووقائع البيئة الحالية ما هو آتِ:- ان جل محافظات الوطن هي الحواضن العشائرية السياسية التي تفرخ منها العاصمة الحبيبة عمان قيادات المحافظات عبر اخذ الاعتبار للتوزيع السكاني والجغرافي المتنوع، اي تفرد ذ الصبغة السياسية الاردنية المُفرخة للقيادات المختلفة تحت عنوان التشاركية النسبيةلكل الاردنيين من مختلف المنابت والمناطق منذ أمد طويل. ان التزاحم الانتخابي حاليا في الوطن غالياةهو عملية تجاذب بين العديد من المتناقضات والمشتركات معا ومنها:
أ- العشائرية التاريخية المتجذرة فيه ممثلة انتخابيا اليوم في “القوائم المحلية” .
ب- القوائم الوطنية “الاحزاب البرامجية
“الوظيفية” كبديل مأمول رسميا وعولميا عن الاحزاب الايدلوجية الصراعية والتغييرية المرفوضة رسميا وربما عند بعض الشرائح الشعبية ” .
ج- ظهور الرشوة الانتخابية المالية بجرأة لافته عبر شراء الاصوات الموسمية وهي المناقضة للمنظومة الفكرية التاريخية القائلة؛ بأن اقتراع الناخب يجب ان يكون “امانة وضمير” لاصحاب المواقف المشاكسة للحكومات التي تستأثر عموما بصناعة وقيادة السياسيات المختلفة والعامة في الاردن والاقليم دون اغفالها لضرورة التماشي مع التغول العولمي، شركاته ومؤسساته المدنية المتنامية والتي اصبحت تسمى ب”السلطة الرابعة” الداعمة وبقوة ايدلوجية غربية لخصخصة القطاع العام لصالح القطاع الخاص في دول الهامش”النامية” ومنها الاردن منذ تسعينيا القرن الماضي وسيادة القطب العولمي الواحد. ان الناخب الاردني يتعرض واقعيا لاختطاف بصري مذهل يتمثل بجلاء في غابات “صور المرشحين الصماء والكثيرة ، مقابل غياب واضح لبرامج الاحزاب البرامجية الصاعدة بدعم تشريعي واضح عبر قانون الانتخابات النيابية الحالي للانتخابات عبر تخصيصه (41) مقعدا لهم في الدورة الاولى من دورات ثلاث مقبلة وصولا للحكومات البرلمانية المأمولة. معاناة وتردد #الناخب_الاردني المتجلية نفسيا واقتصاديا بين انحيازه للمترشح الاصلح فعلا والاكثر أهلية لأن يكون نائبا رغم قِلة اعداد هؤلاء، وبين المترشح الاسمن ماليا والافقر برامجيا لحلول علمية واقعية لتحديات الحياة الاساسية في يوميات الاردنيين وبصورة لا يمكن تجاهل سطوتها على الناخبين في ظل ارتفاع نِسب البِطالة والفقر وفجوات التنمية بين محافظات الوطن منذ سنوات. اخيرا..
المعطيات الماثلة علميا امامي كمحلل سياسي هو صعوبة ان يعيش الناخب في”دِوار انتخابي لافت” قبيل ادلائه بصوته في صناديق الاقتراع يوم 10/9 سواءً اكان هذا المعطى الضبابي امامه عفويا أم مخطط له سياسيا كجزء من تجديد الممارسات التشريعية ضمن عمليات التحديث الثلاثة الرؤوس والاهداف الناهضة؛ السياسي ، الاقتصادي ،والقطاع الحكومي في المئوية الثانية من عمر الدولة الاردنية المديد؛ لكن الناخب اليوم انما هو بحاجة لدراسة وتحليل أعمق من مساحة مقال كهذا، ولمن من منظور اكاديمي اولا ،وفكري سياسي ثانيا، ونفس اقتصادي اشمل كما اجتهد لان هذه الاستنتاجات ستؤثر بتحليلي الاستشرافي هذا في نتائج الانتخابات النيابية المرتقبة بشغف من حيث نوعية وقوة ومنسوب الفكر لدى النواب الفائزين من ناحية ،ومن ناحية متممة على بنية وهوية الحكومة القادمة، عمقا واليات اختيار وتمثيل للقوى الاقتصادية الفكرية الصاعدة في المجتمع الاردني لاسيما الشباب من الجنسين في مجتمعنا الاردني الشاب ايضا… واننا لمنتظرون..حمى الله اردننا الحبيب.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
ترامب يشكل تهديداً لسياسة واشنطن الخارجية
قال المحلل السياسي الأمريكي كريستوفر جيه فيتويس، إن مؤيدي انتهاج سياسة خارجية أمريكية محدودة يجب أن يفهموا أن أي مكاسب قصيرة الأجل تتحقق خلال الإدارة الثانية للرئيس دونالد ترامب لا تستحق تكاليف الضرر طويل الأجل، الذي سيلحق بسمعة الولايات المتحدة.
وقال فيتويس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة تولين ومقرها مدينة نيو أورلينز بولاية لويزيانا الأمريكية، ومؤلف كتاب "السعي إلى الهيمنة: 2000 عام من الاستراتيجية الكبرى للقوة العظمى"، في تقرير نشرته مجلة "ناشونال انتريست" الأمريكية إن الرئيس المنتخب دونالد ترامب يعتقد أن الولايات المتحدة ليست لديها مصالح مهمة في سوريا، أو كان هذا ما كتبه الأسبوع الماضي.
Trump says Syria 'not our fight'. Staying out may not be so easy https://t.co/ajaNWeMmth
— BBC News (World) (@BBCWorld) December 13, 2024 ضبط النفسوقد عزز هذا الإعلان رأي البعض في المجتمع المؤيد لسياسة ضبط النفس الذين تفاعلوا مع انتخابه بتفاؤل حذر، على أمل أن تبتعد الإدارة الجديدة عن عقود من السياسات الخارجية التي حققت نتائج عكسية. وقد رأى عدد لا بأس به من الأشخاص أن إدارة ترامب الثانية ربما تكون جيدة بالنسبة لأنصار سياسة ضبط النفس وربما يتعين عليهم أن يتقبلوها قريباً.
واعتبر فيتويس أن مثل هذه الخطوة ستكون خطأ كارثياً، وأن الرئيس المستقبلي لا يمثل نعمة لضبط النفس الاستراتيجي وإنما يمثل تهديداً وجودياً خطيراً. وقال إن أي استراتيجية كبرى لن تنجح حال ارتباطها بترامب وحركة "ماجا" التي تعد اختصاراً لشعار ترامب "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً" وضبط النفس ليس استثناءً.
ويرى فيتويس أن الحزب الجمهوري في أعلى مستوياته الآن، لكنه سيحكم على أساس هش. إنه اليوم عبارة عن عبادة شخص أكثر من كونه حزباً سياسياً، وعبادة الأشخاص لا تستمر بعد رحيل قادتها. وفي نهاية الأمر، سيؤثر الزمن على الرئيس المنتخب.
وربما عاجلاً وليس آجلاً، ستسهم أطباق التاكو وشرائح السمك الفيليه والخمول في تقاعده غير الطوعي عن السياسة. وعندما يحدث هذا، سيخضع الحزب الجمهوري للمحاسبة، ولن يظهر أحد ليحل محله. ولن يتمكن أي صوت جديد من مضاهاة جاذبيه ترامب للجمهور والكاريزما الخاصة به وغرائزه. وعندما يرحل، سترحل معه حركة "ماجا" (لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً) على الأقل كقوة تستطيع أن تحقق الانتصار في الانتخابات الوطنية. وسيعتبر المؤرخون يوم الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 ذروة نجاح الحركة.
President Trump's willingness to use US economic might as an open point of diplomatic leverage horrified free trade purists and some trading partners alike during his first term. As President-elect he's already doubled down on that strategy.
This indicates to me he may be… pic.twitter.com/zmIILSBC1b
وقال فيتويس إنه "منذ عام 2015، عندما كان ترامب، مرشحاً في الانتخابات، فاق أداء الحزب الجمهوري التوقعات. وبدونه، في السنوات التي لم تشهد انتخابات مهمة وفي الانتخابات الخاصة، قدم الحزب أداء ضعيفاً. ولذلك فإن القائد العزيز فقط هو الذي يستطيع أن يلهم أمة (لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً) للذهاب إلى مراكز الاقتراع".
ويرى فيتويس أن الإدارة الثانية لترامب لن تكون مقيدة بالمفاهيم الدستورية القديمة للضوابط والتوازنات، ومن المرجح أن تسفر عن كارثة وخزي يفوق تصور الأشخاص العقلاء. وبعد فترة وجيزة من سقوطها، سيكون هناك رد فعل عنيف ضد كل شخص ساعد وكل شيء زعم هذا الرجل أنه يمثله. وبمجرد تراجع دور حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا"، ستصبح قيمها وشعاراتها لعنة للجيل القادم. وبحلول عام 2034، سيكون من الصعب إيجاد أي أمريكيين جادين يعترفون أنهم كانوا يؤيدون ترامب.
وإذا لم يكن مؤيدو سياسة ضبط النفس الاستراتيجية حذرين، ستصبح هذه السياسة ضحية لإرث ترامب السام. ويربط معارضو هذه السياسة بالفعل بينها وبين تشارلز ليندبيرغ والأب كوفلين وغيرهما من الشخصيات شبه السلطوية في ثلاثينيات القرن العشرين.
وإذا أصبحت هذه السياسة مرتبطة بشبه السلطويين في العشرينات فإنها لن تظل خياراً للاستراتيجية الكبرى لأن تمضي قدماً. وستكون الجهود التي استمرت أعواماً لإبعاد ضبط النفس عن صورة الانعزالية بلا فائدة. ولن تتعافي سياسية ضبط النفس (وربما الواقعية نفسها) من ربطها بحركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً".
وقال فيتويس إن ترامب شخصية قومية، وقد تتداخل سياساته مع ضبط النفس، ولكن فقط بالمصادفة وليس من خلال قيم وأهداف مشتركة. إن المحافظ الجديد هو العدو الفكري لكل من حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً" وضبط النفس، ولكن في هذه الحالة، عدو عدوي ليس صديقي.
“Many countries do not need to be cajoled by Trump’s negotiators to align with U.S. de-risking initiatives; China’s economic slowdown and rising national security concerns about reliance on Chinese-centric supply chains provide incentive enough.”https://t.co/7GDx9IzOah
— Foreign Affairs (@ForeignAffairs) December 21, 2024 الأعداء والأصدقاءفقد دعا القليل من أنصار سياسة ضبط النفس إلى إغلاق الحدود أو تقييد التجارة أو وضع خطوط بين الأعداء والأصدقاء في الخارج. كما أن عدد أقل يؤيد حشداً ضخماً في المحيط الهادئ لردع أي هجوم صيني ضد تايوان. في الواقع أنصار ضبط النفس يميلون إلى القلق بشأن التدهور المحتمل لهذه العلاقة والعديد من العلاقات الأخرى تحت قيادة قومية قصيرة النظر.
ولا يدعم أي من أنصار سياسة ضبط النفس تقديم المزيد من الأموال لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) المتضخمة والمبذرة. ويتفق معظمهم في الشعور بالذعر إزاء قائمة المرشحين غير المناسبين الذين عينهم ترامب في مناصب خطيرة للغاية.
وأشار فيتويس إلى أنه قبل صعود ترامب، كانت سياسة ضبط النفس تحظى بزخم في الدوائر الاستراتيجية الأمريكية. وكان الاشمئزاز من الحروب غير الضرورية ومستويات الإنفاق الدفاعي غير المعقولة تتزايد داخل الحزبين الجمهوري والديمقراطي. كما كانت الأموال قد بدأت في التدفق على خزائن مخصصات مرتبطة بسياسة ضبط النفس.
Trump’s perspective on multilateralism, marked by deep scepticism, a transactional mindset, and a frequent use of withdrawal rhetoric when deals fall short of his expectations, raises questions about how the U.S. will engage with NATO in the years ahead. Read:… pic.twitter.com/hOmNdkPAKD
— TRT World Research Centre (@TRTWorldRC) December 24, 2024واعتبر فيتويس أنه إذا أصبحت حركة ضبط النفس مرادفة لحركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً"، سيتوقف هذا الزخم، ليس اليوم أو غداً، ولكن قريباً. وقد يكون الضرر دائماً. وربما يكون المؤيدون مستعدين للتركيز على المكاسب قصيرة الأجل التي قد تحققها قيادة الحزب الجمهوري، لكنها ستكون مكاسب وهمية.
وأشار إلى أن خيمة ضبط النفس، يجب أن تكون واسعة ومفتوحة لكل القناعات السياسية. ومع ذلك، لكي تستمر الحركة بشكل دائم، لا يمكن الترحيب بالجميع. إن الموقف الوحيد المقبول لأولئك الذين يريدون بناء مسار مستدام حقاً لضبط النفس هو التنافس على مركز في التيار المناهض لترامب. ربما يكون هناك متسع في المكان الآن، ولكن بمجرد رحيل الزعيم العزيز، سيصبح التيار مزدحما بسرعة.
واختتم فيتويس تقريره بالقول إن أنصار سياسة ضبط النفس يجب ألا ينخدعوا بأوهام السياسة قصيرة الأجل أو يبيعوا أرواحهم، مهما كانت قوة الإغراء. ولا يمكن إزالة الكبريت سريعاً، حيث ستلتصق رائحته بكل ما يلمسه ترامب وسيؤدي إلى سقوط حركات بأكملها إذا لم يكن مؤيدوها حذرين وواضحين تماماً في قيمهم من بداية ما تبدو أنها فترة طويلة ستمتد لـ4 أعوام.