يمن مونيتور:
2024-12-23@13:28:19 GMT

جدلية العلاقة بين السلطة والمعارضة

تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT

جدلية العلاقة بين السلطة والمعارضة

عند الحديث عن العلاقة بين السلطة والمعارضة، من الضروري التذكير بأنه بعد إعلان الوحدة اليمنية في عام 1990م، تم تأسيس نظام سياسي تعددي يتكون من السلطة والمعارضة، ومع اندماج “المؤتمر الشعبي” و”الحزب الاشتراكي” في حكومة واحدة، اختفى ركن المعارضة، باستثناء معارضة محدودة ابداها “الإصلاح” بشأن بعض مواد دستور دولة الوحدة ؛ وبعد انتخابات 1993م واندماج “المؤتمر” و”الحزب الاشتراكي” و”الإصلاح” في حكومة واحدة، تلاشى ركن المعارضة كلياً، باستثناء بعض الأصوات والاقلام مثل صوت وقلم المرحوم عمر الجاوي؛ وبعد حرب صيف 1994م، خرج الحزب الاشتراكي من السلطة، وعادت المعارضة ولكن بشكل ضعيف من خلال بعض الأحزاب التي شكلت مجلس التنسيق الأعلى للمعارضة، بقيادة الحزب الاشتراكي اليمني الذي خرج من الحرب منهكاً، وهو ما يعني بان المعارضة كانت في حينها ضمن قوام استراتيجي ضعيف لا يؤهلها إلى إحداث قدر من التوازن مع سلطة الحكم، وبعد انتخابات 1997م، انسحب “الإصلاح” من الحكم وشارك في تأسيس “اللقاء المشترك”، مما أعاد للمعارضة قوتها وظهورها كركن رئيسي في النظام السياسي التعددي.

في الذكرى الأولى لتأسيس “اللقاء المشترك”، طلب مني الأستاذ محمد قحطان كتابة تقييم شامل لأداء الأحزاب في التكتل، ورغم عدم معرفتي بالأساس الاستراتيجي لتأسيس “اللقاء المشترك” الا انني وافقت على كتابه التقييم بعد أن أكد لي “قحطان” أن الهدف الرئيسي من قيام المشترك هو تعزيز ركن المعارضة لمواجهة سلطة الحكم ومن ثم اعاده التوازن للنظام السياسي التعددي بركنيه “سلطه +معارضه” .

في تقييمي للتجربة، ذكرت بأن “اللقاء المشترك” نجح في تثبيت ركن المعارضة في الواقع السياسي، وهو إنجاز مهم باعتباره أول محاولة حقيقية لاستظهار هذا الركن بكل شروطه الفنية والموضوعية، وأكدت في التقييم العام للتجربة أن هذا النجاح يمثل خطوة كبيرة في تعزيز التوازن السياسي، خاصة في ظل الضغوط التي كانت تُمارس ضد المعارضة في حينها.

الآن، تواجه السلطة الشرعية باعتبارها الركن الأول للنظام السياسي التعددي تحديات مشابهة لتلك التي واجهتها المعارضة في الماضي، وهو ما يعني بان السلطة تحتاج إلى إعادة إحياء وتنظيم قوامها الاستراتيجي لتتمكن من مواجهة التحديات بشكل فعال، على غرار تجربة أحزاب المشترك في استظهار ركن المعارضة السياسية، ومثل هذا الوضع يحتم على الأحزاب والقوى المكونة لسلطة الشرعية ان تكون اكثر تماسكا والتحاما والتفافا حول مجلس القيادة الرئاسي برئاسة الأخ الدكتور رشاد العليمي بصرف النظر عن تسديداته او تقصيره او مقارباته، لأنه سيظل في كل الأحوال رئيسنا ورمز شرعيتنا، ولن نفرط فيه لمصلحة اللادولة واللاشرعية، وللحقيقة والانصاف بأن فخامته يبذل جهوداً معتبره في تعزيز سلطة الشرعية وتفعيلها بحسب متاحاته وميزان قواه الذاتي والموضوعي، ولكن هذه الجهود لم تبلغ مداها المطلوب بسبب ضعف القوام الإستراتيجي لسلطة الشرعية الذي لا يزال قواماً مبعثراً بين مكوناتها، وهو الامر الذي يؤدي إلى بعثرة القرار، اذ لا وحدة لشرعية سياديه بدون وحدة قراراها، ولا وحدة للقرار السيادي مالم يتوحد القوام الاستراتيجي  الذي يرتكز عليه القرار، ومالم يتوحد القوام الاستراتيجي للشرعية فأنه من الضرورة بمكان ان تتجه ارادات الجميع في السلطة والتحالف إلى إدخال قوام استراتيجي جديد في ميزان قوى السلطة الحاكمة، وذلك من خلال إعادة ترتيب القوام الاستراتيجي لمكونات الشرعية، وكذا توسيع خارطة التجنيد في المؤسستين العسكرية والأمنية، ودعم المقاومات الشعبية في المناطق المحتلة، وتوسيع خارطة الأمن القومي فيها بالقدر الذي يمكنه من تفكيك الحلقات التي لا زالت مغلقة، إضافة إلى حشد منظمات المجتمع المدني واعطاء دور للمؤسسات الأهلية وسلطات الحكم المحلي، وتوسيع شبكات العمل الخيري ودعمها مادياً ولوجستياً ولو أدى الامر إلى انشاء بنك أهلي خيري خاص بالفقراء والمحتاجين.

وفي الختام من المهم الإشارة الى ان أحزاب التكتل الوطني بمقدورها  الاسهام في هذا الدور، وبتهيئة الظروف لمثل هذا الاحتشاد السياسي والمدني والخيري الكبير، لاسيما تلك الأحزاب الكبيرة التي لا تزال متماسكة وتحتفظ بقدر كبير من قوامها الاستراتيجي التنظيمي والسياسي والمجتمعي والعلائقي.

 

نقلاً من صفحة الكاتب على فيسبوك 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: السلطة المعارضة جدلية العلاقة كتابات الحزب الاشتراکی اللقاء المشترک

إقرأ أيضاً:

تقرير: هشاشة ليبيا تُغذي أزمة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر

ليبيا – تقرير: أزمة الهجرة غير الشرعية ترتبط بالصراعات في إفريقيا وضعف الاستقرار الليبي

تناول تقرير تحليلي نشره موقع “مودرن ديبلوماسي” الإخباري الدولي تنامي أزمة الهجرة غير الشرعية وارتباطها بمأساة القارة الإفريقية المنسية والصراعات المستمرة في دول جنوب الصحراء الكبرى.

الهجرة من دول الصراع

أكد التقرير أن غالبية المهاجرين غير الشرعيين يأتون من دول تعاني من الصراعات وانعدام الأمن، مثل جنوب السودان، النيجر، تشاد، الصومال، السودان، إثيوبيا، إريتريا، إفريقيا الوسطى، والكونغو الديمقراطية. هؤلاء يسلكون طريقهم عبر ليبيا إلى أوروبا، حيث تُعد البلاد بوابة عبور رئيسية.

وأشار التقرير إلى أن الهجرة لا تقتصر على إفريقيا فقط، بل تشمل مهاجرين من دول مثل اليمن، العراق، سوريا، وفلسطين الذين يعبرون الطريق الشرقي وصولاً إلى الأراضي الليبية أملاً في حياة أكثر أمانًا واستقرارًا في أوروبا.

ليبيا: بوابة الهجرة وأزمة الاستقرار

أوضح التقرير أن قرب ليبيا من دول مثل مصر، النيجر، وتشاد يجعلها نقطة جذب للهجرة غير الشرعية. وأشار إلى أن معالجة الوضع المتأزم في ليبيا، واستعادة الاستقرار فيها، يعد أمرًا جوهريًا لمواجهة أزمة الهجرة غير الشرعية التي تغذيها هشاشة البلاد وانقساماتها الداخلية.

دعوة لدور إفريقي أكبر

دعا التقرير الاتحاد الإفريقي وحكومات القارة إلى لعب دور فعال في إيجاد حل دائم للصراع الليبي، بدلًا من الاكتفاء بدور المتفرج، مؤكدًا أن استقرار ليبيا يصب في مصلحة القارة بأكملها.

الاتجار بالبشر: ترتيب عالمي مقلق

بيّن التقرير أن ليبيا تحتل مراتب متقدمة عالميًا في مؤشر الجريمة المنظمة، حيث سجلت 8.5 من 10 نقاط في الاتجار بالبشر، متجاوزة دولًا مثل أفغانستان وإريتريا واليمن. ويعكس هذا الوضع ضعف التمكين المؤسسي في ليبيا لمواجهة الجريمة المنظمة ومعالجة أزمة الهجرة غير الشرعية.

ترجمة المرصد – خاص

مقالات مشابهة

  • الاحتلال ينفذ مناورة عسكرية في منطقة أسدود.. والمعارضة تطالب قادة الجيش بالاستقالة
  • تقرير: هشاشة ليبيا تُغذي أزمة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر
  • صمود المقاومة الأسطوري ونصرها الاستراتيجي
  • موعد أول رجب 2025 وتحديد بداية الشهر وفقًا للرؤية الشرعية
  • تعقيدات المنطقة تستدعي نجاح جلسة الانتخاب والمعارضة لم تتفق على تسمية المرشح
  • مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار: مصر عانت من الإسلام السياسي
  • جدلية الخطاب الأبوي بين المسؤولية والاعتذار
  • ما الذي يريده محمود عباس من مطاردته لرجال المقاومة بعد كل تلك الملاحم؟!
  • على خلفية التوتر الأخير.. الاتحاد الوطني: التقارب السياسي داخل كركوك كبير ومثالي
  • ما الذي يجري وراء الكواليس!!