يمن مونيتور:
2024-09-13@06:14:56 GMT

جدلية العلاقة بين السلطة والمعارضة

تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT

جدلية العلاقة بين السلطة والمعارضة

عند الحديث عن العلاقة بين السلطة والمعارضة، من الضروري التذكير بأنه بعد إعلان الوحدة اليمنية في عام 1990م، تم تأسيس نظام سياسي تعددي يتكون من السلطة والمعارضة، ومع اندماج “المؤتمر الشعبي” و”الحزب الاشتراكي” في حكومة واحدة، اختفى ركن المعارضة، باستثناء معارضة محدودة ابداها “الإصلاح” بشأن بعض مواد دستور دولة الوحدة ؛ وبعد انتخابات 1993م واندماج “المؤتمر” و”الحزب الاشتراكي” و”الإصلاح” في حكومة واحدة، تلاشى ركن المعارضة كلياً، باستثناء بعض الأصوات والاقلام مثل صوت وقلم المرحوم عمر الجاوي؛ وبعد حرب صيف 1994م، خرج الحزب الاشتراكي من السلطة، وعادت المعارضة ولكن بشكل ضعيف من خلال بعض الأحزاب التي شكلت مجلس التنسيق الأعلى للمعارضة، بقيادة الحزب الاشتراكي اليمني الذي خرج من الحرب منهكاً، وهو ما يعني بان المعارضة كانت في حينها ضمن قوام استراتيجي ضعيف لا يؤهلها إلى إحداث قدر من التوازن مع سلطة الحكم، وبعد انتخابات 1997م، انسحب “الإصلاح” من الحكم وشارك في تأسيس “اللقاء المشترك”، مما أعاد للمعارضة قوتها وظهورها كركن رئيسي في النظام السياسي التعددي.

في الذكرى الأولى لتأسيس “اللقاء المشترك”، طلب مني الأستاذ محمد قحطان كتابة تقييم شامل لأداء الأحزاب في التكتل، ورغم عدم معرفتي بالأساس الاستراتيجي لتأسيس “اللقاء المشترك” الا انني وافقت على كتابه التقييم بعد أن أكد لي “قحطان” أن الهدف الرئيسي من قيام المشترك هو تعزيز ركن المعارضة لمواجهة سلطة الحكم ومن ثم اعاده التوازن للنظام السياسي التعددي بركنيه “سلطه +معارضه” .

في تقييمي للتجربة، ذكرت بأن “اللقاء المشترك” نجح في تثبيت ركن المعارضة في الواقع السياسي، وهو إنجاز مهم باعتباره أول محاولة حقيقية لاستظهار هذا الركن بكل شروطه الفنية والموضوعية، وأكدت في التقييم العام للتجربة أن هذا النجاح يمثل خطوة كبيرة في تعزيز التوازن السياسي، خاصة في ظل الضغوط التي كانت تُمارس ضد المعارضة في حينها.

الآن، تواجه السلطة الشرعية باعتبارها الركن الأول للنظام السياسي التعددي تحديات مشابهة لتلك التي واجهتها المعارضة في الماضي، وهو ما يعني بان السلطة تحتاج إلى إعادة إحياء وتنظيم قوامها الاستراتيجي لتتمكن من مواجهة التحديات بشكل فعال، على غرار تجربة أحزاب المشترك في استظهار ركن المعارضة السياسية، ومثل هذا الوضع يحتم على الأحزاب والقوى المكونة لسلطة الشرعية ان تكون اكثر تماسكا والتحاما والتفافا حول مجلس القيادة الرئاسي برئاسة الأخ الدكتور رشاد العليمي بصرف النظر عن تسديداته او تقصيره او مقارباته، لأنه سيظل في كل الأحوال رئيسنا ورمز شرعيتنا، ولن نفرط فيه لمصلحة اللادولة واللاشرعية، وللحقيقة والانصاف بأن فخامته يبذل جهوداً معتبره في تعزيز سلطة الشرعية وتفعيلها بحسب متاحاته وميزان قواه الذاتي والموضوعي، ولكن هذه الجهود لم تبلغ مداها المطلوب بسبب ضعف القوام الإستراتيجي لسلطة الشرعية الذي لا يزال قواماً مبعثراً بين مكوناتها، وهو الامر الذي يؤدي إلى بعثرة القرار، اذ لا وحدة لشرعية سياديه بدون وحدة قراراها، ولا وحدة للقرار السيادي مالم يتوحد القوام الاستراتيجي  الذي يرتكز عليه القرار، ومالم يتوحد القوام الاستراتيجي للشرعية فأنه من الضرورة بمكان ان تتجه ارادات الجميع في السلطة والتحالف إلى إدخال قوام استراتيجي جديد في ميزان قوى السلطة الحاكمة، وذلك من خلال إعادة ترتيب القوام الاستراتيجي لمكونات الشرعية، وكذا توسيع خارطة التجنيد في المؤسستين العسكرية والأمنية، ودعم المقاومات الشعبية في المناطق المحتلة، وتوسيع خارطة الأمن القومي فيها بالقدر الذي يمكنه من تفكيك الحلقات التي لا زالت مغلقة، إضافة إلى حشد منظمات المجتمع المدني واعطاء دور للمؤسسات الأهلية وسلطات الحكم المحلي، وتوسيع شبكات العمل الخيري ودعمها مادياً ولوجستياً ولو أدى الامر إلى انشاء بنك أهلي خيري خاص بالفقراء والمحتاجين.

وفي الختام من المهم الإشارة الى ان أحزاب التكتل الوطني بمقدورها  الاسهام في هذا الدور، وبتهيئة الظروف لمثل هذا الاحتشاد السياسي والمدني والخيري الكبير، لاسيما تلك الأحزاب الكبيرة التي لا تزال متماسكة وتحتفظ بقدر كبير من قوامها الاستراتيجي التنظيمي والسياسي والمجتمعي والعلائقي.

 

نقلاً من صفحة الكاتب على فيسبوك 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: السلطة المعارضة جدلية العلاقة كتابات الحزب الاشتراکی اللقاء المشترک

إقرأ أيضاً:

القليوبية الأزهرية تختتم فعاليات البرنامج التثقيفي العقدي لمعلمي المواد الشرعية

اختتمت اليوم الخميس، فعاليات البرنامج التثقيفي العقدي لمعلمي المواد الشرعية بمنطقة القليوبية الأزهرية، برعاية الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ودعم وإشراف الدكتور محمد الضوينى وكيل الأزهر الشريف، وتوجيهات الشيخ أيمن عبد الغنى رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، بحضور ومتابعة الشيخ سعيد أحمد خضر رئيس الإدارة المركزية لمنطقة القليوبية الأزهرية.

وتنفذ الإدارة المركزية لمنطقة القليوبية الأزهرية البرنامج التثقيفى العقدي حول معالم المنهج الأزهري، لجميع معلمى المواد الشرعية بمنطقة القليوبية الأزهرية.

وتم تنفيذ البرنامج على دفعتين لكل دفعة ثلاثة أيام، بحضور معلمين معاهد إدارات بنها وكفر شكر و الخانكة والقناطر الخيرية، والدفعة الثانية حاضر فيها معلمين معاهد إدارات شبين القناطر، وطوخ، وقليوب يحاضر في البرنامج نخبة متميزة من الأساتذة والعلماء المتخصصين وقام بالاعداد والتنظيم لتنفيذ البرنامج الإدارة المركزية للتدريب بالأزهر الشريف وإدارة التدريب بالمنطقة.

وقد حاضر في الدفعة الثانية بالبرنامج الدكتور أحمد صابر مصطفى جاد أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية بمدينة السادات، وعنوان محاضرته وسطية أهل السنة فى التعامل مع المخالفين، والمحاضرة الثانية الشيخ عماد فتحى محمود عضو المكتب الفنى للأستاذ الدكتور وكيل الأزهر الشريف، موضوع المحاضرة المنهج التحليلي فى دراسة النصوص العقدية.

كما تحدث الشيخ سعيد أحمد خضر رئيس الإدارة المركزية لمنطقة القليوبية الأزهرية عن أهمية البرنامج وتميز المحاضرين، وألقى كلمة هامة حول الإحتفال بميلاد الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ومشروعية الإحتفال، وكيفية الرد على المنكرين.

مقالات مشابهة

  • القليوبية الأزهرية تختتم فعاليات البرنامج التثقيفي العقدي لمعلمي المواد الشرعية
  • أول تعليق للحكومة الشرعية على اختطاف الناشطة الإعلامية ”سحر الخولاني” في صنعاء
  • الحكومة والنواب والمعارضة..!
  • مخاطر تمرير تعديلات قانون السلطة القضائية في صنعاء… ما الذي يحققه الحوثيون؟!
  • الاتفاق الاستراتيجي الجديد بين بغداد وواشنطن.. النتائج والتداعيات!
  • استعراض تقرير الالتزام والمخاطر الشرعية في اجتماع "شرعية العز الإسلامي"
  • بسبب ترامب وهاريس.. انشقاق بين حكومة نتنياهو والمعارضة الإسرائيلية
  • خالد بن محمد بن زايد: العلاقات الإماراتية ـــ الهندية تعزز فرص التعاون الاستراتيجي المشترك
  • ألمانيا ترفع أسوارها أمام الجيران الأوروبيين: خطوات صارمة ضد الهجرة غير الشرعية على حدودها التسعة
  • النائب طلعت عبد القوي: الحوار الوطني يجمع كل الأطياف المؤيدة والمعارضة