الأمة القومي يدين انتهاكات الجيش والدعم السريع ويطالب بوقفها
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
حزب الأمة القومي، شدد على ضرورة إنهاء الانتهاكات التي تستهدف المدنيين دون مراعاة للقوانين والأعراف والمواثيق الدولية.
الخرطوم: التغيير
أدان حزب الأمة القومي السوداني بشدة، القصف الجوي والمدفعي للأحياء والمرافق المدنية، وطالب قيادة القوات المسلحة بوقف قصف الطيران الحربي الذي يستهدف المواطنين الأبرياء الذين لا علاقة لهم بالحرب.
كما طالب قوات الدعم السريع بوقف هجوم قواتها على القرى وتجنيب المواطنين القصف المدفعي على الأحياء والمرافق.
وشدد على ضرورة إنهاء هذه الانتهاكات التي تستهدف المدنيين دون مراعاة للقوانين والأعراف والمواثيق الدولية.
وقال الحزب في تصريح صحفي اليوم الخميس، إن مناطق متعددة من مدن السودان شهدت قصفًا جويًا ومدفعيًا مكثفًا من قبل طيران القوات المسلحة وقصفًا مدفعيًا من قبل قوات الدعم السريع على أحياء مدينة أم درمان وهجومًا على مناطق بولاية النيل الأزرق.
وأشار إلى استهداف القصف الجوي نهار الثلاثاء لمستشفى الضعين، وعددًا من المباني السكنية والخدمية بالحصاحيصا مما أدى إلى استشهاد وجرح عشرات الأبرياء.
وقال إن محلية الطويشة شهدت قصفًا جويًا راح ضحيته مواطنون أغلبهم من النساء والأطفال، كما قصف في مدينة الفاشر مناطق بحي النصر والتكامل وغيرها ما أسفر عن استشهاد وجرح عدد من المواطنين.
وأضاف أن الطيران استهدف هذا الأسبوع أحياء في مليط وكبكابية ومورني والطويشة ومحلية المزموم مخلفًا عددًا من الشهداء والجرحى.
وتابع: “كما شهدت مناطق متفرقة في أم درمان والفاشر قصفًا مدفعيًا من قبل قوات الدعم السريع أسفر عن استشهاد وجرح عدد من المواطنين”.
وأكد الحزب أن هذا الاستهداف المتكرر للمدن والأحياء والمناطق السكنية والمرافق الخدمية يشكل جريمة إنسانية كبرى.
إلى ذلك، رحب الحزب بما توصلت إليه مفاوضات جنيف من تفاهمات لفتح المعابر لإيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين في مناطق السودان المختلفة.
وعبر عن أمله أن تتوصل المفاوضات لنتائج إيجابية تفضي إلى وقف العدائيات والالتزام بتنفيذ تعهدات اتفاق جدة لحماية المدنيين.
وأكد أن السبيل الوحيد لإنهاء المعاناة هو الإقبال على طاولة التفاوض بجدية للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار لتحقيق السلام وفتح الباب لتخفيف الأوضاع الإنسانية الكارثية.
الوسومأم درمان الجيش الحصاحيصا الدعم السريع السودان الطويشة الفاشر القوات المسلحة دارفور مفاوضات جنيفالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أم درمان الجيش الحصاحيصا الدعم السريع السودان الفاشر القوات المسلحة دارفور مفاوضات جنيف الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
وضعية قوات الدعم السريع على الأرض في السودان وما التوقعات
الانسحابات وإعادة التموضع
شهدت قوات الدعم السريع خلال الأسابيع الأخيرة تحولات ملحوظة في انتشارها الميداني داخل السودان. انسحبت بعض وحداتها من أجزاء من الخرطوم وولاية الجزيرة، وهو ما يراه المحللون خطوة محسوبة ضمن استراتيجية إعادة التموضع. هذه الخطوة قد تكون استعدادًا لحرب طويلة الأمد بدلاً من الاكتفاء بالمواجهات المباشرة التي قد تؤدي إلى إنهاك القوات.
الوضع في الفاشر ومعارك النفوذ
لا تزال الفاشر نقطة محورية في العمليات العسكرية، حيث تسعى قوات الدعم السريع إلى تثبيت نفوذها في دارفور، والتي تعد معقلًا رئيسيًا لها. تدور المعارك في محيط المدينة وسط تقارير عن تعزيزات جديدة وتحركات تكتيكية، ما يشير إلى أن الدعم السريع يسعى لتأمين موقعه هناك كجزء من خطته للحفاظ على عمقه الاستراتيجي.
التحضير لحرب طويلة الأمد
وفقًا لمحللين عسكريين، فإن الدعم السريع يعيد هيكلة وجوده العسكري بما يسمح له بخوض صراع طويل الأمد. من خلال الانسحاب المنظم من بعض المناطق والتوجه نحو مناطق نفوذه القوي، يحاول حميدتي وقادته تحويل الصراع إلى معركة استنزاف بدلاً من المواجهات المفتوحة مع الجيش السوداني. ويؤكد بعض التقارير أن الدعم السريع يتبنى سياسة "الأرض المحروقة" في بعض المناطق، ما أدى إلى تدمير بنى تحتية واستهداف مرافق حيوية.
الوضع الدولي والقانوني
أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، أن مكتبه سيطلب إصدار مذكرات توقيف ضد المتهمين بارتكاب فظائع في منطقة غرب دارفور بالسودان. ويعكس هذا الإعلان تصاعد الاهتمام الدولي بالانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع في تلك المنطقة، وهو ما قد يكون له تداعيات على مسار الصراع مستقبلًا.
تأمين مستقبل الحكومة القادمة
في ظل غياب تسوية سياسية شاملة، يبدو أن قوات الدعم السريع تسعى إلى ترسيخ نفوذها على الأرض بحيث تكون جزءًا لا يمكن تجاوزه في أي عملية تفاوضية مستقبلية. تسعى القوات إلى فرض واقع عسكري وسياسي يجعل من الصعب استبعادها من أي اتفاق بشأن الحكم في السودان.
التحسب لخطوات الجيش والقوى السياسية
في المقابل، يراقب الدعم السريع التحركات السياسية والعسكرية التي قد يقوم بها الجيش، خصوصًا فيما يتعلق بتحالفاته مع القوى السياسية والمليشيات المناصرة له. قد يكون أحد أهداف الدعم السريع من إعادة التموضع هو تقليل فرص الجيش في فرض حل عسكري شامل. وفي هذا السياق، قامت قوات الدعم السريع بشن هجمات بطائرات مسيرة على مرافق حيوية، مثل المحطة التحويلية للكهرباء في منطقة الشوك بولاية القضارف، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن عدة ولايات.
معركة ود مدني والتحديات المستقبلية
في 11 يناير الجاري، تمكن الجيش السوداني من استعادة السيطرة على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، التي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع. وقد أشارت تقارير إلى ارتكاب انتهاكات بحق المدنيين أثناء هذه العملية، مما يزيد من تعقيد المشهد ويجعل من الصعب الوصول إلى حل سياسي في المدى القريب.
يتجه الدعم السريع نحو فرض معادلة عسكرية وسياسية جديدة على الأرض، تضمن له موطئ قدم قويًا في أي تسوية مقبلة. ومن خلال إعادة التموضع وتحسين انتشاره في مناطق النفوذ، يحاول الدعم السريع الاستعداد لمرحلة طويلة من الصراع، مع التركيز على تأمين دوره في مستقبل الحكم في السودان. في ظل هذه التطورات، ستظل معارك السيطرة على الأرض وتحالفات القوى المتصارعة عوامل رئيسية في تحديد مسار النزاع خلال الفترة القادمة.
zuhair.osman@aol.com