يوافق اليوم الذكرى الـ15 على رحيل الشاعر الفلسطيني محمود درويش، المولود في 13 مارس 1941م في فلسطين، والذي تعرض بسبب الاحتلال الاسرائيلي للتنقل عدة مرات من موطنه داخل وخارج بلده الأم، ومن بينها مصر وروسيا والولايات المتحدة ولبنان وغيرها.

وحمل محمود درويش القضية الفلسطينة على عاتقه وبين قصائده، حتى صارت قضية الوطن مرادفا لمعاني الحب والحبيبة، حتى توفي في يوم 9 أغسطس 2008.

وأضاف الناقد والشاعر محمد السيد اسماعيل لـ«الوطن» أن إبداع الشاعر الفلسطيني محمود درويش لم يتم دراسته بصورة وافية، مشيرا إلى أن هناك عدد من الدراسات المهمة عن محمود درويش من بينها كتاب الناقد المصري رجاء النقاش والي يحمل عنوان «محمود درويش شاعر الأرض المحتلة» والذي صدرت طبعته الأولى في 1969، عن دار الهلال.

توظيف محمود للتراث

مؤكدا أن هذه الدراسة كانت من أوائل الكتابات عن محمود درويش في مصر والبلاد العربية، وبذلك قدم رجاء النقاش محمود درويش إلى الساحة الثقافية المصرية والعربية وقبل مجيء محمود إلى مصر في بداية السبعينات.

وذكر «السيد» أن هناك عددا من الدراسات في الجامعات، من بينها دراسة بعنوان «أكثر من سماء» تناولت توظيف محمود للتراث ليس فقط التراث العربي والإسلامي وإنما أيضا التراث اليهودي دون حساسية، وهي إشارة إلى تنوع روافده درويش الثقافية.

كما تأثر محمود درويش بشعراء المقاومة مثل سميح القاسم وتوفيق زياد علاوة على تأثره بالشاعر الإسباني لوركا.

لافتا إلا أن هناك جوانب بعيد عن أقلام النقاد في أعمال محمود درويش، مثل الطابع الملحمي الذي تميزت به عدد من القصائد الطويلة له، وكذلك ينبغي التعامل بشكل أعمق مع البعد الإنساني في قصائده، والذي وسع من أفق القضية الفلسطينية. 

 

وبمناسبة ننشر مقاطع من أشهر قصائده:

«إلى أمي»

أحنُّ إلى خبز أمي

وقهوة أُمي

ولمسة أُمي..

وتكبر فيَّ الطفولةُ

يوماً على صدر يومِ

وأعشَقُ عمرِي لأني

إذا مُتُّ

أخجل من دمع أُمي !

- «يطير الحمام»

يطيرُ الحمامُ

يَحُطّ الحمامُ

أعدّي لِيَ الأرضَ كي أستريحَ

فإني أحُّبّك حتى التَعَبْ..

 

-«لاعب النرد»

مَنْ أَنا لأقول لكمْ

ما أَقولُ لكمْ؟

وأَنا لم أكُنْ حجراً صَقَلَتْهُ المياهُ

فأصبح وجهاً

ولا قَصَباً ثقَبتْهُ الرياحُ

فأصبح نايًا ..

أَنا لاعب النَرْدِ ،

أَربح حيناً وأَخسر حيناً

أَنا مثلكمْ

أَو أَقلُّ قليلاً ..

 -«لماذا تركتَ الحصان وحيدًا»

لماذا تركتَ الحصان وحيدًا؟ لكي يُؤْنسَ البيتَ، يا ولدي.

فالبيوتُ تموتُ إذ غاب سُكَّانُها..

تفتحُ الأبديَّةُ أَبوابها، من بعيد، لسيَّارة الليل..

تعوي ذئابُ البراري على قَمَرٍ خائفٍ..

ويقولُ أَبٌ لابنه: كُنْ قويًّا كجدِّك!

واصعَدْ معي تلَّة السنديان الأخيرةَ يا ابني،

تذكَّرْ: هنا وقع الانكشاريُّ

عن بَغْلَةِ الحرب، فاصمُدْ معي

لنعودْ

متى يا أَبي؟

غدًا.. ربما

بعد يومين يا ابني!

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: محمود درويش القضية الفلسطينية محمود درویش

إقرأ أيضاً:

الهوية الثقافية في ظل المتغيرات

لكل شعب من الشعوب هويته الثقافية الخاصة به والتي يفتخر بها ويعمل على الحفاظ على أصالتها وتميزها، وربما في بعض الثقافات المنفتحة تعمل على غرسها في الشعوب الأخرى؛ لكي تؤكد قبول واتساع هذه الثقافة بالإضافة إلى السعي للسيطرة والتغيير، والثقافة كما عرفها إدوارد تايلور في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي (الكل المركب والمعقد الذي يشتمل على المعرفة والمعتقدات والفنون والأخلاق والقانون والعرف وغير ذلك التي يكتسبها الإنسان باعتباره عضواً في المجتمع).

حدد إدوارد تايلور المفردات اللامادية غير المحسوسة في حياة البشرية مثل الأخلاق والأعراف وغيرها، وهذه تنشأ كما يحللها علماء الاجتماع نتيجة التفاعل الاجتماعي أو الاحتكاك الاجتماعي بين الأفراد أو الجماعات وهذا التفاعل أو الاحتكاك يُنتج عادات وسلوك وثقافة معينة وتصبح نمطاً من أنماط حياة الشعوب تٌمارس بشكل دائم أو مؤقت، لذلك أن نظرة العالم اليوم تجاه الهوية الثقافة تغيرت عن الماضي نتيجة لأن العالم في حال متغير بشكل سريع وهائل وأصبحت الهوية الثقافية يتحكم فيها متغيرات خارجية بطمسها أو تكريسها أو الرقي بها كما يظن بعضهم.

وهنا تساؤل مهم : هل يظن بعضهم أن هذه المتغيرات عندما تأكل في جسد الهوية الثقافية تقدم لنا حياة راقية؟
أن هذه الحياة الراقية والوصول إلى قمتها على حساب الهوية الثقافية من خلال ذلك الوهم الذي يعيشه الكثير من الناس أصبحت صيغة أعجمية براقة تسعى لطمس الهوية الثقافية ويمكن الرد عليهم بأن الثقافة العربية والإسلامية من أجمل وأسمى الثقافات العالمية وتعيش في أي زمان ومكان، ولأنها ثقافة بقيت صامدة كالجبل أمام الكثير من التيارات سواءً التيارات العسكرية أو الفكرية أو الثقافية التي اجتاحت العالم العربي والإسلامي في العصور الماضية.
إن معرفة هذه المتغيرات وتحليلها أمر في غاية الأهمية ، ولكن إذا كُشف الستار عن من يقود هذه المتغيرات التي تسعى لطمس الهوية الثقافية ولذلك فأنه من ذات الأهمية بمكان الكشف عن المستفيدين من طمس الهوية الثقافية وخصوصاً عندما أصبح الغزو الثقافي ذراع مهم للسيطرة والتغيير .

لقد درج في الواقع الثقافي العالمي مصطلح (إصلاح الثقافات) لأن هذه الثقافات ثقافات بائدة لا تتفق مع اتجاهات دعاة التغيير ولا تتوافق مع نظام ثقافي متطور – كما يعتقدون – ولهذا السبب فأن الكثير من البشرية أصبحت نظرتها واعية لمحيطها الثقافي وأصبحت بعض المجتمعات تأخذ كل ما يتوافق معها وتنبذ كل ما يتعارض مع ثقافتها ، وعملت بعض الدول للحفاظ على هويتها الثقافية من متغيرات العصر حيث كلفت في هذا الجانب المؤسسات الثقافية لوضع برامج وقائية لحماية هويتها الثقافية من كل عارض يشكل خطر جسيم .

أن المحافظة على الهوية الثقافية يأتي من المهام الأساسية للمجتمعات ثم دور المؤسسات الثقافية والتعليمية للحفاظ على الأجيال القادمة من خطر الانسلاخ الثقافي حتى يتعامل الأجيال مع جميع الأخطار التي قد تمس هويتهم الثقافية بالشكل الوقائي الصحيح .

مقالات مشابهة

  • مطار تركي للطائرات الخاصة استخدم لتهريب 2.5 مليون دولار الى لبنان
  • ناقد فني عن انتصار بمسلسل 80 باكو: حلوة حلاوة مش عادية
  • لإثراء تجربة الملايين.. مبادرات ذكية في المسجد الحرام خلال رمضان
  • الهوية الثقافية في ظل المتغيرات
  • مؤتمر في نادي الشقيف - النبطية حول دور ريادة الاعمال في اعادة بناء المجتمعات بعد الحروب
  • "محسن حيدر درويش" تكشف النقاب عن أحدث سيارات "هونشي" الرياضية الفاخرة
  • ناقد رياضي : ملف تجديد زيزو أصبح مملًا .. وانضمامه للأهلي ممكن
  • عدد جديد من «الشارقة الثقافية»
  • هل تمتلك المجتمعات العربية دراما تقاوم الأفكار الغربية المغلوطة؟.. ناقد فني يُجيب
  • هل تمتلك المجتمعات العربية دراما تقاوم الأفكار الغربية المغلوطة؟ ناقد فني يجيب