#سواليف

#كمائن_النخب لن تزيف #الوعي و #الخطاب_التعبوي افضل من #الخطاب_التيئيسي و #الانهزامي

كتب .. #باسل_العكور

ترددت كثيرا قبل أن أهُمّ بكتابة هذه السطور، لأنني أعرف جيدا أن ما سأقوله لن يفهم على أنه دعوة للمراجعة، أو رغبة في التصويب والتذكير.

مقالات ذات صلة النازحون يعيشون أوضاعا صعبة ويشتكون قلة الطعام.

. و”أونروا” تخشى تضرر المرافق الرئيسة 2024/08/22

كما أنني لست مفتونا بالسجالات والردّ على الآخرين واستعداء الاصدقاء والخصوم، فلست بحاجة لتقديم المزيد من الأسباب للمتربصين والمتصيدين، ولكنني بنفس الوقت ملزم بتقديم الجانب الآخر للصورة، وخاصة أن هناك ندرة في بلادنا في عرض الرأي الآخر في هذه الوقت الحرج والحساس.

لذلك قررت أن أردّ بهدوء على ما جاء في مداخلة النائب السابق عمر العياصرة، متمنيّا أن يتسع صدره لما سأقول..

في تراثنا الفلاحي يقال إن: “الفيلة لمن فالها”، و”قوم بلا جهّال ضاعت حقوقها وقوم بلا عقّال راحو قطايع” بمعنى أننا بحاجة للفريقين معا، وبغير ذلك تضيع الحقوق وتنتهك الحرامات.. هذان نموذجان بسيطان لأمثال شعبية تربينا عليها على مستوى العائلات التي تنشد العزة والكرامة بين اقرانها من العشائر والحمايل، فما بالك عندما يتعلق الأمر بالوطن والمقدسات والدفاع عن الأشقاء.. وهنا أظن أن النائب السابق عمر العياصرة -وهو من عشيرة أردنية عُرف عن شبابها الفروسية والبأس الشديد- يعرف هذا جيدا وقد تشرّبه منذ نعومة اظفاره ، وأنا شخصيا أعرف في أيّ بيت ربى ..

لا نريد أن نعود إلى جذورنا العربية الأصيلة وإرثهم في البطولة والاقدام وملاحم مواجهاتهم وما كُتب عنها من شعر وأدب ما زال يدرّس حتى يومنا هذا ، لنتذكر -على سبيل المثال لا الحصر- ما قاله زهير ابن ابي سلمى في معلقته المعروفة :

ومن لا يذد عن حوضه بسلاحه .. يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم

أم عن الاسلام وتعاليمه في السلم والحرب فلا أظن أنني أعلم بها من النائب العياصرة الذي تتلمذ في مدرسة جماعة الإخوان المسلمين قبل ان يتموضع وينحاز لمقاربات أخرى..

أخي عمر: تعرف جيدا انه عندما يعلو صوت الرصاص، لا مجال لفذلكات التعقل وصوت الحكمة والرشد، والمراجعات والتقييم ودراسة الموقف وموازين القوى، فإما ان نلتحق بأقراننا الذين اعتلوا صهوة الدفاع عن الشرف والعرض والأرض والمقدسات، وإما أن نسكت .. إما أن ندعمهم فعلا وقولا تعبويا أو غير تعبوي أو أن نلوذ بالصمت المعيب والمخجل … فهي معركة إما أن ننتصر بها أو نموت دونها ..

هذه ابجديات تعرفها جيدا وتدرك مدى حاجتنا لها في هذه الازمة الكاشفة..

أخي عمر : عندما كنتَ ضيفا دائما على قناة الجزيرة وانتصرت في مداخلاتك شبه اليومية للأشقاء في قطر في أزمة جرى فيها استهداف قلعة صحفية عربية عظيمة، وهنا اتحدث عن قناة الجزيرة، لم يخرج من أبناء جلدتك من يجلدك ويصف خطابك بالمنحاز والتعبوي، فما الذي يدفعك اليوم للغمز من قناة قامة عسكرية واستراتيجية أردنية بحجم اللواء فايز الدويري الذي برع في تحليل مجريات القتال وكان الأدق في توصيف الأحداث و المتغيرات وملابسات الحرب  ؟!!!

ثم ماذا كنت تتوقع من محلل عسكري عربي أن يقول؟! هل كان عليه أن يتجاهل بطولة المقاومين وبسالتهم وتضحياتهم الجسام؟ هل كان عليه أن يغضّ الطرف عن منجزاتهم العسكرية الميدانية وصمودهم الاسطوري؟!! هل كان عليه ان يمجّد بطولات جيش الاحتلال المزعومة ومنجزاته الاجرامية في قتل المدنيين العزّل وتدمير غزة وتسويتها بالأرض، هل كان عليه ان يحتفي بثبات جيشهم المهزوم وتماسك مجتمعهم المفكك كما فعلت في مداخلتك؟!!

أخي عمر : كيف يصبح ثبات الأشقاء المقاومين في غزة مساهمة في ما وصفته بالخطاب التعبوي ؟!! هذا ربط لم أدرك كنهه أبدا مهما حاولت أن اقرأ سطورك أو ما بينها !! الثبات قد يولّد الأمل، قد يولد العزيمة قد يستجلب موجبات النصر، هذا منطقي، ولكن أن يكون سببا في خطاب تعبوي -والمقصود هنا مضلل وغير واقعي- هذا ما لم أفهمه أبدا !!!

أخي عمر: لا أعرف محللا عسكريا واحدا عربيا أو غربيا أو حتى صهيونيا أشاد بثبات الاسرائيليين في هذه الحرب التي يلقي بها جيشهم الانكشاري -عن بعد – آلاف الأطنان من القنابل على بيوت وخيام المدنيين العزّل، ويستخدم فيها سلاح التجويع والتعطيش ومنع دخول المساعدات كأداة لإيذاء الخصم واضعافه ودفعه للاستسلام، ويقوم فيها بقصف وجرف المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والجامعات ومراكز الإيواء والصحفيين وعمال الإغاثة ..

أخي عمر: هل يمكننا ان نقول  ان المجتمع الاسرائيلي قد تصالح مع  فكرة قبول سقوط قتلى من صفوف جيشه في هذه الحرب ؟ ماذا عن الخلافات التي نتابع يوميا بين قادته السياسيين والعسكريين ومئات المظاهرات الاحتجاجية التي تطالبهم بوقف الحرب لارتفاع كلفها البشرية ورغبتهم بعودة الأسرى بأي ثمن؟ 

– أما عن سؤال الناس عن الجيوش العربية ، فهذا سؤال مشروع في الحالتين اللتين أوردتهما بمداخلتك..

أخي عمر: اسألك عن ماهية المراجعات والتقييمات التي طالبت بها، بعد هذا “الثبات الملحمي لجيش الاحتلال” وبعد الأضرار التي خلفها جيش الاحتلال في الأرواح والبنى التحتية؟! هل يتضمن هذا السؤال دعوة لاستسلام المقاومة وقبولها بالشروط الاسرائيلية دون قيد أو شرط كما فعلت اليابان في الحرب العالمية الثانية؟!! هل نولّي الادبار لهذا العدو المجرم الجبان بعد كل ما ارتكبه من جرائم وابادة وتهجير وتنكيل؟َ!

وأخيرا، صحيح أننا جميعا في ورطة، والسؤال الذي يفترض أن نجيب عليه هو: كيف علينا أن نتصرف في الأردن، لندرأ هذا الخطر المحدق، ونوقف تدحرج هذه الأزمة إلينا؟

وتاليا تفريغ لمداخلة النائب السابق عمر العياصرة :

مرات بتطلع ع اسرائيل، في عزّ الحرب بختلفوا، احنا بنختلفش، بنطبطب على بعضنا شوي، وبما أننا في قاعة مكيّفة، الخطاب التعبوي تبع الدويري بدنا نتجاوزه شوي. نحكي بعقل بارد، ونختلف، نختلف أو نتفق مش مهم، بس بالأخير ما نخوّن بعضنا ونحاول نقرأ المشهد كما هو. يعني هذه واحدة من الأشياء اللي يجب أن يتبنّاها المسيسين والمثقفين والقارئين.

قصة التعبئة احنا متفقين عليها، لازم نحكي خطاب تعبوي على الشاشات على أساس إنه ثبات الاخوان في غزة ساهم فيه هذا الخطاب التعبوي بشكل كبير، ناهيك عن بطولتهم. ولكن أيضا هناك ثبات غير مسبوق لإسرائيل، من كان منّا يعرف في العلم العسكريتاريا أن اسرائيل ستحارب كلّ هذه المدة الطويلة وبهذا الشكل، من كان منّا يتوقع أن اسرائيل مجتمعا وساسة وجيشا سيتصالحون مع قتلاهم؟ هذا الكمّ الكبير من القتلى.

بتتذكروا أول بداية الحرب البرية؟ لما ضربوا الميركفاه المقاومة في أول يوم وكان هناك (11) قتيلا اسرائيليا، وفي معارك أخرى قد تتوقف هذه المعركة، بمعنى أن علينا أن نقرأ الأمور بطريقة صحيحة.

أنا بتقديري أن 7 اكتوبر له ما له وعليه ما عليه، وجردة الحساب هذه يجب أن يكون معي فيها أولا الفلسطيني والمقاومة بدرجة كبيرة، ولا بدّ أن تكون محدّثة بشكل يومي “ابديتد” لأن القرارات رح تكون مرتبطة بهذا التقييم الموضوعي، وهم أدرى بحجم الضرر على البعد العسكريتاري.

المعركة ليست كلّها كمائن، جانب من جوانب المعركة حالة الكمائن، لكن هناك بنية تحتية دُمّرت، حاضنة اجتماعية دُمّرت، عنا (2) مليون اليوم يهيمون على وجوههم، قبلت أم لم تقبل، رفضت أم لم ترفض، فإننا نقدّم خطابا مزدوجا، إذا ضربت الميركفاه قلنا هذا الجيش الذي ضربها خير من كلّ الجيوش العربية وين الجيوش العربية؟، وإذا هُدمت عمارة قلنا أين الجيوش العربية الخائنة الخائرة؟ أيضا هذا الخطاب بحاجة إلى تظهير؛ حتى نفهمه كيف ولماذا؟ كلّ هذه الأسئلة يجب أن تُطرح على الذهنية.

أنا برأيي أن 7 اكتوبر أدخلت كلّ الأطراف في ورطة بلا استثناء، كلّهم متورطون، انساك الساعة 9 الصبح كيف شعرنا بالنشوة وكيف لطمنا اسرائيل على مناخرها، بالأخير اسرائيل في ورطة، وتعيش ورطة الخيارات وكيف تعمل ولا تزال تعيش قصة فورة الدم بطريقة أو أخرى، واسرائيل لن تذهب إلى هدنة ما دامت لم تقرر اليوم التالي أو المشروع السياسي، حتى العسكريتاري تبعها “الجيش” بشكو أنه اليوم أنا بشتغل بدون مشروع سياسي ولا أدرى إذا كان المشروع السياسي تحت الطاولة أم فوق الطاولة كامل، لكن عليك أن تدرك أن الجميع في ورطة، مصر في ورطة نحن في ورطة، فلسطين في ورطة، الولايات المتحدة في ورطة، ايران وحزب الله في ورطة، المقاومة في ورطة، وليس معنى ذلك أنني أرى الورطة لها تقييم سلبي، قد تكون ايجابية، قبل 7 اكتوبر كنا في حالة لا حرب ولا سلام، واليوم يقتل الفلسطيني وقصة الاستيطان قاعدة بتاخذ مداها، فكان لا بدّ من حركة ربما كانت أكبر وأقسى مما توقعه الاسرائيلي وربما كانت غنيمتها أكبر مما توقعنا، لكن في النهاية كان لا بدّ أن يحدث هذا الحدث. الحدث تمّ وانتهى، لكن علينا أن نقرأ النتائج بطريقة صحيحة.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الوعي باسل العكور الجیوش العربیة هل کان علیه فی ورطة فی هذه

إقرأ أيضاً:

إسلامية دبي تطلق برنامج «أجيال» لتعزيز الوعي الديني لدى طلبة المدارس

في إطار مبادرات أجندة دبي الاجتماعية 33، وسعياً نحو المساهمة في تنشئة جيل متمسك بمبادئه الإسلامية ولغته العربية وهويته الوطنية، أطلقت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، بالتعاون مع هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، برنامج «أجيال» لتعزيز الوعي الديني لدى طلبة المدارس في إمارة دبي حول الظواهر الاجتماعية المهمة، وذلك ضمن مبادرة «غراس الخير»، التي تهدف إلى بناء جسور من التفاهم المتبادل بين جميع الأطراف المعنية في البيئة المدرسية.
ويعكس برنامج «أجيال» الجهود المشتركة للمعنيين وأصحاب الاختصاص لتعزيز الوعي وتطوير مهارات التواصل بين الطلبة وأولياء الأمور والهيئات التعليمية والإدارية في المدارس، حيث يعد البرنامج بمثابة منصة تفاعلية متكاملة تتضمن تقديم محاضرات وورش عمل حوارية وتثقيفية بمشاركة نخبة من أصحاب الخبرة والكفاءة من المحاضرين والمختصّين التربويين المعتمدين في هذا المجال.
جسور التعاون
في هذه المناسبة، قال أحمد درويش المهيري، مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي: «نحن في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري نؤمن بأن التعليم هو أساس بناء المجتمعات المتقدمة، ومن هذا المنطلق، يأتي إطلاق برنامج «أجيال» كخطوة جوهرية نحو تحقيق رؤيتنا في تجسيد لغة التعاون من أجل تحقيق الأهداف المرجوة عن طريق تهيئة بيئة للطلاب وأولياء الأمور والهيئات التعليمية من خلال الموارد المتاحة والمتوفرة للدائرة في لفتة تعكس العمل المؤسسي بين الجهات في دبي».
وتابع المهيري: «إن برنامج «أجيال» ليس مجرد مجموعة من المحاضرات، بل هو منصة تفاعلية تهدف إلى بناء جسور من الفهم المتبادل والثقة بين جميع الأطراف المعنية، نحن ندرك أن النجاح في التعليم يتطلب التعاون والتكامل بين الأسرة والمدرسة والمجتمع، ولذلك فإننا نسعى من خلال هذا البرنامج إلى تقديم دعم مستدام ومؤثر، يعزز من قدرة الطلاب على مواجهة التحديات ويُثري تجربتهم التعليمية بشكل إيجابي».
توحيد الجهود
من جهتها، قالت عائشة عبدالله ميران، مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي: «نثمِّن إطلاق برنامج «أجيال» الذي يعد إحدى ثمرات الجهود المستمرة لزملائنا في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري من أجل توعية الأجيال الناشئة بالظواهر الاجتماعية المهمة، وبناء منصات إيجابية للتفاعل بين المعنيين. يسعدنا مواصلة العمل معاً وتوحيد جهودنا وخبراتنا لتحقيق الأهداف المشتركة لهذه المبادرة المهمة التي ستسهم بدورها في إعداد وتمكين طلبتنا بالمهارات اللازمة لمواجهة التحديات، ونشر الوعي لديهم حول القيم الإيجابية ضمن بيئة تعليمية حاضنة وداعمة للهوية الوطنية وللتعاليم الإسلامية السمحة تواكب مستهدفات أجندة دبي الاجتماعية 33».
ومن المقرر أن يمتد برنامج «أجيال» طوال العام الدراسي، مستهدفاً نشر السلوك الإيجابي في المجتمع التعليمي، وتوعية الطلبة بالظواهر الاجتماعية المهمة وتعزيز التواصل بين الأجيال، والحد من الظواهر السلبية في المجتمع.
ويجسّد هذا التعاون المشترك في برنامج «أجيال» بين كل من دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي وهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، اتفاقية التوأمة المُبرمة بين الجانبين، والتي تستهدف دعم وتعزيز الدور المجتمعي المنوط بكلا الجانبين، وتبادل المعارف والخبرات، علاوةً على تعزيز ودعم الأنشطة والفعاليات الثقافية الإسلامية في المؤسسات التعليمية بالإمارة، وغرس القيم الإسلامية لدى طلبة المدارس في دبي.

مقالات مشابهة

  • إنتل في ورطة.. 5 أشياء يمكن لشركات التكنولوجيا تعلمها لتجنب نفس الصراعات
  • إسلامية دبي تطلق برنامج «أجيال» لتعزيز الوعي الديني لدى طلبة المدارس
  • دي روسي في ورطة حقيقية
  • عاجل | أبو عبيدة: نبارك العملية النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية واستهدفت موقعا عسكريا قرب تل أبيب
  • (ورطة) أم مباراة!!
  • في ليلة مولده.. افضل صيغ للصلاة على النبي
  • مؤسسة لأجلك يا عدن التنموية تطلق مسابقة افضل معلم لعموم مديريات العاصمة
  • البنتاغون يدرس تأثير القنابل النووية على الزراعة.. هل اقترب سيناريو الحرب المدمرة؟
  • الأمم المتحدة تندد بـلغة التهديد بين روسيا وأمريكا بعد التلويح بـ النووي
  • أحمد عمر هاشم: الرئيس السيسي رمز للصدق وتجديد الخطاب الديني أمر واجب (فيديو)