ما مدى دقة أجهزة تتبع اللياقة البدنية القابلة للارتداء؟
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
يتزايد يومياً عدد مستخدمي الأجهزة القابلة للارتداء حول العالم. تلك الأجهزة التي يفضلها عشاق التكنولوجيا لمراقبة العديد من الأشياء بدءا من البيانات الفسيولوجية والجسدية وحتى الحالة المزاجية العامة للشخص.
وتشير أحجام مبيعات تلك الأجهزة وانتشارها إلى أنها أصبحت أقرب لطفرة الهواتف المحمولة التي حدثت في أواخر العقد الأول من الألفية.
أجهزة شائعة الاستخدام
مع الوقت تنوعت تلك الأجهزة وتعددت أشكالها واستخداماتها حتى كادت تصبح ثقافة سائدة حول العالم، فمن الساعات الذكية التي تتعقب خطواتنا إلى مراقبة معدل ضربات القلب، إلى الأساور الرياضية التي تسجل أنماط النوم والسعرات الحرارية المحروقة، أصبحت هذه الأجهزة الآن شائعة في كل مكان حيث تعكس شعبيتها هوسًا حديثًا بالفكرة التي تقول إنه إذا لم يُسجل شيء، فإنه لا يُحسب، وفق ما ذكرت دراسة نشرت في موقع المكتبة القومية للطب بالولايات المتحدة.
ويشير موقع "آرست تشنيكا" المتخصص في التقنية إلى أنه من المرجح أن يكون نصف الأشخاص في أي غرفة يرتدون جهازًا، مثل جهاز تتبع اللياقة البدنية، الذي يقيس بعض جوانب حياتهم وهو الأمر الذي يطرح سؤالاً هامًا: هل يمكن للأجهزة القابلة للارتداء قياس ما تدّعي أنها تقوم بقياسه بدقة؟
مؤخراً نشرت مراجعة شاملة منهجية قام بها عدد من الباحثين ونشرت في مجلة الطب الرياضي حول ما إذا كانت الأجهزة القابلة للارتداء التي يشتريها المستهلكون يمكنها قياس مؤشرات مثل معدل ضربات القلب، القدرة الهوائية، استهلاك الطاقة، النوم، وعدد الخطوات بدقة أم لا.
قياس كل شيء.. تقريباً
وتشير نتائج الدراسة إلى أنه بشكل عام، كانت النتائج إيجابية مع قبول بعض الخطأ بحسب ما قال الباحثون. إذ يمكن للأجهزة القابلة للارتداء قياس معدل ضربات القلب بدقة تصل إلى خطأ قدره زائد أو ناقص 3 في المئة، اعتمادًا على عوامل مثل لون البشرة، شدة التمرين، ونوع النشاط. كما يمكنها أيضًا قياس تباين معدل ضربات القلب بدقة وتظهر حساسية وخصوصية جيدة في اكتشاف اضطراب نبض القلب، وهو مشكلة تتعلق بمعدل ضربات القلب لدى الشخص.
بالإضافة إلى ذلك، يمكنها تقدير ما يُعرف باللياقة القلبية التنفسية بدقة، وهي الطريقة التي توفر بها الدورة الدموية والجهاز التنفسي الأكسجين للعضلات أثناء النشاط البدني. يمكن قياس هذا من خلال ما يُسمى بـ VO2Max، وهو مقياس لكمية الأكسجين التي يستخدمها الجسم أثناء التمرين.
ويشير الباحثون إلى أن قدرة الأجهزة القابلة للارتداء على قياس هذه الأمور بدقة تكون أفضل عندما يتم الحصول على هذه التقديرات أثناء التمرين (وليس في حالة الراحة)، لكنهم أشاروا إلى أنه في مجال النشاط البدني، تقدر الأجهزة القابلة للارتداء عمومًا عدد الخطوات التي يمشيها الشخص بشكل أقل بنسبة حوالي 9 في المئة.
فروق ضخمة في النتائج
لكن على جانب آخر، كانت الفروقات أكبر بالنسبة لاستهلاك الطاقة (أي عدد السعرات الحرارية التي تحرقها أثناء التمرين)، حيث تراوحت هوامش الخطأ من ناقص 21.27 في المئة إلى زائد 14.76 في المئة، حسب الجهاز المستخدم والنشاط الذي تم القيام به وهو مدى واسع للخطأ بحسب ما أشارت الدراسة.
جهاز عرض مزود بالذكاء الاصطناعي يمكن ارتداؤه ويستطيع التقاط الصور بكاميرا RGB فائقة الاتساع، وإرسال رسائل نصية ورسائل بريد إلكترونيجهاز عرض مزود بالذكاء الاصطناعي يمكن ارتداؤه ويستطيع التقاط الصور بكاميرا RGB فائقة الاتساع، وإرسال رسائل نصية ورسائل بريد إلكتروني
أشار الباحثون في دراستهم إلى أنه تم تسجيل فروق ضخمة بين القراءات المتحصل عليها من أجهزة مختلفة للاختبار ذاتهصورة من: Humane/abaca/picture alliance
أيضاً، لم تكن النتائج أفضل بكثير بالنسبة للنوم. إذ تميل الأجهزة القابلة للارتداء إلى المبالغة في تقدير إجمالي وقت النوم وكفاءته عادةً بما يتجاوز 10 في المئة. كما أنها تميل إلى تقليل تقديرات تأخير بدء النوم (أي الوقت الذي يستغرقه الشخص للوصول إلى النوم) واليقظة بعد بدء النوم. تراوحت الأخطاء من 12 في المئة إلى 180 في المئة، مقارنةً بالقياسات القياسية المستخدمة في دراسات النوم، المعروفة باسم المراقبة البوليسوموجرافية.
النتيجة هي أنه، على الرغم من القدرات الواعدة للأجهزة القابلة للارتداء، وجدت الدراسة أن إجراء وتوليف البحث في هذا المجال كان صعبًا للغاية وكانت إحدى العقبات التي واجهها الباحثون هي المنهجيات غير المتسقة التي تستخدمها مجموعات البحث المختلفة عند التحقق من صحة ودقة جهاز معين.
وتفيد الدراسة أن هذا الافتقار إلى التوحيد القياسي بين الأجهزة يؤدي إلى نتائج متضاربة وتجعل من الصعب استخلاص استنتاجات نهائية حول دقة الجهاز. مثال ذلك هو ما قام به الفريق البحثي لتقييم مدى دقة معدل ضربات القلب حيث يقيسها جهاز خلال تمرين رياضي قوي، بينما يركز جهاز آخر على الأنشطة الجلوسية، مما يؤدي إلى تناقضات لا يمكن تسويتها بسهولة وهذا إلى جانب اختلاف أعمار المستخدمين وحالتهم الصحة وظروف القياس وغيرها.
ودعا الباحثون إلى بذل المزيد من الجهد لتوحيد معايير التقدير والقياس بين الشركات المصنعة لهذه الأجهزة الإلكترونية القابلة للارتداء لتتحول من مجرد أدوات مبتكرة جذابة الشكل إلى أدوات موثوقة للصحة والرفاهية.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الأجهزة القابلة للارتداء معدل ضربات القلب فی المئة إلى أنه إلى أن
إقرأ أيضاً:
علي الظاهري لـ «الاتحاد»: مصنع لاستعادة المواد القابلة للتدوير من النفايات في الربع الأول
هالة الخياط (أبوظبي)
أعلن المهندس علي الظاهري، العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي لـ«مجموعة تدوير»، أن الربع الأول من العام الجاري، سيشهد ترسية مشروع أول منشأة لاستعادة المواد القابلة لإعادة التدوير المشتقة من النفايات البلدية الصلبة في أبوظبي، بهدف استعادة المواد القابلة لإعادة التدوير، وتوفير مواد أولية لمنشأة أبوظبي لتحويل النفايات إلى طاقة، ما يسهم في تقليل النفايات المعالجة في مكبّات النفايات.
وأوضح الظاهري، في حوار مع «الاتحاد»، أن المنشأة سيبدأ تشغيلها خلال الربع الأول من عام 2027 بقدرة إنتاجية تصل إلى أكثر 1.3 مليون طن متري سنوياً.
وأشار إلى أن المشروع يندرج في إطار جهود «مجموعة تدوير» لتحقيق هدف تحويل %80 من نفايات أبوظبي بعيداً عن المكبّات بحلول عام 2030.
وتنضمُّ المنشأة إلى المجموعة الدائرية للمؤسَّسة، وهي سلسلة من المرافق التي تُسهم في تعزيز الاقتصاد الدائري، وتضمن إرسال الحد الأدنى من النفايات إلى مكبّات النفايات، علماً أن الأهداف طويلة المدى للمنشأة تتمثل في توفير المواد الخام لعمليات تحويل النفايات الأخرى، مثل تحويل النفايات إلى وقود الطيران المستدام. ولفت الظاهري إلى أن مجموعة تدوير تعمل ضمن استراتيجياتها على إحداث تغيير جذري في إدارة النفايات، واستخلاص القيمة منها وإرساء معايير جديدة في توفير الحلول الدائرية. كما تسهم في تمكين المجتمعات من تغيير نظرتها إلى النفايات والقيمة الكامنة فيها، باعتبارها حافزاً للتأثير البيئي والاقتصادي الإيجابي، حيث تواصل المجموعة ابتكار الحلول لتقليل النفايات والاستفادة منها.
محطة تحويل
وأعلن الظاهري عن أن عمليات البناء والتنفيذ لمحطة تحويل النفايات إلى طاقة بدأت خلال العام الماضي، حيث وصلت نسبة الإنجاز حتى ديسمبر الماضي 20%.
وتتعاون مجموعة تدوير مع شركة مياه وكهرباء الإمارات واتحاد ياباني لتطوير محطة ذات مقاييس عالمية لتحويل النفايات إلى طاقة حيث ستقع بالقرب من مكب النفايات الحالي في الظفرة بأبوظبي، وستبلغ قدرتها المتوقعة في معالجة النفايات 900.000 طن من النفايات سنوياً، وستكون قادرة كذلك على توليد الكهرباء وتزويدها إلى نحو 52.500 أسرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما ستستخدم المحطة تكنولوجيا الشبكات المتحركة المتقدمة لتحويل النفايات الصلبة البلدية إلى كهرباء عبر مجموعة مولدات توربينية بخارية عالية الكفاءة.
وقال الظاهري: «إن مجموعة تدوير تعمل على إعداد استراتيجية لتنفيذ فرز النفايات من المصدر، وستعلنها قبل نهاية العام الجاري، وإنها ستكون بمثابة خريطة طريق لكافة الجهات المعنية بتنفيذ مبادرات الفرز من المصدر، والتوضيح للشركاء من الجهات المشرعة والجامعات والقطاع الخاص والمدارس والمؤسسات الحكومية والمصانع ما الأهداف المطلوب تحقيقها في جانب الفصل من المصدر وصولاً إلى أفضل الممارسات، وتوحيد الجهود والعمل في إطار واضح لخلق الالتزام والتحضير لعملية فصل النفايات من المصدر».
مكبات هندسية
وأوضح الظاهري أن المجموعة ستستبدل مطامر النفايات الموجودة حالياً بمكبات هندسية يجري تصميمها، بما يتماشى مع معايير هيئة البيئة- أبوظبي والاشتراطات الصحية، حيث ستتوزع في مناطق مختلفة في أبوظبي، وستكون بسعة أكبر. وفيما يخص الشراكات المحلية والعالمية، أوضح العضو المنتدب لـ«مجموعة تدوير»، أن نهج مجموعة تدوير تجاه الشراكات يتوسع إلى ما هو أبعد من توقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، حيث أكملت المجموعة استحواذها الأول على 50% من أسهم شركة «إنفايروسيرف» باعتبارها المركز المتكامل الوحيد لمعالجة النفايات الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والقوقاز.
وبين أن الشركة قادرة على إعادة تدوير النفايات الناتجة عن المعدات الكهربائية والإلكترونية في المنطقة، وهي شريك متكامل في معالجة جميع أنواع النفايات.
خطة
تابع: «إن خطة فرز النفايات من المصدر طويلة ومتوسطة المدى، تبدأ بالمدارس والمناطق السكنية لتسير بنفس الوقت مع تجهيز البنية التحتية لاستقبال النفايات بعد فرزها، ومعالجتها، والحفاظ على قيمة المواد القابلة لإعادة التدوير قبل تحويلها للحرق أو للمكبات الهندسية».
وفي هذا الإطار، بين الظاهري، أن المجموعة بصدد تأسيس شركة متخصصة في عمليات الجمع والنقل للنفايات الهدف منها بناء الخبرة التشغيلية للارتقاء بمستوى الخدمات وخلق جو تنافسي أكبر مع القطاع الخاص، واستراتيجياً نريد أن نكون قادرين على التدخل في الحالات الطارئة.
وأوضح، أن الشركة ستكون تابعة للمجموعة، ومنافسة للقطاع الخاصة وفق معايير أشد ومعايير أفضل للارتقاء بمستوى تقديم الخدمات، وستكون مهامها ذات بعد استراتيجي، بما يحقق استقرار واستدامة النظافة وضمان استمرارية عمليات جمع النفايات والتخلص منها في الأماكن المخصصة، من خلال بناء الخبرات التشغيلية لتغطي كافة المهام ضمن القطاع، ابتداء من الجمع والنقل وحتى إدارة وتشغيل محطات الفرز.
مخلفات الهدم
أشار الظاهري إلى أن مصنع إعادة تدوير مخلفات البناء والهدم في منطقة الظفرة يقدم مساهمات كبيرة في قطاع الاستدامة، حيث يتم تشغيل ما بين 80% إلى 90% من طاقته باستخدام الألواح الشمسية، وهي بالتالي أول محطة تكسير في المنطقة تعمل بالطاقة الشمسية. ويبلغ إنتاج هذا المصنع السنوي 10.000 طن يومياً.
وقال في هذا الإطار: حصلت مجموعة تدوير مؤخراً على اعتماد لمنتجاتها النهائية مثل الحصى الركامية المعاد تدويرها بقياس 0-5 مم و5-10 مم، ما يمثل أول اعتماد على الإطلاق للحصى الركامية المعاد تدويرها في إمارة أبوظبي.