الجزيرة:
2024-09-13@00:37:51 GMT

بدائل القهوة في السودان مساحيق محمصة ونتائج مفاجئة

تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT

بدائل القهوة في السودان مساحيق محمصة ونتائج مفاجئة

في ظل الحرب الدائرة في السودان، قفزت أسعار السلع والبضائع قفزات غير متوقعة، وعلى رأسها القهوة، التي بلغ سعر الرطل منها أرقاما فلكية دفعت الكثيرين من محبي المشروب الصباحي إلى محاولة إيجاد بدائل، للإبقاء على عاداتهم القديمة، أشهرها القهوة من نوى البلح المحمص، ومن القمح المحمص، وأيضا القهوة من نوى المشمش، وغيرها من البدائل المبتكرة لمساحيق تشبه مسحوق القهوة.

ولكن هل يبقى المذاق والأثر هو ذاته وماذا عن القيمة الغذائية للمشروبات البديلة؟.

حيل الغش تتحول إلى أسلوب حياة!

تعتبر إضافة مواد غير البن إلى مشروب القهوة نوعًا من الغش، وفقًا لدراسة بعنوان "غش القهوة العربية: الكشف عن القمح والذرة والحمص". تشير الدراسة إلى أن مشروب القهوة، الذي يُعد من أكثر المشروبات شعبية عالميًا، يُعتبر مغشوشًا إذا تمت إضافة مواد غير حبوب البن إليه. نظرًا للأهمية الاقتصادية لمحاصيل البن، أصبح نقاء القهوة مسألة حاسمة لتحديد قيمتها السوقية. يمكن الكشف عن هذه المسألة إما من خلال الفحص البصري أو عبر طرق مبتكرة للكشف عن كميات الإضافات التي تُستخدم في غش القهوة، مثل:

نوى البلح نوى الدوم نوى المشمش القمح البازلاء الحمص الذرة فول الصويا الشعير

مع ذلك، فقد دفعت الحرب العديد من السودانيين إلى استخدام المواد السابقة عن وعي كامل كبدائل، وهو المبدأ ذاته الذي اتبعته العديد من الماركات التجارية حول العالم، لأنواع من "القهوة" المصنوعة من الحبوب، فهنالك ذلك النوع البولندي المكون من الجاودار المحمص والشعير والهندباء وبنجر السكر، وهنالك العديد من الوصفات القديمة التي تتضمن نوعا واحدا من الحبوب أو أكثر يتم طحنه مع القهوة العادية، مثل البازلاء المحمصة، والقمح، والشعير، فول الصويا، والذرة، وغيرها من الإضافات التي يتم إضافتها عقب تحميصها، ولكنها جميعا تشترك في خلوها من الكافيين، لذا تعرف بأنها "قهوة نباتية"، ولكن هل تبدو كافية لشاربيها؟.

قهوة القمح تنتشر في كوستي

في منزله بمنطقة ريفي كوستي في ولاية النيل الأبيض بالسودان، لم تعد أسعار البن في متناول يد عبد الله موسى، الذي يقول للجزيرة نت: "قفز سعر رطل البن الصافي من 5 آلاف إلى 17 – 25 ألف جنيه سوداني، بسبب انقطاع الطريق على المواد الغذائية، وشح تلك المتوافرة في الداخل، مما دفع الكثيرين وأنا منهم إلى محاولة إيجاد بدائل لمشروبنا المفضل، منها قهوة القمح، والتي اكتشفت أن مذاقها لا يختلف كثيرا عن القهوة العادية، خاصة إذا ما تم إضافة القليل من البن الأصلي إليها".

مشروب مصنوع من بدائل القهوة (الجزيرة)

يأمل الشاب البالغ من العمر 25 عاما، أن تصدق التوقعات بانخفاض الأسعار في الفترة القادمة، خاصة عقب بعض الانخفاضات الطفيفة الأخيرة بسبب دخول بضائع إلى الولاية، ولا يتوقع أيضا أن يتوقف عن تناول قهوة القمح عقب انتهاء الحرب، يقول: "جربنا العديد من البدائل خلال أحداث الحرب، كجمع الحطب والحصول على الخشب من الأشجار لإشعال النار ولا أعتقد أننا سنودع تلك العادات كليا عقب انتهاء الحرب، فلكل تجربة مذاقها".

التجربة ذاتها خاضها فارس بشير الهادي، الشاب الذي ما يزال بعد يدرس التمريض، يصف تجربته للجزيرة نت بـ "الظريفة" ويقول: "لن أقول إنها تمنح طعم القهوة الأصلية، لكنها بمثابة تعويض عنها في ظل صعوبة الحصول عليه، قمت بتحميص حبات من القمح مع حبات من البن، لمنحي مذاقا يشبه قهوتي القديمة وبدت التجربة ناجحة بالفعل".

نوى التمر والدوم على القائمة

لم ينزح عبد العظيم حسب الله، الشاب البالغ من العمر 32 عاما، من المنطقة التي يقيم فيها ولاية جنوب كردفان، بمحلية الدلنج، لكنه بقي محاصرا داخل مدينته، يقول: "حاصرتنا قوات الدعم السريع والحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو، وصار الحصول على الكثير من البضائع التي كنا نشتريها بسهولة من قبيل الأحلام".

وتابع "في مدينتي كان رطل القهوة يتراوح من 2500 إلى 3000 جنيه سوداني، أما الآن فقد وصل ثمن الرطل بين 12 إلى 15 ألفا، الأسعار اختلفت بالتبعية على المقاهي، فبينما كان كوب القهوة في المقاهي يتراوح من 400 إلى 500 جنيه سوداني في الماضي أصبح الكوب الواحد الآن يكلف شاربه على الأقل 1000 جنيه سوداني".

لجأ عبد العظيم الذي عمل في مجال التجارة، إلى بدائل مختلفة، لم تخطر له ببال من قبل، سمعها عبر مجموعات الطعام السوداني على مواقع التواصل الاجتماعي، يقول للجزيرة نت: "البدائل التي قمت بتجربتها هي نوى التمر، ونوى ثمرة الدوم، وكانت النتائج مرضية، لكن نوى البلح كان هو البديل الأكثر نجاحا، بصرف النظر عن احتوائه على الكافيين من عدمه، فالمهم بالنسبة لي هو المذاق".

التحميص كارثة غذائية

لا تبدو التبعات الصحية لتحميص أي من القمح أو نوى الدوم والتمر صحية بأي شكل، بحسب الدكتور مجدي نزيه، استشاري التثقيف والإعلام الغذائي، حيث قال الخبير في مجال التغذية إن تحميص الحبوب التي تستخدم كبدائل، فضلا عن خلوها من الكافيين، يعتبر "كارثة صحية".

الدكتور مجدي نزيه: لا تبدو التبعات الصحية لتحميص أي من القمح أو نوى الدوم والتمر صحية بأي شكل (شترستوك)

وأكد للجزيرة نت: "حين يتم تحميص أي من تلك الحبوب البديلة، يرتفع مستوى الكربون، لأنها جميعا بدائل خالية من الزيوت، وكلما ارتفعت نسبة الكربون، تسبب ذلك في زيادة احتمالية الإصابة ببعض أنواع الأورام السرطانية، لمن لديه استعداد بالفعل".

وأشار خبير التغذية المصري، أن الأمر ذاته ينطبق على البن الشديد التحميص، ويقول: "لدينا 3 أنواع من التحميص، فاتح ووسط وداكن، ذلك الأخير ينطبق عليه الأمر نفسه، المسألة تشبه وضع رغيف خبز على النار حتى يصل إلى اللون الأسود، أما إذا أردنا الوصول إلى أفضل قيمة غذائية، فالحل في الحصول على المشروبات من دون تحميص، كما هو الحال مع البن الأخضر، أو طحن المواد المذكورة من دون التحميص الذي يؤدي إلى تغيير الخصائص للمادة الغذائية المستخدمة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات جنیه سودانی للجزیرة نت العدید من من القمح

إقرأ أيضاً:

حرب السودان :حقائق غير قابلة للنفي (3)

حرب السودان : حقائق غير قابلة للنفي (3)
_________________________________
و الحرب على بلادنا تقارب إكمال شهرها السابع عشر منذ إندلاعها في الخامس عشر من شهر أبريل 2023 ، فإن هنالك حقائق تتعلق بها بات يعلمها الجميع و أصبحت غير قابلة للنفي !!
أوردها هنا من باب التوثيق و إنعاش الذاكرة ( لكي لا ننسى) :
ـ الحرب التي يتعرض لها السودان ليست حرب المليشيا و ذراعها السياسي ( قحت/تقدم ) وحدهما بل هي حرب يقف من ورائها تحالف دولي يضم عدداً من الدول و استنفرت لها قبائل سودانية بعينها في دارفور و كردفان تمت تعبئتها على مدار سنوات خلت تحت شعار إقامة ( دولة أولاد جنيد و العطاوة ) و استقطبت لها إمتدادات هذه القبائل في تشاد و أفريقيا الوسطى و استجلب لها (عربان الشتات من دول غرب أفريقيا ، و دعمت بعناصر من مرتزقة من ليبيا و إثيوبيا و مليشيا فاغنر الروسية و دول كثيرة وصل عددها إلى 17 دولة و حشدت لها أسلحة حديثة و عتاد لا يتوفر للجيش و قدمت لها الإمارات دعم فني عن طريق الأقمار الصناعية ، و ذلك حسب رصد الجهات الإستخبارية و كثير من الخبراء و المحللين الإستراتيجيين و العسكريين !!
ـ الحرب و التخطيط لها و نتائجها الماثلة حتى الآن أثبتت أن المؤامرة أكبر مما يتصوره الناس و أنها تستهدف الدولة السودانية أرضاً و شعباً و جيشاً و موارد و أنها لا علاقة لها بالشعارات الكذوب التي ترددها المليشيا و ذراعها السياسي بأنها من أجل (الديمقراطية و استعادة الحكم المدني ـ كأنهم كانوا يحكمون البلاد بتفويض إنتخابي) !! و لا علاقة لها بحقوق أهل الهامش كما يدعون !!
فهم يقتلون أهل الهامش في دارفور و كردفان و سنار و النيل الأزرق و ينهبون ممتلكاتهم و يقطعون الطرق و يمنعون وصول السلع و الخدمات إليهم !!
ببساطة إنها (حرب الوكالة) خدمةً لأجندة قوى الشر و ربائبها في المنطقة !!
ـ مليشيا الدعم السريع المتمردة تم إعدادها منذ عدة سنوات و زودت بآلاف السيارات القتالية و مئات المدرعات من طراز BTR و ناقلات الجنود المصفحة و تحصلت على إمكانات تقنية عالية للتجسس و أجهزة تشويش من دولة ا ل ك ي ا ن و من الإمارات ، بل و ورثت المواقع الإستراتيجية لقوات هيئة العمليات التي تم حلها في يناير 2020 بعد مسرحية مكشوفة دبرتها قيادة المليشيا تزعم أن هذه القوات تقود تمرداً بتعليمات من صلاح قوش !!
المليشيا ورثت هذه المواقع في العاصمة و الولايات بما حوت من سلاح و عتاد و كذلك ورثت بعض مواقع شرطة الإحتياطي المركزي التي تعتبر هي و قوات هيئة العمليات أفضل قوات مؤهلة لحرب المدن و مكافحة الإرهاب .
كذلك اعتمدت المليشيا على قواعد (أحزاب قحت) و بعض لجان المقاومة لتمثل لها ذراعاً إستخباراتياً لجمع المعلومات و تزويدها ببنك أهداف يشمل الضباط المعاشيين في مختلف القوات و قيادات و رموز التيار الإسلامي و الوطني بالإضافة إلى رجال الأعمال و المؤسسات الإقتصادية العامة و الخاصة ، ثم تعرضت للتدريب القتالي في حرب اليمن التي شارك فيها أكثر من 50 ألف من جنودها تحت إشراف ضباط إماراتيين !!
كل ذلك الإعداد جعل المليشيا في وضع كانت تظن أنه سيمكنها من حسم معركة الإستيلاء على السلطة في ساعات قليلة خاصة و أن الجيش لم يكن مستعداً في ظل إنشغال قيادته بالمعارك السياسية اليومية مع (قحت) على مدى ثلاث سنوات و إهمالها لكل التقارير الإستخبارية و الأمنية التي كانت توضع بين أيديها باستمرار عن الإستعدادات الكبيرة و التجهيزات في صفوف المليشيا !!
ـ على الرغم من حجم المؤامرة و الإعداد لها فقد أثبتت الحرب تميز و قدرة و بسالة قواتنا المسلحة و القوات المساندة لها و أثبتت قوة و صمود جهاز الأمن و المخابرات الذي تعرض لأكبر حملة إستهداف منذ عشية سقوط نظام الإنقاذ أدت إلى تجريده من صلاحياته و نجحت في حل ذراعه القوي (هيئة العمليات) !!
فقد استطاعت هذه القوات إمتصاص الصدمة و تصدت لآلاف الهجمات على وحداتها في العاصمة و بعض الولايات و في مقدمتها مقر القيادة العامة و اعتمدت على استراتيجية قامت على :
إستنزاف العدو ، تدمير قوته الصلبة ، قطع خطوط إمداده وقد حققت هذه الإستراتيجية نجاحاً كبيراً على الرغم من أنها أطالت أمد المعركة و زادت من آثارها الكارثية على المواطنين !!
ـ الحرب أثبتت وعي و صلابة و قوة الشعب السوداني و حبه لوطنه إذ أنه و رغم ما تعرض له من إنتهاكات و فظائع و تحمل الفاتورة الأعلى فيها ظل صامداً و مسانداً لجيشه فقد :
إستجاب لنداء الإستنفار و تدافع بعشرات الآلاف شيباً و شباباً ، رجالاً و نساءً إلى معسكرات و وحدات الجيش و ميادين التدريب ، أعلن إنشاء المقاومة الشعبية التي انتظمت كافة أنحاء البلاد و جهزها بالسلاح و العتاد من حر ماله ، و أمد معسكرات الجيش بعشرات آلاف الأطنان من المواد الغذائية و الزاد رغم ما يعانيه من شح و قِلَّة و فقد للأموال و الممتلكات التي نهبتها و سرقتها المليشيا المتمردة ، بل قدم أرواح أبنائه و هي أغلى ما يملكه فداءً للوطن !!
ـ الحرب أوضحت و بكل جلاء أن بلادنا بحاجة ماسة لمراجعة شاملة لعلاقاتها الخارجية بما فيها ما يسمى بالعلاقة مع الدول العربية (الشقيقة) و دول الجوار (الصديقة) حيث أن معظم هؤلاء إما كانوا منخرطين في المؤامرة على بلادنا أو وقفوا متفرجين ينتظرون من يفوز بالجولة لينحازوا له دون مراعاة للروابط و أبسط قواعد العلاقات بين الشعوب و الدول حسن الجوار !!
أواصل بإذن الله
#كتابات_حاج_ماجد_سوار
#لا_لمؤامرة_جنيف
9 سبتمبر 2024

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • منصور خالد: أهدى طُرق الرجل في البحث هي التي يتَجنّبُ (1-3)
  • أهالى قرية أم الدوم يستقبلون طائرات موسم الرياض ويقيمون مأدبة لطاقتها..فيديو
  • هآرتس: ما الذي تخشاه إسرائيل في غزة بمنعها دخول المراسلين الأجانب؟
  • محمد المكي ابراهيم الذي أتى من اقصى واحة البشيري يسعى
  • 16 شهراً من الحرب: حساب الربح والخسارة..!
  • بدأتْ .. ولا بد أن تكتمل !
  • ثلاثة صور محزنة عن الحرب
  • مباحثات أميركية في القاهرة والرياض وأنقرة بشأن الحرب الدائرة في السودان
  • غالانت: فيديو نفق حماس في رفح يؤكد أهداف الحرب التي يخوضها الجيش
  • حرب السودان :حقائق غير قابلة للنفي (3)