الجزيرة:
2024-11-22@16:32:39 GMT

بدائل القهوة في السودان مساحيق محمصة ونتائج مفاجئة

تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT

بدائل القهوة في السودان مساحيق محمصة ونتائج مفاجئة

في ظل الحرب الدائرة في السودان، قفزت أسعار السلع والبضائع قفزات غير متوقعة، وعلى رأسها القهوة، التي بلغ سعر الرطل منها أرقاما فلكية دفعت الكثيرين من محبي المشروب الصباحي إلى محاولة إيجاد بدائل، للإبقاء على عاداتهم القديمة، أشهرها القهوة من نوى البلح المحمص، ومن القمح المحمص، وأيضا القهوة من نوى المشمش، وغيرها من البدائل المبتكرة لمساحيق تشبه مسحوق القهوة.

ولكن هل يبقى المذاق والأثر هو ذاته وماذا عن القيمة الغذائية للمشروبات البديلة؟.

حيل الغش تتحول إلى أسلوب حياة!

تعتبر إضافة مواد غير البن إلى مشروب القهوة نوعًا من الغش، وفقًا لدراسة بعنوان "غش القهوة العربية: الكشف عن القمح والذرة والحمص". تشير الدراسة إلى أن مشروب القهوة، الذي يُعد من أكثر المشروبات شعبية عالميًا، يُعتبر مغشوشًا إذا تمت إضافة مواد غير حبوب البن إليه. نظرًا للأهمية الاقتصادية لمحاصيل البن، أصبح نقاء القهوة مسألة حاسمة لتحديد قيمتها السوقية. يمكن الكشف عن هذه المسألة إما من خلال الفحص البصري أو عبر طرق مبتكرة للكشف عن كميات الإضافات التي تُستخدم في غش القهوة، مثل:

نوى البلح نوى الدوم نوى المشمش القمح البازلاء الحمص الذرة فول الصويا الشعير

مع ذلك، فقد دفعت الحرب العديد من السودانيين إلى استخدام المواد السابقة عن وعي كامل كبدائل، وهو المبدأ ذاته الذي اتبعته العديد من الماركات التجارية حول العالم، لأنواع من "القهوة" المصنوعة من الحبوب، فهنالك ذلك النوع البولندي المكون من الجاودار المحمص والشعير والهندباء وبنجر السكر، وهنالك العديد من الوصفات القديمة التي تتضمن نوعا واحدا من الحبوب أو أكثر يتم طحنه مع القهوة العادية، مثل البازلاء المحمصة، والقمح، والشعير، فول الصويا، والذرة، وغيرها من الإضافات التي يتم إضافتها عقب تحميصها، ولكنها جميعا تشترك في خلوها من الكافيين، لذا تعرف بأنها "قهوة نباتية"، ولكن هل تبدو كافية لشاربيها؟.

قهوة القمح تنتشر في كوستي

في منزله بمنطقة ريفي كوستي في ولاية النيل الأبيض بالسودان، لم تعد أسعار البن في متناول يد عبد الله موسى، الذي يقول للجزيرة نت: "قفز سعر رطل البن الصافي من 5 آلاف إلى 17 – 25 ألف جنيه سوداني، بسبب انقطاع الطريق على المواد الغذائية، وشح تلك المتوافرة في الداخل، مما دفع الكثيرين وأنا منهم إلى محاولة إيجاد بدائل لمشروبنا المفضل، منها قهوة القمح، والتي اكتشفت أن مذاقها لا يختلف كثيرا عن القهوة العادية، خاصة إذا ما تم إضافة القليل من البن الأصلي إليها".

مشروب مصنوع من بدائل القهوة (الجزيرة)

يأمل الشاب البالغ من العمر 25 عاما، أن تصدق التوقعات بانخفاض الأسعار في الفترة القادمة، خاصة عقب بعض الانخفاضات الطفيفة الأخيرة بسبب دخول بضائع إلى الولاية، ولا يتوقع أيضا أن يتوقف عن تناول قهوة القمح عقب انتهاء الحرب، يقول: "جربنا العديد من البدائل خلال أحداث الحرب، كجمع الحطب والحصول على الخشب من الأشجار لإشعال النار ولا أعتقد أننا سنودع تلك العادات كليا عقب انتهاء الحرب، فلكل تجربة مذاقها".

التجربة ذاتها خاضها فارس بشير الهادي، الشاب الذي ما يزال بعد يدرس التمريض، يصف تجربته للجزيرة نت بـ "الظريفة" ويقول: "لن أقول إنها تمنح طعم القهوة الأصلية، لكنها بمثابة تعويض عنها في ظل صعوبة الحصول عليه، قمت بتحميص حبات من القمح مع حبات من البن، لمنحي مذاقا يشبه قهوتي القديمة وبدت التجربة ناجحة بالفعل".

نوى التمر والدوم على القائمة

لم ينزح عبد العظيم حسب الله، الشاب البالغ من العمر 32 عاما، من المنطقة التي يقيم فيها ولاية جنوب كردفان، بمحلية الدلنج، لكنه بقي محاصرا داخل مدينته، يقول: "حاصرتنا قوات الدعم السريع والحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو، وصار الحصول على الكثير من البضائع التي كنا نشتريها بسهولة من قبيل الأحلام".

وتابع "في مدينتي كان رطل القهوة يتراوح من 2500 إلى 3000 جنيه سوداني، أما الآن فقد وصل ثمن الرطل بين 12 إلى 15 ألفا، الأسعار اختلفت بالتبعية على المقاهي، فبينما كان كوب القهوة في المقاهي يتراوح من 400 إلى 500 جنيه سوداني في الماضي أصبح الكوب الواحد الآن يكلف شاربه على الأقل 1000 جنيه سوداني".

لجأ عبد العظيم الذي عمل في مجال التجارة، إلى بدائل مختلفة، لم تخطر له ببال من قبل، سمعها عبر مجموعات الطعام السوداني على مواقع التواصل الاجتماعي، يقول للجزيرة نت: "البدائل التي قمت بتجربتها هي نوى التمر، ونوى ثمرة الدوم، وكانت النتائج مرضية، لكن نوى البلح كان هو البديل الأكثر نجاحا، بصرف النظر عن احتوائه على الكافيين من عدمه، فالمهم بالنسبة لي هو المذاق".

التحميص كارثة غذائية

لا تبدو التبعات الصحية لتحميص أي من القمح أو نوى الدوم والتمر صحية بأي شكل، بحسب الدكتور مجدي نزيه، استشاري التثقيف والإعلام الغذائي، حيث قال الخبير في مجال التغذية إن تحميص الحبوب التي تستخدم كبدائل، فضلا عن خلوها من الكافيين، يعتبر "كارثة صحية".

الدكتور مجدي نزيه: لا تبدو التبعات الصحية لتحميص أي من القمح أو نوى الدوم والتمر صحية بأي شكل (شترستوك)

وأكد للجزيرة نت: "حين يتم تحميص أي من تلك الحبوب البديلة، يرتفع مستوى الكربون، لأنها جميعا بدائل خالية من الزيوت، وكلما ارتفعت نسبة الكربون، تسبب ذلك في زيادة احتمالية الإصابة ببعض أنواع الأورام السرطانية، لمن لديه استعداد بالفعل".

وأشار خبير التغذية المصري، أن الأمر ذاته ينطبق على البن الشديد التحميص، ويقول: "لدينا 3 أنواع من التحميص، فاتح ووسط وداكن، ذلك الأخير ينطبق عليه الأمر نفسه، المسألة تشبه وضع رغيف خبز على النار حتى يصل إلى اللون الأسود، أما إذا أردنا الوصول إلى أفضل قيمة غذائية، فالحل في الحصول على المشروبات من دون تحميص، كما هو الحال مع البن الأخضر، أو طحن المواد المذكورة من دون التحميص الذي يؤدي إلى تغيير الخصائص للمادة الغذائية المستخدمة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات جنیه سودانی للجزیرة نت العدید من من القمح

إقرأ أيضاً:

روسيا من دنا عذابها إلى أخت بلادي!

روسيا من دنا عذابها إلى أخت بلادي!

بثينة تروس

من أخطر سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي تغبيش الوعي حول أهم المعلومات والحقائق، بصنع الانحيازيات وتوجيه الآراء حيث الانقسامات بحسب التوافق السياسي، إذ بات يعتمد انتشار المعلومة للأعلى والأجهر صوتاً والأكثر إنتاجاً بغض النظر عن صحة المعلومات، دقتها، أو سطحيتها.. ولقد صنعت هذه الحرب اللعينة سوق معلوماتي اختلف عن بقية أسواق الميديا في خطورته بتوجيه دفة المعارك على الأرض من جهلاء بالحرب والسياسة، والحس الإنساني السليم، في وقوفهم مع استمرار الحرب، التي ساقت أهلهم وارحامهم الي حتفهم، وساهمت من ثم في تشريدهم وذلهم في معارك ليس لها من الكرامة غير اسمها الذي اختاره لها الاخوان المسلمون!

ومن أبرز نماذج انتفاع الحركة الإسلامية في هذا السوق الزخم ما تناقلته تلك الوسائط من شعور بالغبطة والنشوة باستخدام روسيا لحق الفيتو واسقاط اجماع 14 دولة عضو في مجلس الامن على وقف الحرب.. والغريبة أن الاقتراح الذي تم رفضه يشمل فيما يشمل قرارات إدانة وتجريم لقوات الدعم السريع لما ارتكبته في الجزيرة ودارفور، حيث انتهكت حرمات البيوت، والاعراض، وقتلت، ونهبت، واغتصبت النساء، وأذلت الشيوخ والمسنين من النساء والرجال.. ولذلك كان استخدام روسيا لحق نقض القرار عملا محبطاً لدعاة السلام وحقن الدماء.

وبالطبع امتطي البرهان موجة البطولات المضللة متوهماً ان له دبلوماسية محترمة، وسيادة معترف بها قائلا (البارحة شهدنا الموقف الروسي الداعم لسيادتنا… فالسودان يعمل بشكل وثيق مع أصدقائه وأصدقاء شعبه، لمنع صدور القرار المعيب والخادش للسيادة السودانية) فكأنما روسيا استخدمت حق الفيتو (العزيز الاستخدام) من اجل الكيزان! وهي تعلم انهم حكام كرتونيون من بقايا دولة (إعادة صياغة الانسان السوداني) التي كانت تمثل فيها روسيا رمز الشيطان مصدر حربهم (يا حبذا الجنات واقترابها** أمريكا وروسيا قد دنا عذابها** على إن لاقيتها ضرابها) وبالطبع ليس هي بالسذاجة التي تجعلها تقف في وجه أمريكا وأوروبا، مستعطفه رضا حكومة بورتسودان المتصدعة.

روسيا التي كايدت مشروع التصويت على قرارات مجلس الامن من اجل وقف حرب السودان، تهمهما في المقام الاول حربها مع أوكرانيا، وقرارات بايدن والديموقراطيين في البيت الأبيض، والسماح لأوكرانيا باختراق الأراضي الروسية بصواريخ مدمرة طويلة المدي، وهو الشي الذي سوف يعقّد مشهد العلاقة بين ترامب وبوتين في أثناء دورة حكم الجمهوريين المقبلة.

ومن سخرية القدر وخفة عقل الفلول، تصوراتهم ان روسيا هي خارج حلبة صراع موارد السودان، كما انها تجهل ان الجنرال البرهان لا يحكم فيما يملك، بل هو عاجز عن استرداد قيادة الجيش من سطوة الحركة الإسلامية، وحماية المواطنين واسترداد الأراضي المحتلة من قبل صنيعته مليشيا الدعم السريع.. واما عطايا حكومة الحركة الإسلامية لروسيا فهي لم تتوقف منذ ان قام الاسلاموي البشير بمقابلة بوتين في عام 2017 وصرح (انه يحتاج لحماية من الاعمال العدوانية للولايات المتحدة ضد السودان) مقابل (امتيازات التعدين وبناء قاعدة بحرية علي البحر الأحمر في بورتسودان بوابة البلاد للتجارة).. انتهى- الجزيرة- تحت عنوان (مغامرة فاغنر لماذا تتورط روسيا في صراع السودان) 5/ 8 /2023.

كما ان روسيا لا تحتاج ان تتخذ قراراتها مراعاة لقائد مليشيات الدعم السريع حميدتي وال دقلو أصحاب “جبل عامر”، أكبر مناجم الذهب في السودان وافريقيا، اذ أن كليهما يبيعان لروسيا الذهب طواعية، من اجل شراء السلاح، لإبادة وتقتيل الشعب الأعزل. اما ترهات الجنرال في (نحن نعرف كل من وقف مع الشعب السوداني، وسنقدر هذا الأمر، وسيستند التعاون والتحالف مع دول الإقليم ودول العالم على مخرجات ومحصلات هذه الحرب)! فهي وعود ليست للإعمار والنهوض بالدولة، كما لن تعود للشعب المشرد اللاجئ بنفع، بعد ان فقد أبناءه وهُجّر من ارضه، وهو المحروم طوال ثلاث عقود من حكم الحركة الإسلامية من خيرات أرضه، التي تقدمها الحكومة رشاوي وضرائب لتلك الدول حتى تضمن استمرار بقائها في السلطة، وتحمي مصلحة افراد التنظيم، وتشتري بها ذمم جنرالات الجيش الفاسدين، واليوم تشتري بتلك الموارد السلاح لاستباحة دماء المواطنين، يقتلهم الجنجويد ارضاً، وتقصفهم قوات الجيش جواً.

فإن كانت تلك الآلات الإعلامية الفرحة باستمرار الحرب، يطرب زامرها حكومة الامر الواقع، فعلى وطن اسمه السودان السلام.. فقد أسفر صراع المطامع الدولية عن فصيح نواياه حول حرب السودان، ولا رادع له غير ان يجتمع السودانيين حول وقف الحرب.. كما ان التعويل علي وحدة الصف السوداني للجنرال المستلب الإرادة البرهان تعني الامتثال لشروط الحركة الإسلامية، التي تستجلب عضويتها للاستوزار في بورتسودان، وهو يعلن (.. يجب أن تنتهي الحرب، وبعدها نجلس في حوار سوداني – سوداني، ليقرر السودانيون كيفية إدارة بلادهم، فإذا قرروا إبعادنا لا نمانع، وسنعيد لهم أمانتهم وبلدهم نظيفاً من هؤلاء المتمردين الخونة، سيكون هذا الأمر قريباً).. كالعادة وعود الجنرال الانقلابي بالتخلي عن السلطة، وإنهاء الحرب (بالتوافق السلمي او بالانتصار)، حبر على ورق، وتفتقد الى النية الصادقة، حيث لم ينجح في الوفاء بأيهما رغم تكرارهما منذ رئاسته لمجلس السيادة المحلول او كقائد للجيش. ولن يكون هنالك حوار سوداني برعاية حكومة الحرب، وجميع الذين ينادون بوقف الحرب مدانون بتهم العمالة والخيانة الوطنية. كما اثبتت الأيام فشل الدعم السريع في ادارة مناطقه وتأمين المواطنين، ولم يفعل سوي تهجيرهم خارجها.

tina.terwis@gmail.com

الوسومالبشير الجزيرة السودان بثينة تروس جبل عامر حميدتي دارفور روسيا فاغنر مليشيات الدعم السريع

مقالات مشابهة

  • "الزراعة": الفترة بين أكتوبر ويناير هي الوقت المثالي لزراعة شتلات البن
  • في شهرها العشرين وقف الحرب واستدامةالديمقراطية؟
  • حسن الجوار… مبدأ وسياسة
  • روسيا من دنا عذابها إلى أخت بلادي!
  • مجلس الأمن الذي لم يُخلق مثله في البلاد!
  • الحرب في السودان: تعزيز فرص الحل السياسي في ظل فشل المجتمع الدولي
  • المبعوث الأمريكي للسودان: الولايات المتحدة تؤيد إنهاء الحرب والجرائم التي ترتكب في حق الشعب السوداني
  • الغريب.. والأغرب
  • التلهوني يترأس اجتماع حول تعزيز العقوبات البديلة في قطاع العدالة
  • قهوة الصباح في خطر.. نستلة تواصل رفع الأسعار بسبب أزمة البنّ