الجزيرة:
2025-03-04@08:32:31 GMT

بدائل القهوة في السودان مساحيق محمصة ونتائج مفاجئة

تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT

بدائل القهوة في السودان مساحيق محمصة ونتائج مفاجئة

في ظل الحرب الدائرة في السودان، قفزت أسعار السلع والبضائع قفزات غير متوقعة، وعلى رأسها القهوة، التي بلغ سعر الرطل منها أرقاما فلكية دفعت الكثيرين من محبي المشروب الصباحي إلى محاولة إيجاد بدائل، للإبقاء على عاداتهم القديمة، أشهرها القهوة من نوى البلح المحمص، ومن القمح المحمص، وأيضا القهوة من نوى المشمش، وغيرها من البدائل المبتكرة لمساحيق تشبه مسحوق القهوة.

ولكن هل يبقى المذاق والأثر هو ذاته وماذا عن القيمة الغذائية للمشروبات البديلة؟.

حيل الغش تتحول إلى أسلوب حياة!

تعتبر إضافة مواد غير البن إلى مشروب القهوة نوعًا من الغش، وفقًا لدراسة بعنوان "غش القهوة العربية: الكشف عن القمح والذرة والحمص". تشير الدراسة إلى أن مشروب القهوة، الذي يُعد من أكثر المشروبات شعبية عالميًا، يُعتبر مغشوشًا إذا تمت إضافة مواد غير حبوب البن إليه. نظرًا للأهمية الاقتصادية لمحاصيل البن، أصبح نقاء القهوة مسألة حاسمة لتحديد قيمتها السوقية. يمكن الكشف عن هذه المسألة إما من خلال الفحص البصري أو عبر طرق مبتكرة للكشف عن كميات الإضافات التي تُستخدم في غش القهوة، مثل:

نوى البلح نوى الدوم نوى المشمش القمح البازلاء الحمص الذرة فول الصويا الشعير

مع ذلك، فقد دفعت الحرب العديد من السودانيين إلى استخدام المواد السابقة عن وعي كامل كبدائل، وهو المبدأ ذاته الذي اتبعته العديد من الماركات التجارية حول العالم، لأنواع من "القهوة" المصنوعة من الحبوب، فهنالك ذلك النوع البولندي المكون من الجاودار المحمص والشعير والهندباء وبنجر السكر، وهنالك العديد من الوصفات القديمة التي تتضمن نوعا واحدا من الحبوب أو أكثر يتم طحنه مع القهوة العادية، مثل البازلاء المحمصة، والقمح، والشعير، فول الصويا، والذرة، وغيرها من الإضافات التي يتم إضافتها عقب تحميصها، ولكنها جميعا تشترك في خلوها من الكافيين، لذا تعرف بأنها "قهوة نباتية"، ولكن هل تبدو كافية لشاربيها؟.

قهوة القمح تنتشر في كوستي

في منزله بمنطقة ريفي كوستي في ولاية النيل الأبيض بالسودان، لم تعد أسعار البن في متناول يد عبد الله موسى، الذي يقول للجزيرة نت: "قفز سعر رطل البن الصافي من 5 آلاف إلى 17 – 25 ألف جنيه سوداني، بسبب انقطاع الطريق على المواد الغذائية، وشح تلك المتوافرة في الداخل، مما دفع الكثيرين وأنا منهم إلى محاولة إيجاد بدائل لمشروبنا المفضل، منها قهوة القمح، والتي اكتشفت أن مذاقها لا يختلف كثيرا عن القهوة العادية، خاصة إذا ما تم إضافة القليل من البن الأصلي إليها".

مشروب مصنوع من بدائل القهوة (الجزيرة)

يأمل الشاب البالغ من العمر 25 عاما، أن تصدق التوقعات بانخفاض الأسعار في الفترة القادمة، خاصة عقب بعض الانخفاضات الطفيفة الأخيرة بسبب دخول بضائع إلى الولاية، ولا يتوقع أيضا أن يتوقف عن تناول قهوة القمح عقب انتهاء الحرب، يقول: "جربنا العديد من البدائل خلال أحداث الحرب، كجمع الحطب والحصول على الخشب من الأشجار لإشعال النار ولا أعتقد أننا سنودع تلك العادات كليا عقب انتهاء الحرب، فلكل تجربة مذاقها".

التجربة ذاتها خاضها فارس بشير الهادي، الشاب الذي ما يزال بعد يدرس التمريض، يصف تجربته للجزيرة نت بـ "الظريفة" ويقول: "لن أقول إنها تمنح طعم القهوة الأصلية، لكنها بمثابة تعويض عنها في ظل صعوبة الحصول عليه، قمت بتحميص حبات من القمح مع حبات من البن، لمنحي مذاقا يشبه قهوتي القديمة وبدت التجربة ناجحة بالفعل".

نوى التمر والدوم على القائمة

لم ينزح عبد العظيم حسب الله، الشاب البالغ من العمر 32 عاما، من المنطقة التي يقيم فيها ولاية جنوب كردفان، بمحلية الدلنج، لكنه بقي محاصرا داخل مدينته، يقول: "حاصرتنا قوات الدعم السريع والحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو، وصار الحصول على الكثير من البضائع التي كنا نشتريها بسهولة من قبيل الأحلام".

وتابع "في مدينتي كان رطل القهوة يتراوح من 2500 إلى 3000 جنيه سوداني، أما الآن فقد وصل ثمن الرطل بين 12 إلى 15 ألفا، الأسعار اختلفت بالتبعية على المقاهي، فبينما كان كوب القهوة في المقاهي يتراوح من 400 إلى 500 جنيه سوداني في الماضي أصبح الكوب الواحد الآن يكلف شاربه على الأقل 1000 جنيه سوداني".

لجأ عبد العظيم الذي عمل في مجال التجارة، إلى بدائل مختلفة، لم تخطر له ببال من قبل، سمعها عبر مجموعات الطعام السوداني على مواقع التواصل الاجتماعي، يقول للجزيرة نت: "البدائل التي قمت بتجربتها هي نوى التمر، ونوى ثمرة الدوم، وكانت النتائج مرضية، لكن نوى البلح كان هو البديل الأكثر نجاحا، بصرف النظر عن احتوائه على الكافيين من عدمه، فالمهم بالنسبة لي هو المذاق".

التحميص كارثة غذائية

لا تبدو التبعات الصحية لتحميص أي من القمح أو نوى الدوم والتمر صحية بأي شكل، بحسب الدكتور مجدي نزيه، استشاري التثقيف والإعلام الغذائي، حيث قال الخبير في مجال التغذية إن تحميص الحبوب التي تستخدم كبدائل، فضلا عن خلوها من الكافيين، يعتبر "كارثة صحية".

الدكتور مجدي نزيه: لا تبدو التبعات الصحية لتحميص أي من القمح أو نوى الدوم والتمر صحية بأي شكل (شترستوك)

وأكد للجزيرة نت: "حين يتم تحميص أي من تلك الحبوب البديلة، يرتفع مستوى الكربون، لأنها جميعا بدائل خالية من الزيوت، وكلما ارتفعت نسبة الكربون، تسبب ذلك في زيادة احتمالية الإصابة ببعض أنواع الأورام السرطانية، لمن لديه استعداد بالفعل".

وأشار خبير التغذية المصري، أن الأمر ذاته ينطبق على البن الشديد التحميص، ويقول: "لدينا 3 أنواع من التحميص، فاتح ووسط وداكن، ذلك الأخير ينطبق عليه الأمر نفسه، المسألة تشبه وضع رغيف خبز على النار حتى يصل إلى اللون الأسود، أما إذا أردنا الوصول إلى أفضل قيمة غذائية، فالحل في الحصول على المشروبات من دون تحميص، كما هو الحال مع البن الأخضر، أو طحن المواد المذكورة من دون التحميص الذي يؤدي إلى تغيير الخصائص للمادة الغذائية المستخدمة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات جنیه سودانی للجزیرة نت العدید من من القمح

إقرأ أيضاً:

إشعال حمى الحروبات لتعقبها حمى الإنفصالات

بقلم / عمر الحويج

1- إشعال حمى الحرب :

بعد الجهد الجهيد ، في التآمر تلو التآمر ، وبالتكتيك الشرير ، تلو التكتيك الأشر ، للإجهاض العاجل ، ليس بالتفكير العاقل ، إنما المتعجل للقضاء على ثورة الشعب الديسمبرية القرنعالمية المجيدة ، لذلك عجزوا في مسعاهم ، ولكنهم لازالوا يعافرون ، فقد قررت قوى الثورة المضادة ، تقودها قيادات النظام البائد " الإسلاموية"وعضويتها المؤدلجة داعشية اليد واللسان دون عقل عند بعضها ، وبعضها الآخر "المُّسَّلِكة" لامورها ومصالحها وأنصبتها من الشفشفة لهوامل المال العام السايب البعلم السرقة ، وأخذ ما فيه النصيب ، يردفون خلفهم ومعهم كل منتفع "رَمّْام" نمام زميم ، من مرتزقتهم المنتفعين ، أعلاهم إعلاميّ الحناجر المتفجرة وأقلام المأجورين المنمقة ، ونهازةً آخرون بمخزون سلاحهم بائعون " من دول شوية ومن دوك شوية" ، عبر ثلاثينيتهم بزيادة الستة الدموية ، المكملة لدمويتهم بسوابقها وخبراتها المكتسبة ، حيث أوصلوا الدماء فيها ، هذه المرة ، حتى سالت أنهاراً تحت الركب ،كما كانوا يهددون أيام حكمهم وتحكمهم ، وفعَلُوها هذه المرة وفعَّلُّوها ، على مرآى ومسمع العالم أجمع ، وفي سبيل عودة السلطة التي فقدوها إلى بارئها ، ولم يرعووا بل عزة بالأثم لم يسلموا ويستسلموا لأمر شعبهم وأمر ربهم ، الذي يدَّعون خلافته في الأرض ، حين يبصرهم بيؤتي الملك من يشاء ، وينزع الملك ممن يشاء ، فأنجبت دمويتهم الفايتة الحدود في دمويتها ، إشعال حربهم الكارثية في 15 أبريل ، حين دعوا لها صورة وصوتاً ، في شهر رمضان والناس قيام ، ونفذوها في ذات شهر رمضان والناس صيام ، حرب أكلت ولازالت وما شبعت من أخضر السودان ويابسه . من بعد أن دعمت طموحاتها باستخدام أقصى قوة للسلاح يمتلكونها ، هم وأطرافهم التي أنجبوها من أرحامهم الملوثة بجرثومة القتل ، خارج القوانين الوضعية والدينية ، وحتي المعتقدات الوثنية ، والمبادئ الإنسانية ، تشكلت حربهم الإجرامية ، من أطرافها المرئية : جيش مختطف ، ومليشيا تفرخت منها مليشيات ، بعد أن كانت مقتصرة على الدعم السريع "الجنجويد" عند المنشأ والميلاد ، وما خفي خلف الدانات والمسيرات والطائرات وبراميل المتفجرات ، من أولئك المساهمين خلف ستار أعظم .
بهذه وبتلك وما في الدنيا وما فيها من شرور ، تم إغلاق الباب نهائياّ ، على أية عشم ينتظره شعب السودان المنكوب ، أن تقف حرب الطرفين العبثية ، أنتظروا توهماً سرابياً ، أن يمارس بعض جيش السودان الوطني ، وهو قي عرفهم لا يزال ، إنحيازاً ولو شكلياً ، لإنقاذ ذاته من الإفناء ، إذا لم يكن في بالهم إنقاذ شعب السودان من الإختفاء ، حتى يعيدوا الحياة ، لطبيعتها السلمية ومدنيتها السائرة يومياتها بعقلانية ، حتى يتمكن هذا الشعب ، المنكوب وصابر ، من مواصلة الحياة بمعاناتها ونكباتها ، من الصفر المنعدم حيث نقطته العدم ، وحتى هذه لم تتوفر لهم ، وماتت أحلامهم في وقف الحرب اللعينة ، وإنتظروا ودعوا ربهم طويلاً حتى تلاشت دعواتهم وتمنياتهم هباء ، ولازالوا يمدون حبل الصبر ، فهو سبيلهم ولا خيار ، فلم يتوقف عشمهم في أطراف الجريمة ، من أمل يحقق لهم وقف الحرب ، رأفة بحالهم فيما تبقى لهم من نَفّس ، وزفير وشهيق ، في رئاتهم المعطوبة بالدخان المرسل إليهم ، من آلات الحرب المدمرة ، ووقفها حتى ولو بالتفاوض آخر الكروت ، ولكنه المرفوض والمبعد من مخططاتهم السرية ، فلاسميع ولامجيب ، سداً لآذان صماء ، دي بي طينة ودي
بعجينة !! . أو أملاً في وقفها حتى ولو بإنتصار أحدهما على الأخر ، أيهم لا يهم ، فكلهم في القهر والإزلال القادم سواء ، وأيهما يأتي ويحكم فيهم ، فهم في العنف سواء ، وبرغم علم هذا الشعب المغوار ، الناهض في حينه وتوقيته ، أن مرارة كامل الإنتصار هو الإنهيار ، والفوضى والتلاشي ، ورغم ضياع أملهم وفشل سعيهم في الزمن السراب ، سكتوا عن الحلم والأمل المباح ، لكنهم يعلمون غداً ستتوقف الحرب بغير إرادة القتلة المجرمين ، والشعوب لا تفنى ، وسيأتي بعدها يوم القصاص من الغاصبين المغتصبين .

2- إشعال حمى الإنفصال :
وبعد كل هذه المرارات التي عاشوها ، قتلاً ونهباً وأغتصاباً وتهجيراً تطل عليهم قيادات الطرفين بالأمّر من سابقاتها حزمة مرارات .
أولها : ممثلهم البرهان يعلنها داوية ، على لسان الإسلام السياسي ( الكيزان ومرفقاتهم الإرهابية والنفعية] وليس على لسان جيشنا الوطني المختطف ، ليعلن أن اللعبة إنتهت ، وأنهم عائدون إلى حكمهم المباد ، حتى ولو على نصف دويلة !! . فالغى لهم البرهان ما كان قائماً من نفحات ، عليها رائحة نسمات من حياة كانت . بثتها رياح ديسمبر في أوردة القوانين التي شرعتها ، تمهيداً لبناء عهد وسودان جديد ، وقيامه بتجريد حملة يحسبها في متاهته وفاقية ، يتبعها بخطب. عصماء وبندقية ، ويمزق بنودها بأحبار دم الشعب الأحمر المسال كل ماخطته الثورة ، ويمسح بإستيكة الديكتاتور المستبد ، كل ما شرعته الثورة من قوانين ومواثيق . رغم ماشاب هذه المواثيق في وقتها ، من عيوب ونواقص ، فهي كانت جسر العبور ، على الأقل لمقولات دكتور عبدالله حمدوك ومنقذته من مغبة التوهان .

ثانيها : ترتيبات قيادات الدعم السريع " الجنجوكوز" بتشكيل حكومتهم الموازية ، غض النظر عن خطر خطط الإنفصالات ، الجارية مساراتها على قدم وساق ، التي فجرتها هذه القرارات العشوائية الأحادية النزعة ، في مجملها من قبل الطرفين ، مع ترحيبهما برغبة كل منهما ، بإقتسام كيكة السلطة ، دون وازع من وطنية ، مرحبين من وراء إدعاءات كاذبة بالتقسيم ، الإسلاموكوز يسابقهم الجنجوكوز ، في توزيع كعكة السلطة مناصفة "فالمال تلتو ولا كتلتو "، ويادار قد دخلك الشر من كافة نواصيه ، وهم يخوضون حرب نهايات التقسيم ، بكل طرق شرورهم المتوافرة ، وأخطرها كان خطاب الكراهية المتبادل ، الذي إنتشر كالهشيم في النار ، تمهيداً مقصوداً لحرب الدمار الشامل ، التي أهلكت الزرع والضرع ، ودمرت الأخضر واليابس ، وأغتالت الشجر والحجر وإن شبعت من هذه ، لكنها لم تشبع بعد من تكملة إغتيال البشر ، وهاهما الطرفان ، باليد اليمنى يقبضان على الزناد لمواصلة حربهما العبثية اللعينة ، وباليد اليسرى ، يقدمان فروض الولاء والطاعة لبقايا الإقتسام المنتظر ، لسلطة قادمة وقد دانت بنيرانها لهم ، ولكل منهما نصفها المحتضر . لاتريثاً بل ليأخذ كل منهما نصيبه ال- يقطر دماً وينطلق .

omeralhiwaig441@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
  • ارتفاع أسعار القهوة في مصر.. زيادات تصل إلى 17%
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • تغير المناخ يهدد إنتاج القهوة.. هل يقدم جنوب السودان حلا؟
  • فتاة تسافر إلي أديس أبابا لتذوق القهوة الاثيوبية من مصدرها ..فيديو
  • الأردن يرفض المحاولات التي قد تهدد وحدة السودان عبر الدعوة لتشكيل حكومة موازية
  • إلهام شاهين لـ البوابة نيوز: أتعرض لهجوم مستمر وأواجهه بالتجاهل والتزام الصمت
  • من هو الصحفي الذي أشعل الحرب داخل البيت الأبيض بين ترمب وزيلينسكي؟
  • وزير الصحة يتفقد مستشفى منيا القمح في جولة مفاجئة.. استدعاء طبيب وتشكيل لجنة
  • إشعال حمى الحروبات لتعقبها حمى الإنفصالات