مخاوف لبنانية من حرب شاملة مع إصرار حزب الله على الحرب
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
يومًا بعد آخر تزداد معاناة سكان جنوب لبنان تحت القصف الإسرائيلي المتزايد جراء الحرب مع حزب الله اللبناني، ليبقوا بين خيارين كلاهما مر، فإما المغامرة بحياتهم والبقاء تحت القصف، أو النزوح إلى الشمال بمتاعبه المختلفة في العثور على وظيفة أو إيجارات زادت لـ4 أضعاف خلال الفترة الأخيرة.
ومع تزايد هذه الضغوط والخسائر في الممتلكات والأرواح وتصاعد حدة الصراع بين حزب الله وإسرائيل، ترتفع معها أصوات السكان المحليين للانحياز للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والذي ينص على وقف العمليات العسكرية بين لبنان وإسرائيل، بشكل عاجل.
ومع ربط حزب الله حربه ضد إسرائيل مع حركة حماس في قطاع غزة الذي يشهد حاليًا تصعيدًا غير مسبوق، تزيد المخاوف من اتساع رقعة الحرب والدخول في حرب شاملة لا تتحملها لبنان التي تأثرت اقتصاديًا وغذائيًا.
في السياق، أعلنت الأمم المتحدة أن نحو 110 آلاف شخص نزحوا من جنوب لبنان منذ أكتوبر الماضي. يشكل الأطفال نسبة 35% منهم، مما يثير القلق بشأن التأثير الكبير لهذه الأزمة على الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع.
وبحسب الأمم المتحدة تزداد حدة الأزمة مع بقاء نحو 150 ألف شخص داخل الخط الأزرق، الفاصل بين لبنان وإسرائيل، في ظروف قاسية وسط تبادل مستمر لإطلاق النار.
وحسب تقرير للمعهد اللبناني لدراسات السوق، تسجل أسعار الإيجارات في المناطق اللبنانية البعيدة عن القصف الإسرائيلي أرقامًا توازي راتب 4 أشهر للموظف العادي، إذ زادت قيمة إيجارات الشقق بنسبة 300% إلى 500%.
لم تقف المعاناة عند ذلك، بل يتسبب القصف الإسرائيلي في إهلاك المحاصيل الزراعية، إذ قال وزير الزراعة اللبناني، عباس حاج حسن، إن العدوان الإسرائيلي تسبب في ضرر بالبنية التحتية الزراعية والأشجار المثمرة وغير المثمرة، مؤكدًا أن 54 قرية في الجنوب اللبناني تُقصف بشكل يومي ما أدى إلى حرق 60 ألف شجرة زيتون بعضها مُعمّر يصل إلى 300 عام.
إلى هذا، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، من تفاقم أزمة الأمن الغذائي في جنوب لبنان. فقد ارتفعت نسبة السكان الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي إلى 23%، مقارنة بـ19% في مارس 2024. هذا التدهور يعكس الأزمة المتفاقمة التي يواجهها السكان في الحصول على احتياجاتهم الأساسية، ويزيد من الضغط على الموارد الإنسانية المتاحة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الحرب مع حزب الله القصف الاسرائيلى الجنوب اللبناني جنوب لبنان حزب الله اللبناني حركة حماس مجلس الأمن الدولي وزير الزراعة اللبناني حزب الله
إقرأ أيضاً:
قتيلان في ضربتين إسرائيليتين على جنوب لبنان
قتل شخصان في ضربتين إسرائيليتين على جنوب لبنان الأحد، حسبما أفادت مصادر رسمية محلية، بينما أعلن الجيش الاسرائيلي أنه قتل عنصرين من حزب الله.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان، أن "مسيّرة إسرائيلية معادية شنت ضربة على سيارة في بلدة ميس الجبل، مما أدى إلى سقوط شهيد".
وكانت الوكالة نقلت في وقت سابق عن بيان لوزارة الصحة، أن "غارة العدو الإسرائيلي على سيارة في بلدة ياطر أدت إلى استشهاد مواطن وجرح آخر".
وأوضحت الوكالة أن الضربة نفذتها "مسيّرة قرابة الثانية فجرا على سيارة رباعية الدفع، على طريق بلدة ياطر في قضاء بنت جبيل".
وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الاسرائيلي أنه قتل عنصرين من حزب الله "كانا يهمان بأعمال استطلاع وتوجيه عمليات إرهابية في منطقتي ياطر وميس الجبل"، مشيرا الى أن أنشطتهما تشكل "انتهاكا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان".
ونفذت إسرائيل 3 ضربات في جنوب لبنان خلال الـ24 ساعة الماضية.
والسبت قتل شخص في ضربة طالت سيارة، بحسب وزارة الصحة، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف "إرهابيا من حزب الله كان يشارك في أنشطة إرهابية في منطقة كفركلا في جنوب لبنان".
ورغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل منذ 27 نوفمبر بوساطة أميركية، عقب مواجهة استمرت لأكثر من عام، لا تزال إسرائيل تشن غارات على مناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه.
ورغم انتهاء المهلة لسحب إسرائيل قواتها من جنوب لبنان في 18 فبراير بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، فإنها أبقت على وجودها في 5 نقاط استراتيجية في جنوب لبنان على امتداد الحدود، مما يتيح لها الإشراف على بلدات حدودية لبنانية والمناطق المقابلة في الجانب الإسرائيلي.
ووضع اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة أميركية، حدا للأعمال القتالية بين حزب الله وإسرائيل، ونص على سحب الأخيرة قواتها من جنوب لبنان وانسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، أي على بعد نحو 30 كيلومترا من الحدود، مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة (يونيفيل) في المنطقة.
والثلاثاء أعلنت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس عن العمل دبلوماسيا مع لبنان وإسرائيل، من خلال 3 مجموعات عمل لحل الملفات العالقة بين البلدين، من بينها الانسحاب من النقاط الخمس.