مشروعات ريادة الأعمال بمحافظة ظفار تستقطب السياح وتواجه تحديات الاستدامة
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
تؤدي المشروعات الابتكارية والترفيهية في المواقع السياحية بمحافظة ظفار دورًا حيويًا في جذب السياح، وتعزيز تجربتهم ورفد الاقتصاد المحلي، وتوفير فرص عمل جديدة وخاصة تلك المبتكرة التي تعنى بالجانب الترفيهي، حيث قام العديد من الأهالي بإنشاء مشروعات ومبادرات تخدم السياحة حققت نجاحًا كبيرًا وإقبالًا من السياح، دعت إلى اكتشاف فرص استثمارية أخرى تؤسس لتوسيع نطاق أعمالهم وتوفر فرص عمل للعمانيين، إلا أنها تواجه تحديات تتعلق باستدامة نشاطها، حيث يقتصر نشاط بعضها على موسم الخريف، إضافة إلى غياب الخدمات الضرورية التي تلبي احتياجات السياح والمرتادين.
«عمان» زارت وادي دربات والتقت بالعديد من الشباب الذين أثبتوا جدارتهم في إحياء المناشط الترفيهية.
يقول محمد بن محسن المعمري صاحب مؤسسة فيافي دقال للتجارة، ومشروع «دربات بارك لقوارب النزهة»: إن فكرة المشروع بدأت من خلال رحلة شخصية للنزهة بالقارب في الوادي، حيث لاحظت زيادة عدد الأسر التي ترغب في نزهة على القارب في الوادي، ومن هنا قررت الشروع في إنشاء مشروع تجاري في هذا النشاط. وكانت البداية بقارب صيد بحري سنة 2008م، وتنوعنا في نوعية القوارب وأحجامها عامًا بعد عام ونقوم بتطوير المشروع وتجميل الموقع وقمنا في العام الماضي بتوظيف 27 مواطنا وتجاوز عدد القوارب العاملة في المشروع 30 قطعة.
وحول المعوقات قال المعمري: أكبر التحديات هو أن المشروع يقع في الوادي وكما تعلمون أن موقع سلطنة عمان الجغرافي يقع على المحيط مما يجعلها تتأثر بالأنواء المناخية. وسبق أن خسرت أكثر من 18 قاربًا في ثلاثة منخفضات جوية وكل مرة بعد هذه الأنواء اضطر إلى إعادة تجهيز الموقع وتعديله.
أما علي بن سالم الشحري صاحب مشروع شعاع دربات لقوارب النزهة وهو من سكان الوادي فقد قال: بدأت مشروعي بـ8 قوارب ووصل العدد الحالي 35 قاربًا متنوعة منها الإلكتروني والبيدل والكياك وأخرى خشبية بالإضافة إلى القارب المسعف (المنقذ) والذي يستخدم لحالات الطوارئ. وأردف قائلا: إن الحركة السياحية على القوارب في ازديادٍ وتحظى بإقبال كبير، وطالب الشحري بتوفير دورات مياه وفتح منفذ مروري من أجل انسيابية الحركة المرورية.
وحدثنا الشاب محمد بن عبدالله المعشني وهو من أبناء سكان وادي دربات قائلا: افتتحنا مشروعا على مدخل وادي دربات الذي أصبح من ضمن المواقع التي تحظى بجذب سياحي وأفضلية من حيث تميز الموقع والأجواء المثالية، وقد لاحظنا خلال سنوات العمل الماضية إقبالًا مطردًا وأضفنا نشاط الأكشاك ليسهم في رفع الدخل، ومتفائلون بأن يكون للمشروع مستقبل واعد إذا توفرت له بعض الخدمات، حيث نعاني بشدة من عدم وجود مواقف لمركبات السياح مما يضطرهم إلى الوقوف في مواقف بعيدة ويتكبدون مشقة السير للوصول إلى الوجهة المطلوبة وهذا يعتبر عائقًا حقيقيًا لكثير من محبي ركوب القوارب لأسباب عدة منها عامل السن أو الأمراض العارضة أو وجود أطفال يصعب حملهم إلى الموقع.
المهندس عبدالحكيم بن عامر المعشني صاحب شركة ظفار للسياحة والاستثمار قال: إن مشروع السلك الانزلاقي في وادي دربات أحد أنشطة المغامرات التي تقدم تجربة فريدة لمرتاديها، وبما أنه نشاط مغامرة فجوانب السلامة من أهم العوامل التي يجب توفيرها وأخذها على محمل الجد وبشكلٍ دائمٍ ومستمرٍ، ولهذا فالشركة معنية بحفظ وتجهيز عوامل السلامة من خلال تحديد نوعية المخاطر واعتماد الدراسات الهندسية في الإنشاء وتوفير جميع الأدوات المعتمدة دوليًا لتنفيذ هذا المشروع بحيث يوفر للجميع بيئة آمنة وممتعة لخوض مغامرة السلك الانزلاقي بكل ثقةٍ وطمأنينة مشيرًا إلى أن التحديات المرتبطة بمثل هذه المشروعات تعتبر مكلفة، وتحتاج إلى مساحات مناسبة ومرافق عديدة وتتطلب وقتًا كافيًا لإقامة مثل هذه المشروعات لتضمن بيئة مريحة ومناسبة وآمنة.
وتابع المعشني قائلا: أول مشروع للسلك الانزلاقي كان في وادي دربات في خريف 2022 وكان مشروعًا مصغرًا، وفي خريف 2023 تطور المشروع ليصبح سلكًا إنزلاقيًا بسلكين متوازيين ذهابًا وإيابًا مع إضافة بعض الخدمات للزوار والمرتادين، وقد لاقى رواجًا واسعًا، وأتاح الفرصة لجميع الفئات العمرية لتجربة هذا النشاط في محافظة ظفار والاستمتاع بالمناظر من زاوية مختلفة.
سعيد بن محاد المعشني صاحب مشروع أكواخ دربات قال: نظرًا لكون دربات محطة مهمة للسياح قررت إنشاء مشروع يخدم كل زوار الوادي في ظل غياب جلسات مريحة للمرتادين وأتت الفكرة ببناء أكواخ على ضفة النهر وتتناسب مع طبيعة الموقع وتجمع بين الماضي والحاضر واختير البناء ليكون من الخشب مع إضافة الديكورات وعمل جلسات خارجية وداخلية، وبدأت أول موسم بثلاثة أكواخ بنموذج واحد، وحظيت بإقبال وزخم كبيرين من أول الموسم، ونظرًا للطلب المتزايد فقد أضفت 8 أكواخ بنموذجين مختلفين في الموسم التالي واستمر الإقبال والرضا من قبل الزبائن مما شجعني لإضافة الكوخ رقم 9 في الموسم الثالث إضافة إلى الجلسات بين الأشجار وبأسعار رمزية لتتناسب مع كافة الزبائن، حيث لفت المشروع نظر كثير من الزوار.
وأضاف المعشني: من التحديات التي تواجهنا أن المشروع مؤقت خلال موسم الخريف فقط مما يحد من قدراتنا على التطوير أكثر بحكم تكاليف التركيب والنقل والإعادة، ونأمل من جهات الاختصاص أن تهيئ لنا الاحتياجات لتصبح مشروعاتنا مستدامة لخدمة السياح في كافة المواسم وليس في الخريف فقط، إضافة إلى الزحمة الخانقة وقلة المواقف وصعوبة وصول الخدمات في الوقت المطلوب وقلة دورات المياه في الوادي.
محمد بن سعيد الشحري من شركة نهر دربات العالمية يقول: بدأنا عام ٢٠١٧م بمشروع تأجير قوارب للسباحة بوادي دربات بعدد ثمانية قوارب وبعد ذلك قمنا بزيادة أعدادها لمدة خمس سنوات، ووصل عددها ما يقارب 60 قاربًا بين الخشبية والرياضية والإلكترونية وغيرها.
وحول فكرة إقامة مشروع البيئة الريفية بوادي دربات تحدث سالم بن مسعود قطن فقال: إن فكرة المشروع تجسد حياة المجتمع الريفي السابق من المأكل والمشرب والملبس وطبيعة حياتهم اليومية، موضحًا أن المشروع يتكون من معرض حرفيات ومطعم ريفي واستوديو تصوير باللبس الريفي بالإضافة إلى أربع غرف كبيرة للنوم تُسمى محليا (ستريت) وجلسات خارجية مطلة على البحيرة وبئر ماء. ويضيف قطن: تهدف هذه الأنشطة إلى نقل هذه العادات والتقاليد إلى أجيالنا القادمة ونتمنى من الجهات المختصة دعم مثل هذه المشروعات الشبابية، وهناك إقبال من الزوار لأخذ فكرة عن عادات وتقاليد المجتمع الريفي بالإضافة إلى أخذ صورة تذكارية باللبس الريفي، لافتًا إلى أن الكل يشيد بفكرة المشروع والمطالبة باستمراريته طوال السنة.
ويتابع: إن الزائر للبيئة الريفية في وادي دربات يشد مسامعه صوت فن النانا وفن الدبرارت الريفي الذي يغرّد به الشعراء باللهجة المحلية الجبّالية والعديد من الأغاني والفنون الأخرى الخاصة بأهل الريف.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: وادی دربات فی الوادی إضافة إلى
إقرأ أيضاً:
أكاديمية 42 أبوظبي تطلق أسبوع ريادة الأعمال
أبوظبي: «الخليج»
اختتمت أكاديمية 42 أبوظبي، فعاليات الدورة الأولى من «أسبوع ريادة الأعمال 2024»، في مبادرة تهدف إلى إلهام جيل المستقبل من القادة في ريادة الأعمال وتدريبهم وتعزيز التواصل بينهم.
وجرى تنظيم الفعالية بالتعاون مع هيئة المساهمات المجتمعية - معاً وصندوق خليفة لتطوير المشاريع وكلية أبوظبي للإدارة ومنصة هب 71 ومنصة تسريع الأعمال ستارت إيه دي وإندليس ستوديوز، وتهدف إلى تزويد الطلاب بالخبرات العملية اللازمة من أجل تحويل الأفكار النظرية إلى حلول أعمال على أرض الواقع.
وتضمنت الفعالية سلسلة من الجلسات التي تغطي أبرز المواضيع المتعلقة بريادة الأعمال.
وركزت الفعالية على تمكين الطلاب وتزويدهم بالمهارات الأساسية اللازمة للنجاح في ظل المشهد الاقتصادي المتنامي.
وقال الدكتور أحمد الشعيبي، الرئيس التنفيذي بالإنابة للأكاديمية: «نفخر في أكاديمية 42 أبوظبي بدورنا الريادي في قيادة التغيير، حيث نعمل على تطوير منهجية تقوم على مواجهة التحديات وتعزيز الابتكار من خلال نموذج رائد للتعلّم الذاتي المشترك».
وأضاف: «تعتمد الرؤية الاقتصادية لدولة الإمارات على بناء قاعدة متينة من المواهب الطموحة والقادرة على التكيف في ظل التغيرات المتسارعة على الساحة العالمية. ومع ارتفاع عدد الشركات الناشئة وتزايد الإقبال على التفكير الريادي، تسهم الفعاليات المميزة، مثل أسبوع ريادة الأعمال».