لبنان ٢٤:
2025-02-24@02:56:51 GMT

خلف: من أي طينة هم هؤلاء الذين يدعون المسؤولية؟

تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT

خلف: من أي طينة هم هؤلاء الذين يدعون المسؤولية؟

قال النائب ملحم خلف في بيان، في اليوم الـ٥٨١، لبقائه في مجلس النواب: "متى ارتكب الإنسان معصية أو خطأ أو خطيئة ما، أو متى قام بتصرف مخل أو بفعل خيانة، تضطرب الروح فيه ويجتاحه شعور بالخجل. والخجل يفقد الإنسان احترام الذات، وفقدان احترام الذات يدخل الإنسان في حال دونية: إنه الشعور بالعار".
وسأل: "أين المسؤولون من هذا الشعور بالعار؟ أين هم من الخجل؟ وهم لم ينتخبوا رئيسا للبلاد بعد ٦٦٠ يوما من الفراغ، ولم يروا أن انكفاءهم عن انتخاب رئيس للجمهورية معصية دستورية، ولم يقتنعوا بعد بأن عدم الامتثال للدستور تصرف مخل بحق الشعب والوطن؟".


أضاف: "حصل كل ذلك، ولم تضطرب الروح فيهم للمعاصي التي اقترفوها ولا للاخلالات التي ارتكبوها، ولم يستحوا ولم يحسوا بالعار، ولم يخجل أي منهم من عدم قيامه بواجبه الوطني الدستوري في انتخاب رئيس للجمهورية، فمن أي طينة هم هؤلاء الذين يدعون المسؤولية؟". (الوكالة الوطنية)
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

أسئلة خشنة وإجابات مُرّة

وجدي كامل

ترى، كم من رجلٍ ذاق الإهانة، وتعرض للجلد والجوع، وسُلبت ممتلكاته، وانتهى به المطاف مشردًا بلا مأوى، او مال يعينه على تكاليف الحياة؟ ترى كم من امرأة لاقت ذات المصير، لكنها حملت فوق ذلك أعباءً مضاعفة من العنف والانتهاكات الجسيمة التي منها الاغتصاب والمذلة؟ كم من طفل وطفلة فقدوا آباءهم وأمهاتهم، وديارهم التي نشأوا فيها، ومدارسهم التي تعلموا بين جدرانها، وشوارعهم التي احتضنت أحلامهم الصغيرة؟.
كم من طالب وطالبة هجروا مقاعد الدروس بجامعاتهم، وكم من شاب وشابة باتوا عاطلين عن العمل، وصاروا يعانون من آلام العجز عن توفير لقمة العيش أو بناء مستقبلٍ يستحقونه؟ أعدادٌ مهولة من النساء والرجال والأطفال والشباب، كلهم لم يقترفوا ذنبًا سوى أنهم وضعوا ثقتهم في قيادة عسكرية، وقائدٍ لها وعدهم بالأمان والاستقرار، فإذا به قد حنث قسمه، ونقض العهد، ومارس التضليل، بسوقهم إلى هاوية حربٍ طاحنة، هو من ضمن من يؤجج لنيرانها، ويطلق ذئابها، ويغذي شياطينها، ليسلم في النهاية مفاتيح البلاد إلى قيادة التنظيم الإخواني الذي لا يؤمن بشيء سوى العداء للإنسانية والوطن.
لقد أغرق الرجل مع غريمه البلاد في جحيمٍ لا يُطاق. مئات الآلاف سقطوا قتلى. في هذه الحرب. بُقرت البطون، وذُبحت الرقاب، وأُلقيت الجثث في الأنهار، وقُتل الأبرياء بالرصاص في رؤوسهم وقلوبهم، وحتى في شرفهم.
لكن ماذا عن الذين نجوا؟

قد تبلغ أعداد المصابين بالأمراض النفسية جراء ويلات الحرب الملايين، ناهيك عن الذين يعانون من أمراض ذهنية مزمنة، والمعاقين الذين فقدوا أطرافهم تحت نيران القصف. هؤلاء جميعًا ليسوا مجرد أرقامٍ في تقارير المنظمات الإنسانية، بل أرواحٌ سوف تظل معذبةٌ تعيش على هامش الحياة، تحاول أن تجد طريقها وسط ركام الخراب واليأس. وكما قال أحد أوضح الروائيين في القرن العشرين إرنست همنغواى: (لا يفلت أحد من الحروب دون أن يكون متضررا. فحتى وإن نجا بجسده فان روحه تظل مجروحة). أو ما قاله احد شعراء الشعب العظماء محجوب شريف: ( كل الجروح بتروح إلا التي بالروح).
ترى، ماذا يعني كل هذا للمستقبل؟
إنها صورة قاتمة لمجتمعٍ مثخنٍ بالجراح، وغدٍ بائس ينتظر هؤلاء وأسرهم، وأجيالًا قادمة ستولد في بيئة مشوهة، تغيب عنها الثقة في الدولة، وتترسخ فيها مشاعر الغضب والخذلان. ستظل آلامهم محفورة في ذاكرة هذا الشعب، تهدد كل محاولةٍ لإعادة البناء، وتزرع الشك في كل قادم تأكيدا لما ذكره إليي وإيسل الناجي من الهولوكوست، عندما علق على حرب الإبادة الجماعية التي نفذها النظام النازي الألماني بقيادة هتلر، قائلا: (عندما يقتل الابرياء، لا يصبح السؤال عن من هو المذنب، بل من هو التالي؟) في إشارة إلى ان دوامة العنف ستستمر بأشكال نفسية مما يقضي على فرص التعايش السلمي لاحقا.
لكن، هل يمكن إصلاح هذا الخراب المتعدد الوجوه والأبعاد؟ هل تكفي الوعود السياسية لرأب الصدع وإعادة الإعمار؟ أم أن جراح الشعوب لا تُشفى بالكلمات، بل تحتاج إلى إرادةٍ صادقة، وأفعالٍ ملموسة، ومسؤوليةٍ حقيقية؟
إن الإجابة عن هذه الأسئلة تتطلب أكثر من مجرد الخطبٍ الطنانة، والدعوات للسلام، والشعاراتٍ باعادة التعمير الفيزيائي. فالمجتمع الذي دُمرت بنيته النفسية والاجتماعية، يحتاج،وقبل كل شئ، إلى عدالةٍ حقيقية، وإنصافٍ للضحايا، ومحاسبةٍ للجناة، وتعمير في الانفس، قبل أن يبدأ أي حديثٍ آخر . فالدماء التي سالت لن تجف بمجرد قراراتٍ سياسية فوقية، ووعود، بل تحتاج إلى خطواتٍ جريئة تعيد للناس حقوقهم، وتبني مستقبلًا لا يعيد إنتاج ذات المآساة، ودون أن يفكر أحد في الإنتقام وأخذ القانون باليد والقوة. فالإنتقام لن يكون حلاً أو كما قال غاندي: (العين بالعين ستجعل العالم كله أعمى).
وأخيرا، فإن تلك، وغيرها من المصائر الأليمة من الأسئلة الخشنة، والإجابات المُرَّة ستظل تطارد السودانيين على المدى القريب والبعيد، أينما كانوا، ، بلا هوادة، ودونما انقطاع.

الوسوموجدي كامل

مقالات مشابهة

  • العدالة والتنمية التركي يجدد انتخاب أردوغان رئيساً له للمرة السابعة
  • أردوغان يُعاد انتخابه رئيسًا لحزب العدالة والتنمية بالإجماع
  • اليوم.. انطلاق "ملتقى روّاد المسؤولية الاجتماعية"
  • انتخاب “بوخبيزة” رئيس التخطيط بمجلس المستشارين القانونيين للبرلمانات الإفريقية
  • أسئلة خشنة وإجابات مُرّة
  • ⛔ أخطر ما قاله دقلو عندما سألته المذيعة عن الذين تضرروا، أنه قسّمهم إلى فئتين
  • حماس توضح ما جرى لجثة بيباس وتحمّل نتانياهو المسؤولية
  • حددوا له دولة اللجوء.. مقربون من ترامب يدعون زيلينسكي لمغادرة أوكرانيا بشكل عاجل
  • احتفال في سيدني بمناسبة انتخاب الرئيس.. وعون يفخر بالجالية
  • انتخاب المغرب رئيسا لمنتدى رؤساء لجان الشؤون الخارجية بالبرلمانات الإفريقية