لم تكن لاعبة الكرة الطائرة الإيطالية ذات الأصول النيجيرية باولا إيغونو تتوقع وهي تمثل إيطاليا في أولمبياد باريس أنها ستكون سببا في إشعال نقاش حول الهوية، أو ربما توقعت على الأقل إثارة الجدل إيجابا لأنها انتزعت ميدالية ذهبية، كما جاء في تقرير لصحيفة لوموند الفرنسية.

حول هذه القضية كتب مراسل الصحيفة في إيطاليا آلان كافال تقريرا بعنوان "نقاش المواطنة في قلب نقاشات التحالف اليميني الحاكم".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2قطاع الصحة بأفغانستان يشكو أوكرانيا وغياب المسلمينlist 2 of 2بسبب "الدعاية ونشر الأكاذيب".. طالبان تمنع مقررا أمميا من دخول البلادend of list

وقال الكاتب إن الجدل المحيط بشروط منح الجنسية قديم في إيطاليا، لكن فوز الفريق الإيطالي للسيدات لكرة الطائرة بالميدالية الذهبية في الأولمبياد بقيادة إيغونو قذف عنيفا بهذا الجدل إلى الواجهة في بلد يهيمن فيه إلى حد كبير خطاب أقصى اليمين.

موضوع حق التجنس يقسم الآن حتى التحالف الحاكم بقيادة جورجيا ميلوني، التي يدافع حزبها "إخوة إيطاليا" (يمين محافظ) عن القانون الحالي القائم على مبدأ حق الدم، لكن بشراسة أقل نسبيا من شريكه حزب "الرابطة" (أقصى اليمين) بقيادة ماتيو سالفيني، فيما يدعو الشريك الثاني في التحالف "قوة إيطاليا" (وسط يمين) لإصلاحٍ بربط الجنسية بالمسار الدراسي.

الهجرة تاريخنا

وذكّر مراسل لوموند بتصريح لأنتونيو تاجاني نائب رئيس الوزراء والأمين العام لـ"قوة إيطاليا" قبل يومين في لقاء مع صحيفة "لاريبوبليكا" دافع فيه عن التنوع قائلا "إيطاليا تغيرت. لقد استقبلنا 170 ألف أوكراني في عامين. إنه تاريخنا، والإمبراطورية الرومانية كانت تفتح ذراعيها (للأجانب) وصقلية مليئة بأسماء عربية الأصل .. وحتى اسمي أصله عربي".

وتحدث تاجاني عن مسودة لإصلاح القانون سيقدمها حزبه مع نهاية العطلة البرلمانية، وهي مبادرة قد تلتقي مع مبادرات أخرى تطرحها المعارضة منذ بضعة أسابيع.

وأثارت (إيغونو 25 عاما) نقاش الهوية بعنف بعدما قادت الفريق الإيطالي للكرة الطائرة إلى سلسلة انتصارات باهرة في السنوات الأخيرة، وباتت هدفا مفضلا لأقصى اليمين الذي تهجم عليها لمجرد تنديدها بالعنصرية المتفشية في المجتمع الإيطالي، وأحيانا للون بشرتها لا غير.

الملامح الإيطالية

وكان بين من هاجمها بقسوة الجنرال المتقاعدة روبرتو فاناتشي الشخصية الصاعدة في أقصى اليمين والذي انتهى به الأمر نائبا أوروبيا عن حزب "الرابطة" بدفعٍ من شهرة واسعة حققها كتاب ألّفه في 2023 قبل دخول معترك السياسة وعنونَه "العالم رأسا على عقب"، وزعم فيه أن ملامح إيغونو ليست إيطالية، وهي تهمة عاد ليكررها في سياق الألعاب الأولمبية.

وتعرض رسم جداري يحتفي بـ "إيغونو الإيطالية" للتشويه على يد مجهول، في هجوم قوبل بإدانة واسعة من الطبقة السياسية وأجج نقاش المواطنة.

وذكّر المراسل بأن إيطاليا، أرض الهجرة حاليا وتاريخيا، تتمسك بحق الدم، الذي يسمح خاصة لمن ينحدرون من أصول إيطالية وولدوا في الخارج (حيث هاجر أجدادهم) بالمحافظة على صلتهم ببلدهم الأصلي.

ويدعو الحزب الديموقراطي (أهم أحزاب المعارضة) لاعتماد حق الأرض الذي تؤيده أيضا أحزاب اليسار والوسط، فيما دعت "قوة إيطاليا" إلى بديل يمنح الجنسية لأطفال المهاجرين ممن تمدرسوا في إيطاليا؛ لاعتبار هذا الحزب الليبيرالي الذي أسسه الراحل سيلفيو برلسكوني، أن حق الأرض (منح الجنسية لمجرد الولادة في البلد كما في فرنسا) يبقى خيارا منفرا في إيطاليا.

وفي كلتا الحالتين -ينوه مراسل لوموند- فإن ما تطرحه المعارضة وحزب "قوة إيطاليا" يمثل قطيعة مع النظام الحالي الشديد الصرامة الذي لا يسمح لمن ولدوا في إيطاليا بتقديم طلب الحصول على الجنسية إلا عند بلوغ سن الـ18، باستثناء ولادتهما لأبوين حصلا عليها أصلا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حريات فی إیطالیا

إقرأ أيضاً:

عودة ترامب تؤجج القلق في الصين وأوروبا.. ما السبب؟

حذرت وكالة بلومبيرغ من أن عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قد تؤدي إلى تصاعد حاد في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وكل من الصين والاتحاد الأوروبي.

وتعهد ترامب بفرض تعريفات جمركية جديدة قد تصل إلى 60% على الواردات الصينية، وما يصل إلى 20% على الواردات الأوروبية، مما قد يؤثر سلبا على الاقتصاد العالمي ويزيد من التحديات التجارية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف تفاعل المليارديرات وقادة الأعمال الأميركيون مع فوز ترامب؟list 2 of 2من أبرز المستفيدين اقتصاديا من عودة ترامب؟ نشطاء يعلقونend of list

وأكدت الوكالة أن هذه الإجراءات قد تلحق ضررا كبيرا بالاقتصاد الصيني، في حين ستجد أوروبا نفسها مضطرة لتعزيز استقلاليتها الاقتصادية لمواجهة التغيرات القادمة في السياسة الأميركية.

ترامب (يسار) خلال لقاء سابق مع الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2019 (رويترز) الصين تستعد للمواجهة

وفي الوقت الذي تتزايد فيه التوترات، تراقب الصين عن كثب تطورات الأحداث وتعد نفسها لأي مواجهة تجارية محتملة مع واشنطن.

وذكر تقرير بلومبيرغ أن خطط ترامب لفرض تعريفات جمركية تصل إلى 60% على المنتجات الصينية قد تؤدي لتدمير التجارة بين البلدين.

ونقلت الوكالة عن بنك "يو بي إس" السويسري أن الرسوم بهذا المعدل ستؤدي إلى خفض معدل النمو الاقتصادي السنوي في الصين إلى أكثر من النصف.

وأشارت بلومبيرغ إلى أن هذا القرار قد يؤثر بشكل كبير على حجم التجارة بين البلدين، ويدفع الصين إلى اتخاذ تدابير قاسية لحماية اقتصادها.

ولفتت إلى أن الصين، التي تتصدر الآن العالم في صناعة السيارات الكهربائية، قد تكون أكثر استعدادا لمواجهة تداعيات حرب تجارية جديدة. فقد تفوقت شركة "بي واي دي" الصينية على شركة "تسلا" من حيث الإيرادات الفصلية، محققة مبيعات بلغت 500 ألف سيارة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وتعمل الصين أيضا على تحسين علاقاتها مع دول أخرى مثل الهند، إذ شهدت الحدود الصينية الهندية مؤخرا مشاهد تصالحية غير مسبوقة.

ردود فعل صينية محتملة

وأشارت بلومبيرغ إلى أن الصين قد ترد على التعريفات الجمركية الأميركية عن طريق استهداف السلع الزراعية الأميركية أو فرض قيود على تصدير المواد الخام التي تحتاجها الولايات المتحدة لتكنولوجياتها الإستراتيجية.

وأكدت الوكالة أن بكين قد تعتمد على إجراءات رسمية لفرض عقوبات على الشركات الأجنبية ضمن إستراتيجيتها للردع، بينما تبقى الحكومة الصينية حذرة في الإفصاح عن خططها بشكل رسمي، مكتفية بوصف الانتخابات الأميركية بأنها "فوضى تهدر الأموال".

بلومبيرغ وصفت عودة ترامب بأنه "لحظة حساب صعبة" للاتحاد الأوروبي (رويترز) أوروبا تتأهب

وفي الوقت ذاته، تشعر أوروبا بقلق متزايد إزاء إمكانية تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، خاصة بعد أن أعلن ترامب عزمه فرض تعريفات جمركية قد تصل إلى 20% على جميع الواردات الأوروبية.

ووصفت بلومبيرغ الوضع بأنه "لحظة حساب صعبة" للاتحاد الأوروبي، إذ تأتي هذه التحديات في وقت حساس تشهده أوروبا بعد سلسلة من التغيرات الجيوسياسية.

من جهته، أشار البروفسور موريتز شولاريك، رئيس معهد كيل للاقتصاد العالمي في حديث للوكالة، إلى أن "فوز ترامب يمثل بداية أصعب لحظة اقتصادية لألمانيا"، حيث يواجه الاقتصاد الألماني تحديات جديدة في مجالات التجارة والأمن، وسط أزمة هيكلية داخلية.

ويرى مراقبون أن التوجهات الجديدة قد تدفع الاتحاد الأوروبي نحو تعزيز استقلاليته الاقتصادية، وتحسين قدراته الدفاعية، وزيادة التعاون بين الدول الأعضاء.

وتوقعت بلومبيرغ أن يؤدي احتمال فرض تعريفات جمركية جديدة من جانب الولايات المتحدة إلى زيادة كبيرة في الطلب على الشحنات، إذ يسعى المستوردون لتسريع استيراد السلع قبل سريان التعريفات.

وأوضح يهودا ليفين، رئيس الأبحاث في "فريتوس" للشحن، أن "التوقعات بفرض التعريفات قد تدفع المستوردين لتسريع الشحنات قبل تنفيذ القرار"، مما قد يرفع تكاليف الشحن بشكل كبير نتيجة زيادة الضغط على شركات النقل البحري.

محاولات لتجنب التصعيد

وفي مواجهة هذه التحديات المتوقعة، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى إيجاد وسائل للتعاون مع إدارة ترامب، ومحاولة التوصل إلى اتفاقيات تجارية تحد من التصعيد.

وصرح ماروش شيفتشوفيتش، المسؤول الأوروبي البارز، قائلا: "سأقدم عرضا للشراكة والتعاون" مع الولايات المتحدة، في محاولة لبناء علاقة متينة مع إدارة ترامب، وحماية المصالح الاقتصادية الأوروبية في ظل التحولات العالمية الجديدة.

مقالات مشابهة

  • عودة ترامب تؤجج القلق في الصين وأوروبا.. ما السبب؟
  • علي جمعة: التلاعب بالمسميات الجديدة من أسباب الفساد الذي ملأ الأرض
  • مسبح مؤقت شُيِّد لاستبدال نافورة تريفي بإيطاليا يثير سخرية الإنترنت
  • وزير الكهرباء يشارك في اجتماع هيئة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية بإيطاليا
  • تأمين وقود إنتاج الطاقة على طاولة نقاش السوداني والجهات ذات العلاقة
  • بعد 44 عاما.. فتح تحقيق جديد في قضية وفاة عارضة أزياء شهيرة بإيطاليا
  • شوف.. طرح الأغنية الدعائية لمسلسل "نقطة سوداء"
  • مستقبل الذكاء الاصطناعي واستدامة ريادة الأعمال محاور نقاش في جلسات ملتقى بيبان ٢٤
  • «شوف».. dmc تكشف عن الأغنية الدعائية لمسلسل نقطة سوداء بطولة أحمد فهمي (فيديو)
  • الدولارات الرقمية تؤجج سباق الرئاسة الأميركية