مودي: النزاعات لا يمكن حلها في ساحة المعركة..والطاقة الذرية تجدد قلقها حول كورسك
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
عواصم " وكالات":شدد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي اليوم الخميس في وارسو على أنه "لا يمكن حل" أي نزاع "في ساحة المعركة"، عشية زيارة تاريخية يقوم بها إلى أوكرانيا في وقت يتواصل الهجوم الروسي على الدولة المجاورة.
ويقوم مودي حاليا بجولة تاريخية بدأها الأربعاء في بولندا على أن ينتقل الجمعة إلى أوكرانيا حيث سيكون أول رئيس وزراء هندي على الإطلاق يزور البلد.
وقال مودي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البولندي دونالد توسك في وارسو إن "الهند على قناعة كاملة بأنه لا يمكن حل أي مشكلة في ساحة المعركة" داعيا إلى سلوك طريق "الحوار والدبلوماسية".
وأضاف "إننا نؤيد الحوار والدبلوماسية لإعادة إحلال السلام والاستقرار بأسرع ما يمكن. والهند مستعدة في هذا السبيل لتقديم كل المساهمات الممكنة مع الدول الصديقة".
من جانبه، أبدى توسك ارتياحه لعزم مودي على الالتزام شخصيا "من أجل نهاية سلمية وعادلة وسريعة للحرب".
وقال "كلانا على قناعة بأن الهند يمكنها لعب دور في غاية الأهمية والإيجابية في هذا المجال، ما يضفي أهمية على هذا التصريح، لا سيما وأن رئيس الوزراء سيتوجه إلى كييف بعد 12 ساعة" في زيارة "يمكن أن ترتدي أيضا طابعا تاريخيا".
وأكد توسك أن "التاريخ علم بلداننا أهمية احترام القواعد والحدود ووحدة الأراضي".
مدير وكالة الطاقة الذرية في منطقة كورسك
من جهته، يزور المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي الأسبوع المقبل محطة الطاقة النووية في منطقة كورسك الروسية التي تتعرض لهجوم تشنه القوات الأوكرانية عبر الحدود الامر الذي اثار الكثير من القلق لدى المنظمة الدولية للطاقة الذرية من حدوث اضرار وانبعاثات اشعاعية خطرة.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد أيام قليلة على بدء الهجوم، دعت إلى "أقصى درجات ضبط النفس"، وقال رافايل غروسي يومها أنه "على اتصال شخصيا مع السلطات المختصة في البلدين للاستمرار بإطلاع الأسرة الدولية" على الوضع الذي كان يومها تحت السيطرة بحسب الروس.
وقال متحدث باسم الوكالة اليوم الخميس لوكالة فرانس برس "يمكننا أن نؤكد" هذه الزيارة "الأسبوع المقبل" من دون تفاصيل إضافية في وقت حذرت الوكالة النووية الروسية "روساتوم" من أن الهجوم الأوكراني المستمر منذ السادس من أغسطس يعرض المحطة النووية في المنطقة للخطر.
منذ بدء الحرب، تحذر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بانتظام من خطر وقوع حادث نووي ولا سيما في محطة زابوريجيا الأوكرانية التي تسيطر عليها موسكو منذ مارس 2022.
وقد توقف العمل في هذه المحطة لكنها تعرضت لضربات متكررة تبادلت روسيا وأوكرانيا التهم بشأنها.
موسكو تسيطر على بلدة قرب بوكروفسك
وعلى الارض، أعلنت روسيا اليوم الخميس السيطرة على بلدة جديدة في شرق أوكرانيا قريبة من مدينة بوكروفسك الاستراتيجية التي طلب من سكانها الإخلاء مع اقتراب القوات الروسية التي باتت على مسافة عشرة كيلومترات.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي "بفضل التحركات الناجحة لتجمع قوات الوسط تم تحرير بلدة ميجوفيه".
وواصل الجيش الروسي تقدمه في الأسابيع الأخيرة في هذا القطاع من الجبهة حيث سيطر على قرية تلو الأخرى مهددا مدينة بوكروفسك البالغ عدد سكانها 53 ألف نسمة.
ويؤشر هذا التقدم الى الضغط الروسي المستمر على الجبهة الشرقية، رغم التقدم غير المسبوق للقوات الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية منذ السادس من اغسطس.
وبينما تتركز الأنظار على هذا الهجوم، تستمر المعارك في حوض دونباس الأوكراني حيث الافضلية للجيش الروسي الأكبر عديدا والأفضل تجهيزا في مواجهة القوات الأوكرانية.
ويبدو في الوقت الراهن أن الهجوم داخل روسيا لم يسمح بتخفيف الضغط الروسي على بوكروفسك مثلما كانت تأمل السلطات الأوكرانية.
وتقع مدينة بوكروفسك عند طريق مهم يؤدي الى المعقلين الأوكرانيين تشاسيف يار وكوستيانتنيفكا.
وفي شأن آخر، فتحت روسيا اليوم تحقيقا بحق صحافي في شبكة "سي إن إن" الأمريكية وصحافيتين أوكرانيتين لإعدادهم تقارير من أجزاء تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة كورسك الروسية، بعد عبورهم الحدود بصورة "غير قانونية".
وأعلن جهاز الأمن الفدرالي الروسي (إف إس بي) في بيان نشر اليومالخميس "فتح تحقيق جنائي" بحق نيك باتون والش والأوكرانيتين ديانا بوتسكو وأوليسيا بوروفيك بتهمة "عبور الحدود بصورة غير قانونية".
وفتحت السلطات الروسية تحقيقا مماثلا في 17 أغسطس بحق مراسلين إيطاليين من قناة راي العامة، هما ستيفانيا باتيستيني وسيموني ترايني.
أجرى هؤلاء الصحافيون الأجانب خصوصا تقارير في بلدة سودجا الروسية التي تقع على بعد حوالي عشرة كيلومترات من الحدود الأوكرانية وتقول كييف إنها تسيطر بالكامل في إطار هجومها في منطقة كورسك الذي بدأ في مطلع أغسطس.
ويواجه الصحافيون المستهدفون بهذه التحقيقات خطر السجن لمدة تصل إلى خمس سنوات، وفق قانون العقوبات الروسي.
وفي هذا السياق، استدعت موسكو في الأيام الأخيرة السفيرة الإيطالية سيسيليا بيتشيوني، وكذلك الدبلوماسية الأميركية في موسكو ستيفاني هولمز، للاحتجاج على هذه التقارير.
بعد أشهر من التراجع في مواجهة تقدم القوات الروسية في شرق أراضيها، نقلت أوكرانيا القتال إلى الأراضي الروسية عندما شنت في السادس من أغسطس هجوما غير مسبوق على نطاق واسع في منطقة كورسك الحدودية.
وتقول كييف إنها تسيطر الآن على 93 بلدة وأكثر من 1250 كيلومتر مربع من الأراضي الروسية.
من جانبه، تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"طرد" القوات الأوكرانية من روسيا.
زيلينسكي يزور منطقة سومي الحدودية
من جهة اخرى، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه زار اليوم الخميس منطقة سومي في شمال أوكرانيا عند الحدود مع كورسك الروسية التي تشهد هجوما واسع النطاق تشنه قوات كييف منذ السادس من أغسطس.
بعد أكثر من عامين من تدخل روسيا في أوكرانيا، أطلقت القوات الأوكرانية في السادس من أغسطس هجوما مباغتا واسع النطاق داخل الأراضي الروسية، وسيطرت على عشرات البلدات.
وقال زيلينسكي عبر فيسبوك "توجهت إلى المنطقة الحدودية في سومي والتقيت قائد الأركان (أولسكندر) سيرسكي ورئيس الإدارة العسكرية لمنطقة سومي".
وأضاف أن قواته سيطرت على بلدة أخرى و"عززت صندوق التبادل"، وهو ما يعني أنها أسرت المزيد من الجنود لاستخدامهم في عمليات تبادل مستقبلية.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن أهداف الهجوم تشمل إقامة "منطقة عازلة" في الأراضي الروسية، والمساهمة في إنهاء الحرب بشروط "عادلة"، واستنزاف القوات الروسية.
لكن قوات كييف ما زالت تواجه صعوبات في منطقة دونباس (شرق)، حيث يحقق الجيش الروسي مكاسب مطردة.
وقال الرئيس الأوكراني إنه ناقش "الخطوات المتخذة لتعزيز الدفاع تجاه توريتسك وبوكروفسك" في دونباس حيث يدور قتال عنيف.
مع دخول الحرب عامها الثالث، كثفت أوكرانيا هجماتها على الأراضي الروسية.
وقال مصدر في الاستخبارات الأوكرانية لوكالة فرانس برس إن قوات بلاده قصفت مطار مارينوفكا في منطقة فولغوغراد، مشددا أن "كل عملية تقلل من تفوق روسيا الجوي وتحد بشكل كبير من قدرات طائراتها".
من جهته، قال حاكم منطقة فولغوغراد أندريه بوشاروف اليوم الخميس إن طائرة مسيّرة أسقطتها الدفاعات الجوية تسببت في اندلاع حريق "في منشأة تابعة لوزارة الدفاع"، من دون إعطاء تفاصيل.
ونددت روسيا بالهجوم على كورسك، والذي أسفر بحسب وكالة تاس الرسمية للأنباء عن مقتل 31 مدنيا على الأقل وإصابة 143 آخرين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الدولیة للطاقة الذریة القوات الأوکرانیة الأراضی الروسیة السادس من أغسطس فی منطقة کورسک کورسک الروسیة الروسیة التی الیوم الخمیس فی هذا
إقرأ أيضاً:
البرازيل.. «ساحة معركة».. فوز الرئيس الجمهوري يمكن أن يدفع «لولا» نحو الصين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
علاقات الزعيم البرازيلي سيئة للغاية مع الرئيس الأمريكي المنتخب، وقد يميل إلى الاستفادة من مشاركته في مجموعة البريكس إذا شجع الرئيس الجمهوري اليمين البرازيلي.
في الأيام الأخيرة قبل انطلاق الانتخابات الأمريكية، لم يحاول لويز إيناسيو لولا دا سيلفا إخفاء قلقه بشأن الفوز المحتمل لدونالد ترامب. ودون تسميته، تحدث الرئيس البرازيلي، الجمعة أول نوفمبر، عن "الكراهية" و"الأكاذيب" التي يقطرها الملياردير وحلفاؤه و"عودة الفاشية والنازية بوجه آخر"، وذلك في مقابلة بثتها قناة TF١. يبدو فوز المرشح الجمهوري بانتخابات الرئاسة الأمريكية، بمثابة ضربة قاسية وتهديد خطير لزعيم اليسار، على الصعيدين الدبلوماسي والداخلي. يقول جميل تشاد، الصحفي البرازيلي في موقع UOL الإخباري والمتخصص في العلاقات الدولية، إن "انتصار ترامب يمثل تحديًا هائلًا، وهو بلا شك اللحظة الأكثر حساسية بالنسبة للبرازيل منذ عقود".
ازدراء متبادلولا يخفي الملياردير ازدراءه لنظيره البرازيلي، الذي أطلق عليه في الماضي لقب "لولو المجنون"، وذلك على العكس تمامًا من الرئيس السابق جايير بولسونارو (٢٠١٩-٢٠٢٣)، النسخة المتماثلة والتابعة لدونالد ترامب، الذي قام بمواءمة دبلوماسيته بشكل منهجي مع دبلوماسية "صديقه" الأمريكي. وفي عام ٢٠٢٠، انتظر بولسونارو ستة أسابيع طويلة قبل أن يعترف بفوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية. وفي هذه الأثناء، أظهر لولا قربه من الديمقراطيين. ووقع مع جو بايدن، في عام ٢٠٢٣، اتفاقًا بشأن حماية حقوق العمال، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة للرئيس البرازيلي النقابي السابق، بينما أعلنت واشنطن على الفور انضمامها إلى صندوق أمازون، بمساهمة قدرها ٥٠٠ مليون دولار. وفي العام نفسه، حطمت الصادرات البرازيلية الأرقام القياسية، حيث تم بيع ما يقرب من ٣٠ مليار دولار من المنتجات الصناعية إلى الولايات المتحدة.
عودة الحمائيةإن النجاح الانتخابي الذي حققه دونالد ترامب ينبىء بإثارة الشكوك حول "شهر العسل" الصغير بين البلدين. يقول دبلوماسى برازيلى طلب عدم ذكر اسمه "لولا شخص براجماتي. إنه لا يريد أن يكون هو الذى يبدأ الأعمال العدائية. ولكن إذا أصبح البيت الأبيض المركز العصبي لليمين المتطرف في أمريكا اللاتينية، فيمكننا بالفعل أن نشهد إعادة تعريف عميقة للعلاقة مع واشنطن وإعادة توجيه جيوسياسي كبير للبرازيل".
خريطة طريقونظرًا للصلات بين الملياردير واليمين المتطرف في أمريكا اللاتينية، فإن الخطر يبدو حقيقيًا.. "مشروع ٢٠٢٥"، وهي خريطة طريق وضعها المقربون من دونالد ترامب، تناقش علنًا إمكانية استخدام الوكالات العامة الأمريكية في الخارج، مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الغنية، من أجل محاربة "الأفكار الاشتراكية" والأنظمة "المعادية للمصالح والشركات الأمريكية" في القارة. ومن بين هذه الدول فنزويلا تحت زعامة نيكولاس مادورو، وأيضًا المكسيك وتشيلي اللتان يحكمهما اليسار الديمقراطي.
وقد تعني عودة الحمائية الترامبية أيضًا زيادة في التعريفات الجمركية على الصلب.. وقبل كل شيء، زيادة في سعر الفائدة الرئيسي للاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكى)، مع عواقب وخيمة على التضخم والبطالة في البرازيل، الأمر الذي قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة، إلى حد الذهاب إلى المساومة على إعادة انتخاب لولا في الانتخابات الرئاسية لعام ٢٠٢٦. "إن فوز ترامب يشعل من جديد حماسة اليمين البرازيلي ويقنعه بأنه قادر على استعادة السلطة في الانتخابات المقبلة" بحسب تقديرات توماس شانون، سفير الولايات المتحدة في برازيليا من ٢٠١٠ إلى ٢٠١٣.
أحضان بكينكل هذا من شأنه أن يدفع البرازيل إلى مزيد من الارتماء في أحضان الصين والدول المعادية لأمريكا، أو حتى للغرب. ويشير ماتياس سبكتور، أستاذ الجغرافيا السياسية في مؤسسة جيتوليو فارجاس في ساو باولو، إلى أن "برازيليا تعتمد بالفعل اقتصاديًا على بكين أكثر بكثير من اعتمادها على واشنطن". ووفقًا لوزارة التجارة، فإن عملاق أمريكا اللاتينية يوجه حوالي ٣٠٪ من صادراته إلى الصين، مقارنة بـ١١٪ فقط مع الولايات المتحدة و١٤٪ مع الاتحاد الأوروبي.
طرق الحرير الجديدةمنذ عودته إلى منصبه في عام ٢٠٢٣، لم يتردد لولا في تشديد لهجته تجاه حلفائه التقليديين. وكثيرًا ما انتقد الزعيم اليساري نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يعتبر مسئولًا مشاركًا عن الحرب ضد روسيا، ووصف العملية الإسرائيلية في غزة بأنها "إبادة جماعية"، واعتبر الاتفاق الذي اقترحه الاتحاد الأوروبي بشأن معاهدة التجارة الحرة مع ميركوسور (الأرجنتين والبرازيل وأوروجواي وباراجواي وبوليفيا) "استعمارًا جديدًا".
عالم البريكسوعلى العكس من ذلك، "أصبحت قمة البريكس (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا) بالنسبة للرئيس لولا، المنتدى الدولي الأكثر أهمية" حسبما يشير ماتياس سبكتور. ووافق رئيس الدولة البرازيلي في عام ٢٠٢٤ على توسيع المجموعة لتشمل أربعة أعضاء جدد، بما في ذلك إيران، التي تثير غضب دونالد ترامب. ووضع حليفته ديلما روسيف، رئيسة البرازيل من ٢٠١١ إلى ٢٠١٦، على رأس بنك التنمية الجديد، بنك البريكس، ومقره في شنغهاي. ووفقًا لمصادر على أعلى مستوى في الدولة، فإن لولا يستعد لإعادة توجيه واضح لدبلوماسيته في حالة وجود تهديدات اقتصادية أو تدخل ترامبى. وقد تفكر برازيليا في تبني المعايير الصينية للتكنولوجيات الجديدة أو إبرام اتفاقيات بشأن القطاعات الرئيسية مثل اللقاحات والذكاء الاصطناعي والاتصالات، وخطط للانضمام إلى "طرق الحرير الجديدة" التي يروج لها شي جين بينج. وسوف يتوجه الرئيس الصيني إلى برازيليا لحضور اجتماع مجموعة العشرين، الذي يرأسه لولا غدًا الإثنين ١٨ نوفمبر والثلاثاء ١٩ نوفمبر في ريو دي جانيرو. كما يحضر الاجتماع جو بايدن الذي يعتزم، بحسب الرئاسة البرازيلية، الذهاب إلى منطقة الأمازون قبل بدء القمة.. وهكذا، بينما يستعد العالم لولاية جديدة لدونالد ترامب، تتحول البرازيل إلى ساحة معركة جيوسياسية واسعة.