باحثون: الجياد تتمتع بذكاء أكبر مما كان يعتقد سابقا
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
لندن "د.ب.ا": قال العلماء إن الجياد تتمتع بذكاء أكبر مما كان يعتقد سابقا، وذلك عقب أن أظهرت دراسة أن الجياد قدمت أداء أفضل من المتوقع في لعبة معقدة تعتمد على الحصول على مكافأة.
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا) أن الباحثين خلصوا إلى أنه عندما تم حرمان الجياد من الحصول على مكافأة لعدم اتباع قواعد اللعبة، تمكنت الجياد على الفور من تغيير استراتيجيتها للحصول على مزيد من المكافآت.
وقال العلماء من جامعة نوتنجهام ترينت البريطانية إن الدراسة تظهر أن الحيوانات لديها القدرة على التفكير والتخطيط للمستقبل- وهو الأمر الذي كان يعتقد سابقا أنه أكبر من قدراتها.
وأضاف العلماء أن معرفة كيف تتعلم الجياد يمكن أن تساعد القائمين على رعايتها على تدريبها بشكل أكثر إنسانية وتحسين معيشتها.
وقالت كاري جيشي، المحاضرة في علم الخيول بالجامعة" الجياد ليست كائنات عبقرية بالفطرة، و كان يعتقد أنها متوسطة المستوى، ولكن هذه الدراسة تظهر أنها ليست متوسطة المستوى، وهي في الواقع أكثر تقدما من الناحية المعرفية مما كنا نعتقد".
ومن أجل فهم المزيد عن الجياد، خصص الباحثون لـ 20 جوادا مهمة تتألف من ثلاث مراحل.
تقوم الجياد في المرحلة الأولى بلمس بطاقة بأنفها من أجل الحصول على مكافأة.
ولكن الأمور تصبح أكثر تعقيدا، عندما يتم تضمين الضوء في المرحلة، بحيث يمكن للجواد الحصول على مكافأة غذائية فقط في حال لمس البطاقة أثناء عدم وجود ضوء.
وتوصل الفريق إلى أن الجياد واصلت لمس بطاقة وهي لا تراها، بغض النظر عما إذا كان هناك ضوء أو لا، وتم مكافأتها مقابل تصرفها الصحيح.
وخلال المرحلة الأخيرة من اللعبة، تم فرض جزاء حيث يسفر لمس البطاقة عندما تكون اللوحة التي تحمل كلمة" قف" مضاءة عن وقت مستقطع لمدة 10 ثواني.
ولكن بدلا من لمس البطاقة بدون تمييز، خلص الفريق إلى أن الجياد اتبعت القواعد- وقامت بالحركة في الوقت الصحيح من أجل الحصول على المكافأة.
وقال الباحثون إن هذا يشير إلى أنه بدلا من الإخفاق في اتباع قواعد اللعبة، فهمت الجياد القواعد طوال الوقت، ولكنها توصلت لطريقة للعب في المرحلة الثانية لم تتطلب الكثير من الانتباه.
وقالت لويز إيفانز، المرشحة للحصول على الدكتوراه بمدرسة العلوم الحيوانية والريفية والبيئة بجامعة نوتنهجام ترينت " نحن توقعنا تحسن أداء الجياد عندما طبقنا خطوة الوقت المستقطع، ولكننا فوجئنا بسرعة وجودة التحسن".
وأضافت" عادة ما تحتاج الحيوانات لتكرار المهمة عدة مرات لكي تكتسب المعرفة الجديدة تدريجيا، ولكن الجياد تحسنت على الفور عندما طبقنا فرض عقوبة على ارتكاب الأخطاء".
وأوضحت" هذا يشير إلى أن الجياد كانت على علم طوال الوقت بقواعد اللعبة".
وقال الباحثون إن نتائج الدراسة، التي نشرت في دورية "العلوم السلوكية التطبيقية للحيوانات " تشير إلى أن الجياد تمتلك القدرة على تشكيل نموذج داخلي للعالم حولها لاتخاذ القرارات والتوقعات، وهو أسلوب يعرف باسم التعلم الذي يعتمد على النموذج.
وكان يعتقد في السابق أن التعليم القائم على أساس النموذج معقد للغاية بالنسبة للجياد لأنها تمتلك قشرة غير متطورة ما قبل الجبهة وهي جزء من المخ مرتبط بالتفكير الاستراتيجي.
وقالت جيشي إن النتائج تشير إلى أنه لا بد أن الجياد "تستخدم منطقة أخرى من المخ لتحقيق نتيجة مماثلة".
وأضافت" هذا يعلمنا أننا لا يجب أن نضع افتراضات بشأن ذكاء الحيوان أو إحساسه على أساس ما إذا كان " بنيانهما يشبه تماما ما نحن عليه ".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الحصول على مکافأة کان یعتقد
إقرأ أيضاً:
باحثون: عدد وفيات الحرب في السودان يزيد بكثير عن المسجل
أظهر تقرير جديد أصدره باحثون في بريطانيا والسودان أن التقديرات تشير إلى أن أكثر من 61 ألفا قتلوا في ولاية الخرطوم خلال أول 14 شهرا من الحرب في السودان مع وجود أدلة تشير إلى أن العدد الكلي أعلى بكثير مما سُجل من قبل.
وشملت التقديرات سقوط نحو 26 ألفا قتلوا جراء جروح خطرة أصيبوا بها بسبب العنف، وهو رقم أعلى من الذي تذكره الأمم المتحدة حاليا للحصيلة في البلاد بأكملها.
وتشير مسودة الدراسة -التي صدرت عن مجموعة أبحاث السودان في كلية لندن للحفاظ على الصحة وطب المناطق الحارة أمس الأربعاء- إلى أن التضور جوعا والإصابة بالأمراض أصبحا من الأسباب الرئيسية للوفيات التي يتم الإبلاغ عنها في أنحاء السودان.
وقال الباحثون إن تقديرات أعداد الوفيات الناجمة عن كل الأسباب في ولاية الخرطوم أعلى بنسبة 50% عن المتوسط المسجل على مستوى البلاد قبل بدء الحرب التي نشبت بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023.
وتقول الأمم المتحدة إن الصراع دفع 11 مليونا للفرار من منازلهم، وتسبب في أكبر أزمة جوع في العالم. ويحتاج نحو 25 مليون نسمة -أي نصف سكان السودان تقريبا- إلى المساعدات في وقت تنتشر فيه المجاعة بمخيم واحد للنازحين على الأقل.
ويشكل إحصاء عدد القتلى تحديا في ظل الحرب. ويقول باحثون إنه حتى في أوقات السلم لا يتم تسجيل الكثير من الوفيات في السودان. ومع تصاعد حدة القتال، تقطعت بالسكان السبل للوصول للجهات التي تسجل الوفيات، مثل المستشفيات والمشارح والمقابر. كما تسبب الانقطاع المتكرر في خدمات الإنترنت والاتصالات في عزل الملايين عن العالم الخارجي.
رصد الوفياتتقول ميسون دهب -المختصة بعلوم الأوبئة والمديرة المشاركة بمجموعة أبحاث السودان، وهي أيضا من قادت الدراسة- إن الباحثين حاولوا "رصد (الوفيات) غير المرئية" من خلال أسلوب عينات يعرف باسم "الرصد وإعادة الرصد".
وباستخدام بيانات من مصدرين مستقلين على الأقل، بحث الباحثون عن أفراد يظهرون في عدة قوائم. وكلما قل التداخل بين القوائم، زادت فرص وجود وفيات غير مسجلة وهي معلومات يمكن البناء عليها لتقدير الأعداد الشاملة للوفيات.
وفي تلك الحالة، جمع الباحثون 3 قوائم للمتوفين:
فالقائمة الأولى بناء على مسح للجمهور عبر منصات التواصل الاجتماعي بين نوفمبر/تشرين الثاني 2023 ويونيو/حزيران 2024.
أما القائمة الثانية، فقد اعتمدت على نشطاء في المجتمع المدني و"سفراء للدراسة" لتوزيع المسح بشكل شخصي على معارفهم وشبكات تواصلهم.
والقائمة الثالثة جمعت من منشورات نعي على وسائل تواصل اجتماعي، وهو أمر شائع في مدن الخرطوم وأم درمان وبحري التي تشكل معا منطقة العاصمة السودانية.
وكتب الباحثون "ما خلصنا إليه يشير إلى أن الوفيات ظلت دون رصد إلى حد كبير".
أعداد الوفيات الناجمة عن كل الأسباب في ولاية الخرطوم أعلى بنسبة 50% عن المتوسط المسجل (رويترز) وفيات غير مسجلةولا تشكل الوفيات التي رصدتها القوائم الثلاث سوى 5% فحسب من تقديرات إجمالي الوفيات في ولاية الخرطوم، و7% من تلك الوفيات يعزى إلى "إصابات متعمدة". وتقول الدراسة إن النتائج تشير إلى أن مناطق أخرى منكوبة بالحرب من البلاد ربما شهدت خسائر بشرية مماثلة أو أسوأ.
وذكرت ميسون أن الباحثين لم يكن لديهم بيانات كافية لتقدير معدلات الوفيات في مناطق أخرى من البلاد أو تحديد عدد الوفيات إجمالا الذي يمكن ربطه بالحرب.
وأفاد مسؤول في تجمع الأطباء السودانيين بأميركا (سابا)، وهي منظمة تقدم الرعاية الصحية مجانا في أنحاء السودان، بأن النتائج تبدو مقنعة.
وقال مدير البرنامج عبد العظيم عوض الله لرويترز "العدد ربما يكون أكبر حتى من ذلك" مشيرا إلى أن ضعف المناعة بسبب سوء التغذية يجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، مؤكدا أن "أمراضا بسيطة تقتل الناس".
وجاء تمويل الدراسة من المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية، منها بالولايات المتحدة ووزارة الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية في بريطانيا.
وأكد سكان أن مئات القبور ظهرت بجوار المنازل في مختلف أنحاء الخرطوم الكبرى منذ العام الماضي. ومع عودة الجيش إلى بعض الأحياء، بدؤوا في نقل الجثث إلى "الجبانة" الرئيسية في أم درمان.