مار إلياس.. كنائس أثرية بالأردن يعود تاريخها للقرن السابع للميلاد
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
عمّان "العُمانية": على تلة عالية شمال غرب مدينة عجلون الأردنية، تتربع كنائس مار الياس الأثرية التي بُنيت بالقرن السابع للميلاد، ومن ساحاتها يمكن التمتع بمشاهد خلابة للمنطقة المحيطة المزروعة بأشجار البلوط والزيتون والسرو والصنوبر.
اكتُشف هذا الموقع الأثري الساحر في عام 1999، وبدأت التنقيبات بالكشف عن أهم محتوياته، وهي تشمل كنيستين كبيرتين، الأولى تقع على قمة التل وسُمّيت "الكنيسة العليا"، والثانية تقع على خاصرة التل وسميت "الكنيسة السفلى".
تمتد مساحة الكنيسة العليا على سطح التل، وهي تتبع في بنائها نظام التخطيط البازيليكي، إذ يبدأ الدخول إليها من "الحنية" وهو الجزء الناتئ المزخرف الذي صُمّم من الخشب على شكل نصف دائرة، ويتجه إلى الشرق، وقد بُني هذا الجزء وكذلك "الحنيات" الواقعة في الجدارين الشمالي والجنوبي من الحجارة المصقولة.
أما هيكل الكنيسة (الجوقة) فيتخذ شكل المستطيل، وبُني الحاجز الخاص به من الرخام الأبيض الذي تشتهر به المنطقة، وعلى الجانب الشمالي من "الحنية" هناك غرفة مستطيلة الشكل، لها مدخل صغير، وفي داخلها قاعدتان عريضتان وفق نظام البناء ذي العقود، وقد غُطيت فواصل المداميك الحجرية فيها بطبقة من الإسمنت (البلاستر)، بينما تقع الغرفة الثانية على جنوب "الحنية"، وهي أيضًا مستطيلة الشكل، يمكن اجتياز مدخلها الصغير بصعود ثلاث درجات عريضة.
أما الرواق الخاص بهذه الكنيسة فيتكون من قسمين؛ أولهما خارجي استُخدمت فيه قواعد الأعمدة الخمسة لتكون بمثابة دعامة قادرة على حمل ثقل سقف المبنى الضخم، والذي جاء وفق شكل "الجملون".
أما القسم الثاني فهو "الممر الشمالي" الذي بُني وفقد مبدأ التناظر، وترتفع فيه ستة أعمدة ضخمة، وينتهي الرواق بـ "المجاز" الخارجي، وهو مدخل يمتد أمام الواجهة الغربية للكنيسة، تحتوي أرضيته على نظام مائي ذي ثلاثة أجزاء.
وكشفت الحفريات التي أُجريت بالموقع أن هذا النظام اعتمد على ماء البئر الذي يقع وسط الساحة، وهناك بقايا قناة مائية تمتد من أمام المدخل الذي يقود إلى الرواق الجنوبي، ثم إلى الرواق الأوسط أو "صحن الكنيسة" الذي يشرف على "الهيكل"، ويعدّ الهيكل أكبر أجزاء هذا المبنى الأثري.
أما الساحة المكشوفة (الردهة) فقد صُممت على شكل نصف دائرة يتوسطها بابٌ لبئر ماء استُخدمت لتجميع مياه الأمطار، وفي الجانب الشمالي الغربي تقع غرفة التعميد، وتضم جرنًا مستطيل الشكل له فتحة سداسية ترتبط بجرن أصغر تنبثق منه قناة تفريغ إلى خارج الكنيسة.
وكشف التنقيبات في الموقع عن ألواح من الرخام نُقشت فوقها كتابات يونانية تخص حاجز الهيكل، كما عُثر على أرضيات فسيفسائية كبيرة، تحتوي على تشكيلات مستوحاة من نباتات وأزهار وأشجار تنتشر في المنطقة، مثل أزهار التوليب، وأشجار الكرمة، بأطر مزخرفة وفق أشكال هندسية غاية في الدقة والإتقان.
وفي الجناح الجنوبي من المبنى، تم الكشف عن قطعة من الفسيفساء الأبيض أُلصقت على خلفية حمراء، وكُتب عليها: "تقدمة الكاهن سابا عن نفسه وزوجته لكنيسة النبي إيليا المقدمة سنة 622م".
وتُحاط الكنيسة العليا بأشجار البلوط المعمّرة التي تتعربش على أغصانها قطع القماش الملونة، إذ يربطها زوار الموقع مصحوبةً بأمنياتهم، فتَظهر للناظر من بعيد كما لو أنها لوحة فنية.
أما الكنيسة السفلى فاكتُشفت في عام 2001، وقد بُنيت وفق ثلاث "حنيات"، الأولى بشكل نصف دائري مبنية من الحجارة البيضاء المصقولة، أما الحنيتان الأُخريان فتتناظران لتشكّلا مع الحنية الرئيسية شكلَ زهرة. وفي وسط الكنيسة السفلى يقع الصحن الذي يتجه جزء منه إلى الشرق والآخر إلى الغرب، وتضم هذه الكنيسة غرفاً جانبية محاذية للدرج الرئيس والرواق الأوسط.
ويضم هذا الموقع الأثري الذي بُلطت أرضياته بالرخام والحجارة البيضاء، متحفًا صغيرًا يحتوي على عدد من الخرائط عن تاريخ الكنائس ومخططاتها المعمارية، وصور لتاريخ المنطقة، ومجموعة من اللقى والآثار التي عُثر عليها خلال أعمال الحفر والتنقيب.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية يشارك في اجتماع لجنة الاتصال العربية بشأن سوريا بالأردن
توجه الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، صباح اليوم، إلى المملكة الأردنية الهاشمية للمشاركة في اجتماع لجنة الاتصال العربية الوزارية بشأن سوريا لبحث تطورات الأوضاع في الدولة الشقيقة.
وبحسب بيان وزارة الخارجية، يناقش الاجتماع سبل دعم عملية سياسية شاملة بملكية وطنية سورية تلبي طموحات الشعب السوري، وتحفظ استقرار سوريا وأمنها وسيادتها على كامل أراضيها.