لجريدة عمان:
2024-12-24@12:58:12 GMT

شمال قبرص.. طبيعة بِكر وكنوز تاريخية

تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT

نيقوسيا "د.ب.أ": تعتبر جزيرة قبرص من الوجهات السياحية الشهيرة في البحر المتوسط، وتعتبر ثالث أكبر جزيرة بعد صقلية وسردينيا. ويمتاز شمال قبرص بطبيعة بِكر تزخر بالمناظر الطبيعية الخلابة والشواطئ الرائعة والكنوز التاريخية.

سلاحف بحرية خضراء

ويعتبر شاطئ "ألاجادي" واحدا من أجمل الشواطئ في البحر المتوسط. وعلى هذا الشاطئ يتم الاهتمام بأعشاش السلاحف البحرية الخضراء، والتي تعتبر من الأنواع المهددة بالانقراض.

ويعمل متطوعون من جميع أنحاء العالم على منح فرص البقاء على الحياة لأكبر عدد ممكن من السلاحف الصغيرة.

وأوضح مدير المشروع "روبن سنيب" أن هناك ما يقرب من 1000 سلحفاة خضراء متبقية في البحر المتوسط، ويقوم ثلث هذا العدد تقريبا بدفن 100 بيضة في كل عش على الشواطئ الممتدة على طول الساحل الشمالي لجزيرة قبرص، وعادة لا تتمكن سلحفاة واحدة صغيرة من كل ألف سلحفاة حديثة الفقس من النجاة والعبور إلى مياه البحر.

ولا يتمكن المتطوعون من حماية السلاحف الصغيرة من المخاطر، التي تتعرض لها في مياه البحر، ولكنهم يؤمنون لها الطريق إلى المياه؛ حيث تركض السلاحف الصغيرة للنجاة بحياتها.

وعند زيارة شاطئ السلاحف في منطقة "ألاجادي" يتعرف السياح على أجمل جوانب الطبيعة في شمال قبرص؛ حيث لا يزال هذا الجزء من الجزيرة ينعم بالطبيعة البكر، التي لم تعبث بها يد الإنسان كثيرا، والذي لا يزال بعيدا عن أجواء السياحة الجماعية وما تسببه من جروح عميقة في الطبيعة.

وتتوزع أعداد السياح في جزيرة قبرص بشكل غير متساوٍ إلى حد كبير؛ حيث تستقبل قبرص اليونانية ملايين السياح، في حين أن قبرص التركية الواقعة في شمال الجزيرة لا تستقبل سوى بضع مئات الآلاف من الزوار سنويا.

وبينما تزدحم الشواطئ المتطورة للغاية في الجنوب، تظل الشواطئ في الشمال على طبيعتها تقريبا، بالإضافة إلى وجود العديد من سلاسل الفنادق العالمية المريحة في مدن "ليفكوشا" أو "جيرنة"، بالإضافة إلى الكازينوهات والنوادي الليلية، كما تمتاز الفنادق والمطاعم والمحلات التجارية بأنها أرخص بكثير من مثيلاتها في جنوب الجزيرة.

ومع ذلك فإن القسم الشمالي من جزيرة قبرص يشتمل على عدد قليل من المنتجعات السياحية، كما تنتشر أعداد قليلة من السياح على الشواطئ. وأوضح خبير السياحة والسفر نظمي بينار قائلا: "لا يأتي معظم السياح للسباحة أو الاسترخاء على الشواطئ، ولكنهم يرغبون في التعرف على المعالم السياحية والاستمتاع بجولات المشي لمسافات طويلة".

جبال "بيسبرماك"

وتعتبر جبال "بيسبرماك" من الوجهات المثالية للانطلاق في جولات التجول والمشي لمسافات طويلة، وتمتاز الطبيعة في هذه المنطقة بالهدوء والعزلة وتشبه عالما مثاليا في شبه جزيرة "كارباس"، التي يبلغ طولها حوالي 80 كلم، ويوجد بها بعض الفنادق الصغيرة وتظهر الكثبان الرملية الكبيرة على البحر.

وتشهد قرية "ديبكارباس" نموذجا للتعايش السلمي بين شطري الجزيرة؛ حيث يعيش بها 1200 شخص من القبارصة الأتراك والمهاجرين الأتراك إلى جانب 230 شخصا من القبارصة اليونانيين، الذين ظلوا في القرية بعد الحرب ويجيدون التحدث باللغة التركية مثل لغتهم الأم.

وعلى أية حال هناك الكثير من القواسم المشتركة ما بين المجموعتين العرقيتين، حتى إذا كانوا يحملون أسماء مختلفة، ومنها على سبيل المثال جبن الحلوم الرائع، الذي يتم صناعته من حليب الأبقار والماعز والأغنام، ويتم تقديمه على المائدة في جميع أنحاء الجزيرة، بالإضافة إلى حلوى "سيفيز ماكونو" المصنوعة من الجوز، والتي يستغرق إعدادها أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.

أطلال "سلاميس"

ويرتبط شطرا الجزيرة ببعضهما البعض ارتباطا وثيقا يعود إلى تاريخ يمتد لآلاف السنين، كتبه الفينيقيون والفرس واليونانيون والرومان والصليبيون والقراصنة والبنادقة والمسلمون والعثمانيون وأخيرا البريطانيون، ويمكن تتبع الآثار التاريخية في أطلال "سلاميس" القديمة، والتي كان يعيش بها أكثر من 120 ألف نسمة، قبل أن يختفي الجزء الأكبر من المدينة تحت الأرض وفي البحر وتحت ملايين الأطنان من الرمال.

ويمكن للسياح مشاهدة الفسيفساء الرائع ومسرح "سلاميس"، بالإضافة إلى الكاتدرائية، التي تم تحويلها إلى مسجد في مدينة "فاماجوستا" القريبة، والتي يوجد بها برج عطيل، الذي يحمل نفس اسم مسرحية شكسبير الشهيرة، والتي تدور أحداثها في المدينة الساحلية.

ولا بد أن يشمل البرنامج السياحي لقبرص زيارة البلدتين الجبليتين "سولي" و"فوني"، في شمال غرب الجزيرة، وينعم السياح بمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة والميناء وقلعة "جيرنه"، والتي يوجد بداخلها حطام سفينة يرجع عمرها إلى 2300 عام، والتي تم ترميمها بعناية، بالإضافة إلى القلاع المنتشرة في الجبال، ومنها "بوفافينتو" و"كانتارا" و"هيلاريون"، والتي يصل أقصى ارتفاع لها إلى 732 مترا، ويتطلب تسلقها بذل مجهود شاق وصعود 450 درجة سلم.

ويعتبر "دير بيلابيس" واحدا من أجمل الأديرة في البحر المتوسط، ولذلك اختار الموسيقار وقائد الأوركسترا "تورجاي حلمي" هذا المكان المرتفع ليكون موطنه الثاني، ويقدم العديد من الحفلات الموسيقية الفخمة بصحبة فنانين من قبرص وألمانيا، مؤكدا أن الموسيقى والثقافة تجمع الشعوب مع بعضها البعض، ويرى بأن الحفلات الموسيقية تساهم في خلق التفاهم والتعايش السلمي بين المجموعتين العرقيتين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی البحر المتوسط بالإضافة إلى جزیرة قبرص

إقرأ أيضاً:

«معلومات الوزراء»: إفريقيا استقبلت 7% زيادة في عدد السياح في أول 7 أشهر من 2024

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار في مجلس الوزراء، تقريرا جديدا حول «أداء الاقتصاد العالمي خلال عام 2024 وتوقعات عام 2025»، من خلال تسليط الضوء على بعض الموضوعات المختارة كمجال السياسة النقدية والتضخم والتجارة والسياحة وسوق العمل العالمية، حيث أشار المركز إلى أنّ عام 2024 شهد تباطؤًا في النمو الاقتصادي العالمي مقارنة بعام 2023، مدفوعًا بالعديد من التحديات الاقتصادية والجيوسياسية والمناخية العالمية؛ حيث استمرت أسعار الفائدة مرتفعة في ظل مساعي البنوك المركزية حول العالم لكبح التضخم، كما أثرت التوترات الجيوسياسية -لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشرق أوروبا- سلبًا على الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية.

التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وشرق أوروبا ستستمر خلال العام المقبل

وجاء الأداء الاقتصادي في عام 2024 متباينًا بين المناطق المختلفة حول العالم، وبين الاقتصادات المتقدمة والأسواق الناشئة والدول النامية؛ حيث حققت بعض الاقتصادات نموًّا أفضل من غيرها، وتشير التوقعات لعام 2025 إلى أنّ التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وشرق أوروبا ستستمر خلال العام المقبل؛ ما يشير إلى استمرار التحديات الاقتصادية العالمية.

أشار التقرير إلى أنّ الاقتصاد العالمي حافظ على صموده ومرونته نوعا ما في عام 2024، متجنبًا الدخول في حالة ركود، رغم التشديد الحاد والمتزامن للسياسات النقدية العالمية. مع استمرار النمو ولكن دون التوقعات، فوفقًا لتقديرات صندوق النقد الدولي في أكتوبر 2024، سيتباطأ النمو من 3.3% عام 2023 إلى 3.2% في عامي 2024 و2025.

ومن جهة أخرى؛ توقَّع تقرير «الآفاق الاقتصادية العالمية»، الصادر عن البنك الدولي في يونيو 2024، أن يسجل الاقتصاد العالمي نموا ضعيفا ثابتًا عند 2.6% في عام 2024 قبل أن يرتفع إلى 2.7% في عامي 2025 و2026، وهو أقل من المتوسط البالغ 3.1% في العقد السابق للجائحة، كما توقعت وكالة ستاندرد آند بورز تباطؤ في النمو العالمي من 3.5% في عام 2023 إلى 3.3% في عام 2024، ثم إلى 3% في عام 2025.

تقديرات صندوق النقد الدولي للاقتصادات المتقدمة

أشار التقرير إلى أنّ تقديرات صندوق النقد الدولي للاقتصادات المتقدمة تظهر نموا طفيفا من 1.7% في عام 2023 إلى 1.8% في عام 2024 مع بقاء النسبة نفسها في عام 2025 حتى عام 2029، ومن المتوقع تباطؤ النمو في الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث يقدر الصندوق أن يصل إلى 2.8% عام 2024 من 2.9% عام 2023، وأن يتباطأ إلى 2.2% في عام 2025، وفي منطقة اليورو من المتوقع أن ينمو الاقتصاد من 0.4% عام 2023 إلى 0.8% عام 2024 و1.2% في عام 2025، وفي المملكة المتحدة من المقدر أن يصل النمو إلى 1.1% عام 2024 من 0.3% عام 2023.

ومن جهة آخري، أشار صندوق النقد الدولي  إلى معدل النمو الاقتصادي في الصين، الذى انخفض من 5.2% عام 2023 إلى 4.8% في عام 2024، ومن المتوقع أن يبلغ هذا المعدل نحو 4.5% في عام 2025.

أما في روسيا، ظلَّ معدل النمو الاقتصادي ثابتًا عند 3.6% في عامي 2023 و2024. فيما ارتفع معدل النمو الاقتصادي في البرازيل من 2.9% عام 2023 إلى 3.0% عام 2024.

أكد التقرير أنّه رغم توقع انتعاش الاستثمار وتحسن الإنتاجية ستظل توقعات النمو على المدى المتوسط للاقتصادات المتقدمة دون تغيير، أما الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، فتظل آفاق نموها ضعيفة مقارنة بتوقعات صندوق النقد الدولي لآفاق الاقتصاد العالمي لشهر أبريل 2024، وأدنى من المستويات المتوقعة قبل الجائحة. وذلك بسبب تأثير الصدمات التي شهدتها السنوات الأخيرة.

 تراجع معدلات التضخم في عامي 2024 و2025

أما عن الاقتصادات المتقدمة فتشير تقديرات صندوق النقد الدولي إلى أنّ التضخم في عام 2023 بلغ 3.1%، في حين تشير التوقعات إلى تراجع معدلات التضخم في عامي 2024 و2025؛ متوقعا أن يبلغ التضخم 2.2% في عام 2024، وإلى 2% في عام 2025، كما تشير التقديرات إلى انخفاض معدل التضخم في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية من 8.1% عام 2023 إلى 7.9% في عام 2024 مع وصوله إلى 5.9% في عام 2025.

تحولات كبيرة في السياسات النقدية للبنوك المركزية

أوضح التقرير أنّ السياسات النقدية لدى البنوك المركزية شهدت تحولات كبيرة خلال العامين الماضيين والعام الجاري، نتيجة لارتفاع التضخم والتباطؤ الاقتصادي والاضطرابات الجيوسياسية، فخلال عامي 2022 و2023 اتجهت البنوك المركزية إلى تشديد سياساتها النقدية، ومع تراجع التضخم في عام 2024 بدأت بعض البنوك المركزية في تنبي سياسات نقدية أكثر مرونة، وفيما يلي عرض لأبرز مسارات وتوقعات السياسة النقدية لدى البنوك المركزية الكبرى في العالم:

-الولايات المتحدة الأمريكية: بعد رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة في 11 اجتماعًا متتاليًا في عامي 2022 و2023، ثم أبقاها بين 5.25% و5.5% لأكثر من عام، وفي اجتماع 18 سبتمبر 2024 خفض الفيدرالي أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ 4 سنوات بمقدار 50 نقطة مئوية، لتتراوح بين 4.75% و5.0%. وفي اجتماع نوفمبر 2024، خفضها للمرة الثانية على التوالي خلال 2024 بمقدار 25 نقطة لتتراوح بين 4.50% و4.75%. ثم خفضها للمرة الثالثة على التوالي في ديسمبر 2024، وذلك بواقع 25 نقطة أساس بحيث باتت تتراوح بين 4.25 و4.50%

- منطقة اليورو (البنك المركزي الأوروبي): في اجتماعه الذي انعقد في 12 ديسمبر 2024، خفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الرئيس بمقدار 25 نقطة أساس، مع خفض سعر الفائدة على الودائع من 3.25% إلى 3.00%. وكان هذا الخفض الرابع منذ انتهاء دورة رفع أسعار الفائدة في سبتمبر 2023 (حيث كان الخفض الأول في يونيو 2024).

ومنذ مارس 2023، بدأ البنك تفكيك أحد برامجه الرئيسة للتيسير الكمي، مع تخفيضات في الحجم الإجمالي لبرنامج التيسير الكمي المرتبط بالجائحة أيضًا في النصف الثاني من عام 2024؛ وكان البنك قد أطلق استجابته للجائحة في 12 مارس 2020 ووسعها بشكل كبير في 18 مارس و4 يونيو من العام نفسه، إضافة إلى تقديم قروض رخيصة للبنوك لتشجيعها على إقراض الشركات.

حجم التجارة العالمية وصلت إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند نحو 33 تريليون دولار

وفيما يتعلق بالتجارة الخارجية، أشار مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار إلى أن منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «أونكتاد» أصدرت يوم 5 ديسمبر 2024 تقريرًا بعنوان «تحديث التجارة العالمية: ديسمبر 2024»، توقعت فيه أن يصل حجم التجارة العالمية إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند نحو 33 تريليون دولار في عام 2024، بزيادة قدرها تريليون دولار عن العام السابق.

نمو تجارة السلع بمعدل أبطأ بلغ 2% هذا العام

اتصالًا، يأتي هذا النمو السنوي في التجارة العالمية والبالغ 3.3% مدفوعًا إلى حد كبير بارتفاع بنسبة 7% في تجارة الخدمات؛ حيث نمت تجارة السلع بمعدل أبطأ بلغ 2% هذا العام، لكنه أقل من ذروتها في عام 2022.

وشهد كلا القطاعين (تجارة السلع - تجارة الخدمات) ارتفاعًا في قيم التداول في الربع الثالث، ومن المتوقع أن يستمر الزخم في الربع الأخير من عام 2024.

وفي الربع الثالث من عام 2024، قادت الاقتصادات المتقدمة نمو التجارة العالمية، حيث نمت وارداتها بنسبة 3%، وصادرتها بنسبة 2%. وسجلت اليابان أقوى نمو ربع سنوي في صادرات السلع (5%) وأعلى ارتفاع سنوي في صادرات الخدمات (13%). كما ارتفعت واردات السلع الأمريكية بنسبة 4%، مع زيادة الصادرات بنسبة 2% على أساس سنوي و1% في الربع الثالث.

أما بالنسبة لمعدلات السياحة الدولية، أشار تقرير مركز المعلومات لارتفاعها إلى 96% من مستويات ما قبل الجائحة في الأشهر السبعة حتى يوليو 2024، مدفوعة بالطلب القوي في أوروبا وإعادة فتح الأسواق في آسيا والمحيط الهادئ. فوفقًا للبيان الصادر عن منظمة السياحة العالمية، سافر نحو 790 مليون سائح دولي في الأشهر السبعة الأولى من عام 2024، أي بزيادة قدرها 11% عن الأشهر نفسها من عام 2023، وأقل بنسبة 4% فقط عن تلك الأشهر في عام 2019.

وأوضح التقرير أنّه بفضل زيادة الربط الجوي وتسهيل الحصول على التأشيرات ودعم تعافي السفر الدولي، أظهرت البيانات أن جميع مناطق العالم سجلت عامًا قويًّا حتى الآن، حيث كانت منطقة الشرق الأوسط الأقوى نموًّا نسبيًّا؛ حيث ارتفع عدد الوافدين الدوليين بنسبة 26% فوق مستويات عام 2019 في الأشهر السبعة الأولى من عام 2024.

منطقة آسيا والمحيط الهادئ  سجلت نموًّا بنحو 82% من أعداد السياح

كما استقبلت إفريقيا 7% زيادة في عدد السياح في الأشهر السبعة الأولى من عام 2024 مقارنة بالأشهر نفسها من عام 2019. واستعادت أوروبا والأميركتان 99% و97% على التوالي من الوافدين إليهما قبل الجائحة خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2024.

أما منطقة آسيا والمحيط الهادئ سجلت نموًّا بنحو 82% من أعداد السياح خلال السبعة أشهر الأولى من عام 2024 مقارنة بما قبل الجائحة؛ حيث وصل إلى 85% في يونيو 2024، و86% في يوليو 2024، وفيما يتعلق بإيرادات السياحة الدولية، استعادت 47 دولة من أصل 63 دولة تتوفر لها بيانات، قيمتها قبل الجائحة في الأشهر الستة الأولى من عام 2024.

أشار التقرير إلى أن البيانات المُعدَّلة لعام 2023 تُظهِر أن عائدات السياحة الدولية بلغت 1.8 تريليون دولار أمريكي، وهو المستوى نفسه تقريبًا قبل الجائحة، كما تعافى الناتج المحلي الإجمالي المباشر للسياحة من مستويات ما قبل الجائحة في عام 2023، ليصل إلى ما يقدر بنحو 3.4 تريليونات دولار أمريكي، أي ما يعادل 3% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ومن المتوقع أن يكون الأداء السياحي في العام 2024 إيجابيًّا رغم التحديات.

أشار تقرير «التوظيف والتوقعات الاجتماعية في العالم: تحديث سبتمبر 2024» الصادر عن منظمة العمل الدولية (ILO)، إلى تصاعد الضغوط على عدم المساواة في التوظيف مع تراجع حصة دخل العمالة وبقاء نسبة كبيرة من الشباب خارج العمل أو التعليم أو التدريب. فقد انخفضت حصة دخل العمل العالمية بنسبة 0.6 نقطة مئوية من عام 2019 إلى عام 2022 وظلت ثابتة منذ ذلك الحين؛ ما زاد من تفاقم الاتجاه الهبوطي. ولو ظلت الحصة عند المستوى نفسه كما كانت في عام 2004، لكان دخل العمل أكبر بمقدار 2.4 تريليون دولار أمريكي في عام 2024.

كما أشار التقرير إلى دور التطورات التكنولوجية، بما في ذلك الأتمتة، في تعزيز الإنتاجيةَ، إلا أنّ العمال لا يحصلون على نصيب عادل من المكاسب الناتجة. وفي حالة غياب سياسات شاملة لضمان تقاسم فوائد التقدم التكنولوجي على نطاق واسع، فإنّ التطورات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى تعميق التفاوت؛ ما يعرض تحقيق أهداف التنمية المستدامة للخطر.

أشار التقرير في ختامه إلى أنّه في ضوء المعطيات سالفة الذكر، فإنّ آفاق الاقتصاد العالمي لعام 2025 تتسم بوجود مجموعة من التحديات والفرص، ومن تلك التحديات استمرار معدلات التضخم المرتفعة وإن كان بمعدلات أقل من السنوات السابقة؛ وذلك بسبب مجموعة عوامل، منها: اضطراب سلاسل الإمداد، وارتفاع أسعار الطاقة؛ ما يجعل البنوك المركزية حذرة تجاه تخفيف سياساتها النقدية، كما ستستمر التوترات الجيوسياسية في التأثير السلبي على الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل الصراعات الدائرة وتزايد حدة التنافس بين القوى الكبرى واحتمالات نشوب حرب تجارية جديدة بين الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها التجاريين الرئيسين، وخاصة الصين.

ورغم التحديات، فإنّ هناك نقاطًا مضيئة؛ حيث سيشهد العالم تسارعًا في التحول الرقمي؛ ما يفتح آفاقًا جديدة للنمو والابتكار، إضافة إلى ذلك ستزداد أهمية الاستدامة البيئية، في ظل مساعي الحكومات والشركات إلى تبني ممارسات صديقة للبيئة، كما ستشهد بعض القطاعات نموًّا ملحوظًا كقطاع السياحة في ظل التنامي الكبير في أعداد السياح عالميًّا، وقطاع التكنولوجيا الذي يأتي نموه مدفوعًا بالتطور المستمر في الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، وكذلك قطاع الطاقة المتجددة في ظل تزايد الاهتمام العالمي بالطاقة المتجددة، كما ستشهد الرعاية الصحية نموًّا مستمرًا، أيضًا ستواصل التجارة الإلكترونية توسعها مدفوعة بتغيير سلوك المستهلكين.

مقالات مشابهة

  • اضطراب في حركة الملاحة البحرية بالإسكندرية وارتفاع في أمواج البحر
  • زلزال بقوة 4.5 درجات يضرب شبه جزيرة كامتشاتكا شرق روسيا
  • قوات الجيش تؤدب مليشيا الإصلاح بتعز والتي انساقت مع تهديد العدو الإسرائيلي ضد اليمن
  • لا تستطيع قوة التغلب علينا.. الحرس الثوري الإيراني يكشف طبيعة دعمه للمقاومة
  • استعراض مبادرات بيئية وتنموية في جنوب الشرقية
  • متحدث جيش الاحتلال يواصل التحريض على مراسل الجزيرة شمال القطاع
  • متطوعون لتنظيف الشواطئ قبالة شبه جزيرة القرم لتسرب النفط من سفينتين
  • إسقاط طائرة F18 .. و(هاري ترومان) تهرب نحو شمال البحر الأحمر
  • الحوار الوطني يناقش التطورات المتسارعة إقليمياً والتي تتماس مع الأمن القومي المصري
  • «معلومات الوزراء»: إفريقيا استقبلت 7% زيادة في عدد السياح في أول 7 أشهر من 2024