مصريون وأجانب ارتبطوا بالفرعون الذهبي توت عنخ آمون
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
الأقصر "د.ب.ا": مع مرور أكثر من 100 عام على اكتشاف مقبرة وكنوز الفرعون الذهبي، الملك توت عنخ آمون، في منطقة وادي الملوك الغنية بمقابر حكام مصر القديمة - بجبانة طيبة التي أقامها قدماء المصريين في البر الغربي من مدينة الأقصر الأثرية بصعيد مصر – يتجدد الحديث عن أدوار الكثير من الشخصيات التي ارتبطت بذلك الكشف الأثري الذي يُعد الأهم والأكبر من نوعه في التاريخ.
وتتعدد الأسماء المصرية والأجنبية التي ارتبطت بذلك الحدث الأثري، والتي كان لها اسهاماتها في الكثير من مراحل هذا الاكتشاف، بل وربما كانت السبب في وصول المكتشف البريطاني هوارد كارتر لموقع المقبرة وكنوزها، وقد تكون هي أول من وصل لأولي محطات الاكتشاف وهي العتبة الحجرية التي انطلق منها "كارتر" نحو المجد ليحقق إنجازا ربما لم يكن يدر بخلده أن يصل له في يوم من الأيام.
رئيس العمال حسين قرقار
ويذهب بعض الآثاريين والمؤرخين المصريين، إلى أن مصريا كان يقود فريق عمال الحفائر، هو من أرشد المكتشف البريطاني هوارد كارتر، إلى أول عتبه في السلم الذي قاده للوصول لمقبرة وكنوز الملك توت عنخ آمون.
ويذهب الباحث والمؤرخ المصري، فرنسيس أمين، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ)، إلى القول بأن رئيس العمال المصريين، ويدعي حسين قرقار، هو من أقنع اللورد البريطاني جورج هيربرت إيرل کارنارفون الخامس، ممول حفائر البريطاني هوارد كارتر، بأن يستمر في عملية التمويل، وأن خبرته كعامل قديم في مجال الحفائر الأثرية، قادته إلى السلم الذي قد يؤدي لكشف أثري كبير، وأن حواراً دار بهذا الشأن بين المصري حسين قرقار، والبريطاني كارنارفون في داخل فندق ونتر بالاس التاريخي الشهير في مدينة الأقصر.
وفي رواية أخرى، يقول الآثاري المصري، محمد يحيي عويضة، الذي عمل مديراً عاماً لمنطقة آثار الأقصر ومصر العليا، ان هوارد كارتر عمل لخمسة مواسم متواصلة من الحفائر الأثرية في منطقة وادي الملوك بتمويل من مواطنه "كارنارفون" دون أن يحقق شيئا يُذكر، وأنه حين كان يستعد لموسم جديد من الحفر والتنقيب، كان العمال يقومون من جانبهم بإعداد خيامهم فوق كومة من الأتربة (الرديم) الذي أخرجه العمال من قدماء المصريين، أثناء حفرهم لمقبرة الملكين رمسيس السادس والخامس، وخلال نصب الخيام، احتاج العمال الذين يعملون في الحفائر التي يقوم بها هوارد كارتر، لشرب أكواب من الشاي، وخلال قيام رئيسهم حسن قرقار، بالبحث عن أحجار لنصب موقد للنار (كانون) لعمل الشاي، تصادف بقطعة حجر ناعمة الملمس، وحين حاول نزعها من الأرض فلم يتمكن من ذلك، وبما لديه من خبرة سابقة في مجال الحفائر، قام بالحفر حولها فوجدها بداية لدرج (سلم) حجري، وعندها شعر بأن هذا المكان هو بداية لكشف أثري جديد، فأبلغ هوارد كارتر بالأمر، وهنا بدأت الحفائر التي قادت لاكتشاف مقبرة وكنوز الملك توت عنخ آمون.
وكما يقول "عويضة" في تصرحياته لوكالة الأنباء الألمانية، فإن هوارد كارتر كان قد جمع خلال حفائره بمنطقة وادي الملوك طوال خمسة مواسم، أدلة على وجود مقبرة لم تكتشف هناك، وكان من بين تلك الأدلة عثوره على ختم لملك لم يكن موجودا ضمن قائمة ملوك مصر القديمة، بجانب بقايا لمواد كانت تستخدم في تحنيط الموتي، وبين تلك البقايا وجد دليلا يحمل اسم "توت"، ومن هنا فقد جاءت عتبات الدرج (السلم) التي عثر عليها رئيس العمال حسين قرقار، لتؤكد لكارتر شكوكه في وجود ملك لم تكتشف مقبرته، ولم يدرج ضمن قائمة الملوك الذين حكموا مصر القديمة، وقد كان ذلك بالفعل، حيث توصل كارتر لمدخل مقبرة الملك توت عنخ آمون، وعثر على كنوزه كاملة.
شعبان والحجاجي
ويعود الباحث والمؤرخ المصري، فرنسيس أمين، ليحدثنا عن شخصيات مصرية وأجنبية أُخرى، ارتبطت بالملك توت عنخ آمون، بينهم العالم الأثري محمد بك شعبان، الذي بُخس حقه – بحسب قول فرنسيس - ولم ينل ما يستحقه من تقدير، وذلك برغم دوره المهم في اكتشاف مقبرة وكنوز الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون.
الميكانيكي كاليندر
ومن الشخصيات التي ارتبطت بالملك توت عنخ آمون "كاليندر" المساعد الأول للمكتشف البريطاني هوارد كارتر، والذي دفن جثمانه بمقابر الكومنولث في مدينة الأقصر، والذي كان يطلق عليه لقب "الميكانيكي" لكونه كان صاحب صنعة، وقد قام بدور مهم في فك مقاصير الملك توت عنخ آمون، وتغليفها، وقد تحمل القيام بالدور الأكبر في الحفاظ على كنوز "توت" ونقلها إلى مقبرة مجاورة كانت بمثابة معمل لحماية وترميم ما جرى اكتشافه من كنوز الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون.
والفريد لوكاس، وهو من أوائل مرممي الآثار بالعالم، وكيميائي ذائع الصيت، وهو الذي قام بترميم آثار الملك توت عنخ آمون، وقد تتلمذ على يديه المصري زكي إسكندر، الذي تولى إدارة الترميم في مصلحة الآثار المصرية، ثم صار رئيسا للمصلحة.
وفيما كان الفريد لوكاس، يوصف بعميد مرممي الآثار المصرية، كان زكي إسكندر يوصف بأنه أول وأكبر مرمم آثار مصري.
العبودي وغطاس
وهناك الترجمان المصري، محمود العبودي، والترجمان جورج غطاس، وكان "العبودي" يراسل الصحف الفرنسية، ويبلغهم بتفاصيل اكتشاف مقبرة وكنوز الملك توت عنخ آمون أولاً بأول، وكان "غطاس" يراسل الصحف الإنجليزية، وقد كان للعلاقة الوطيدة التي ربطتهما بالمكتشف البريطاني هوارد كارتر، دور في تمكينهما من القايم بدورهما في مراسلة كبرى الصحف الفرنسية والانجليزية.
وهناك المصور الإنجليزي، هاري بيرتون، الذي يعد من أعظم مصوري الآثار، والذي اشتهر بمجموعة صورة للحفريات الأثرية بمنطقة وادي الملوك، ومجموعة الصور التي وثقت أعمال التنقيب التي قام بها هوارد كارتر في مقبرة توت عنخ آمون من عام 1922 لعام 1932 والتي يبلغ عددها 1400 صورة.
وهناك المصور الإيطالي من أصل نمساوي، أنريكو ليشتر، والذي جاء إلى الأقصر قبل قرابة القرن من أجل مقبرة الملك توت عنخ آمون، ومن المصورين المصريين: قديس، وسيف، والعبودي، وبعد العال، وكذلك المصور الإيطالي المعروف أنطونيو بياتو، وغيرهم من المصورين الذين وثقوا من خلال مجموعاتهم المصورة يوميات اكتشاف البريطاني هوارد كارتر لمقبرة وكنوز توت عنخ آمون، كما سجلوا لحظات افتتاح المقبرة أمام الزوار للمرة الأولي، وقدموا صورا لملوك ومشاهير العالم الذين توافدوا لرؤية المقبرة وكنوزها من مختلف قارات العالم.
وقد أثرت مجموعات الصور التي قدمها هؤلاء الكثير من المصورين الذين ارتبطوا بالفرعون الذهبي توت عنخ آمون، وبالحدث الأثري الضخم الذي تمثّل في الكشف عن مقبرته وكنوزه، أثرت المكتبة العالمية، ورسمت صورة متكاملة منذ اللحظات الأولي لاكتشاف المقبرة وكنوزها وحتى أعدادها لاستقبال زوراها من سياح العالم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الملک توت عنخ آمون الفرعون الذهبی وادی الملوک
إقرأ أيضاً:
مشروع المثلث الذهبي يضم 4 مدن بمحافظتي قنا والبحر الأحمر
قال محمد أبو الغيط، نائب رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية للمثلث الذهبي، إن مشروع المثلث الذهبي يقع في الصحراء الشرقية على مساحة تزيد عن 2.2 مليون فدان، تشمل مدن قفط وقنا بمحافظة قنا، وسفاجا والقصيربمحافظة البحر الأحمر، موضحا أنه تم وضع خطط لترويج المشروعات المستهدف إقامتها بهذه المنطقة الحيوية، مع عرض عدد من الحوافز الاستثمارية التي تتميز بها المنطقة وفقًا لقانون المناطق الاقتصادية ذات الطبيعة الخاصة لتشجيع الاستثمار بها، مع العمل على تذليل العقبات التي تحول دون تدفق حركة الاستثمارات.
و أكد المهندس محمد عبادي، رئيس هيئة المثلث الذهبي، حرص الدولة المصرية على إنجاح مخططاتها لتنمية منطقة المثلث الذهبي كأحد مشروعاتها القومية الكبرى التي توليها أهمية كبيرة، لما تتمتع به من مقومات التنمية المستدامة من حيث الموقع الاستراتيجي الحيوي، مشيرًا إلى أهمية تعزيز التعاون بين هيئة المثلث الذهبي والمحافظة لبحث الفرص الاستثمارية المتاحة وإمكانية إقامة مشروعات تنموية بناءً على الطلبات المقدمة من المستثمرين.
واستقبل الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، بمكتبه المهندس محمد عبادي، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية للمثلث الذهبي، لاستعراض نشاط الهيئة في الفترة الحالية ودورها في جذب الاستثمار الأجنبي والمحلي بالمنطقة.
الفرص الاستثمارية:
حيث استعرض محافظ قنا، الجهود المبذوله في تجميع ودراسة الفرص الاستثمارية المتاحة على أرض المحافظة، مؤكدًا أهمية التنسيق الكامل بين الفرص الاستثمارية المتاحة في المحافظة وتلك التي تقدمها الهيئة الاقتصادية للمثلث الذهبي.
وقال محافظ قنا، إن المحافظة لا تدخر جهدًا لدعم ملف الاستثمار، بدءًا من تحديث الخريطة الاستثمارية للمحافظة بالتنسيق مع جهات الولاية المختلفة، ومرورًا بإقامة مؤتمر للاستثمار في أبريل المقبل تحت رعاية السيد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء.
وأضاف عبد الحليم،، بأن مشروع المثلث الذهبي يُعد أحد المشروعات العملاقة التي تتبناها الحكومة لإحداث طفرة تنموية في منطقة الصعيد.
كما شهد الاجتماع استعراض توصيات رئيس لجنة استرداد أراضي الدولة بشأن طلبات التقنين المقدمة للمحافظة في نطاق أراضي ولاية المثلث الذهبي، بالإضافة إلى مناقشة المشروعات المقدمة من المستثمرين بمحافظة قنا.
حضر الاجتماع، الدكتور حازم عمر، نائب المحافظ، والمستشار حازم حمد، والمستشار محمد حسنين، المستشارين القانونيين لرئيس الهيئة، واللواء طيار محمد رمزي، رئيس الإدارة المركزية للمشروعات، وسيد رمضان، رئيس الإدارة المركزية لشؤون رئيس الهيئة، والمهندس إبراهيم رفعت، مدير عام المكتب الفني، وعدد من القيادات التنفيذية المعنية بديوان المحافظة، وهيئة المثلث الذهبي.