تعويضات نازحي شمال إسرائيل تثير خلافات حادة في وزارة المالية
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
طلب وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش من مفوض الميزانيات في الوزارة التماهي مع سياسته الاقتصادية، لا سيما حيال نفقات تعويضات نازحي الشمال، وإلا فعليه التنحي عن منصبه، وفق ما ذكرت صحيفة غلوبس الاقتصادية الإسرائيلية.
وحسب الصحيفة، كتب سموتريتش رسالة إلى مفوض الميزانيات يوغيف غرادوس، تضمّنت: "طالما أنك لا تتماهى مع سياستي الاقتصادية وتعتقد أنك تواجه صعوبة في تنفيذها، فمرحبًا بتنحيك.
يأتي الصدام في أعقاب مطالبة سموتريتش لغرادوس بتنظيم "بند خارج الميزانية" لتمويل تعويضات النازحين من الشمال (على جبهة حزب الله)، في حين يصر غرادوس على أن ميزانية 2024 قد تم إقرارها بالفعل، ولإجراء تغييرات بأثر رجعي، يجب خفض بنود الميزانية الأخرى.
ونقلت غلوبس عن أوري يوغيف، مفوض الميزانيات بين عامي 2002 و2004 عندما كان بنيامين نتنياهو وزيرًا للمالية، والذي شغل، كذلك، مناصب عليا أخرى في القطاع العام وهو اليوم رجل أعمال، قوله "حدثت خلافات بين الوزير والمفوض مرات عديدة من قبل، ولا توجد مشكلة هنا. من يقرر في النهاية هو الوزير، ومن وظيفته أن يعكس الحقيقة المهنية ويقدم البدائل المهنية، لمجلس الوزراء والجمهور، هو المسؤول. هذا هو التوازن الحساس هنا".
ونقلت الصحيفة أيضا عن أودي نيسان، الذي كان مفوض الميزانية بين عامي 2009 و2011 في عهد وزير المالية يوفال شتاينتس، والذي يعمل اليوم محاضرًا في الاقتصاد في الجامعة العبرية في القدس المحتلة قوله: "ثمة إجراءات داخلية لإدارة الخلافات. يحدث أن يفكر الوزير بطريقة معينة، ويفكر المفوض بطريقة أخرى.. لكن من المشروع أكثر تنفيذ السياسة التي يمليها الوزير، وإذا كان المفوض يعتقد أنها خطأ كبير، فيمكنه دائمًا الاستقالة".
ومع ذلك، يتفق كل من يوغيف ونيسان على أنه في حين أن الخلافات مشروعة وأن الوزير هو الذي يجب أن يقرر، فإن القصة هنا مختلفة، فيقول نيسان: "نحن في وضع مختلف تماما. الوزير لا يقوم بالإجراءات المطلوبة. آخر المناقشات حول موازنة 2025 كانت في يونيو/حزيران. القانون يملي عملية قانونية ومنظمة، تسمح بإقرار الموازنة بحلول نهاية العام. لكنه تجنب ذلك لمدة شهرين واختفى ولم يقم بواجبه القانوني. لم تكن ثمة إجراءات ولا بيانات حول موازنة 2025، هذه هي الخلفية".
جدل الإجراءاتوحسب الصحيفة، فإن المشكلة لا تكمن فقط في تأخير وزير المالية في إعداد الموازنة، بل في نوع طلباته من مسؤولي الوزارة كذلك، وفق يوغيف الذي قال: "عندما تقرأ الخطابات العامة، يمكنك أن ترى أن رئيس قسم الميزانية يقف في الغالب عند البوابة ويحذر. ما يريده سموتريتش هو أن يفعل المسؤولون ما يقوله الوزير، بما في ذلك استرضاء الجمهور. بعد كل شيء، إذا قرر الوزير أنه يريد زيادة ميزانية الدولة لعام 2024 على حساب العجز -دع قسم الميزانية يعدها، وسوف يجري الكنيست 3 قراءات. لكن من غير القانوني وغير الأخلاقي أن نطالب قسم الميزانية بالقيام بأشياء، بينما نخفيها عن الجمهور".
ونقلت الصحيفة عن شموئيل سلافين، الذي شغل منصب المدير العام لوزارة المالية ووزارة الرفاهة، قوله: "معظم قيادات وزارة المالية اليوم في معارضة للوزير. الوزارة بأكملها لا تعمل بشكل جيد، ومن الصعب جدًا العمل على هذا النحو. إذا كان ثمة وزير لا يحبه المسؤولون، فإنهم لا يأخذون رأيه في الاعتبار. الوزير الحالي، على الرغم من أنه ليس محترفًا، فهو رجل ذكي".
ويضيف سلافين: "لدى قسم الميزانية حقيبة من التوصيات التي يخرجها من الدرج، وبمجرد ألا يكون سموتريتش مستعدًا لها، فإن ذلك يسلب القسم قدرًا كبيرًا من حرية العمل. حتى في مكتب رئيس الوزراء، يرى البروفيسور سمحون (المستشار الاقتصادي لنتنياهو) أشخاصًا غير محترفين في قسم الميزانية. ثمة مزيج إشكالي بين سموتريتش ومكتب رئيس الوزراء ضد قيادة وزارة المالية، وهي قصة معقدة.. في رأيه، في حالة عدم الاتفاق الأساسي فإن الأمر الأكثر طبيعية هو الاستقالة.. لكن لا داعي للقلق، فهو لن يستقيل".
ووفق الصحيفة، يصر يوغيف على أن "موقف مفوض الميزانية هو أيضًا، وفقًا للقانون، موقف حارس البوابة، الذي يحمي الجمهور من الضغوط السياسية. ودوره، من بين أمور أخرى، هو أن يكون قادرًا على تحمل مثل هذه الضغوط وعدم الاستقالة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات وزیر ا
إقرأ أيضاً:
عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة محاكاة ليوم تحرير فلسطين العظيم الذي نراه قريبًا
#عودة #الفلسطينيين إلى #شمال_غزة محاكاة ليوم #تحرير_فلسطين العظيم الذي نراه قريبًا
كتب م. #علي_أبوصعيليك
سيبقى مشهد عودة مئات آلاف الفلسطينيين إلى أراضيهم في شمال غزة يوم الإثنين الموافق السابع والعشرين من كانون الثاني عام 2025 خالدًا في الذاكرة الحية لجميع الأحرار في العالم في مشهد إعجازي لشعب تعرض لجحيم الإبادة الجماعية على مدار أكثر من خمسة عشر شهرًا على يد كل قوى الصهيونية العالمية وسط صمت عالمي مطبق مثير للاشمئزاز.
غطى الفلسطينيون ساحل غزة وشارع الرشيد في مشهد مهيب بعد أيام قليلة من وقف إطلاق النار وهم سعداء جدًا بعودتهم إلى أراضيهم على الرغم من تدمير بيوتهم تمامًا بواسطة جيش الاحتلال الصهيوني ومرتزقته الذين استخدموا القنابل التي زودتهم بها أكبر القوى الإمبريالية في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، حتى وصل حجمها ما يزيد عن مئة ألف طن من القنابل بمتوسط 50 كيلوغراما لكل شخص في غزة، وهو رقم يفوق جميع الأرقام المسجلة في التاريخ البشري لجميع الحروب في أرقام توثق مدى وحشية الصهيونية العالمية التي ينتسب لها كبار الشخصيات المؤثرة في العالم على رأسهم أبرز قيادات الولايات المتحدة الأمريكية المسؤول الأول والمباشر عما جرى للشعب الفلسطيني من إبادة جماعية.
مقالات ذات صلة غزة هي الانسانية 2025/01/28كان هناك تساؤل متكرر في وسائل الإعلام مصدرة الصهاينة أنفسهم ومنهم وزير الخارجية الأمريكي السابق الصهيوني بلينكن عن اليوم التالي بعد توقف الحرب حيث تم تسويق فكرة بتر حركة “حماس” على نطاق واسع حتى في بعض الإعلام العربي المتصهين، وبالتالي البحث عمّن يدير القطاع بعد ذلك وتم تداول العديد من السيناريوهات وصلت بأن يرفض المجرم نتن-ياهو أن يدير القطاع لا حماس ولا حتى “سلطة التنسيق الأمني” التي ارتمت تمامًا في الحض الصهيوني.
ولكن في غزة شعب يصنع المعجزات، التي بدأت من لحظة وقف إطلاق النار وانتشار الشرطة الفلسطينية في القطاع قدر الإمكان وهو المشهد الأول الذي شًكًّل مع أفراح الغزاويين الصدمة الأولى للصهاينة الذين انتظروا رؤية شعب مكسور مذلول ولكن هيهات!
جاء المشهد التالي في مراسم تبادل الأسرى حيث ظهرت قوات المقاومة الفلسطينية في أبهى صورة عسكرية أذهلت حتى أقرب المقربين للمقاومة وأرعبت كل الصهاينة وأعوانهم حتى وصل بالإعلام الصهيوني أن يتساءل عن التضليل الإعلامي الذي تم ممارسته عن حقيقة الانتصارات خلال الحرب، وبلغ المشهد ذروته في ثاني عملية تبادل أسرى في ميدان فلسطين وسط غزة الذي أخرجته المقاومة الفلسطينية بطريقة جسدت حقيقة المنتصر في الحرب بين المقاومة والاحتلال، حيث جسد المقاوم الفلسطيني انتصاراته على الصهيونية العالمية بكل وضوح أمام كل وسائل الإعلام من خلال الأخلاق أولًا وهي الرسالة الأساسية التي أوصى بها سيد الخلق محمد ﷺ.
وجاء المشهد الأكثر إعجازية بعودة مئات آلاف الفلسطينيين الذين تم إجبارهم على النزوح جنوبًا خلال حرب الإبادة، حيث عادوا دفعة واحدة وغطوا شارع الرشيد على ساحل غزة وسط معنويات عالية على الرغم من شدة المصاب الذي ألم بهم وهنا نتحدث عن الانتصار الأكبر وهو الذي تحقق في معركة الوعي بحيث قالها الفلسطيني بكل وضوح: لا نكبة بعد اليوم.
بعد هذه المشاهد نعرج على ما قاله المتعجرف الأمريكي ترامب بأنه يريد نقل أهالي قطاع غزة تارَة إلى أندونيسيا وتارة أخرى إلى الأردن ومصر وكأنه الإله المخلص الذي يمتلك التحكم بكل شيء وعلى الجميع أن يقدم له السمع والطاعة ليس في فلسطين فحسب بل في جميع أنحاء الكون، ولكن الشعب الفلسطيني الذي يقاوم من أجل التحرير منذ ما يزيد عن ست وسبعين عامًا وقد واجه خلاها من هم أشد إجرامًا من ترامب والنتن وصبر في مواجهة حرب إبادة جماعية لن يقف عاجزًا عن مواجهة كل مخططات التطرف الصهيوني حتى لو تخلى عنه أشقاؤه.
لم تشهد فلسطين منذ النكبة عام 1948 يومًا مشهودًا كما شهده قطاع غزة يوم السابع والعشرين من كانون الأول 2025 وهو المشهد الأسطوري الذي نراه يحاكي يوم التحرير المنتظر لكامل الأراضي الفلسطينية المحتلة من النهر إلى البحر، وليس وفق المفهوم المبتذل الرخيص لحل الدولتين المزعوم والذي يتناقض مع الموروث العربي والديني الذي لا يتسامح مع القتل العمد، فلا يمتلك أي تنظيم سياسي أو دولة مهما علا شانها أن تقرر نيابة عن الشعب الفلسطيني الذي روت دماء خيرة أبنائها وبناتها الأرض المقدسة من أجل التحرير الكامل ولا حسب.
كاتب أردني
aliabusaleek@gmail.com