صحيفة التغيير السودانية:
2024-09-17@02:26:40 GMT

ثلاثة على جسر الباطل..!

تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT

ثلاثة على جسر الباطل..!

ثلاثة على جسر الباطل..!

د. مرتضى الغالي

أحد المثقفين الحداثيين نفخ ونفج وتنحنح وسعل وقال بالأمس إن البرهان “رجل شجاع إلى حد التهور والدليل إنه يتجوّل بغير حماية”…! تسمع هذا الرجل يتحدث عن شجاعة البرهان.. فتنظر وتدقق فلا تجد للبرهان شجاعة.. لا عسكرية ولا معنوية ولو بمقدار “انتفاشة قط”..!

فهو ينتقل (بيسر وسلاسة) من هزيمة إلى هزيمة ومن إقرار إلى إنكار.

. ولا يستطيع أن يدخل قيادة الجيش في عاصمة بلاده.. كما لا يستطيع (الاقتراب أو التصوير) من مقر سيادته في “القصر الجمهوري”..!

ولكنه يستطيع فعلاً أن يتحدث (إلى حد التهور) عن مواصلة الحرب وعن “انتصارات وشيكة” وعن تحرير قريب لولاية الجزيرة وتطهير البلاد من رجس المليشيات.!! ثم تتوالى هزائمه وتسقط المدن والحاميات في سنجة وسنار والفاشر والدالي والمزموم والدندر والميرم وجبل أولياء وجبل مويه والفولة.. إلخ وليس ومن جُملة 18 ولاية ليس لسلطة البرهان الانقلابية سيطرة إلا على ثلاث ولايات: كسلا والشمالية والبحر الأحمر..!

ومع ذلك يجتهد البرهان في الأسفار الخارجية ويترك بدلة الجيش ليذهب في زي المدنيين إلى رواندا من أجل تهنئة رئيسها بفوزه في الانتخابات.. ولم يشهد الناس له “أي مناورة” إلا في الحضور بعد “رفع الفراش” من أجل “رفع الفاتحة” وتقديم العزاء للمكلومين في ضحاياهم بعد أن تكون عساكره قد انسحبت “حسب التوجيهات” وتركت المواطنين تحت رحمة المليشيات..!

نموذج آخر من العاهات التي صنعتها الإنقاذ وأظهرها الانقلاب ودشنتها الحرب.. يتجسّد في نموذج (النائب العام) في سلطة الانقلاب الذي أعلن انه التقى بالبرهان ليطلعه على “مجهوداته” في تحضير قائمة لـ 14 من المدنيين “يقصد كوادر تنسيقية تقدم” سيقدم أسماءهم للانتربول الدولي لاعتقالهم وجلبهم للخرطوم “يقصد بورتسودان” لمحاكمتهم أو ربما إعدامهم بحجة أنهم يؤيدون الدعم السريع ..!

المنطق يقول إن الأولى بالنائب العام “مولانا طيفور” أن يطلب من الانتربول اعتقال قادة الدعم السريع الذين يجتمعون الآن مع الأسرة الدولية في جنيف بحضور ممثلي الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة وسويسرا والدول الإقليمية.. لأن الأهم مطالبة الانتربول باعتقال قادة الدعم السريع أنفسهم… قبل اعتقال من يؤيدهم أو يدعمهم..!!

العالم الآن يفاوض مليشيا الدعم السريع.. والنائب العام يريد اعتقال من يزعم أنهم يؤيدون الدعم السريع..! هل رأيت عبقرية هذا الرجل القانوني الضليع الذي يطلب الإذن من قائد انقلاب ليقوم بإجراءاته القانونية ضد مدنيين لا ذنب لهم غير إنهم يطالبون بإيقاف الحرب..!

وماذا عن المتهمين بالخيانة العظمى وانتهاك الدستور من قادة انقلاب الإنقاذ الذي فرّوا من السجون..؟ أليس من واجبك أيها النائب العام “في زمان الهوان” القبض عليهم حسب مقررات إعلان جدة.. الذي يلعلع البرهان الآن مطالباً بتنفيذه أولاً قبل وقف الحرب..! هل يستطيع البرهان اعتقال قادة الكيزان الهاربين من السجون وتنفيذ ما يليه من إعلان جدة..؟!

أما النموذج الثالث من ذوي عاهات الإنقاذ من المواليد “خارج رحم الإنسانية” دعك من رحم السودان.. فهو والي ولاية كبرى في وسط البلاد أصدر تصريحاً قال فيه إن الحديث عن مجاعة تهدد السودان “ما هو إلا فبركة إعلامية وإشاعة القصد منها ترويع المواطنين”..!

لا تعليق..! وهنيئاً لسيادة الوالي الذي وضع الله أمانة الناس في عنقه.. فأصبح لا يرى صفوف آلاف الأطفال وهم يمدون بأياديهم الواهنة الصحاف الفارغة..! هنيئاً له وهو يتنعّم في ديوان الولاية بثلاث وجبات دسمة كل يوم.. ثم يتجشأ ويمسح فمه… فماله والحديث عن الجوع والمجاعات..؟!

بهذه المناسبة صدم أحد الكاتبين الراتبين المشاعر العامة بالأمس.. حيث قال انه يعرف البرهان باعتباره “من أبناء عمومته”.. ويعرف عنه أنه رجل لا يرضى الهوان لأنه مفطور على التحدي، لذلك يعاند في إيقاف الحرب ويرفض إيقافها من أجل العزة والكرامة.. وقد تحققت العزة والكرامة الآن.. وسيوقف البرهان الحرب ويكسب الرهان..!! هكذا قال الرجل..!!

هل يحسب الأستاذ الكاتب أنه يمدح البرهان بهذا الكلام..؟! يا رجل.. هل ثمن هذا العناد (والجعلنة كما تقول) إزهاق أرواح آلاف الأبرياء وتشريد الملايين وتدمير الوطن وإعادته مائة عام للوراء ومصادرة مصائر وحياة ومستقبل الأجيال القادمة.. حتى يُشبع البرهان نزعته في العناد والجعلنة..!

أي عزّة وكرامة.. وأي عناد وأي تحدٍ يا رجل..؟! من الغريب أن يتشكك البعض في حقيقة أن الكيزان يقودون البرهان مشكوماً بخطام في انفه..؟! ثم هل هناك هوان اكبر من هروبه من القيادة بـ(سفنجة وفنيلة داخلية) وعبر وساطة يعلمها القاصي والداني..؟ ثم هروبه من العاصمة بقيادتها وحامياتها وقصرها ومصنع ذخيرتها..؟!

هل هناك أكثر هواناً من رضوخ وإذعانه لتعليمات الكيزان (صُرة في خيت) وابتلاع إهاناتهم لمرؤوسيه من كبار ضباط الجيش… وآخرها ما فعله الإخواني الناجي مع “العقيد مدثر”..!

اللهم أزل عن أهلنا الجهالات والغشاوات وأعنهم على الترجّل من زوامل الغفلة “والسواقة بالخلا” إنك سميع مجيب..!

murtadamore@yahoo.com

الوسومإعلان جدة البرهان الخرطوم السودان المجاعة النائب العام بورتسودان تنسيقية تقدم مرتضى الغالي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: إعلان جدة البرهان الخرطوم السودان المجاعة النائب العام بورتسودان تنسيقية تقدم مرتضى الغالي الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

هل تنتهي الحرب بنهاية العام كما توقّع قادة سودانيون؟

الخرطوم- توقع مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة السوداني إنهاء الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل نهاية هذا العام، بينما يرجح خبراء أن الجيش يعول على الحسم العسكري لا المفاوضات، بعدما حصل على أسلحة نوعية، بالموازاة مع ذلك نشطت تحركات أفريقية وأميركية لإنعاش عملية السلام.

وخلال مخاطبته مؤتمر تطوير الخدمات الصحية بشرق السودان في منطقة أركويت، قال عقار إن "الحرب ستنتهي في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وفيه يمكنك المشي في الشوارع من دون عصا"، واعتبر أن النزاع الحالي ليس حربا تقليدية، وإنما "حرب مرتزقة بلا هدف ولا عقيدة، تقودها قوى إقليمية".

يأتي حديث عقار في ظل تكثيف الجيش غاراته الجوية منذ الأسبوع الأول من سبتمبر/أيلول الجاري على قوات الدعم السريع في ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار ومدن إقليم دارفور، ونشرت منصات قريبة من الجيش مقتل قيادات ميدانية بارزة للدعم السريع.

وقال ياسر العطا، عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للجيش، إن القوات المسلحة حصلت على أسلحة نوعية جديدة ستحدث تحولا كبيرا في المعركة وستسهم في تدمير "المليشيا المتمردة" قريبا، مؤكدا أن القوات المسلحة ستتحرك قريبا من جميع الاتجاهات لتحرير كل شبر من أرض السودان.

وجزم العطا -خلال مخاطبته ضباط الفرقة الثالثة مشاه في مدينة شندي بولاية نهر النيل- بأن نهاية "مليشيا الدعم السريع" باتت قريبة وأن ساعة النصر قد اقتربت.

وفي وقت سابق، قال عضو مجلس السيادة ونائب القائد العام للجيش شمس الدين كباشي، في لقاء مع صحفيين سودانيين ومصريين حضرته الجزيرة نت، إن الجيش يملك زمام المبادرة وسيرى الشعب قريبا متغيرات على الأرض.

لا مؤشرات على الحسم

من جانبه، يعتقد الخبير العسكري والأمني عبد الله سليمان أنه لا توجد مؤشرات بأن هناك حسما عسكريا قريبا لصالح أي من طرفي النزاع رغم تحقيق الجيش تفوقا نسبيا في الفترة الأخيرة بفضل الطيران الحربي والمدفعية ودقة في إصابة أهداف وتدمير مركبات قتالية وخطوط إمداد ومخازن سلاح للدعم السريع، مما يشير إلى حصوله على أسلحة جديدة.

وفي حديث للجزيرة نت، يقول الخبير إن الجيش دخل خلال الفترة الماضية في مرحلة إعادة تنظيم، من حيث القوة البشرية، والتأمين اللوجستي لمواد تموين القتال، استعدادا لمرحلة جديدة في العمليات تستهدف تدمير القوة الصلبة لقوات الدعم السريع وإنهاكها والاستعداد للتحرك على الأرض عقب موسم الأمطار الذي تتوقف فيه العمليات البرية لصعوبة تحريك المركبات والمعدات العسكرية.

وبرأيه، فإن الخطاب الذي يتبناه الجيش يتجه نحو مزيد من التصعيد، وإعلانه عن حصوله على أسلحة نوعية تأكيد على تبنيه خيار الحرب، لكن هذا لا يعني أن الحسم سيكون قريبا، لأن أي نوع من الأسلحة الجديدة يحتاج لفترة تجهيز وتدريب، كما أن طبيعة حركة قوات الدعم السريع عبر مجموعات صغيرة تجعل الحسم العسكري صعبا ويأخذ وقتا أطول.

أما الخبير العسكري العميد المتقاعد إبراهيم عقيل مادبو، فيرى أن مالك عقار له خبرة قتالية طويلة ويتمتع بذهنية قتالية، وتوقعه بانتهاء الحرب خلال 3 أشهر أقرب للواقع، لأنه مطلع على عمل الأطراف المشاركة في المعركة ونقاط قوتها وضعفها وتحالفاتها والتكتيكات القتالية المتبعة.

وحسب حديث الخبير للجزيرة نت، فإن كل المعطيات تشير إلى أن قوات الدعم السريع بدأت في التراجع في محاور عدة بعد استخدام الجيش أسلحة نوعية وانفتاحه في مناطق جديدة، ولم تحقق قوات الدعم السريع انتصارا طوال الشهور الماضية، ولم تنجح إلا في دخول قرى آمنة خالية من الوجود العسكري والقصف العشوائي على مناطق سكنية في سنار وأم درمان، واعتبر ذلك مؤشرا على قرب انهيارها وفقدانها القيادة والسيطرة على الميدان.

وثمة مواقف أخرى من جهات داعمة أو موالية لقوات الدعم السريع حاولت التقليل من تصريح مالك عقار، ولكنها تغفل أن دخول أسلحة نوعية في المعارك عكستها مجريات القتال الأسبوع الماضي في مدينة الفاشر وولايتي الجزيرة والخرطوم بتلقي الدعم السريع ضربات موجعة دفعتها للانسحاب من بعض المناطق وفرار كثير من مقاتليها في عودة عكسية إلى ديارهم في إقليمي دارفور وكردفان، وفقا للخبير العسكري.

تحركات للسلام

وبالموازاة مع التصعيد العسكري، نشطت تحركات سياسية لإنعاش عملية السلام، إذ أجرى مسؤولون من الاتحاد الأفريقي مشاورات في الإمارات والسعودية لبحث فرص وقف الحرب في السودان والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وزار رئيس اللجنة رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي المعنية بالسودان محمد بن شمباس الرياض وأبو ظبي، وناقش مع مسؤولين في البلدين تنسيق الجهود الإقليمية والدولية بشأن أزمة السودان.

وأكد بن شمباس قناعة الاتحاد الأفريقي بأنه لا يوجد حل عسكري للأزمة في السودان، مشددا على الحاجة الملحة إلى وقف إطلاق النار، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وبدء حوار سياسي شامل لوضع الأساس لسودان سلمي ومستقر.

كما نفذ المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو جولة شملت السعودية ومصر وتركيا وسيختتمها بالدوحة، لتحريك مسار المفاوضات بعد غياب الحكومة السودانية والجيش عن مفاوضات جنيف أخيرا.

والتقى المبعوث الأميركي في القاهرة قوى مدنية وناشطين و3 كتل سياسية شملت قوى الكتلة الديمقراطية بزعامة جعفر الميرغني وتحالف الحراك الوطني برئاسة التجاني السيسي وتنسيقية العودة لمنصة التأسيس برئاسة محمد وداعة.

وقال القيادي في الكتلة الديمقراطية مبارك أردول -في تصريح- إن بيرييلو أبلغهم بأنه مستعد لزيارة بورتسودان لإجراء مباحثات مع رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان وإنه ينتظر تأشيرة دخول السودان، وكان مجلس السيادة رفض طلب المبعوث لقاءه في مطار بورتسودان.

ويكشف محمد وداعة -في تصريح للجزيرة نت- عن أنهم أبلغوا المبعوث الأميركي أن حل الأزمة يبدأ بتنفيذ قوات الدعم السريع "إعلان جدة" والخروج من منازل المواطنين والأعيان المدنية.

ويوضح أن بيرييلو الذي جاء للقاء وحيدا انفعل في نهاية الاجتماع بعدما تحدث عن التعاون السوداني مع روسيا وإيران، واتهم الجيش بالتعنت نتيجة تأثيرات خارجية، وقال إنه على اتصال بقيادات في الجيش، لكنه فشل في الظهور كوسيط محايد ونزيه ولم ينتظر أي رد على حديثه وأنهى الاجتماع متعذرا بقرب موعد طائرته ولم تحدث أي تفاهمات أو نقاطا مشتركة.

مقالات مشابهة

  • البرهان يوافق على مبادرة من سلفاكير بشأن الحرب مع الدعم السريع
  • ???? هل سيحمل البرهان العالم لتصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية؟
  • الكتلة الديمقراطية: ندين القصف العشوائي الذي تمارسه مليشيا الدعم السريع ضد المدنيين في الفاشر
  • هل تنتهي الحرب بنهاية العام كما توقّع قادة سودانيون؟
  • مبارك الفاضل: الدعم السريع مغامرة وانتهت، وهو الآن يريد الخروج من المأزق بعد أن تحول لعصابات للنهب والسلب
  • هل سيحمل البرهان العالم لتصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية؟
  • الجيش يتوقع إنهاء الحرب في السودان قبل نهاية العام الجاري و يكثف غاراته الجوية على “الدعم السريع” في مدن عدة
  • ???? لولا البرهان نفسه طويل مع حميدتي وتماهى معه لنشبت الحرب قبل أربعة سنوات
  • الدعم السريع تتهم الجيش بتعمد قصف وتدمير مصفاة الجيلي
  • وفاة اثنين أو ثلاثة معتقلين يوميًا في معتقلات الدعم السريع