ثلاثة على جسر الباطل..!
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
ثلاثة على جسر الباطل..!
د. مرتضى الغالي
أحد المثقفين الحداثيين نفخ ونفج وتنحنح وسعل وقال بالأمس إن البرهان “رجل شجاع إلى حد التهور والدليل إنه يتجوّل بغير حماية”…! تسمع هذا الرجل يتحدث عن شجاعة البرهان.. فتنظر وتدقق فلا تجد للبرهان شجاعة.. لا عسكرية ولا معنوية ولو بمقدار “انتفاشة قط”..!
فهو ينتقل (بيسر وسلاسة) من هزيمة إلى هزيمة ومن إقرار إلى إنكار.
ولكنه يستطيع فعلاً أن يتحدث (إلى حد التهور) عن مواصلة الحرب وعن “انتصارات وشيكة” وعن تحرير قريب لولاية الجزيرة وتطهير البلاد من رجس المليشيات.!! ثم تتوالى هزائمه وتسقط المدن والحاميات في سنجة وسنار والفاشر والدالي والمزموم والدندر والميرم وجبل أولياء وجبل مويه والفولة.. إلخ وليس ومن جُملة 18 ولاية ليس لسلطة البرهان الانقلابية سيطرة إلا على ثلاث ولايات: كسلا والشمالية والبحر الأحمر..!
ومع ذلك يجتهد البرهان في الأسفار الخارجية ويترك بدلة الجيش ليذهب في زي المدنيين إلى رواندا من أجل تهنئة رئيسها بفوزه في الانتخابات.. ولم يشهد الناس له “أي مناورة” إلا في الحضور بعد “رفع الفراش” من أجل “رفع الفاتحة” وتقديم العزاء للمكلومين في ضحاياهم بعد أن تكون عساكره قد انسحبت “حسب التوجيهات” وتركت المواطنين تحت رحمة المليشيات..!
نموذج آخر من العاهات التي صنعتها الإنقاذ وأظهرها الانقلاب ودشنتها الحرب.. يتجسّد في نموذج (النائب العام) في سلطة الانقلاب الذي أعلن انه التقى بالبرهان ليطلعه على “مجهوداته” في تحضير قائمة لـ 14 من المدنيين “يقصد كوادر تنسيقية تقدم” سيقدم أسماءهم للانتربول الدولي لاعتقالهم وجلبهم للخرطوم “يقصد بورتسودان” لمحاكمتهم أو ربما إعدامهم بحجة أنهم يؤيدون الدعم السريع ..!
المنطق يقول إن الأولى بالنائب العام “مولانا طيفور” أن يطلب من الانتربول اعتقال قادة الدعم السريع الذين يجتمعون الآن مع الأسرة الدولية في جنيف بحضور ممثلي الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة وسويسرا والدول الإقليمية.. لأن الأهم مطالبة الانتربول باعتقال قادة الدعم السريع أنفسهم… قبل اعتقال من يؤيدهم أو يدعمهم..!!
العالم الآن يفاوض مليشيا الدعم السريع.. والنائب العام يريد اعتقال من يزعم أنهم يؤيدون الدعم السريع..! هل رأيت عبقرية هذا الرجل القانوني الضليع الذي يطلب الإذن من قائد انقلاب ليقوم بإجراءاته القانونية ضد مدنيين لا ذنب لهم غير إنهم يطالبون بإيقاف الحرب..!
وماذا عن المتهمين بالخيانة العظمى وانتهاك الدستور من قادة انقلاب الإنقاذ الذي فرّوا من السجون..؟ أليس من واجبك أيها النائب العام “في زمان الهوان” القبض عليهم حسب مقررات إعلان جدة.. الذي يلعلع البرهان الآن مطالباً بتنفيذه أولاً قبل وقف الحرب..! هل يستطيع البرهان اعتقال قادة الكيزان الهاربين من السجون وتنفيذ ما يليه من إعلان جدة..؟!
أما النموذج الثالث من ذوي عاهات الإنقاذ من المواليد “خارج رحم الإنسانية” دعك من رحم السودان.. فهو والي ولاية كبرى في وسط البلاد أصدر تصريحاً قال فيه إن الحديث عن مجاعة تهدد السودان “ما هو إلا فبركة إعلامية وإشاعة القصد منها ترويع المواطنين”..!
لا تعليق..! وهنيئاً لسيادة الوالي الذي وضع الله أمانة الناس في عنقه.. فأصبح لا يرى صفوف آلاف الأطفال وهم يمدون بأياديهم الواهنة الصحاف الفارغة..! هنيئاً له وهو يتنعّم في ديوان الولاية بثلاث وجبات دسمة كل يوم.. ثم يتجشأ ويمسح فمه… فماله والحديث عن الجوع والمجاعات..؟!
بهذه المناسبة صدم أحد الكاتبين الراتبين المشاعر العامة بالأمس.. حيث قال انه يعرف البرهان باعتباره “من أبناء عمومته”.. ويعرف عنه أنه رجل لا يرضى الهوان لأنه مفطور على التحدي، لذلك يعاند في إيقاف الحرب ويرفض إيقافها من أجل العزة والكرامة.. وقد تحققت العزة والكرامة الآن.. وسيوقف البرهان الحرب ويكسب الرهان..!! هكذا قال الرجل..!!
هل يحسب الأستاذ الكاتب أنه يمدح البرهان بهذا الكلام..؟! يا رجل.. هل ثمن هذا العناد (والجعلنة كما تقول) إزهاق أرواح آلاف الأبرياء وتشريد الملايين وتدمير الوطن وإعادته مائة عام للوراء ومصادرة مصائر وحياة ومستقبل الأجيال القادمة.. حتى يُشبع البرهان نزعته في العناد والجعلنة..!
أي عزّة وكرامة.. وأي عناد وأي تحدٍ يا رجل..؟! من الغريب أن يتشكك البعض في حقيقة أن الكيزان يقودون البرهان مشكوماً بخطام في انفه..؟! ثم هل هناك هوان اكبر من هروبه من القيادة بـ(سفنجة وفنيلة داخلية) وعبر وساطة يعلمها القاصي والداني..؟ ثم هروبه من العاصمة بقيادتها وحامياتها وقصرها ومصنع ذخيرتها..؟!
هل هناك أكثر هواناً من رضوخ وإذعانه لتعليمات الكيزان (صُرة في خيت) وابتلاع إهاناتهم لمرؤوسيه من كبار ضباط الجيش… وآخرها ما فعله الإخواني الناجي مع “العقيد مدثر”..!
اللهم أزل عن أهلنا الجهالات والغشاوات وأعنهم على الترجّل من زوامل الغفلة “والسواقة بالخلا” إنك سميع مجيب..!
murtadamore@yahoo.com
الوسومإعلان جدة البرهان الخرطوم السودان المجاعة النائب العام بورتسودان تنسيقية تقدم مرتضى الغاليالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إعلان جدة البرهان الخرطوم السودان المجاعة النائب العام بورتسودان تنسيقية تقدم مرتضى الغالي الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تقول إن قوات الدعم السريع سودانية ارتكبت إبادة جماعية وتفرض عقوبات على زعماء الجماعة
يناير 7, 2025آخر تحديث: يناير 7, 2025
المستقلة/- قالت إدارة بايدن يوم الثلاثاء إن قوات الدعم السريع الشبه عسكرية السودانية ووكلائها يرتكبون إبادة جماعية في حرب أهلية مع جيش البلاد أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، وفرضت عقوبات على زعيم المجموعة والشركات التابعة لها.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن الصراع، الذي بدأ منذ ما يقرب من عامين ويعتبر أكبر كارثة إنسانية حالية في العالم، تصاعد إلى ما هو أبعد من جرائم الحرب والتطهير العرقي التي اتخذها في ديسمبر 2023.
وقال بلينكن إنه بناءً على تقارير أحدث، وجد أن مجموعة قوات الدعم السريع ترتكب إبادة جماعية.
وقال بلينكن: “استمرت قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في توجيه الهجمات ضد المدنيين. قتلت قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها بشكل منهجي الرجال والفتيان – حتى الرضع – على أساس عرقي، واستهدفت عمدًا النساء والفتيات من مجموعات عرقية معينة للاغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي الوحشي”.
وقال في بيان “إن نفس هذه الميليشيات استهدفت المدنيين الفارين وقتلت الأبرياء الهاربين من الصراع ومنعت المدنيين المتبقين من الوصول إلى الإمدادات المنقذة للحياة”.
تحديد الإبادة الجماعية ليس له أي تداعيات قانونية في حد ذاته، لكنه كان مصحوبًا بإعلان وزارة الخزانة أن زعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو موسى، المعروف أيضًا باسم حميدتي، كان مستهدفًا للعقوبات بالإضافة إلى سبع شركات مملوكة لقوات الدعم السريع في الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك شركة تتعامل مع الذهب المهرب على الأرجح من السودان.
واتُهمت الإمارات العربية المتحدة، وهي حليف للولايات المتحدة، مرارًا وتكرارًا بتسليح قوات الدعم السريع، وهو الأمر الذي نفته بشدة على الرغم من الأدلة التي تشير الى العكس.
بدأت قوات الدعم السريع والجيش السوداني في قتال بعضهما البعض في أبريل 2023. وأسفر صراعهما عن مقتل أكثر من 28000 شخص، وأجبر الملايين على الفرار من منازلهم وترك بعض العائلات تأكل العشب في محاولة يائسة للبقاء على قيد الحياة مع انتشار المجاعة في أجزاء من البلاد.
وتشير تقديرات أخرى إلى ارتفاع كبير في عدد القتلى في الحرب الأهلية.
وقال بلينكين إن تصميمه لم يكن يهدف إلى دعم أي من الجانبين في الصراع بل إلى تعزيز المساءلة عن جرائم الحرب وغيرها من الفظائع.
ومع ذلك، يعتقد بعض الخبراء أن قوات الدعم السريع مسؤولة بشكل مباشر عن الموقف.