لماذا لا ينبغي إهمال اكتئاب الحمل؟
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
بمقدار ما تكون اللحظات التي تغير الحياة مثل الحمل وانتظار مولود أمرا شائقا ومحببا لدى كثير من النساء، فإن صحتهن العقلية قد تشهد تدهورا مرتبطا بالوضع الجديد.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن واحدة من كل 5 نساء تقريبا يعانين من حالة صحية نفسية أثناء الحمل أو في العام الذي يلي الولادة، وتعاني 20% منهن من أفكار انتحارية أو يؤذين أنفسهن.
وعلى الرغم من تسليط الضوء وزيادة حملات التوعية باكتئاب ما بعد الولادة، فإن الاكتئاب أثناء الحمل يبدو أكثر غموضا وأكثر عرضة للتجاهل.
ما اكتئاب ما قبل الولادة؟تعرف "مايو كلينيك" اكتئاب ما قبل الولادة أو الاكتئاب الذي يحدث أثناء الحمل بأنه اضطراب مزاجي يسبب شعورا متواصلا بالحزن وفقدان الاهتمام، كما يمكن أن يسبب القلق والتعب وصعوبة النوم.
بسبب التغيرات الهرمونية تصبح بعض التقلبات المزاجية مثل التعب والانفعال والإرهاق أمورًا طبيعية أثناء الحمل (شترستوك)غالبا ما يتم تجاهل الاكتئاب أثناء الحمل لأن أعراضه المتمثله في عدم الاستقرار العاطفي والتغيرات في مستويات الطاقة والنوم والشهية تحدث أيضا بشكل عام أثناء الحمل، ولذلك من المعتاد نسبة تلك الأعراض إلى الحمل بدلا من الاكتئاب.
وفي الوقت نفسه، يولي مقدمو الرعاية الطبية أهمية أكبر للصحة الجسدية للأم أكثر من الصحة العاطفية والنفسية أثناء الحمل، رغم أهمية الصحة النفسية والعقلية للأم وتأثيرها على الجنين.
من أكثر النساء عرضة للإصابة؟يمكن أن يحدث اكتئاب ما قبل الولادة في أي مرحلة من مراحل الحمل، لكن ليس بالضرورة أن تصاب به كل الحوامل.
وبحسب مؤسسة "كليفيلاند كلينيك"، هناك نوع معين من النساء أكثر عرضة للإصابة باكتئاب ما قبل الولادة، وهن النساء اللاتي يعانين أو أسرتهن من تاريخ مرضي مثل:
اضطرابات القلق. اضطراب الهلع. الأمراض العقلية، كاضطراب الوسواس القهري. اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب. اكتئاب ما قبل الولادة هو اضطراب مزاجي يسبب شعورا متواصلا بالحزن والقلق والتعب وصعوبة النوم (شترستوك)وقد تكون هناك أسباب أخرى غير مرضية تسهم في إصابة بعض النساء وتجعلهن أكثر عرضة للمرض مقارنة بالأخريات، مثل:
الحمل بطفل يعاني من مشكلة صحية أو احتياجات خاصة. التعرض لأزمات ومشاكل اجتماعية مثل الخلافات الزوجية أو الطلاق. المشكلات المالية، أو الدخل المنخفض للأسرة. توقع توأم أو أكثر. حمل غير مخطط له أو غير مرغوب فيه. عدم وجود شبكة اجتماعية داعمة من العائلة والأصدقاء. أعراضهبسبب التغيرات الهرمونية، تصبح بعض التقلبات المزاجية مثل التعب والانفعال والإرهاق أمورًا طبيعية أثناء الحمل. ومع ذلك، إذا استمر الشعور بالإحباط والحزن فقد يكون ذلك مؤشرًا على اكتئاب ما قبل الولادة، ويستدعي استشارة الطبيب.
وهناك علامات وأعراض معينة قد تشير إلى اكتئاب ما قبل الولادة، وتستدعي زيارة متخصص، منها:
الشعور بالحزن أو البكاء معظم الوقت. الغضب السريع والانزعاج المستمر. فقدان الحافز والاهتمام بأي شيء وبأي شخص. عدم الرغبة في تناول الطعام أو تناول الطعام أكثر من المعتاد. زيادة الأفكار السلبية، والشعور بالقلق الدائم. الشعور بالذنب أو اليأس أو عدم الحماسة لقدوم الطفل. وجود مشاكل في التركيز أو اتخاذ القرارات. آلام متكررة، مثل الصداع وآلام المعدة. فقدان الطاقة والشعور بالتعب معظم الوقت. الانسحاب من النشاطات الاجتماعية وتفضيل العزلة. الشعور بعدم القدرة على رعاية الطفل. عدم القدرة على النوم. مخاطر اكتئاب ما قبل الولادةإذا لم يعالج اكتئاب الحمل فقد يتطور إلى اكتئاب ما بعد الولادة، لكن لا يرتبط اكتئاب ما بعد الولادة دائما بالاكتئاب الذي يحدث أثناء الحمل.
وفي كل الأحوال، يختلف الاكتئاب قبل الولادة وبعد الولادة عما يسمى "بكآبة ما بعد الولادة" المرتبطة بتغير نمط الحياة، والتي تختفي عادة في غضون أسبوعين إلى 3 أسابيع، بينما يحتاج اكتئاب ما قبل الولادة وبعدها إلى علاج طبي.
اكتئاب الحمل إن لم يعالج قد يتطور إلى اكتئاب ما بعد الولادة (غيتي)تتشابه تأثيرات اكتئاب ما قبل الولادة مع تلك الناتجة عن اكتئاب ما بعد الولادة إلى حد ما. فعندما تعاني المرأة من اكتئاب خلال الحمل، قد يؤثر ذلك على قدرتها على العناية بنفسها، ومن ثم يؤثرعلى الجنين الذي يعتمد عليها في الحصول على التغذية والراحة النفسية والعاطفية.
وقد يتطور الأمر إلى مخاطر كبيرة أحيانا، ففي المرحلة الشديدة من المرض قد تشعر المرأة بالذعر والأرق وتقدم على إيذاء نفسها.
ووفقا لمؤسسة "كيرنج فور كيدز" يمكن أن يؤدي الاكتئاب أثناء الحمل أيضا إلى:
الإجهاض. الولادة المبكرة، أي قبل الموعد المحدد. ولادة طفل صغير، بوزن منخفض للغاية.وإذا لم يعالج الاكتئاب أثناء الحمل فقد يؤدي ذلك إلى الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة الذي يمكن أن يستمر بضعة أشهر، وقد يؤثر على صحة الأم ومدى ارتباطها بطفلها.
كيفية التعامل معهمثل أي مرض يحتاج إلى متخصص، يجب اللجوء إلى الطبيب لتشخيص الحالة ووصف العلاج والأدوية اللازمة، مع ضرورة الالتزام بجدية بالعلاج الموصوف.
وبجانب العلاج الطبي، قد يكون مفيدا اتباع بعض الخطوات والإستراتيجات التي قد تسهم في العلاج، منها:
الدعم الأسري من الزوج والعائلة والأصدقاء. الانخراط في نشاطات مناسبة للتأهيل لاستقبال المولود. ممارسة الرياضة الملائمة للحمل. ممارسة اليوغا والتأمل. الخروج مع الأصدقاء والتجمع مع العائلة. قراءة الكتب أو التلوين وسماع الموسيقى. الانضمام إلى مجموعات الحوامل ومشاركة قصصهن التحفيزية لاستقبال الطفل الجديد.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات اکتئاب ما بعد الولادة یمکن أن
إقرأ أيضاً: