قطاع الصحة بأفغانستان يشكو أوكرانيا وغياب المسلمين
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
كابل- على وقع شهقات وزفرات الطفلة الأفغانية "مُرسل" ذات العامين ونصف العام، وحركات لا إرادية لجسمها الغض، تتحرك والدتها يمنة ويسرة، وتذرع الغرفة جيئة وذهابا، عسى أن يخلو لفلذة كبدها سرير بوحدة العناية المركزة المجاورة.
تتمدد الطفلة هنا بـ"مستشفى أنديرا غاندي التخصصي للأطفال" وسط العاصمة كابل على سرير لا يبدو بالقدر الكافي من النظافة والوقاية، وهي تعاني عددا من الأمراض.
يقول الأطباء إن لديها ورما في الدماغ تؤثر أدويته على كبدها العليل وداء الدرن (السُّل) الذي تعاني منه، وإن "وضعها الصحي خطير جدا، وكبدها لم يعد يعمل إلا بنسبة ضئيلة".
لكن وضعها الصحي يبقى -مع ذلك- أهون من وضع 10 أطفال ممددين هنا بوحدة العناية المركزة في الغرفة المجاورة.
من بين هؤلاء الطفلة كلثوم ذات الشهور التسعة التي استلزمت حالتها الصحية وضعها تحت التنفس الصناعي. وقد تسبب لها ابتلاع كمية من جوز الهند قبل أيام في تسمم و"التهاب رئوي كيميائي حاد" وفق تشخيص الطبيب الذي يراقب وضعها الصحي الخطير.
الطفلة مرسل لديها ورم في الدماغ تؤثر أدويته على كبدها العليل (الجزيرة)وهنا أيضا الطفل "جاويد جان محمد" ذو الشهور الخمسة الذي يقاسي من "مرض الصفار" و"التهاب الكبد المزمن" الذي تسبب له في فشل كلوي جزئي.
ويعاني قطاع الصحة الأفغانية من اختلالات خطيرة وفق منظمة الصحة العالمية، التي أطلقت في وقت سابق دعوة للجهات المانحة لتقديم الدعم.
تخلٍّ عالميويتهم مدير "مستشفى أنديرا غاندي التخصصي للأطفال" الدكتور "محمد حسيب رحميزي وردك" العالم بالتخلي عن أفغانستان صحيا.
ويقول في تصريح لمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان إن منظمة الصحة العالمية لا تقدم لمؤسسته إلا النزر اليسير من الدعم، وإنها عادة ما تقدم خلال 6 أشهر طردا دوائيا واحدا "وفي أغلب الأحيان نلاحظ أن تأريخ الأدوية فيه على وشك النفاد!".
أما بخصوص اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فكانت تقدم على مدى سنتين -وفق المسؤول الأفغاني- مساعدات مهمة عبارة عن أدوية وأغذية ورواتب للموظفين والأطباء ولكن كل ذلك توقف منذ عام بحجة الحرب في أوكرانيا.. ويضيف "قالوا لنا بصراحة: الأولوية الآن لأوكرانيا".
ويقول إن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) لا يقدم هو الآخر أي دعم "باستثناء بعض الحليب المقوي للأطفال المصابين بسوء التغذية".
مدير مستشفى أنديرا غاندي التخصصي للأطفال محمد حسيب رحميزي وردك (الجزيرة)وحين سألناه عما يتلقاه المستشفى من دعم من قِبَل الدول العربية والإسلامية، نفى وردك وجود أي دعم لمؤسسته من قبل العرب أو المسلمين. وقال إن المستشفى يعتمد اعتمادا شبه كلي على الحكومة الأفغانية، وإن السفارة الهندية في كابل تقدم له أيضا بعض الدعم الطبي.
وأنشئ المستشفى قبل 55 عاما أيام حكم رئيسة الوزراء الهندية البارزة، الراحلة أنديرا غاندي.
صناعة الأدويةوإزاء هذا الوضع الصحي الحرج، ووقف التمويلات الخارجية، تعمد حكومة طالبان إلى تشجيع الاستثمار في بعض الصناعات الدوائية. غير أن هذه الصناعات لا تحظى دائما بالثقة الكاملة من قبل المواطنين.
وبشأن جودتها يقول محمد صديق، صاحب مصنع الدواء في ولاية قندهار، في تصريح لمركز الجزيرة للحريات، إن بإمكان الدواء الأفغاني منافسة الدواء المستورد من باكستان وإيران وإن هناك "رقابة صارمة" على تلك الجودة.
ويعترف صديق بأن ثمة محاولات لضرب سمعة المنتج الأفغاني "بسبب عمليات استنساخ له لضرب الثقة فيه".
مصنع دواء في قندهار (الجزيرة)وبشأن ما إذا كانت المواد الخام لتلك الأدوية محلية أو مستوردة، يقول إنه "توجد في أفغانستان مواد خام، ولكن الأمر يحتاج إلى عملية طويلة وشاقة ومكلفة في الوقت نفسه".
وإلى أن يستوي الوضع الصحي في أفغانستان على سوقه، بسبب جهود محلية خالصة، تبقى مرسل وكلثوم وجاويد وغيرهم من الأطفال المرضى في هذا المستشفى وغيره من مستشفيات البلاد ينتظرون هنا العون واليد الشافية. أما نقلهم إلى الخارج للتداوي فيبقى حلما بعيد المنال وفق ما يقول ذووهم وأطباؤهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حريات
إقرأ أيضاً:
غزة - استشهاد مصور قناة الجزيرة أحمد اللوح
استشهد 3 فلسطينيين، بينهم مصور قناة "الجزيرة" القطرية أحمد اللوح، واثنان من عناصر جهاز الدفاع المدني، الأحد 15 ديسمبر 2024، بقصف إسرائيلي استهدف مخيم النصيرات وسط قطاع غزة ، الذي يتعرض لإبادة جماعية مستمرة منذ 14 شهرا.
وأعلنت قناة "الجزيرة"، خلال بثها المباشر، أن مصورها أحمد اللوح "استشهد أثناء تغطيته لأحداث القصف الإسرائيلي على وسط قطاع غزة".
من جهتها، أفادت "مستشفى العودة"، في بيان، بأن الصحفي أحمد اللوح، قتل نتيجة قصف جوي إسرائيلي استهدف نقطة تابعة للدفاع المدني في منطقة السوق بمخيم النصيرات.
وفي السياق نفسه، قال زكي عماد الدين، أحد عناصر جهاز الدفاع المدني، في مقطع مصور: "استشهد عنصران من جهاز الدفاع المدني، وأُصيب آخرون، إثر قصف الجيش الإسرائيلي نقطة لهم في مخيم النصيرات".
ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، مساء الأحد، ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين الفلسطينيين إلى 196خلال الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقال المكتب، في بيان: "ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 196 صحفيا وصحفية، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة، بعد استشهاد أحمد بكر اللوح، مصور قناة الجزيرة بالمحافظة الوسطى".
وأدان البيان، "استهداف وقتل واغتيال الاحتلال للصحفيين الفلسطينيين".
وحمّل "الإعلامي الحكومي" إسرائيل والولايات المتحدة والدول المشاركة في جريمة الإبادة مثل المملكة المتحدة وبريطانيا وألمانيا، وفرنسا، كامل المسؤولية عن ارتكاب "هذه الجريمة".
وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمنظمات ذات العلاقة بالعمل الصحفي والإعلامي بـ"إدانة جرائم الاحتلال وملاحقته في المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة والضغط عليه لوقف جريمة الإبادة الجماعية".
حماس تعلق
نص بيان حماس كما ورد
إن استهداف الاحتلال المجرم مساء اليوم نقطة للدفاع المدني في مخيم النصيرات للاجئين، وسط قطاع غزة، ما أدى لارتقاء مدير الدفاع المدني في المخيم، الضابط نضال أبوحجير، وخمسة من زملائه؛ يُمثِّل إصراراً من جيش الاحتلال الفاشي على انتهاك كل القواعد والقوانين بتعمد ضرب رجال الدفاع المدني والإنقاذ والإسعاف وكافة الفئات المحمية في الحروب بموجب القانون الدولي.
إن هذه الجريمة الوحشية هي تأكيدٌ على مضيّ قادة الاحتلال مجرمي الحرب في حملة الإبادة الوحشية مكتملة الأركان، التي تُنَفَّذ أم سمع العالم وبصره ضد المدنيين العزل في قطاع غزة.
إن حالة العجز والصمت الدولي أمام هذه الجرائم غير المسبوقة التي يرتكبها الاحتلال المجرم؛ هي ما يشجع مجرم الحرب نتنياهو وجيشه الفاشي على الاستمرار في إجرامهم ضد شعبنا.
على المجتمع الدولي والأمم المتحدة، مغادرة هذه السياسة المشينة، والتحرك لوقف مسلسل القتل والإبادة المتواصل في قطاع غزة منذ أكثر من خمسة عشر شهراً.
المصدر : وكالة سوا