الجزيرة:
2024-09-16@10:43:09 GMT

معضلة التلقيح ضد شلل الأطفال في قطاع غزة

تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT

معضلة التلقيح ضد شلل الأطفال في قطاع غزة

يعقد القصف الإسرائيلي المتواصل وارتفاع درجات الحرارة خطط التلقيح ضد شلل الأطفال في قطاع غزة حيث أعلن الأسبوع الماضي تسجيل أول حالة شلل أطفال منذ 25 عاما في ظل تدهور كبير في الظروف الصحية.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الجمعة من رام الله تسجيل أول إصابة بفيروس شلل الأطفال في مدينة دير البلح في وسط قطاع غزة لدى طفل يبلغ من العمر عشرة شهور ولم يحصل على جرعة تطعيم ضد المرض.

وتقول منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن لديهما خططا تفصيلية لتطعيم 640 ألف طفل في أنحاء غزة بدءا من نهاية الشهر الجاري.

وتقول جولييت توما، مديرة الاتصالات في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، "من الصعب للغاية القيام بحملة تطعيم بهذا الحجم تحت سماء مليئة بالغارات الجوية".

كما أن هناك قيودا مفروضة على دخول المساعدات، ومن بينها الأدوية، إلى القطاع المحاصر. بينما تزيد درجات الحرارة المرتفعة في فصل الصيف من صعوبة تنفيذ حملة التلقيح.

وينتشر فيروس شلل الأطفال في أغلب الأحيان عن طريق مياه الصرف الصحي والمياه الملوثة، وهو شديد العدوى. ويمكن أن يسبب تشوّهات وشللا دائما، وقد يصبح مميتا. وهو يصيب بشكل رئيسي الأطفال دون سن الخامسة.

يعتبر إيصال المساعدات والإمدادات عبر نقاط الدخول التي تسيطر عليها إسرائيل قضية مركزية بالنسبة للمنظمات الإنسانية العاملة في غزة. (الأناضول) سلسلة توريد هشة

ويقول ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة ريتشارد بيبيركورن، إن المنظمة ستشرف على الخطة الرئيسية لحملة التطعيم، مع 2700 عامل صحي موزعين على 708 فرق تعمل في كل بلدية في قطاع غزة.

أما اليونيسيف فتقول على لسان المتحدث باسمها جوناثان كريكس إنها مسؤولة عن ضمان سلسلة الإمدادات التي تحتاج إلى تبريد ليتمّ جلب اللقاحات وتوزيعها في جميع أنحاء غزة.

ووصلت الأربعاء إلى مطار تل أبيب الأدوات اللازمة للحفاظ على التبريد، بما في ذلك الثلاجات.

وقال كريكس -الخميس- لوكالة فرانس برس إن اللقاحات التي كان يفترض أن تبدأ بالوصول اليوم إلى مطار تل أبيب تأخرت، وستصل إلى إسرائيل الأحد، على أن تدخل غزة في اليوم نفسه عبر معبر كرم أبو سالم بالقرب من الحدود المصرية، واللقاحات عبارة عن قطرات فموية وليست حقنا.

وتمّ تحضير نحو 1,6 مليون جرعة لتوفير جرعتين لكل طفل من أطفال غزة البالغ عددهم 640 ألفا، مع جرعات فائضة لتغطية ما يمكن فقده بسبب الحرارة.

ويقول المتحدث باسم اليونيسيف "يحتوي كل صندوق على رمز يتفاعل مع التغيرات في درجات الحرارة" ويظهر عندما تصبح الجرعات غير قابلة للاستخدام.

قضية مركزية

ويعتبر إيصال المساعدات والإمدادات عبر نقاط الدخول التي تسيطر عليها إسرائيل قضية مركزية بالنسبة للمنظمات الإنسانية العاملة في غزة التي تشكو من القيود التي تفرضها الدولة العبرية، بما في ذلك القوائم المتغيرة باستمرار للمواد المسموح إدخالها والعقبات الإدارية التي تؤدي إلى التأخير.

وبالتالي، تزداد نسبة النقص في كل شيء في قطاع غزة بدءا من الوقود والمعدات الطبية وصولا إلى الغذاء.

وتنفي إسرائيل أن تكون هي سبب العراقيل، وتلوم المنظمات الإنسانية على افتقارها إلى القدرة على توزيع السلع التي تسمح بها في غزة.

ووفقا لتوما، بمجرد وصول اللقاحات إلى غزة، سيتم الاحتفاظ بها ضمن مكان سلسلة التبريد، وهي مساحة تخزين تابعة للأمم المتحدة في مدينة دير البلح بوسط غزة، قبل بدء حملة التطعيم في 31 أغسطس/آب.

ويوضح كريكس أن اللقاحات "ستوزّع عن طريق شاحنات التبريد إذا تمكننا من العثور على بعضها، وإلا عن طريق صناديق التبريد" المملوءة بأكياس الثلج، مشيرا إلى أنها ستذهب إلى مرافق وزارة الصحة وملاجئ الأونروا وشركاء.

تقول منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة إن لديهما خططا تفصيلية لتطعيم 640 ألف طفل في أنحاء غزة بدءا من نهاية الشهر الجاري.  ( وكالة الأناضول) لا ضمانة للوصول إلى الأطفال

وتعرّض النظام الصحي في غزة للدمار بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من عشرة أشهر. ويشرح كريكس "هناك 16 مستشفى فقط من أصل 36 تعمل في قطاع غزة، وبشكل جزئي فقط".

ومع توقّف محطة توليد الكهرباء الوحيدة وانقطاع إمدادات الكهرباء من إسرائيل، تعتمد المرافق الصحية بشكل كبير على المولدات بينما الوقود شحيح جدا.

وبحسب كريكس، تمّ تحديد 11 منشأة صحية فقط قادرة على الحفاظ على سلسلة التبريد. ولكن حتى لو نُقلت اللقاحات ووُزّعت بنجاح، فليس هناك ما يضمن أن الناس سيتمكنون من الوصول إليها بأمان.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى هدنة لمدة 7 أيام للتمكّن من تطعيم الأطفال. ويقول مدير الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة في غزة موسى عابد "بدون بيئة آمنة لحملة التطعيم، لن نتمكن من الوصول إلى 95 في المئة من الأطفال دون سن العاشرة"، وهو الهدف المحدّد للحملة.

ويقول عابد إن العديد من سكان غزة يعيشون في مخيمات مؤقتة أو في مدارس الأونروا التي باتت تستخدم كملاجئ، مما يجعل من الصعب الوصول إليها.

وأسفرت الغارات والقصف والعمليات البرية الإسرائيلية منذ أكتوبر الماضي في قطاع غزة عن مقتل 40 ألفا و223 شخصا على الأقل، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. وتفيد مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بأن غالبية القتلى من النساء والأطفال.

وتقول توما التي عملت ضمن فريق الاستجابة لمنع انتشار شلل الأطفال خلال الحرب في كل من سوريا والعراق، "إن عودة شلل الأطفال إلى مكان تمّ القضاء عليه فيه خير تعبير عن الواقع".

وردّا على سؤال لوكالة فرانس برس قالت هيئة "كوغات" المعنية بإدارة الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية والتابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، إن "جهدا مشتركا سيبذل مع المجتمع الدولي"، واعدة بـ"تعاون كامل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات شلل الأطفال فی وزارة الصحة فی قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

جُلّهم من الأطفال والنساء.. ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين بقطاع غزة إلى 41182 شهيدًا

كشفت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم السبت عن ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة منذ (7 أكتوبر 2023) إلى 41182 شهيدًا على الأقل، جلهم من الأطفال والنساء، مشيرة إلى أن عدد الجرحى الإجمالي ارتفع إلى 95280 مصابًا.
وأفادت بأن 64 شخصًا على الأقل قتلوا خلال الساعات الـ48 الماضية، وفقًا لـ”سكاي نيوز عربية”.
وقد تسببت الحرب في دمار واسع النطاق بقطاع غزة، وتشريد نحو 90 بالمئة من سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

مقالات مشابهة

  • معضلة التوفيق بين التدخل الإنساني ومبدأ السيادة الوطنية
  • الإمارات تدين حادثة الطعن التي تعرض لها رئيس القمر المتحدة
  • جُلّهم من الأطفال والنساء.. ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين بقطاع غزة إلى 41182 شهيدًا
  • غزة – تطعيم أكثر من 560 ألف طفل ضد شلل الأطفال
  • «الصحة العالمية» : اكتمال تطعيم أطفال غزة بالجرعة الأولى ضد شلل الأطفال
  • رغم استمرار الحرب .. تطعيم أكثر من 560 ألف طفل بغزة
  • تطعيم أكثر من 560 ألف طفل فلسطيني ضد شلل الأطفال في قطاع غزة
  • بريطانيا: حظر إعلانات المأكولات غير الصحية لمكافحة سمنة الأطفال
  • قرار بريطاني "صارم" للحد من سمنة الأطفال
  • بريطانيا تسن إجراء جديدا لمكافحة سمنة الأطفال