سواليف:
2024-12-23@13:09:38 GMT

من كلّ بستان زهرة – 77 –

تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT

من كلّ بستان زهرة – 77 –

#ماجد_دودين

**************************

من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، ومن غض بصره أنار الله بصيرته.

مقالات ذات صلة إلى أحمد حسن الزعبي .. ألف ليلة وليلة 2024/08/21

*********

كل راكب وماش في معصية الله، فهو من خيْل الشيطان ورجِلِه.

الشيطان لا يدعو إلاّ إلى كل خصلة ذميمة،

الشيطان…يدعو الإنسان إلى البخل والإمساك فإذا عصاه دعاه إلى الإسراف والتبذير.

﴿يَٰٓأَبَتِ لَا تَعۡبُدِ ٱلشَّيۡطَٰنَۖ﴾ لأن من عبد غير الله، فقد عبد الشيطان،

﴿وَكَانَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لِلۡإِنسَٰنِ خَذُولٗا﴾ يزين له الباطل، ويقبح له الحق، ثم يتخلى عنه، ويتبرأ منه   

الشيطان…أصل الشرور كلها ومادتها،

الشيطان…من فتنته وشره أنه يوسوس في صدور الناس، فيحسن لهم الشر، ويثبطهم عن الخير،

الشيطان…يوسوس، ثم يخنس، أي: يتأخر عن الوسوسة، إذا ذكر العبد ربه.

*********

أهل الجنة…نعيمهم لم يطب، إلا برؤية ربهم، ورضوانه عليهم،

رضا رب الأرض والسموات، أكبر نعيم الجنات.

أي حسرة أعظم من فوات رضا الله وجنته، واستحقاق سخطه والنار.

*********

البشارة للمؤمن في الدنيا:

البشارة في الدنيا…الثناء الحسن، والمودة في قلوب المؤمنين، والرؤيا الحسنة،

البشارة في الدنيا…ما يراه العبد من لطفه به وتيسره لأحسن الأعمال والأخلاق،

البشارة في الدنيا…ما يراه العبد…من صرفه عن مساوئ الأخلاق.

البشارة في الآخرة:

فأولها: البشارة عند قبض أرواحهم…

وفي القبر، ما يبشر به من رضا الله تعالى، والنعيم المقيم،

وفي الآخرة تمام البشرى بدخول جنات النعيم، والنجاة من العذاب الأليم.

*********

نار جهنم:

مثوى الحسرة والندم ومنزل الشقاء والألم، ومحل الهموم والغموم، وموضع السخط من الحي القيوم

لا يُفتَّر عنهم من عذابها، ولا يرفع عنهم يوماً من أليم عقابها،

قد أعرض عنهم الرب الرحيم، وأذاقهم العذاب العظيم.

﴿ثُمَّ لَنُحۡضِرَنَّهُمۡ حَوۡلَ جَهَنَّمَ جِثِيّٗا﴾ أي جاثين على ركبهم من شدة الأهوال وكثرة الزلزال.

*********

الجنة ونعيمها:

يعطى الله أهل الجنة كل ما تمنوه عليه حتى أنه يُذكرُهم أشياء من النعيم لم تخطر على قلوبهم

جنة الفردوس نُزُل وضيافة لأهل الإيمان والعمل الصالح،

أي ضيافة أجل وأكبر وأعظم من هذه الضيافة، المحتوية على نعيم للقلوب والأرواح والأبدان

لو علم العباد بعض ذلك النعيم علماً حقيقياً يصل إلى قلوبهم لطارت إليها قلوبهم بالأشواق.

جنات المأوى التي هي مأوى اللذات، ومعدن الخيرات، ومحل الأفراح، ونعيم القلوب والنفوس جنات المأوى…محل الخلود، وجوار الملك المعبود، والتمتع بقربه، والنظر إلى وجهه، وسماع خطابه

لا تسأل عن بهجة تلك الرياض المونقة وما فيها من الأنهار المتدفقة والمناظر الحسنة

﴿وَزَوَّجۡنَٰهُم بِحُورٍ﴾ أي نساء جميلات من جمالهن وحسنهن أنه يحار الطرف في حسنهن.

*********

الفرار إلى الله:

سمى الله الرجوع إليه فراراً لأن في الرجوع إلى غيره، أنواع المخاوف والمكاره،

وفي الرجوع إليه[الله] أنواع المحاب والأمن والسرور والسعادة والفوز.

﴿فَفِرُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۖ﴾ أي: الفرار مما يكرهه الله ظاهراً وباطناً إلى ما يحبه ظاهراً وباطناً

الفرار من الجهل إلى العلم ومن الكفر إلى الإيمان ومن المعصية إلى الطاعة، ومن الغفلة إلى الذكر.

*********

يا أيها المحب لربه المشتاق لقربه ولقائه المسارع في مرضاته أبشر بقرب لقاء الحبيب فإنه آت.

كل ما هو آت قريب فتزود للقائه وسر نحوه مستصحباً الرجاء، مؤملاً الوصول إليه.

*********

السابقون في الدنيا إلى الخيرات، هم السابقون في الآخرة لدخول الجنات.

*********

أسماء الله الحسنى: له الأسماء الكثيرة الكاملة الحسنى

من حسنها أنه أمر العباد أن يدعوه بها لأنها وسيلة مقربه إليه يحبها ويحب من يحفظها

يحب من يبحث عن معانيها ويتعبد له بها قال تعالى ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَا﴾

اللطيف…الذي يسوق إلى عباده الخير ويدفع عنهم الشر بطرق لطيفة تخفى على العباد

اللطيف…. خبير بسرائر الأمور وخبايا الصدور وخفايا الأمور.

الشاكر…الذي يقبل من عباده اليسير من العمل ويجازيهم عليه العظيم من الأجر الشاكر…الذي إذا قام عبده بأوامره…أعانه على ذلك وجازاه في قلبه نوراً وإيماناً وفي بدنه قوة

*********

فسرت السياحة بالصيام أو السياحة في طلب العلم.

فسرت بسياحة القلب في معرفة الله ومحبته، والإنابة إليه على الدوام.

الصحيح أن المراد بالسياحة السفر في القربات كالحج والعمرة والجهاد وطلب العلم وصلة الأقارب

*********

﴿فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُكَذِّبِينَ﴾ لا تجد مكذّباً إلا كان عاقبته الهلاك.

*********

كما يجب اجتناب المعصية، فإنه يجب الإنكار على من فعل المعصية.

*********

ليس الرزق مقصوراً على باب واحد، ومحل واحد.

لا ينغلق باب من أبواب الرزق، وإلا فتح أبواب كثيرة، فإن فضل الله واسع، وجوده عظيم.

*********

شكر الله تعالى حافظ للنعمة، دافع للنقمة.

﴿وَقَلِيلٞ مِّنۡ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ﴾ الذين يقرون بنعمة ربهم…ويصرفونها في طاعة مولاهم

﴿وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَشۡكُرُونَ﴾ بسبب جهلهم وظلمهم.

أكثر الخلق منحرفون عن شكر المنعم مشتغلون باللهو واللعب، قد رضوا لأنفسهم بأسافل الأمر.

*********

أهل الحق هم الأقلون عدداً، الأعظمون عند الله قدراً وأجراً.

*********

العباد…يعصون الله تعالى فيدعوهم إلى بابه، ويجرمون فلا يحرمهم خيره وإحسانه.

العباد…إن تابوا إليه فهو حبيبهم، لأنه يحب التوابين، ويحب المتطهرين.

العباد…إن لم يتوبوا فهو طبيبهم يبتليهم بالمصائب ليطهرهم من المعايب.

*********

الباطل من المحال أن يغلب الحق أو يدفعه وإنما يكون له صولة وقت غفلة الحق عنه.

*********

﴿إِنَّهُۥٓ أَوَّابٌ﴾ أي رجّاع إلى الله بالإنابة إليه بالحب والتأله والخوف والرجاء وكثرة التضرع والدعاء.

*********

كلما وجد عسر فإن اليسر يقارنه حتى لو دخل العسر جحر ضب لدخل عليه اليسر فأخرجه.

*********

الإيثار عكس الأثرة فالإيثار محمود والأثرة مذمومة لأنها من خصال البخل والشح.

*********

اللئيم، والبخيل، والسخي، والكريم:

الذي يجمعُ ويمنعُ ولا يشفعُ ولا ينفعُ هو: اللئيم.

والذي يجمعُ ويمنعُ ويشفعُ ولا ينفع هو: البخيل.

والذي يجمعُ ولا يمنع ويشفعُ وينفعُ هو: السخي.

والذي يفعل ليفعل لينفع غيره بلا نفعٍ يعود عليه هو: الكريم.

*********

كتاب الله تعالى:

فتح به لنيل مآرب الدارين الباب… وعد الله متبعه ما هو خير وأبقى.

أغلق باتباعه والعمل به دون الشر جميع الأبواب.

تحيي بوابل علومه القلوب النيرة أعظم مما تحيي الأرض بوابل السحاب.

يتميز بتدبر آياته الخطأ من الصواب، والقشور من اللباب

فكل الشر في الإعراض عنه، وكل الخير في الإقبال عليه.

أكثر المنتسبين للإسلام اليوم في أقطار الدنيا معرضون عن التدبر في آياته.

أكثر المنتسبين للإسلام…لا يتأدبون بآدابه، ولا يتخلقون بما فيه من مكارم الأخلاق

أكثر المنتسبين للإسلام…يطلبون الأحكام في التشريعات الضالة المخالفة له.

إياك يا أخي ثم إياك، أن يزهدك في كتاب الله تعالى كثرة الزاهدين فيه.

*********

الصلاة والتسبيح سبب لزوال…المكروه.

 كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر بادر إلى الصلاة. 

ينبغي للمسلم إذا أصابه مكروه أن يفزع إلى الله تعالى بأنواع الطاعات من صلاة وغيرها

*********

القرآن الكريم كتاب مبارك:

هذا الكتاب مبارك، أي: كثير البركات، والخيرات،

من تعلمه وعمل به غمرته الخيرات في الدنيا والآخرة،

كان بعض علماء التفسير يقول: اشتغلنا بالقرآن فغمرتنا البركات والخيرات في الدنيا.

هذا الكتاب المبارك لا ييسر الله للعمل به إلا الناس الطيبين المباركين

*********

العقل الصحيح هو الذي يعقِل صاحبه عن الوقوع فيما لا ينبغي.

*********

من علامات الإجابة: أن يوفقك الله للدعاء.

الدعاء لا يكون من طرف اللسان بل لا بُدَّ أن يصدر من صميم القلب،

إذا صدر من صميم القلب من قلب حيّ مقبلٍ على خالقه وباريه فالله لا يخيب دعاءه ولا يرده.

*********

النميمة وعذاب النمام:

النميمة هي: نقل حديث قومٍ إلى آخرين على جهة الإفساد بينهم.

والنميمة بها تسفك الدماء، وبها تقطع الأرحام، وبها يتفرق الصديقان.

النميمة…تُفسد بين الصاحبين، وبين الأب وابنه، وبين الرجل وأهله، وبين القبيلة والقبيلة.

الذي يمشي بالنميمة يُعذب في قبره.

*********

حلاوة الإيمان:

الإيمان له في قلبك حلاوة وبشاشة.

إذا آمنت بالقدر استراح قلبك، وانشرح صدرك، واطمأنَّ ضميرك.

العلم بأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك من حلاوة الإيمان

من حلاوة الإيمان أن المصيبة التي وقعت يخفُّ ضررها عليك.

*********

(الناس معادن) قطعة من حديث نبوي شريف تكملته (كمعادن الذهب والفضة….) الناس منهم من معدنه أصيل كالذهب والفضة لا يزيده طول المكث إلا صقلاً. ومن الناس من معدنه كالحديد لا يزيده مرور الأيام إلا صدأً وخُبثاً. 

*********

هل في غير القرآن من عزاء في مُرِّ البلاء ﴿أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَئِنُّ ٱلۡقُلُوبُ﴾ [الرعد:28]

*********

من عاش على الغبراء لا يسلم من ضراء غير أن واجبه الشكر على السراء والصبر على البلاء

*********

الربا ممحوق منزوع البركة،

صاحبه كشارب ماء البحر لا يزال يطلب المزيد، ولا يزال ظمؤه يزيد،

مآله إلى قلة وإلى غضب الله عز وجل، نسأل الله العافية.

*********

الغرباء الذين يصلحون عند فساد الناس.

ويُصلحُون ما أفسد الناس، بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،

ويتمسكون بالقرآن حين يتركه الناس…

الغرباء هم أهل الصلاح والاستقامة، وتنفيذ الأوامر، والدعوة إلى الله، عند فساد الزمان.

*********

فضائل الحجاب:

حفظ العِرض. داعية إلى توفير مكارم الأخلاق من العفة والاحتشام والحياء والغيرة علامة على العفيفات يقطع الأطماع الفاجرة، ويكف الأعين الخائنة. حفظ الحياء. يمنع نفوذ التبرج والسفور والاختلاط إلى مجتمعات المسلمين. الحجاب حصانة ضد الزنا والإباحية، فلا تكون المرأة إناءً لكل والغ. المرأة عورة والحجاب ساتر لها، وهذا من التقوى. حفظ الغيرة. طهارة القلب.

*********

العلم أثمنُ دُرةٍ في تاج الشرع المطهر لا يصلُ إليه إلا المتحلي بآدابه المُتخلّي عن آفاته.

*********

الدعاء أكرم شيء على الله سبحانه، والله سبحانه يحب من عبده أن يسأله. هو طريق إلى الصبر في سبيل الله وصدق في اللجأ وتفويض الأمور إليه والتوكل عليه هو بُعدٍ عن العجز والكسل وتنعم بلذة المناجاة لله فيزداد إيمان الداعي ويقوى يقينه.

الدعاء عبادة سهلة، ميسورة، مطلقة غير مقيدة أصلاً بمكان ولا زمان ولا حال.

ملازمة الدعاء، أخذ بأسباب دفع البلاء، ودفع الشقاء….

كم من بلاء رُدّ بسبب الدعاء،

كم من بلية ومحنة رفعها الله بالدعاء ومصيبة كشفها بالدعاء وذنب ومعصية غفرها الله بالدعاء هو حرز للنفس من الشيطان.

كم من رحمة ونعمة ظاهرة وباطنة استُجلبت بسبب الدعاء، من نصر وعز وتمكين فلله ما أعظم شأن الدعاء، وأعظم فضل الله ونعمته على عباده به.

*********

المؤمن الصالح التقي يكون مباركاً أينما كان، مباركاً على أهله، مباركاً على أصحابه.

لا يُسمع منه إلا القول السديد، ولا يحصل منه إلا الإحسان

فتجده ليس بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء، بل هو كريم الأخلاق.

*********

إن العبد هو الفقير إلى الله المحتاج إليه، فعلى العبد أن ينصف ربه فيعترف بجهله وفقره وحاجته إلى ربه جلّ وعلا وتقدّس.

*********

الذنوب تجعل ظلمة في الوجه، وظلمة في القلب، وعدم قبول عند الناس، وعدم رضا من الله، وبها تدعو الملائكة على المذنب، ومن نتائج الذنوب الذنب بعد الذنب، فالذنب يجلب الذنب، إلى أن تخف وطأة الضمير أو يقظة الضمير، ويعتاد القلب على المعصية.

وأما الطاعة فنور في الوجه، وضياء في القلب، ومحبة في قلوب الناس، ودعاء الملائكة لك، وذكر الله عز وجل للطائع، ففي الحديث القدسي: (يقولُ اللَّهُ تَعالَى: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً.). فالله عز وجل الغني سبحانه وتعالى يتقرب إلى عبده الفقير، وإن تقرب الفقير إلى الغني أمر عادي، وتقرب الصغير إلى الكبير كذلك، أما أن الغني يتقرب ويتودد إلى الفقير، والقوي يتودد إلى الضعيف فتلك مسألة أخرى. فالله -وهو الغني- يتودد إلينا نحن الفقراء، والله -وهو القادر- يتودد إلينا نحن الضعفاء، أليس في هذا عجب؟!

*********

كان عمر بن الخطاب يقول: اللهم إني أسألك من العمل أخلصه وأصوبه.

فيقولون: يا أمير المؤمنين! ما أخلصه وما أصوبه؟ فيقول: أخلصه ما كان لله عز وجل، وأصوبه ما كان على الكتاب والسنة.

*********

الإقرار بالعيوب في النفس

يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: (طوبى لمن أنصف ربه، فأقر له بالجهل في علمه، وبالآفات في عمله، وبالعيوب في نفسه)، فيقول: سوف أفرّغ وقتي لإصلاح عيوبي.

ليس هناك امرؤ يقول: فيَّ عيب. فكل يرى العيب في غيره، ولا يراه في نفسه. فيجب عليّ أن أقتنع بأنني ذو عيوب، وأتعهد بإصلاح عيوب نفسي، ولو فعل ذلك كل واحد لبلغنا مبلغاً عظيماً، فمن منا لم تأت عليه أوقات لم يؤد فيها زكاة ماله، أو لم يصم رمضان، أو لم يقم بالنوافل، أو قطع رحمه؟! ومن منا يبيت مظلوماً تدعو له الملائكة، ولا يبيت ظالماً تدعو عليه الملائكة؟!

*********

قال صلى الله عليه وسلّم: ” إنَّ اللهَ يقبلُ الصدقةَ ويأخذها بيمينِهِ فيُرَبِّيها لأحدكم كما يُرَبِّي أحدكم مهرَهُ حتى إنَّ اللقمةَ لتصيرُ مثلَ أُحُدٍ وتصديقُ ذلك في كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ {أَلَمْ يَعْلَمُوْا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ} و{يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ}

الراوي: أبو هريرة | المحدث: ابن العربي | المصدر: عارضة الأحوذي

الصفحة أو الرقم: 2/119 | خلاصة حكم المحدث: صحيح

التخريج: أخرجه الترمذي (662) واللفظ له، وأخرجه البخاري (7430)، ومسلم (1014) باختلاف يسير.

تَفضَّلَ اللهُ جلَّ جَلالُه على العِبادِ بفتْحِ أبوابٍ مِن الخَيرِ يَنالُونَ منها الأجرَ الكبيرَ، كما في هذا الحديثِ؛ حيثُ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “إنَّ اللهَ يَقبَلُ الصَّدقةَ ويأخُذُها بيَمينِه”، وهذا مِن الحَثِّ على الصَّدقةِ بأنواعِها وبأيِّ وسيلةٍ كانتْ؛ قليلةً كانتْ أو كثيرةً، “فيُرَبِّيها لأحدِكم”، أي: فيُنَمِّيها ويُضاعِفُها لصاحبِها، “كما يُربِّي أحدُكم مُهْرَهُ”، أي: بمِثلِ ما يُتعَهَّدُ ولدُ الفرسِ مِن اهتِمامٍ وتَربيةٍ حتَّى يَكبَرَ، “حتَّى إنَّ اللُّقمةَ لَتَصيرُ مِثلَ أُحدٍ”، أي: أنَّها تنْمو في نفْسِها حتَّى يَراها العبدُ يومَ القِيامةِ في مِيزانِه مِثْلَ جبلِ أُحدٍ، “وتصديقُ ذلك في كِتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 104]، أي: إنَّ مَردَّ الصَّدقاتِ للهِ عزَّ وجلَّ لا لأحدٍ غيرِه، “وقولُه تعالى: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} [البقرة: 276]”، أي: يُقلِّلُ ويُهْلِكُ أموالَ الرِّبا، ويُنمِّي ويَزِيدُ أموالَ الصَّدقاتِ، وهذا يُؤكِّدُ معنى الإنماءِ والمُضاعَفةِ للصَّدقةِ.

وفي الحديثِ: إثباتُ أنَّ لِلهِ يَمينًا -وكِلتا يدَيْه يمينٌ سُبحانه وتعالى- على وَجْهٍ لا نَقْصَ فيه، بلْ على الوَجْهِ اللَّائقِ به جلَّ وعَلَا؛ مِن غيرِ تكييفٍ ولا تعطيلٍ، ولا تَحريفٍ ولا تمثيلٍ.

وفيه: أنَّ الصَّدقَةَ سَببٌ لزِيادةِ المالِ ونَمائِه وإخلافِه.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: البشارة فی الله تعالى لله عز وجل فی الدنیا إلى الله ه تعالى ى الله ل الله

إقرأ أيضاً:

حكم تصرف ذوي الهمم في أموالهم وأمور الحياة مع من يرعاهم

قالت دار الإفتاء المصرية إنه يجوز شرعًا إعطاء الشخص من ذوي الهمم، وعنده إصابة تمنعه من القيام بخدمة نفسه إعطءاء بعض أملاكه أو جميعها لأحد أقاربه الذين يساعدوه على القيام ببعض الأعمال التي يحتاجها؛ لمكافأته على بره به وإحسانه إليه.

ويجوز للإنسان أن يتصرف في ماله في حال حياته وصحته، وكمال أهليته، واختياره بشتى أنواع التصرفات المشروعة كما يشاء، بشرط ألَّا يكون ذلك بنِيَّة حرمان الورثة من الميراث بعد وفاته؛ لئلا يدخل في الوعيد المذكور فيما رُوِيَ عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ فَرَّ مِنْ مِيرَاثِ وَارِثِهِ، قَطَعَ اللهُ مِيرَاثَهُ مِنَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه ابن ماجه، والمقصود بذلك أن يَتَقَصَّد ويَتَعَمَّد هذا المنع.

كيفية وضوء ذوي الاحتياجات الخاصة
وقالت دار الإفتاء إن الشرع أعطى لأصحاب الهمم من ذوي الاحتياجات الخاصة عذرهم، ورفع الحرج عنهم، فإن استطاعوا الوضوء بأنفسهم لزمهم ذلك، وإلا جاز لهم أن يستعينوا بغيرهم ولو بأجرة قدروا عليها، وذلك إذا كان محل فرض الوضوء موجودًا، فإن وجد بعضه دون البعض الآخر غسل الموجود وسقط غسل غير الموجود، وإن عجزوا عن الوضوء تيمموا بأنفسهم أو بغيرهم ولو بأجرة قدروا عليها، فإن عجزوا عن التيمم أيضًا صلوا على حسب حالهم ولا إعادة عليهم.  

التيسير ورفع الحرج عن المكلفين في الشريعة الإسلامية

وأوضحت الإفتاء أن الشريعة الإسلامية يسرت ورفع الحرج عن المكلفين من المبادئ الراسخة في الشَّريعة والأحكام الشرعيَّة التي يُطالَب بها المكلفون، فقد رَفَع الشرع الشريف الحرج في العبادات والواجبات عن المكلفين، قال تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185]، وقال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ الحج: 78.
وتابعت الإفتاء، قائلة: وممَّن خصَّهم الشرع الشريف بالتيسير ورفع الحرج: ذوو الهمم من أصحاب الاحتياجات الخاصَّة، وهؤلاء مخاطَبون بالتكاليف الشَّرعيَّة ومُطالَبون بها متى قامت بهم شروط التكليف من إسلامٍ وعقلٍ وغير ذلك من الشروط، وقيامهم بها وأداؤهم لها يكون على حسب حالهم وقدرتهم واستطاعتهم؛ رعايةً لعذرهم، ورغبةً في التخفيف ورفع الحرج عنهم؛ لقوله تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185]، ولقوله تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: 286]، وقوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78]، ولعموم قوله تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ﴾ الفتح: 17.

وأضافت: نَفَت الآيات الكريمات الأُوَل الحَرج مطلقًا، ونَفَت الآية الأخيرة الحَرَج عن أصحاب الأعذار الذين تخلَّفوا عن الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ رعايةً لعذرهم. كما جاء في السنَّة ما يدل على رَفْع الحرج عن أصحاب الأعذار في جانب التكاليف الشَّرعيَّة، فقد أخرج الإمام البخاري في "صحيحه" عن عمران بن حصين رضي الله عنه، قال: كانت بي بواسير، فسألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الصلاة، فقال: «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ» فهذا الحديث يدلُّ على رفع الحرج عن أصحاب الأعذار، والتخفيف عنهم في التكاليف الشرعيَّة والواجبات المرعيَّة.

وعن كيفية الوضوء قالت الإفتاء: الأصل المقرر شرعًا أَنَّ الطهارة مِن الحدث الأصغر بالوضوء والأكبر بالغسل شرطٌ من شروط صحة الصلاة لا تصح الصلاة بدونها، وإعمالًا لذلك الأصل وتطبيقًا له فأداء ذي الهمة للوضوء يختلف بحسب وجود محل فرض الوضوء وقُدْرته على القيام به.

وأضافت: فإن وُجِد محلُّ فَرْض الوضوء وكان المكلف قادرًا على القيام به بنفسه قام به، وإن لم يَقْدِر بنفسه وأعانه من لا مِنَّةَ له عليه ممن تلزمه طاعته كولده، أو غيره ممن لو استعان به أعانه على وضوئه جاز له ذلك وصح وضوءه؛ إذ من المقرر شرعًا جواز الاستعانة بالغير في الوضوء عند العجز.

فإن لم يجد مَن يعينه تطوعًا ممن لا مِنَّةَ له عليه لزمه استئجار من يساعده متى كان قادرًا على دَفْع الأجرة، بامتلاك فاضل عن حاجته، قال الشيخ زكريا الأنصاري الشافعي في "أسنى المطالب" (1/ 33، ط. دار الكتاب الإسلامي): [(والعاجز) عن الوضوء لقطع يده أو نحوه (يستأجر) وجوبًا (موضئًا) أي: من يوضئه (بأجرة مثل) فاضلة عن قضاء دينه، وكفايته، وكفاية مؤنة يومه وليلته] اهـ.كدت الإفتاء أن الهبة حال الحياة أمر جائز شرعًا ولا حرج فيه.

 

مقالات مشابهة

  • هل الذنوب تنقص الرزق وتسبب الفقر؟.. 10 أمور تنغص حياتك فاجتنبها
  • مراتب الحزن في القرآن الكريم
  • التواضع زينة الأخلاق.. تأملات في قول الله تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ}
  • من هو النبي الذي قتل جالوت؟.. تعرف على القصة كاملة
  • هل تجب على اليمين الغموس كفارة؟.. دار الإفتاء تجيب
  • ماذا يفعل المسلم عند الغضب؟.. آيات تطفئ النار الملتهبة
  • حكم تصرف ذوي الهمم في أموالهم وأمور الحياة مع من يرعاهم
  • حكم السرقات والتعديات على مياه الشرب والصرف الصحي
  • حكم صبر الإنسان عند الإبتلاء بالفقر أو الغنى
  • ذكر نبوي لقضاء الديون: دعاء يعينك على التوفيق