في ظلال #طوفان_الأقصى “109”

#معتقل_سدي_تيمان الأسوأ من بانجرام وأبو غريب وغوانتانامو

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

اسمٌ جديدٌ ربما لم يسمع به الكثيرون، ولا يعرفون عنه شيئاً، ولا يدرون ما هو، ولا إلام يشير، لكنه بدأ يظهر بقوةٍ في وسائل الإعلام الإسرائيلية والفلسطينية، ويتبادله الفلسطينيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويسلطون الضوء عليه كواحدٍ من أسوأ السجون والمعتقلات الإسرائيلية منذ سني الاحتلال الأولى، ويتحدثون عنه بنوعٍ من الخوف والرهبة تذكرنا بالسجون الأمريكية الرهيبة، سيئة السمعة والصيت، كسجن قاعدة بانجرام في أفغانستان، وأبو غريب في بغداد، وغوانتانامو في كوبا، التي مارس فيها الأمريكيون ضد أبناء المنطقة الأصلاء وضيوفهم، أسوأ أشكال التعذيب والتحقيق والإهانة، والاغتصاب والشبح والإعدام، وقتلوا فيها الآلاف منهم بالتعاون مع حلفائهم الإنجليز.

مقالات ذات صلة تأملات قرآنية 2024/08/22

لعلها الحادثة الشهيرة التي جرت خلف أسلاكه الشائكة وأسواره العالية، وظهر فيها جنودٌ إسرائيليون يرتكبون جريمتهم البشعة ضد معتقلٍ فلسطينيٍ أعزلٍ، مقيد اليدين معصوب العينين، جردوه من ثيابه، وعذبوه وضربوه وحاولوا اغتصابه، وصوروا أنفسهم وهم يرتكبون الجريمة ضده، وتباهوا بفعلتهم ولم يخجلوا منها، ونشروا صورهم ولم يخشوا المحاسبة والسؤال، أو التحقيق والاستجواب، والمحاكمة والعقاب، كانت السبب في الكشف عن هذا السجن الجديد، والمعتقل السيء الذي يبدو أنه أشد من الباستيل الفرنسي، الذي ينفذ فيه العدو جرائم الإعدام بالمقصلة وإن بأشكال مختلفة.

سدي تيمان معتقل إسرائيليٌ جديدٌ، سبق القديمة وتجاوزها، وغطى عليها ونافسها، افتتحته سلطات الاحتلال الإسرائيلي في صحراء النقب جنوب فلسطين، قريباً من سجن نفحة ومعتقلات النقب القديمة، التي يتشابه معها في الخيام المنصوبة تحت الشمس اللاهبة وفي عرض الصحراء القاحلة، ولا تقي من قيظ الصيف ولا من قر الشتاء، ولا تحمي من الشمس الحارقة ولا من الأمطار الساقطة، وتشكل بظروفها القاسية ومكانها القاصي البعيد، نوعاً من التعذيب المستمر والمعاناة الدائمة، حيث التعذيب المتواصل والتحقيق المستمر، والمعاناة الدائمة، والحرمان المطلق، وسادية الجنود، وحقد الحراس، وتعليمات الإدارة المفرطة في العنف والقسوة.

نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في معرض حديثها عن معتقل سدي تيمان، أن حراس السجن يقيدون الأسرى بالسلاسل والأغلال، ويعصبون عيونهم بأكياس خشنةٍ سميكة تغطي رؤوسهم، أو بعصباتٍ مشدودة على عيونهم لساعاتٍ طويلةٍ من الليل والنهار، ويجمعونهم عراةً خلف الأسلاك الشائكة في مجموعاتٍ كبيرةٍ، ويجبرونهم على جلوس القرفصاء لساعاتٍ طويلة، أو الوقوف على قدمٍ واحدةٍ وأيديهم فوق رؤوسهم لفتراتٍ طويلةٍ لا يقوى على احتمالها أحد، ويشغل الجنود أوقاتهم في تعذيبهم، ويتنافسون في إلحاق الضرر بهم، ويتراهنون على صراخهم وألمهم، أيهم يعلن استسلامه وعدم قدرته على الاحتمال قبل الآخر.

أغلب الأسرى والمعتقلين في معتقل سدي تيمان هم مرضى وجرحى، ومصابون يعانون، وجرحى ينزفون، وبعضهم من الذين بترت أطرافهم فلا يمشون، أو فقدوا عيونهم فلا يبصرون، وجميعهم قد نقلوا إليه من ميدان المعركة في قطاع غزة، حيث يقوم جيش العدو بجمع عامة الفلسطينيين، واقتحام مناطق الإيواء وتجمعات اللاجئين، وينتقي منهم من يشاء ويسوقهم إلى مراكز الاعتقال المختلفة.

ولا يبالي جيش العدو باعتقال الجرحى والمرضى والمسنين، والنساء والأطفال وعموم الفلسطينيين، بل يتعمد اعتقالهم، ويزج بهم عراةً في شاحناتٍ ويطلق النار على كثيرٍ منهم، ويتركهم على حالهم ينزفون، ويمتنع عن إسعافهم أو تقديم العلاج لهم، ويتركهم على حالهم يعانون، أو يطلق سراحهم في المناطق الخطرة ويقتلون، وتبقى أجسادهم ملقاة على الأرض لأيام طويلة قبل أن تصلهم طواقم الإسعاف والدفاع المدني أو عامة المواطنين لدفنهم.

كأنه لا يكفي الإسرائيليين معتقلاتُ النقب الكبيرة، ولا سجون نفحة وبئر السبع وعسقلان، وشطة وكفار يونا والمسكوبية، والرملة وعوفر والدامون وغيرها، التي كان ولا يزال يمارس فيها العدو الإسرائيلي أشد أنواع التعذيب والعزل والقمع والحرمان، ضد آلاف الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، بمن فيهم الصبية والأطفال، والمرضى والمسنين والنساء، حتى بنوا لنا سجون جديدة، وافتتحوا معتقلاتٍ أكثر سوءً من سابقاتها، ليزجوا بها بأكثر من خمسة عشر ألف معتقلٍ فلسطينيٍ جديدٍ، من أبناء قطاع غزة والقدس والضفة الغربية، بعد عملية طوفان الأقصى يوم الثامن من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي 2023، وينفذوا فيها عمليات التصفية والإعدام، والتعذيب والإهانة، بعد سلسلة من عمليات التحقيق القاسية التي تفضي إلى الموت.

لا يقترف الجنود والحراس الإسرائيليون جرائمهم ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، بعيداً عن عيون مسؤوليهم، وبمعزلٍ عن تعليمات قيادتهم، أو مخالفين لسياسة حكومتهم، فهم بلا شك مريضةٌ نفوسهم، وعفنةٌ أخلاقهم، ومنحرفة فطرتهم، وشاذةٌ سلوكهم، وحاقدةٌ قلوبهم، ويمارسون أفعالهم الخبيثة وأعمالهم الدنيئة انطلاقاً من أنفسهم وتعبيراً عن ذاتهم.

لكن حكومتهم ترعاهم، وقيادتهم تؤيدهم، وجيشهم يسهل عليهم، ووزير أمنهم الوطني يشرع لهم جرائمهم، ويتابع تعاملهم معهم، ويتفقدهم دائماً ليتأكد من خشونة تعاملهم، وقسوة إدارتهم، وأنهم لا يتساهلون مع الأسرى، ولا يقدمون لهم شيئاً يخفف عنهم، فلا طعام يكفيهم، ولا دواء يسكن ألمهم، ولا علاج ينهي أوجاعهم، ولا حقوق تؤدى إليهم، فهذه سياسة حكومة وطبيعة شعب، وسلوكٌ عامٌ وفهمٌ مشتركٌ، لا تتغير ولا تتبدل حتى لو تغير مسؤول وجاء آخر.

بيروت في 22/8/2024

moustafa.leddawi@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: طوفان الأقصى معتقل سدی تیمان

إقرأ أيضاً:

«ليس غريبًا عليهم هذا الأمر».. محمد عبد المنعم يوجه رسالة خاصة لجماهير الأهلي

علق محمد عبد المنعم، مدافع منتخب مصر ونادي نيس الفرنسي، على الدعم الكبير من جماهير الأهلي بعد رحيله.

وانتقل محمد عبد المنعم، إلى نادي نيس الفرنسي في فترة الانتقالات الصيفية الحالية، قادما من صفوف الأهلي.

تصريحات محمد عبد المنعم

وقال محمد عبد المنعم في تصريحاته أثناء تقديمه في نادي نيس: "كنت ألعب في أكبر ناد في الشرق الأوسط وهو النادي الأهلي".

وواصل: "الجماهير تحبني وأحبهم فأنا ابن من أبناء النادي الأهلي.. وحققت معهم العديد من البطولات وليس غريبا عليهم أن يظلوا داعمين لي".

وأضاف: "أوجه الشكر إلى نادي نيس والقائمين على النادي وما رأيته من استقبال واهتمام إعلامي بي هنا في فرنسا".

الأهلي يتلقى 130 مليون جنيه من نيس الفرنسي

من جانبه، كشف الإعلامى محمد الليثى انتعاش خزينة النادي الأهلي ظهر أمس، الأربعاء، بالدفعة الأولى من صفقة محمد عبد المنعم الذي انتقل منذ أيام لنادي نيس الفرنسي.

وأوضح محمد الليثى خلال تقديمه برنامج 10 و 10 مع محمد الليثي عبر إذاعة أون تايم سبورت آف آم على موجات 93.7:"قام النادي الفرنسي بتحويل مبلغ مليوني و400 ألف يورو للأهلي أمس لتنتعش خزينة الأهلي بهذا المبلغ وفقاً للاتفاق الذي تم بين الناديين خلال عملية توقيع العقود قبل أيام وأتفق الأهلي مع نيس على كيفية سداد الصفقة التي تبلغ قيمتها 4 ملايين و300 ألف يورو، بجانب مليون يورو "بونص"، يحصل عليها الأهلي حسب مشاركة اللاعب مع ناديه الجديد وتسجيل وِصناعة الأهداف ".

وأشار محمد الليثى:" حصول الأهلي على الدُفعة الأولى وقيمتها مليوني و400 ألف يورو ( أي ما يقرب من 130 مليون جنيه) أمس على أن يتم تحويل الدفعة الثانية والأخيرة من قيمة الصفقة خلال يوليو المقبل وقيمتها مليون و900 ألف يورو ".

مقالات مشابهة

  • «ليس غريبًا عليهم هذا الأمر».. محمد عبد المنعم يوجه رسالة خاصة لجماهير الأهلي
  • حسن خليل: المعركة مع العدو طويلة
  • «الإعلام الخارجي الكويتي»: مصر والكويت تمتلكان عقود طويلة من قوة العلاقات في كل المجالات
  • حزب الله: الجنوب دخل في حرب استنزاف طويلة الامد
  • لجان المقاومة تنعى شهداء مجزرة خزاعة في خانيونس
  • جماهير برشلونة تترقب عودة جافي بعد اصابة طويلة
  • محافظ الجيزة يتفقد الحالة العامة للمحاور والإشغالات والنظافة بكرداسة والبدرشين وأبو النمرس
  • عائلة عراقية ترفض استلام مولودتها من المستشفى لسبب غريب
  • الطب البيطرى بأسوان ينظم 3 قوافل بقرى بنبان وأبو الريش والمنشية
  • عن ابو غريب السودان هذا ما دار في سجن سوبا