أنقذت مدمرة فرنسية، الخميس، 29 بحاراً من ناقلة النفط "يونيون" التي تعرضت لهجوم متكرر وصف بـ"الأخطر منذ أسابيع" في البحر الأحمر.

وذكرت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، في تقرير عن الحادثة، نقلاً عن مسؤولين لم تسمهم بأن "مدمرة فرنسية أنقذت 29 بحاراً من ناقلة النفط تعرضت لهجوم متكرر في البحر الأحمر، بينما دمرت أيضا قاربا بدون طيار يحمل قنابل في المنطقة".

وأشارت الوكالة إلى أن هذا الهجوم "هو الأخطر في البحر الأحمر منذ أسابيع خلال حملة استمرت شهورا من قبل الحوثيين تستهدف السفن التي عطلت طريقا تجاريا تمر عبره عادة تريليون دولار من البضائع كل عام".

ولفتت الوكالة إلى أن "المسؤولين العسكريون لم يذكروا اسم المدمرة الفرنسية المشاركة في عملية الإنقاذ"، موضحة أن 4 مقذوفات أصابت السفينة، غير أنه لم يتضح طبيعة الهجوم ما أن كانت بواسطة طائرات بدون طيار أم صواريخ.

وكانت افادت عملية "أسبيدس" التابعة للاتحاد الأوروبي بإن الناقلة "سونيون" راسية الآن في البحر الأحمر ولم تعد تنجرف، مشيرة إلى أن "السفينة كانت تعمل بطاقم من الفلبينيين والروس".

ومنذ 19 نوفمبر/ تشرين الأول الماضي، بدأت مليشيا الحوثي (المصنّفة على قائمة الإرهاب) بشن هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة ضد سفن الشحن التجارية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن.

وحسب مصادر عديدة، يشرف على الهجمات الحوثية بشكل مباشر، خبراء في الحرس الثوري الإيراني، حيث أدّت هذه الهجمات إلى زيادة تكاليف التأمين البحري، بعد أن لجأت شركات الشحن الدولية إلى الممر البديل والأطول بكثير حول الطرف الجنوبي للقارة الأفريقية.

من جانبها، شكلت الولايات المتحدة تحالفا عسكريا في البحر الأحمر تحت قيادتها أطلقت عليه “حارس الازدهار”، لمواجهة الهجمات "الحوثية والإيرانية"، التي تزعم أن هجماتها تأتي للضعف على إسرائيل بإيقاف الهجوم على قطاع غزة، ولكن ذلك لم يغير شيئا في مسار الحرب التي زادت إسرائيل من توسعتها.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

ملحمة يمنية تهز الطغيان الأمريكي

يحيى الربيعي

في هذه المنطقة المائجة بالتقلبات، حيث تسعى قوى الاستكبار لإعادة صياغة الخرائط وفقًا لأهوائها، يبرز اليمن شامخًا كحصن منيع في وجه المشروع الأمريكي الصهيوني. فبينما تتسارع خطوات التطبيع المخزي، وتتجاهل أنظمة عربية صرخات فلسطين المدوية، يقف اليمن صلبًا، رأس حربة في محور مقاومة يهز أركان الهيمنة.
وتحت لواء “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس” يعلن السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي عن مهمة إسناد تاريخية، وتحدٍ مدوٍ في زمن قل فيه الناصر. لم يلتفت اليمن إلى التساؤلات المشككة: كيف لبلد مثقل بالجراح يواجه عدوانًا شرسًا وحصارًا خانقًا أن يخوض معركة بهذا الحجم رغم التكلفة الباهظة والجهود المنفردة؟ وأين هو ذلك “التحالف العربي الإسلامي المشترك” في هذا المخاض العسير؟
لكن إرادة الله تأبى إلا أن تنصر الحق، “ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”، فسقط المخطط الصهيوأمريكي في أول اختبار له. لقد ظنوا أن قصف البنية التحتية للجيش اليمني سيحقق اختراقًا استراتيجيًا حاسمًا، لكنهم وجدوا أنفسهم يعودون إلى الدوامة الفاشلة التي تمنى سلفهم “بايدن” الخلاص منها. أمريكا، منذ أن تورطت في العدوان بالوكالة عبر التحالف السعودي، ثم كررت حماقتها بتحالف أسمته “حارس الازدهار”، فشلت فشلاً ذريعًا في تحييد صنعاء عن نصرة غزة. خيبة أمل مريرة أصابت المشروع الأمريكي الصهيوني، وعرقلت مسيرته نحو شرق أوسط خالٍ من المقاومة.
خلال معركة “طوفان الأقصى” البطولية، برهنت جبهة الإسناد اليمنية قدرتها الفائقة على تحقيق تغييرات استراتيجية عميقة. لقد فرضت حصارًا بحريًا تاريخيًا قلب موازين القوى، وسددت ضربات موجعة للاقتصاد الصهيوني، لتثبت أنها ليست مجرد مساند ضعيف، بل محور حاسم في تثبيت انتصار المقاومة.
على المستوى البحري، تجلى الأثر واضحًا في تراجع اقتصادي قاس. تمكنت القوات المسلحة اليمنية الباسلة من إغلاق ميناء أم الرشراش (إيلات) بالكامل، ما أدى إلى تراجع هائل في الواردات وخسائر تقدر بمليارات الدولارات. وتأثرت موانئ أخرى بارتفاع جنوني في تكاليف النقل، ورفض العديد من السفن الإبحار إليها خوفًا من صواريخ اليمن.
أما الهجمات الصاروخية والجوية على عمق الكيان الصهيوني فقد ولدت ضغوطًا أمنية وعسكرية زعزعت الأمن الداخلي للكيان الصهيوني، وأدت إلى تزايد الشكوك في قدرة الكيان المؤقت على حماية المستوطنين، ما أشعل فتيل الاحتجاجات المتصاعدة. كما تكبد الكيان خسائر فادحة في بنيته التحتية العسكرية والاقتصادية، وتراجعت بورصة “تل أبيب” وقيمة “الشيكل”.
وعلى مستوى التأثيرات العالمية، أجبرت الضغوط اليمنية شركات الشحن العملاقة على التخلي عن التعامل مع موانئ فلسطين المحتلة، ما أدى إلى ارتفاع تكاليف التأمين وتأثيرات مباشرة على حركة التجارة العالمية، مُحدثًا اضطرابًا في سلاسل الإمداد.
في الجولة الأولى من العدوان على غزة، لم تقتصر التأثيرات على الاقتصاد والأمن الصهيوني فحسب، بل امتدت لتشمل الجوانب الاستراتيجية والسياسية، لتصنع معادلة جديدة للصراع. إرغام العدو على القبول بوقف إطلاق النار في غزة كان نتيجة مباشرة لهذه الضغوط اليمنية، ما عزز مكانة المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة بأكمله.

كسر المعادلة الترامبية المتعجرفة

واليوم، يعود المجرم ترامب لشن جولة جديدة من العدوان على اليمن، مستهدفا ذات المواقع التي قُصفت سابقا، لكنه لا يحصد سوى فشل مدوٍ. غاراته العمياء لم تمسَّ البنية العسكرية اليمنية القوية، وإنما حصدت أرواح الأبرياء ودمرت المنشآت الحيوية. في المقابل، لا تزال صواريخ اليمن الباليستية تدك عمق الكيان، تستهدف منشآته الحيوية وتهدد أمنه المزعوم. قوات اليمن البحرية والصاروخية والمسيرة تخوض معارك شرسة مع الأساطيل الأمريكية المتغطرسة، محولة مياه البحر الأحمر إلى ساحة جحيم تحرق وعود ترامب الزائفة. فبدلاً من أن يحرق ترامب اليمن، بات الوجود الأمريكي في المياه اليمنية وقودًا لنيران متصاعدة تحرق وعوده الكاذبة.
9 اشتباكات مع حاملة الطائرات ترومان، وإسقاط 5 طائرات بدون طيار، واستهداف مطار “بن غوريون” 7مرات، و5 اهداف عسكرية داخل الكيان.
في مشهد يوحي بأن رياح التغيير قد بدأت تهب بقوة في المنطقة العربية، تقف القوات المسلحة اليمنية بثبات وصمود أسطوري لتكتب فصلًا جديدًا في مسار المواجهة مع الولايات المتحدة. القصة تبدأ مع الحملة الأمريكية المكلفة التي استنزفت من ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ما يقارب مليار دولار خلال الأسابيع الثلاثة الأولى فقط، وسط توقعات بأن تتصاعد التكلفة الإجمالية إلى ما هو أبعد من المليارات. فرغم كل هذا الإنفاق الهائل، يظل العنوان الرئيسي للحملة “نجاح محدود” إن لم يكن “فشل ذريع”.
“ترومان”، حاملة الطائرات العملاقة التي كانت رمزًا للقوة الأمريكية المطلقة، أصبحت في موقف لا تحسد عليه، رغم ترسانتها المتطورة، بل باتت الحاجة ملحة لتعزيزها بغيرها، في اعتراف ضمني بفشل “استعراض القوة” الترامبي الأجوف، الذي يواجه رفضًا متزايدًا في الكونجرس لتمويل “معارك خاسرة”. وقبل أن تباغتها الهجمات اليمنية الدقيقة، اضطرت “ترومان” للهروب بعيدا إلى أقصى شمال البحر الأحمر على بعد مئات الأميال، لتثبت هذه المواجهة أن التكنولوجيا الأمريكية المتطورة لم تعد عصية على صواريخ اليمن ومسيراته المتطورة، في مشهد يكشف حدود الهيمنة الأمريكية أمام تكتيكات الردع اليمنية الذكية.
لم يعد البحر الأحمر بحيرة مباحة للهيمنة الأمريكية، ولا ساحة صراع مفتوحة تستعرض فيها واشنطن عضلاتها، فقد برز اليمن لاعباً دولياً مؤثراً يغير قواعد اللعبة، وأصبح الرهان الأمريكي على كسره مغامرة محكومة بالفشل. فمهما حشدت واشنطن من أساطيل وجيوش، لم تستطع تعديل ميزان الردع، بل وجدت نفسها أمام واقع متآكل القوة، وسفنها الحربية تواجه تهديدات وهجمات متصاعدة.
يكمن الخطأ الاستراتيجي الأمريكي الفادح في تجاهل التحولات العميقة التي تجتاح النظام الدولي. فبينما نجحت واشنطن سابقًا في تفكيك تحالفات خصومها، تواجه اليوم تحالفًا متماسكًا بين قوى صاعدة تسعى جاهدة لإنهاء حقبة الهيمنة الغربية. هذا التكتل يحد بشكل كبير من قدرة أمريكا على إعادة إنتاج نموذجها القديم في المنطقة ويضعف أدواتها التقليدية. وحتى رهانها على تحجيم روسيا باء بالفشل الذريع، حيث تعمقت الشراكات الاقتصادية بين موسكو وبكين، ووجدت أوروبا نفسها في أزمة طاقة واقتصاد…. إلخ.

أبعاد الهيمنة المتزعزعة والمعادلة الجديدة في البحر الأحمر الملتهب

راهنت الإدارة الأمريكية، بقيادة دونالد ترامب، على “القوة الساحقة” لردع اليمنيين وتأمين الملاحة في البحر الأحمر الحيوي. ولكن على الرغم من الضربات الجوية المكثفة التي استهدفت بشكل أساسي المنشآت المدنية الحيوية كمصافي النفط والمطارات ومحطات المياه والمصانع والمعامل ومحالج القطن والمزارع والمباني والأحياء السكنية، فإن المواقع العسكرية اليمنية ظلت عصية على الاكتشاف بواسطة الأقمار الاصطناعية وأحدث طائرات الاستطلاع وأجهزة التنصت والمعلومات الاستخباراتية المتطورة. بل والأكثر من ذلك، عززت هذه الضربات من قدرات اليمن على ابتكار أحدث التقنيات لتنويع الهجوم ومراوغة دفاعات الخصوم وفرض معادلة الردع وقواعد الاشتباك المباشر.
في قلب هذه المعادلة الصعبة، يبرز إنجاز غير مسبوق للقوات المسلحة اليمنية، وهو إسقاط 18 طائرة MQ-9 ريبر الأمريكية المتطورة. لم يسبق لأي دولة في العالم أن تمكنت من تحقيق هذا الرقم القياسي، وهو ما يضع الولايات المتحدة في موقف استراتيجي حرج للغاية. فالطائرة MQ-9، التي تُعد إحدى جواهر التكنولوجيا العسكرية الأمريكية، تمثل ذراعًا أساسيًا في عمليات الاستطلاع وتنفيذ المهام المعقدة. ولكن اليمن، بالاعتماد على الله واستخدام الهندسة العكسية، قد يفتح الباب لاستنساخ هذه التكنولوجيا وتحويلها إلى أدوات تعزز قدراته الدفاعية بشكل كبير.
مع تصاعد التكاليف الباهظة لهذه العمليات، تجد البحرية الأمريكية نفسها في وضع مأزوم. حاملة الطائرات “يو إس إس ترومان”، التي كانت رمزًا للقوة الأمريكية التي لا تُقهر، أصبحت هدفًا غير بعيد عن متناول الهجمات اليمنية، إلى حد التمكن من شلّ ما يقدر بنحو 70% من قدراتها العملياتية، ومؤخرا استقدمت واشنطن طائرات B-2 لقصف المحافظات اليمنية بعد تعذر إقلاع الطائرات من على حاملة الطائرات “ترومان”.
يبرز الفشل الأمريكي الذريع في اليمن كاختبار جديد لمدى قوة الهيمنة الأمريكية المتآكلة. الرسالة القوية التي يبعثها اليمن للعالم هي أن التكنولوجيا وحدها ليست كافية لضمان التفوق العسكري، وأن الإرادة الصلبة والصمود الأسطوري وحسن إدارة وتوجيه الإمكانيات البسيطة هي عوامل استراتيجية فاقت في تأثيرها مختلف استراتيجيات التطور العلمي، بل وأمكنها قلب الموازين، وتحويل تهديدات العدو بتحويل اليمن إلى جحيم، إلى أن يصبح اليمن نفسه محرقة استنزاف لأعتى قوة غازية عرفها التاريخ.
لم تنجح العمليات العسكرية الأمريكية المكثفة في إنهاء الحصار اليمني على السفن الصهيونية في البحر الأحمر، حيث اضطرت ما يقرب من 70% من السفن التجارية إلى تغيير مسارها المكلف. في المقابل، يحافظ اليمن على تصاعد وتيرة عملياته الهجومية النوعية، مهددًا بتوسيع أهدافه لتشمل إعلان اليمن امتلاكها تقنيات عسكرية واعدة سيتم الكشف عنها في الوقت المناسب.

تغييرات جذرية في توازن القوى الإقليمي والدولي

يساهم الصمود الأسطوري والتفوق العسكري الذي حققته اليمن في إحداث تغييرات جذرية في توازن القوى في المنطقة. لم تستطع الإدارة الأمريكية استعادة هيبتها المفقودة كما كان متوقعًا بعد هذه الحملة الفاشلة، بل إن الفشل المتتالي يعكس تحولًا مهمًا في المعادلات الإقليمية والدولية. لقد أصبح اليمن جزءًا لا يتجزأ من معادلة جديدة في المنطقة، تتجاوز مفاهيم الهيمنة القديمة التي كانت تستند بشكل أساسي على القوة القهرية الغاشمة.
تشكل هذه الظروف الاستثنائية فرصة تاريخية لإعادة رسم الخرائط السياسية والاستراتيجية في المنطقة. وبذلك، نحن أمام لحظة فارقة على صعيد العلاقات الدولية، حيث تسعى قوى صاعدة إلى تعزيز دورها ومكانتها، في حين تسعى الولايات المتحدة جاهدة للحفاظ على نفوذها المتآكل، ولكن دون جدوى.
إن صمود اليمن الأسطوري ومواجهته البطولية للقوى الكبرى، وبالأخص الولايات المتحدة، يمثل نموذجًا ملهمًا لكيفية تمكُّن الدول الصغيرة أو المناضلة من تحقيق توازناتها عبر المقاومة الشعبية والصمود الأسطوري والإيمان العميق بالحق. فبينما نعيش في عالم يتغير باستمرار، تظل القوة الحقيقية والرؤية الثاقبة وتحفيز الشعوب المقهورة عوامل حاسمة في تشكيل مستقبل المنطقة والعالم. كما أظهر اليمن للعالم أجمع أن إرادة الشعوب الحرة قادرة على إحداث التغيير الجذري، حتى في وجه أقوى التحديات وأعتى القوى الغاشمة.
في النهاية، قد يكون التحليل الأكثر شمولية للعوامل المحددة في هذا السياق هو ضرورة الاعتراف بالتغيرات العميقة التي تحدث في النظام الدولي، وضرورة استجابة القوى الكبرى لهذا الواقع الجديد. إن احتدام الصراع في البحر الأحمر يعكس تحولات جذرية في طريقة إدراك القوى الكبرى لمصالحها الحيوية، وفقدانها التدريجي لهيمنتها التقليدية التي استمرت لعقود طويلة.

مقالات مشابهة

  • بيتاس: الهجوم السيبراني فعل إجرامي من جهات معادية غاضها الاعتراف الأمريكي بالسيادة على الصحراء
  • الأونروا: نحو 1.9 مليون شخص في غزة تعرضوا لتهجير قسري متكرر
  • وزارة البيئة تطلق الفيلم الوثائقي الترويجي لمحميات جزر البحر الأحمر
  • جبل الدخان.. كنز أثري منسي ينتظر النور شمال غرب الغردقة
  • الحالة المطرية تمتد إلى 9 مناطق
  • عشر سنوات من القرصنة: تسلسل زمني للهجمات السيبرانية التي استهدفت المغرب
  • ملحمة يمنية تهز الطغيان الأمريكي
  • لكل مسعف قصة.. قافلة رفح التي قتلتها إسرائيل بدم بارد
  • السيسي: مصر خسرت 7 مليارات دولار خلال عام 2024 نتيجة أزمة البحر الأحمر
  • تضاف لتأثيرات البحر الأحمر.. رسوم ترامب تضغط على حركة الشحن العالمية