الجزيرة:
2025-03-28@18:54:02 GMT

لماذا يحاول بايدن وهاريس التوصل إلى صفقة بشأن غزة؟

تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT

لماذا يحاول بايدن وهاريس التوصل إلى صفقة بشأن غزة؟

واشنطن- يستغرب كثير من المعلقين الأميركيين من محاولة إدارة الرئيس جو بايدن التوصل إلى اتفاق يسمح بإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، والإفراج عمن تبقى من أسرى ومحتجزين لدى حركة حماس، وذلك وسط احتدام موسم الانتخابات الرئاسية الأميركية، في وقت لا يستخدم فيه البيت الأبيض ما يملك من أدوات لدفع إسرائيل إلى قبول المقترح الأميركي.

ومن مقر عطلته بولاية كاليفورنيا، هاتف بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك بحضور افتراضي لنائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية لانتخابات 2024 الرئاسية كامالا هاريس، من مدينة شيكاغو حيث توجد في المؤتمر العام للحزب الديمقراطي، في ما يعكس أهمية بالغة للبيت الأبيض لإنهاء الحرب.

4 أشهر من المحاولات

تفتقر إدارة بايدن، التي لم يتبق لها سوى أقل من 5 أشهر في السلطة، إلى إنجاز دبلوماسي كبير في سياستها الخارجية بصفة عامة، في حين أن سجلها في التعامل مع الشرق الأوسط فاشل في أحسن الأحوال.

وبعثت واشنطن خلال الأيام الأخيرة برسائل مفادها أننا "أقرب من أي وقت مضى للتوصل إلى اتفاق في غزة". وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن الاتفاق كان قاب قوسين أو أدنى، لكن المفاوضات الجارية منذ أوائل العام يبدو أنها فشلت مرارا وتكرارا. وخلال زيارته الأخيرة لإسرائيل يومين، صرح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ببلوغ "لحظة حاسمة، وربما الفرصة الأخيرة" للتوصل إلى اتفاق.

وعلى مدار الأشهر الأربعة الأخيرة منذ طرح الرئيس الأميركي لما عرف بمبادرة بايدن لوقف القتال في غزة والإفراج عن الأسرى، عملت واشنطن، مع القاهرة والدوحة، بلا جدوى لتنفيذ هذ الاتفاق بسبب التعنت الإسرائيلي.

وفي تصريحات صحفية قبل مغادرته العاصمة القطرية، قال بلينكن إن "الوقت من ذهب لأن راحة الرهائن وحياتهم معرضة للخطر مع كل يوم يمر، الوقت من ذهب لأن النساء والأطفال والرجال في غزة يعانون مع كل يوم يمر من دون إمكانية الحصول على غذاء ودواء مناسبين ويعيشون في خطر التعرض لإصابة أو فقدان حياتهم في خضم قتال لم يبدؤوا به ولا يستطيعون إيقافه".

اتساع رقعة النزاع

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يكرر أركان إدارة بايدن أن أحد أهم أهداف واشنطن يتمثل في عدم امتداد بقعة الصراع خارج أراضي قطاع غزة، إلا أن هذا الهدف أصبح صعب المنال مع استمرار المناوشات والعمليات العسكرية المحسوبة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، واستمرار عرقلة جماعة الحوثيين باليمن للملاحة بالبحر الأحمر، فضلا عن هجمات الفصائل المتحالفة مع إيران داخل العراق على القواعد الأميركية المنتشرة في المنطقة.

وخلال جولته الأخيرة بالمنطقة، كرر بلينكن أن اتفاق غزة "هو المفتاح" لاستقرار المنطقة. وعلى الرغم من الاعتقاد السائد بأنها ستعرقل المفاوضات، فإن الاغتيالات الأخيرة في بيروت وطهران لم توقف الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

مصلحة أميركية

ورأى بلينكن أن التوصل إلى اتفاق بشأن غزة يعدّ مصلحة أميركية، "فما زال ثمة مواطنون أميركيون بين الأسرى في غزة، وقد كنت واضحا بالقول إن المصلحة الأميركية هي بالتأكد من إعادة مواطنينا إلى منازلهم وأسرهم واستعادة رفات من فقدوا حياتهم".

ويخشى قادة الحزب الديمقراطي من استغلال الحملة الانتخابية للرئيس السابق دونالد ترامب لاستمرار احتجاز حركة حماس لـ5 مواطنين أميركيين من مزدوجي الجنسية. ويكرر ترامب أن ضعف إدارة بايدن شجع حماس على شن هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وأنه لو كان في الحكم لما اندلع هذا الصراع، فضلا عن استغلاله لقضية المحتجزين الأميركية لإحداث ضعف في إدارة بايدن -هاريس.

وأشار براين كاتوليس، المسؤول السابق بإدارة باراك أوباما، والخبير بمعهد الشرق الأوسط، إلى وجود تحديين أساسيين أمام الدبلوماسية الأميركية، وهما: "أولا، أن الطرفين الرئيسيين، حماس وإسرائيل، يواصلان استخدام القوة والعنف في مواجهتهما المستمرة. وثانيا، يواصل الطرفان إضافة مطالب تهدف إلى تشكيل بيئة ما بعد الصراع".

وفي حديث مع الجزيرة نت، أشار مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأوسط، السفير ديفيد ماك، إلى أن "هناك أسبابا داخلية وأسبابا تتعلق بالسياسة الخارجية لبقاء إدارة بايدن-هاريس نشطة في محاولة إقناع حماس والحكومة الإسرائيلية بالموافقة على مقترحات سد الفجوة للمفاوضين الأميركيين والمصريين والقطريين".

وقال "نحن نراقب الضرورات المحلية التي تكشف عن نفسها في شيكاغو حيث كرست العديد من الجهات جهدا كبيرا للتأثير على برنامج الحزب الديمقراطي والآراء التي يعبر عنها المرشحون علنا في هذا الإطار".

هدف استعراضي

من جانبها، رأت خبيرة الشؤون الدولية آسال أراد -في حديث للجزيرة نت- أن بايدن وهاريس "يبذلان كل هذا الجهد بهدف الاستعراض وليس من أجل إنهاء المذبحة في غزة، مشيرة إلى الضغوط الدولية والمحلية لمحاسبة إسرائيل، ووقف الحرب التي أودت بالفعل بحياة أكثر من 40 ألف شخص ولا يزال الآلاف في عداد المفقودين، وإنهاء صادرات الأسلحة إلى إسرائيل.

وأضافت أن إدارة بايدن-هاريس تريد أن تبدو كأنها تستمع إلى الرأي العام وتلتزم بالقانون الدولي والمحلي؛ "هذا صحيح بشكل خاص مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2024 بسرعة، واستمرار الاحتجاجات في الأحداث الانتخابية مثل المؤتمر العام للحزب الديمقراطي".

وعما إذا كان لدى البيت الأبيض أي نفوذ حقيقي وإرادة للضغط على نتنياهو لتقديم تنازلات، قالت آسال أراد إن "البيت الأبيض لديه نفوذ هائل على الحكومة الإسرائيلية ونتنياهو، لكنهم ببساطة يرفضون استخدام هذا النفوذ".

وأوضحت أن البيت الأبيض لم يرفض فقط استخدام هذا النفوذ، مثل مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية، وبيع الأسلحة، والحماية الدبلوماسية، بل كوفئت إسرائيل بالفعل بمزيد من التمويل والأسلحة، مثل تخصيص 20 مليار دولار إضافية من الأسلحة التي تمت الموافقة عليها أخيرا لإسرائيل.

ورأى السفير ديفيد ماك أن "البيت الأبيض يتمتع بنفوذ بموجب القانون الأميركي الذي يبرر حجب المساعدات العسكرية وشحنات الأسلحة إلى إسرائيل، لكن تعاطف بايدن على مدى حياته مع إسرائيل يمنعه من الانفصال بوضوح عن نتنياهو، على الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أساء إلى صداقة بايدن لإسرائيل نفسها.

 

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات البیت الأبیض إدارة بایدن التوصل إلى إلى اتفاق فی غزة

إقرأ أيضاً:

لماذا قصفت إسرائيل ضاحية بيروت الجنوبية؟ محللون يجيبون

أعاد القصف الإسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية إلى الأذهان مشاهد الحرب الأخيرة، التي انتهت باتفاق وقف إطلاق النار أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024، مما أثار التساؤلات بشأن أهداف حكومة بنيامين نتنياهو.

وجاء القصف بعد إعلان الجيش الإسرائيلي أنه رصد إطلاق صاروخين من لبنان باتجاه كريات شمونة ومحيطها، ثم أوضح لاحقا أنه "هاجم بنية تحتية لتخزين مسيرات تابعة لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت".

وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي علي حيدر إن إسرائيل لديها برنامجا محددا ومدروسا في لبنان، ولا يهمها من يطلق هذه الصواريخ رغم تأكيد الرئيس اللبناني جوزيف عون بأن لا علاقة لحزب الله بها.

ونفى حزب الله، مسؤوليته عن إطلاق الصاروخين، مؤكدا التزامه باتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر/تشرين الثاني 2024. وقال الحزب إن هذه الحوادث تأتي في سياق "افتعال ذرائع مشبوهة لاستمرار العدوان على لبنان".

وأعرب حيدر عن قناعته بوجود مسار متصاعد للاعتداءات الجوية الإسرائيلية في لبنان وفق خطة مدروسة تتعلق بالساحة اللبنانية، بهدف استعادة ثقة سكان مستوطنات الشمال.

ويندرج هذا المسار المتصاعد في إطار التحولات التي استحدثت على العقلية العسكرية الإسرائيلية، وكذلك الضغط على الواقع اللبناني والمقاومة وحاضنتها الشعبية، وفق حيدر.

إعلان

وأضاف المحلل السياسي أن المسار الإسرائيلي يريد أيضا الضغط على الدولة اللبنانية لاتخاذ خطوات تطبيعية والمزيد من الخطوات الداخلية.

كاميرا #الجزيرة ترصد على الهواء مباشرة لحظة شن الطيران الإسرائيلي غارة استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت وتصاعد أعمدة الدخان#الأخبار pic.twitter.com/LamA3n88Lv

— قناة الجزيرة (@AJArabic) March 28, 2025

وقال حيدر إن حزب الله يعزز دولة الدولة ويقطع المجال أمام محاولات إحداث شرخ بين الجيش والمقاومة، في حين أن الدولة مطالبة بـ"استعادة ثقة شعبها وأن تمارس ما تعلنه بأنها تملك حصرية حق الدفاع عن لبنان وسيادته".

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس استبق الهجوم على الضاحية، وقال "إذا لم ينعم سكان كريات شمونة والجليل بالهدوء فلن يكون هناك هدوء في بيروت"، وحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية المباشرة عن كل عملية إطلاق باتجاه الجليل.

"صواريخ مشبوهة"

بدوره، يقول الكاتب الصحفي يوسف دياب إن إسرائيل تضع الدولة اللبنانية وحزب الله وبقية الفصائل في سلة واحدة، ولا تنتظر إجراء تحقيقات لمعرفة من خرق اتفاق وقف إطلاق النار وردت في عمق العاصمة بيروت.

وقال دياب إنه لا يعقل هكذا رد إسرائيلي على صاروخين بدائيين، مشيرا إلى أن القصف على كريات شمونة ومحيطها "عملية مشبوهة ومجهولة المصدر، وتستدرج استعداء إسرائيليا واسعا على لبنان".

ووفق دياب، فإن إسرائيل تبعث برسالة إلى الدولة اللبنانية، والمجتمع الدولي الذي يتعاطى مع بيروت ويحاول الضغط على تل أبيب لوقف الاعتداءات المتكررة على السيادة اللبنانية في الجنوب والبقاع وبيروت.

وأعرب عن قناعته بأن الدولة اللبنانية ليس بإمكانها فتح جبهة حرب مع إسرائيل، إذ لا تمتلك القدرات لذلك، ولا تريد عودة دوامة العنف وتدهور الأوضاع بالداخل اللبناني.

وأكد أن قدرة الدولة اللبنانية تتلخص في علاقاتها العربية والإقليمية والدولية، ووسائلها الدبلوماسية للجم العدوان الإسرائيلي على لبنان.

إعلان

ومنذ السبت الماضي، صعّدت إسرائيل هجماتها على لبنان بعد ادعاء تعرّض إحدى مستوطناتها في الشمال لهجوم صاروخي مصدره الجانب اللبناني، ونفى حزب الله أي علاقة له بذلك.

"استغلال فرصة"

من جانبه، قال الخبير بالشأن الإسرائيلي محمود يزبك إن الجيش الإسرائيلي رد على الضاحية الجنوبية لبيروت وهي عنوان حزب الله، رغم أنه يتهم الدولة اللبنانية بالمسؤولية عن أي خرق لاتفاق وقف إطلاق النار.

وحسب يزبك، فإن هناك معطيات إسرائيلية تفيد بأن 10% فقط من سكان مستوطنات الشمال النازحين خلال الحرب الأخيرة عادوا إلى المنطقة، رغم حملات التشجيع التي تتبناها حكومة بنتنياهو.

الرئيس اللبناني في مؤتمر صحفي مع #ماكرون: ندين أي اعتداء على #لبنان وأي محاولة مشبوهة لإعادته إلى دوامة العنف#الأخبار pic.twitter.com/OLF6iVka1L

— قناة الجزيرة (@AJArabic) March 28, 2025

وشدد يزبك على أن حكومة نتنياهو تعتبر هذا الحدث "فرصة لاستغلاله للتأثير في السياسة الداخلية الإسرائيلية"، وكذلك لإرسال رسائل مفادها أن "إسرائيل لديها القوة لكي تدافع عن سكان الشمال".

وأعرب عن قناعته بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو الوحيد الذي يؤثر على الحكومة الإسرائيلية، مشيرا إلى أن نتنياهو لا يقيم وزنا لتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن لبنان.

مقالات مشابهة

  • لماذا قصفت إسرائيل ضاحية بيروت الجنوبية؟ محللون يجيبون
  • بوتين يقترح وضع أوكرانيا تحت إدارة مؤقتة: من أجل السلام سنتعاون
  • بوتين يقترح وضع أوكرانيا تحت إدارة موقتة: من أجل السلام سنتعاون
  • أمريكا تعبر لتركيا عن قلقها بشأن الاحتجاجات الأخيرة
  • إعلام عبري: مقترح جديد بشأن صفقة وقف إطلاق النار في غزة
  • ترامب يعرض صفقة على الصين بشأن “تيك توك”.. وبكين ترفض
  • ترامب يلمح لإمكانية خفض الرسوم الجمركية للصين مقابل صفقة تيك توك
  • ​​لماذا تثير ​ملامح اتفاق عسكري بين تركيا وسوريا المخاوف؟
  • لماذا تشن إسرائيل الحرب على الأطفال الفلسطينيين
  • البيت الأبيض يكشف سبب الجدل بشأن تسريبات سيجنال