سواليف:
2024-09-16@17:37:53 GMT

تأملات قرآنية

تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT

#تأملات_قرآنية

د. #هاشم_غرايبه

يقول تعالى في الآية 28 من سورة فاطر: “إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ”.
لغويا فأن اتصال (ما) مع التوكيد (إن) تفيد الحصر، وذلك ليكون المعنى بأن العلماء هم الأجدر بخشية الله، والتي يسبقها حتما معرفته والإيمان به، وليفيد ذلك بأن الله يحض على طلب العلم ويعلي من شأن العلماء، لكن المعنى الأعمق هو أن غير المؤمن هو جاهل، بغض النظر عن تحصيله الأكاديمي، فالغباء والذكاء ليس معيارهما حجم المعلومات المحصلة بالتعلم، بل بكيفية استخدام العقل وأدواته المنطقية.


من هنا نفهم لماذا قال تعالى عن المكذبين والمشركين: “الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ”، فلأنهم غارقون في الجهل والتخلف المعرفي، فمن غير المؤمل إيمانهم.
لذلك فقد خاطب القرآن العقل البشري في ما لا يقل عن ثلثه، وبآيات خصصها لاستفزاز العقل ودفعه الى التفكر في ما يراه من حوله وفي نفسه.
ورغم التخلف العلمي الذي كان ضاربا استاره على العقول في زمن الدعوة، فقد استخدم القرآن أسلوبا باهر البلاغة لا يمكن للبشر محاكاته، وذلك في ايراد المعلومة العلمية بحيث لا تتصادم مع العقل المتخلف آنذاك، فيمكنه فهمها حسب درجة فهمه، عندما كان متخلفا، وعندما يتقدم في العلم، ومن غير مجافاة الصحة العلمية.
بالطبع ولضحالة المعارف البشرية زمن التنزيل، لذلك جاءت المعلومة العلمية المتضمنة لكيفية خلق الإنسان عامة غير مفصلة، وهذه إحدى ميزات كتاب الله، فعندما يورد المعلومة الباهرة للعقل، تجدها بصياغة عمومية لكنها تحمل إشارات تحث العقل على البحث فيها لأجل التعمق في فهمها، لذلك نجدها على طبقات، كلما تقدم الانسان في العلم فهم إعجازها للعقل أكثر، لكن من غير تناقض مع المعلومة التي كان العقل الجاهل بالكاد استوعبها.
ففي إحدى المحاججات العقلية يقول تعالى: أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى .أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ . ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ .فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ . أَلَيْسَ ذَٰلِكَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَىٰ” [القيامة:36-40]،
يبدأ الله تعالى بتساؤل استنكاري موجه الى عقول من ينكرون البعث والحساب بدعوى عدم معقوليته، ولذلك أتبعها تعالى بما هو معقول لديهم وهو كيفية خلق الإنسان، لأجل أن يتفكر هذا المكذب في ذلك والذي يجري يوميا بهذه الصورة المعجزة، ويخلص الى الاستنتاج المنطقي: فالذي صمم وقدر ورعى بدء تكون الإنسان من خلية واحدة، الى أن اصبح بهذا الكمال الفائق من حيث أداء الأعضاء المتعددة لمهامها العديدة المتباينة أليس بقادر على أن يعيد هذا الخلق بصورة أخرى؟.
ومع تقدم العلم، أصبحنا نفهم كثيرا من دقائق جسم الإنسان، ولو أخذنا مثالا يسير الفهم لغير المتعمقين، وهو أداء الجهاز الهضمي كأحد هذه المهام مثالا، سنجد أنه يدخله يوميا مواد متنوعة ومختلفة فينتقي منها ما يحتاجه الجسم ويطرح خارجا ما لا يفيده، فلا يخطئ مرة واحدة في الانتقاء، ولا يعجز يوما عن حسن الأداء، فتنبني من هذه المادة الواحدة الممتصة من الأمعاء كل خلايا الجسم مهما تعدد تركيبها وتباينت مهامها، فمنها ذاتها تتكون خلية جلدية وظيفتها الحماية والحس، الى خلية عظمية جد مختلفة، وظيفتها الدعم والتحمل، الى خلية عضلية وظيفتها الحركة، وخلية عصبية آمرة بالحركة وناقلة للحس ..وهكذا الى آخر أنواع الخلايا.
ليس هذا فقط، بل لو تلف بعض هذه الخلايا بحادث أو مرض، سنجد أنه يتم تعويضها بنسيج من نوع الخلايا المفقودة ذاتها، وبالقدر المطلوب بلا زيادة ولا نقصان، فلا يمكن أن نجد شخصا جرح وجهه فالتأم جرحه بخلايا عظمية مثلا، بل كل الطبقات عادت كما كانت مهما كان التهتك كبيرا، فمكان الوريد المقطوع وريدا ولم تحدث حالة أنه نبت شريان أو العكس، كما أن العصب اتصل بالعصب المقطوع ذاته ولم يحدث في مرة أنه اتصل بعصب آخر..وهكذا في كل حالات فقدان جميع الأنسجة الأخرى.
وهكذا نرى كيف أن العقل المحدود المعارف زمن التنزيل، أبهره ولادة انسان شبيه بوالديه تماما، وقبل أن يتوصل الى فهم طبيعة تكون (الزيجوت)، فالأجدر ان ينبهر أكثر عندما يتقدم معرفة بالتفصيلات الدقيقة لذلك، ومن الغباء الاعتقاد أن ذلك مجرد صدفة.

مقالات ذات صلة يتحسب الأردن لهذه الأسباب 2024/08/22

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

اقرأ بالوفد غدا| فضيحة في الكنيست

 تنشر جريدة الوفد في عددها الصادر، غدًا السبت، الكثير من الموضوعات والتقارير الإخبارية المهمة، أبرزها: "فضيحة في الكنيست".

المولد النبوي.. وصف الجسد الشريف لسيدنا محمد العالمي للفتوى: شراء حلاوة المولد من باب الفرح والسرور

 

يتضمن عدد الجريدة الكثير من الموضوعات الأخرى، أهمها:-

الخارجية تروج للاستثمار

المولد في مصر حاجة تانية

السيرة النبوية مصدر إلها الدراما والسينما

المديح النبوي.. إبداع في حضرة سيد الخلق

الأعباء تحاصر صناعة الصلب المحلية

السفيرة الأمريكية: ندعم مصر لتكون مركزا للطاقة

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يُعدُّ مظهرًا من مظاهر شكر الله تعالى على نعمة المولد، وقد سنَّ لنا سيدنا رسول الله ﷺ بنفسه جنسَ الشكر لله تعالى على ميلاده الشريف؛ فقد صحَّ أنه كان يصوم يوم الاثنين، فلما سُئل عن ذلك قال: «ذلك يومٌ وُلِدتُ فيه».


ما حكم شراء حلوى المولد في ذكرى المولد الشريف ؟

وأضاف العالمي للفتوى أنه من الجائز للمسلم -بل من المندوبات له- ألا يمرَ يومُ مولدِه ﷺ من غير البهجة والسرور والفرح به ﷺ، وإعلانِ ذلك، واتخاذِ ذلك عُنوانا وشعارًا.

ووضح المركز أنه قد تعارف الناسُ واعتادوا على أكل وشراء أنواعٍ من الحلوى التي تُنسب إلى يوم مولدِهِ ﷺ ابتهاجًا وفرحةً ومسرَّةً بذلك، وكلُّ ذلك فضلٌ وخير، فما المانع من ذلك؟!

وتساءل المركز أنه ومن يجرؤ على تقييد ما أحله الله تعالى لخلقه مطلقًا؟!، والله تعالى يقول:{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ...} [الأعراف: 32]


واستطرد المركز متسائلًا حول ما وجه الإنكار على إعلان يوم مولده شعارًا يتذكَّر المسلمون فيه سيرته، ويراجعون فضائلَه وأخلاقه، ويَنْعَمون فيما بينهم بصلة الأرحام، وإطعام الطعام التى حثَّ عليها صاحبُ المولِدِ الأنورِ ﷺ.

وانتهى مركز الفتوى على وعليه؛ فلا بأس بشراء وأكل حلوى المولِد النبويِ الشريف، والتوسعة على الأهل في هذا اليوم من باب الفرح والسرور بمقدِمه ﷺ للدنيا، وقد أخرج الله تعالى الناسَ به من الظلمات إلى النور.

موعد المولد النبوي الشريف

 

كانت قد أعلنت دارُ الإفتاءِ المصريةُ أن الأربعاء الماضي الموافق الرابع من شهر سبتمبر لعام ألفين واربعة وعشرين ميلاديًّا هو أول أيام شهر ربيع الأول لعام ألف وأربعمائة وستة وأربعين هجريًّا، وبذلك يكون رسمياً المولد النبوي الشريف يوم 15 سبتمبر.

 

موعد إجازة المولد النبوي الشريف


يوافق موعد المولد النبوي الشريف 2024، يوم الإثنين 15 سبتمبر 2024 الموافق 12 ربيع الأول 1446 هـ، ولكن من المتوقع ترحيل الإجازة، ليتم ضمها مع الإجازات الأسبوعية، وبذلك يكون موعد إجازة المولد النبوي الشريف يوم الخميس 19 سبتمبر 2024.

 

الاحتفالُ بِمولدِ النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الاحتفال بمولد النبي مِن أفضل الأعمال وأعظم القربات؛ لأنه تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أصل من أصول الإيمان؛ فقد صح عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا يُؤمِنُ أَحَدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن والِدِه ووَلَدِه والنَّاسِ أَجمَعِينَ» رواه البخاري، كما أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد سنَّ لنا جنس الشُكرِ لله تعالى على مِيلاده الشريف؛ فكان يَصومُ يومَ الإثنينِ ويقول: «ذلكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه» رواه مسلم.

 

مقالات مشابهة

  • العراق على موعد مع تغييرات قانونية مثيرة للجدل
  • ألف توقيع على طاولة لجان برلمانية لتعديل قانون الحصول على المعلومة بالعراق
  • ضرس العقل: مشاكله والحلول المتاحة
  • مشاكل ضرس العقل: بين الحشو والخلع
  • حشو ضرس العقل: هل هو الحل الأمثل ؟
  • الحداثة الغربية والأيديولوجية الدينية
  • انتقادات تطال قانون “حق الحصول على المعلومة”: يقوّض سيادة القانون
  • اليوم.. الحُكم على مُتهمٍ في “خلية المرج”
  • أحمد عمر هاشم عن مؤسسة تكوين: "لم أخشى منها"
  • اقرأ بالوفد غدا| فضيحة في الكنيست