أستغرب جدا لشعب لا يعرف قيمته!

زعم زاعم أو توهم واهم، أن أمريكا تحفظت على (أبونمو) أو حركات دارفور وطالبت بالجيش فقط. أنا لو كنت صاحب القرار أوافق واسحبه، وأحدد الفريق آدم هارون رئيسا للوفد ومشرفا على حركات دارفور في الجيش، ثم ارشح أبونمو سفيرا في واشنطون، واذا تحفظت عليه أمريكا (من حقها)، أعينه بصلاحيات وزير دولة للخارجية فيما يلي ملف أمريكا وأي ملف تظهر فيه، وهذا من حقي السيادي.

قلتها من قبل، أنا إسلامي والحمد لله رب العالمين، لكن لو طلبت مني دولة إقصاء الشيوعيين سأذهب دار الحزب الشيوعي فورا وأطلب منهم ترشيح شخص أعينه سفيرا وأرسله للدولة المعنية، ولو رفضته أعينه مسئول ملف هذه الدولة في مكتبي حتى يتوبوا من التدخل في الشأن السوداني ويعتذروا.

أسوأ شيء في العلاقات الخارجية أن تطلب دولة أخرى تفصيل حكومتك أو بعثتك أو وفدك على مقاساتها ومصالحها. لو فعلت لها ذلك، من سيأتي سيكون ولاؤه لها لأنه جاء بقرارها وبرضاها وليس بقرار قيادة البلد.

المرونة في الصفقات والاتفاقيات أخف وأقل ضررا من المرونة في التلاعب الخارجي بالكادر البشري، لأن الاتفاقيات السيئة المجحفة ذاتها لو وجدت كادرا وطنيا قويا فإنه سيقلل من السوء في التنفيذ، وربما يوقف التنفيذ عمليا.

ولكن الاتفاقيات الجيدة السريعة بسبب أن الشخص (زولهم) سيكون تنفيذها أسوأ لأن السيستم ذاته (اتقد) من الدولة الأخرى.

بالذات في دولة مثل السودان، الكادر البشري الوطني أهم من المؤسسات، والدليل الان .. نحن دخلنا حربا والقيادة في البدروم، والمؤسسات محتلة، والموظفين لاجئين ونازحين، ولكن الأخلاق الوطنية والشرف العسكري، والرجالة السودانية، كل ذلك حال دون التفكك والانقلاب والانهيار.

هناك أفراد موظفين تحملوا عبء وزارات كاملة ستة أشهر.
تقول لي في دولة تحدد لينا نجيب منو ونخلي منو؟!
أستغرب جدا لشعب لا يعرف قيمته!

مكي المغربي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين