«التعليم»: تدريب مديري المدارس الابتدائية على برامج التنمية المهنية
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
أعلن مديرية التربية والتعليم بالقاهرة عن تفعيل برامج التنمية المهنية لمديري المدارس الابتدائية والمعلمين on line، مشيرًا إلى أنَّه يهدف إلى تنمية مهارات المديرين والمعلمين لمساعدتهم على أداء المهام والمسئوليات على أكمل وجه.
برامج التنمية المهنية لمديري المدارس الابتدائيةوأكدت مديرية التربية والتعليم بالقاهرة في بيان أن تدريب برامج التنمية المهنية لمديري المدارس الابتدائية مقسم إلى 3 فترات وهي كالتالي:-
- الفترة الأولى: من 25 أغسطس 2024 إلى 19 سبتمبر 2024.
- الفترة الثانية: من 1 أكتوبر 2024 إلى 29 أكتوبر 2024.
- الفترة الثالثة: من 3 نوفمبر 2024 إلى 28 نوفمبر 2024.
ويهدف التدريب إلى تنمية مهارات المدريرين والمعلمين لمساعدتهم على أداء المهام والمسئوليات على أكمل وجه.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التعليم تعليم القاهرة المدارس برامج التنمیة المهنیة المدارس الابتدائیة
إقرأ أيضاً:
كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 10)
ديسمبر 3, 2024آخر تحديث: ديسمبر 3, 2024
محمد الربيعي
* بروفسور ومستشار مهتم بالتربية والتعليم. جامعة دبلن
ايرلندا، جوهرة اوروبا الخضراء، حيث تتلاقى سحر الطبيعة مع عمق التاريخ. تشتهر هذه الجزيرة بجمال مناظرها الخلابة ولطافة وكرم اهلها، وبنظام تعليمي عريق يواكب متطلبات العصر. ففي هذا المجتمع الحيوي الذي يجمع بين الاصالة والحداثة، يعتبر التعليم ركيزة اساسية لبناء مستقبل مشرق. ففي ايرلندا، حيث تحتفي الثقافة بالتراث الغني وتشجع الابتكار، يجد الطلاب بيئة تعليمية محفزة تساهم في تطوير قدراتهم ومهاراتهم، ليكونوا قادة المستقبل.
خلال عملي كاستاذ للهندسة البيوكيميائية في جامعة دبلن، اتيحت لي الفرصة لدراسة النظام التعليمي الايرلندي عن قرب. واكتشفت اسباب تفوقه وقدرته على تخريج اجيال من الخريجين المؤهلين تاهيلا عاليا، القادرين على المنافسة في سوق العمل العالمية. واتضح لي سبب اقبال الجامعات والشركات العالمية على استقطابهم.
يتميز نظام التعليم في ايرلندا بجودته العالية ومرونته، ويشمل ذلك بشكل خاص المراحل الاساسية والثانوية. تتصف هذه المراحل بالعديد من الميزات التي تجعلها وجهة جاذبة للطلاب والاباء على حد سواء:
جودة عالية:
يُصنف نظام التعليم في ايرلندا باستمرار ضمن افضل الانظمة التعليمية على مستوى العالم، ويعود ذلك بشكل رئيسي الى تركيزه القوي على الجودة والانجاز الاكاديمي. وفيما يلي تفصيل اكثر لهذا الجانب:
يتميز نظام التعليم الايرلندي بوجود معلمون مدربون جيدا ومكرسون لمهنتهم. يخضع هؤلاء المعلمون لبرامج تدريبية مكثفة تزودهم باحدث التقنيات البيداغوجية ومعرفة المواد الدراسية، مما يضمن جودة التعليم الذي يقدمونه للطلاب. علاوة على ذلك، يشجع النظام على التطوير المهني المستمر للمعلمين من خلال دورات وورش عمل، مما يجعلهم على اطلاع دائم باحدث التطورات في مجال التربية والتعليم. وتوفير بيئة عمل داعمة للمعلمين يساهم في تمكينهم من التركيز على دورهم الاساسي في التدريس والتعلم، مما يعزز من جودة العملية التعليمية باكملها.
كما يتميز النظام التعليمي الايرلندي بتركيزه الاكاديمي القوي. فالمناهج الدراسية مصممة بعناية لتكون صارمة ومحفزة، مما يشجع الطلاب على التفكير النقدي وحل المشكلات وتنمية شغفهم بالتعلم. بالاضافة الى ذلك، يضع المعلمون والمدارس توقعات عالية بجميع الطلاب، مما يدفعهم الى السعي للتميز والانجاز. كما تولي المناهج الايرلندية اهتماما كبيرا للمواد الاساسية مثل الرياضيات والعلوم واللغات، مما يضمن حصول الطلاب على اساس متين في هذه المجالات التي تعتبر حجر الزاوية للتعليم.
كما يوفر نظام التعليم الايرلندي لطلابه فرصا متنوعة للتطوير خارج اطار المناهج الدراسية. فالمدارس الايرلندية تقدم مجموعة واسعة من الانشطة اللاصفية التي تشمل الرياضة والموسيقى والدراما والفنون وغيرها، مما يتيح للطلاب استكشاف مواهبهم واهتماماتهم وتطوير مهارات جديدة. بالاضافة الى ذلك، تقدم العديد من المدارس برامج اثراء مخصصة للطلاب الموهوبين والمتميزين، مما يوفر لهم فرصا للتعلم المتقدم وحل المشكلات المعقدة. كما تشجع المدارس على المشاركة المجتمعية من خلال التعاون مع المنظمات المحلية، مما يمنح الطلاب فرصة للتطوع والمساهمة في مجتمعاتهم، وبالتالي تنمية روح المسؤولية والمواطنة لديهم.
مرونة عالية:
يتميز نظام التعليم الايرلندي بدرجة عالية من المرونة التي تلبي احتياجات وتطلعات الطلاب المتنوعة. فالاهالي لديهم حرية اختيار المدرسة التي تناسب ابنهم، سواء كانت مدرسة حكومية مجانية تقدم تعليما عالي الجودة وفقا للمنهج الوطني، او مدرسة خاصة توفر برامج متخصصة وانشطة اضافية. كما يتضمن النظام انواعا مختلفة من المدارس، منها المدارس العامة التي تستقبل جميع الطلاب، والمدارس المتخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، والمدارس المهنية التي تهيئ الطلاب لسوق العمل. هذه المرونة تضمن حصول كل طالب على فرص تعليمية تناسب قدراته وميوله، مما يساهم في نجاحه المستقبلي.
التربية المبكرة:
اولت ايرلندا اهتماما بالغا بالتربية المبكرة، معتبرة اياها حجر الاساس لبناء مستقبل اجيالها. فمن خلال توفير بيئات تعليمية محفزة قائمة على اللعب والتركيز على النمو الشامل للطفل، بما في ذلك الجانب الاجتماعي والعاطفي، الى جانب توفير خدمات رعاية عالية الجودة، تسعى ايرلندا الى تهيئة اطفالها بافضل السبل. هذا الاستثمار في التربية المبكرة يؤتي ثماره من خلال تعزيز مهارات الاطفال الاكاديمية والاجتماعية والعاطفية، ومساعدتهم على بناء اساس قوي لمستقبلهم التعليمي والمهني.
التعليم الشامل:
يتبنى نظام التعليم الشامل في ايرلندا نهجا فرديا، حيث يتم التركيز على احتياجات وقدرات كل طالب. تسعى المدارس الى توفير بيئة تعليمية داعمة من خلال تعديلات معقولة مثل توفير تكنولوجيا مساعدة وتعديل المناهج وتدريس مجموعات صغيرة. كما تشجع المدارس على انشاء فصول دراسية شاملة تجمع بين الطلاب من مختلف المستويات، مع تدريب المعلمين على استخدام استراتيجيات تعليمية متنوعة. ولتلبية احتياجات الطلاب منذ الصغر، تتوفر خدمات التدخل المبكر، بينما يقدم متخصصون مدربون خدمات تعليمية متخصصة للطلاب الذين يحتاجون الى دعم اضافي بما في ذلك ذوي الاعاقات. تعمل المدارس بشكل وثيق مع اولياء الامور والمهنيين الاخرين لتطوير خطط تعليمية فردية لكل طالب، مما يضمن حصول الجميع على فرص متساوية للتعلم والنمو.فوائد التعليم الشامل
اولويات الصحة النفسية للطلاب:
يعطي نظام التعليم الايرلندي الاولوية للصحة النفسية للطلاب، معتبرا اياها اساسا لتحقيق النجاح الاكاديمي. وقد تبنت المدارس مجموعة متنوعة من المبادرات لتعزيز الصحة النفسية والتنمية العاطفية الايجابية لدى الطلاب، بما في ذلك برامج التامل الذهني التي تعلم الطلاب تقنيات ادارة التوتر والقلق، وخدمات الاستشارات التي توفر الدعم والتوجيه، ونظام المدرسة الشامل الذي يعزز السلوك الايجابي ويخلق بيئة امنة وداعمة. كما تشجع المدارس على تعلم المهارات الاجتماعية والعاطفية، وتشجيع النشاط البدني وعادات الاكل الصحية، وتعزيز التعاون مع الاباء لضمان رفاهية الطلاب.
يعترف نظام التعليم الايرلندي باهمية دور الاباء في تعليم اطفالهم ويشجع على بناء شراكة قوية بين المنزل والمدرسة. يتم تحقيق ذلك من خلال العديد من المبادرات، بما في ذلك جمعيات الاباء والمعلمين النشطة التي توفر منصة للتواصل بين الاباء والمعلمين والمشاركة في الانشطة المدرسية. كما توفر المدارس اجتماعات منتظمة للاباء والمعلمين لمناقشة تقدم الطلاب، وورش عمل واحاطات حول تنمية الطفل والابوة. بالاضافة الى ذلك، تشجع المدارس التطوع من قبل الاباء للمساعدة في مختلف الانشطة المدرسية. وتستخدم العديد من المدارس منصات التواصل عبر الانترنت لتسهيل التواصل بين المدرسة والمنزل ومشاركة المعلومات.
التركيز على القراءة والكتابة والرياضيات:
يولي نظام التعليم الايرلندي اهمية كبيرة لتطوير مهارات القراءة والكتابة والرياضيات لدى الطلاب منذ سن مبكرة، ايمانا منه بان هذه المهارات الاساسية هي حجر الزاوية للنجاح في كافة مراحل الحياة. ولتحقيق هذا الهدف، يعتمد النظام على التدخل المبكر لتعزيز المهارات اللغوية والرياضية الاساسية، ويستخدم نهجا صوتيا في تعليم القراءة يركز على ربط الاصوات بالحروف. كما يتبع نهجا متوازنا في القراءة يشمل القراءة والكتابة والتحدث والاستماع، ويعتمد في تعليم الرياضيات على حل المشكلات الواقعية. بالاضافة الى ذلك، يدمج المنهج الايرلندي المهارات الرقمية لتمكين الطلاب من استخدام التكنولوجيا الحديثة. ولتحقيق اقصى استفادة من هذه الجهود، يعتمد النظام على التقييم والملاحظات المستمرة لتتبع تقدم الطلاب وتقديم الدعم اللازم لهم..
تعد مهارات القراءة والكتابة والرياضيات من اهم المهارات الاساسية التي يجب على الفرد اكتسابها، فهي تمثل مفتاح النجاح الاكاديمي والمهني. فمن خلال اتقان هذه المهارات، يصبح الطالب قادرا على تحقيق نتائج افضل في دراسته، كما تزيد فرص حصوله على وظيفة مناسبة في المستقبل. علاوة على ذلك، فان هذه المهارات تمكن الفرد من مواصلة التعلم والتطوير الذاتي طوال حياته، وتعزز قدراته على التفكير النقدي وحل المشكلات، مما يجعله فردا منتجا ومساهما في مجتمعه.من خلال اعطاء الاولوية للقراءة والكتابة والحساب، يزود نظام التعليم الايرلندي الطلاب بالادوات التي يحتاجونها للنجاح في القرن الحادي والعشرين.
منظور عالمي:
يعمل نظام التعليم الايرلندي على غرس قيم المواطنة العالمية في نفوس طلابه، وذلك من خلال دمج موضوعات وقضايا عالمية في المناهج الدراسية وتشجيع تعلم اللغات الاجنبية وبرامج التبادل الثقافي. يركز هذا النظام على تطوير معرفة الطلاب ومهاراتهم وقيمهم لتمكينهم من فهم العالم من حولهم والتفاعل معه بفعالية. كما يشجع الطلاب على المشاركة المجتمعية والتطوعية، ويستخدم التكنولوجيا الرقمية كاداة للاتصال والتواصل مع الاخرين حول العالم. وبهذه الطريقة، يعد نظام التعليم الايرلندي جيلا من الشباب قادر على التفكير النقدي وحل المشكلات المعقدة والمساهمة في بناء عالم اكثر عدالة وسلاما.فوائد المنظور العالمي
يساعد المنظور العالمي الطلاب على تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات من خلال تعزيز قدرتهم على تحليل المعلومات وتقييمها من زوايا متعددة. كما يمكّنهم من ان يصبحوا مواطنين عالميين واعين بالقضايا المحلية والعالمية، مما يشجعهم على المشاركة الفعالة في مجتمعاتهم. بالاضافة الى ذلك، يساهم المنظور العالمي في بناء الكفاءة الثقافية لدى الطلاب، وهي مهارة اساسية للتعامل بنجاح في عالم متعدد الثقافات. وبشكل عام، يعد المنظور العالمي استثمارا في مستقبل الطلاب، حيث يهيئهم لسوق عمل عالمي يتطلب مهارات التواصل والتعاون والتكيف مع التغيير.
فرص للطلاب الموهوبين والمتميزين:
يعمل نظام التعليم الايرلندي على رعاية الطلاب الموهوبين والمتميزين من خلال مجموعة متنوعة من البرامج والمبادرات. يبدا ذلك بتحديد هؤلاء الطلاب في سن مبكرة باستخدام ادوات تقييم متخصصة، ثم يتم توفير برامج تعليمية مخصصة تلبي احتياجاتهم الفردية، سواء من خلال تكييف المناهج الدراسية الحالية او تقديم برامج اثراء اضافية. كما يتم توفير الدعم والتوجيه اللازمين لهؤلاء الطلاب، بما في ذلك امكانية التعلم المتسارع او الالتحاق بمدارس خاصة متخصصة. وبهذه الطريقة، يسعى النظام التعليمي في ايرلندا الى ضمان حصول كل طالب على الفرصة لتحقيق كامل امكاناته.فوائد دعم الطلاب الموهوبين والمتميزين
الدعم الانتقالي، دعم مسارات تعليم الطلاب:
يولي نظام التعليم الايرلندي اهتماما كبيرا بدعم الطلاب اثناء انتقالهم من مرحلة تعليمية الى اخرى، وذلك لضمان تجربة انتقال سلسة وممتعة. تبدا هذه الجهود مبكرا، حيث تستعد المدارس الابتدائية طلابها للانتقال الى المرحلة الثانوية من خلال توفير معلومات كافية حول المرحلة الجديدة. كما تنظم المدارس الثانوية اياما مفتوحة وجلسات اعلامية لتقديم فرصة للطلاب واولياء امورهم للتعرف على البيئة المدرسية الجديدة. بالاضافة الى ذلك، تقدم العديد من المدارس برامج انتقالية مصممة خصيصا لمساعدة الطلاب على التاقلم مع بيئتهم الدراسية الجديدة، وتوفر الدعم الفردي للطلاب الذين يحتاجون الى مساعدة اضافية. وتعزيزا لهذه الجهود، تعمل المدارس الابتدائية والثانوية معا بشكل وثيق لتبادل المعلومات حول الطلاب وتسهيل عملية الانتقال.
يؤدي الدعم الانتقالي الفعال الى تحقيق العديد من الفوائد للطلاب، فهو يساهم في تقليل القلق والتوتر المصاحب للانتقال الى بيئة مدرسية جديدة، مما يخلق شعورا بالامان والاستقرار. بالاضافة الى ذلك، يعزز الدعم الانتقالي من ثقة الطلاب بانفسهم، حيث يوفر لهم الفرص للنجاح والتاقلم بشكل سلس. كما يساهم في تحسين الاداء الاكاديمي للطلاب من خلال الحفاظ على استمرارية التعلم وتوفير الدعم اللازم لتحقيق اقصى استفادة من المرحلة التعليمية الجديدة. واخيرا، يساهم الدعم الانتقالي في بناء علاقات اجتماعية ايجابية بين الطلاب واقرانهم ومعلميهم، مما يوفر بيئة تعليمية داعمة ومشجعة.
الخلاصة:
يتميز نظام التعليم الايرلندي بجودة عالية تتمثل في كفاءة المعلمين وتعاونهم مع الاسر، حيث يسعى المعلمون المؤهلون الى تقديم افضل تعليم ممكن للطلاب، بينما تشجع المدارس التعاون مع الاسر لضمان نجاح الطلاب. بالاضافة الى ذلك، تولي المدارس اهتماما كبيرا بالصحة النفسية للطلاب، وتوفر بيئة تعليمية امنة ومحفزة تساهم في نمو الطلاب وتطورهم الشامل. كما يتميز نظام التعليم الايرلندي بنتائج اكاديمية متميزة للطلاب على الصعيد الدولي. هذه الجودة العالية جعلت للنظام التعليمي الايرلندي سمعة عالمية طيبة تجذب الطلاب من مختلف انحاء العالم. وحرصا على الحفاظ على هذا المستوى المتميز، يسعى النظام التعليمي الايرلندي باستمرار الى التطوير والتحسين لمواكبة التغيرات المتسارعة في العالم.
اخيرا، يمثل النظام التعليمي في ايرلندا نموذجا رائدا للتعليم الحديث، حيث يركز على تطوير مهارات التفكير النقدي والابداع لدى الطلاب، مما يهيئهم لمواجهة تحديات المستقبل والتكيف مع متطلبات سوق العمل المتغيرة. هذا النهج الشامل، الذي يجمع بين المعرفة النظرية والتطبيقية، يضمن حصول الطلاب على تعليم عالي الجودة ومرن، مما يمهد لهم الطريق نحو تحقيق النجاح في حياتهم الاكاديمية والمهنية.