قال محللون إسرائيليون إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يفضل بقاء قواته في محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر عن استعادة الأسرى الأحياء من قطاع غزة، وأكدوا أن الحكومة تدفع باتجاه إفشال المفاوضات.

ووفقا لمراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ12، نير دفوري، فإن تقديرات الجيش تشير إلى أن الأسرى الستة الذين أعلنت إسرائيل انتشال جثثهم هذا الأسبوع ربما قتلوا بنيران إسرائيلية.

وقال دفوري إن هؤلاء الأسرى بقوا فترة طويلة في قبضة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وكان بالإمكان إعادتهم أحياء، مضيفا "هذا يضعنا أمام أهمية الصفقة لأن هناك 109 آخرين يتعفنون في الأنفاق ويمكن إنقاذهم".

بدوره، قلل أوهاد حمو -مراسل الشؤون العربية في القناة 12- من الأهمية المعنوية لاستعادة جثث الأسرى. وقال "حماس تاريخيا تولي اهتماما كبيرا للجنود وهو أمر يمكن فهمه لو نظرنا لما حدث مع الجندي جلعاد شاليط".

نتنياهو لا يشجع المفاوضات

وفي السياق، قالت دانا فايس -محللة الشؤون السياسية بالقناة 12- إن نتنياهو قال بنفسه إنه لا يعتقد بوجود إمكانية للتوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى وإنه مصمم على البقاء في محوري نتساريم وفيلادلفيا وإنه ملتزم بما يضمن له العودة للقتال، مؤكدة أنه "حديث لا يشجع حماس على المفاوضات".

وأضافت فايس "عمليا، نتنياهو لم يتزحزح عن مسألة التمسك بنتساريم وفيلادلفيا، ومصر أكدت أن هذا الأمر غير مقبول وهناك حالة إحباط بين المفاوضين والأجهزة الأمنية".

ووفقا للمتحدثة نفسها، فقد أبلغ المفاوضون الإسرائيليون نتنياهو بأنه "لا مجال للتفاوض دون إبداء مرونة في مسألة نتساريم وفيلادلفيا، لكنه قال لهم إنها مسألة سياسية وإنه لو خيّر بين فيلادلفيا والأسرى فسيختار الأول".

وقالت تاليا دنتسيغ -وهي حفيدة أحد الأسرى الستة الذين انتشلت جثثهم من غزة- إن نتنياهو "خيب أملي مرارا ولا أتوقع منه شيئا لكنني أتوقع من الشعب أن ينزل لميدان المخطوفين (الأسرى) لأننا لا نريد العيش أكثر من هذا في هذه المصيبة".

وأضافت للقناة الـ12 "لا نريد العيش في هذا الخراب.. نريد صفقة تعيد الأسرى أحياء بطريقة آمنة دون المخاطرة بحياة الجنود".

وتعليقا على هذا الحديث، قال المتحدث السابق باسم الجيش رونين مانيليس "لقد سمعتم ما قالته دنتسيغ وعلى الناس التي لم تعد تبالي بقضية الأسرى أن تفيق وأن تعود مجددا للشارع".

حديث غير واقعي

وأضاف مانيليس "على نتنياهو توضيح كيف أصبح محور فيلادلفيا مهما جدا بينما إسرائيل لم تفكر في احتلاله إلا بعد 8 شهور من الحرب وحتى لو انسحبت منه فبإمكانها العودة إليه مجددا وإعادة احتلاله خلال يومين في حال أعادت حماس بناء قدراتها" مشيرا إلى أن إسرائيل "تأخرت في احتلال هذا المحور لأنها كانت خائفة من دخوله".

ومن جهتها، قالت موريا وولبيرغ -مراسلة الشؤون السياسية بالقناة 13- إن زيارة وفد التفاوض للقاهرة والمقررة هذا الأسبوع باتت محل شك كبير بسبب موقف نتنياهو الذي يجعل التفاوض بلا جدوى كما يقول مسؤول ملف الأسرى في الجيش اللواء نيتسان آلون.

وقالت وولبيرغ إن نتنياهو أبلغ فريق التفاوض بأنه يعرف كيف يدير المفاوضات وإنه أدارها من قبل مع نقابة العمال، وإن مسؤولي الأجهزة الأمنية ردوا بأن مفاوضات نقابة العمل كانت دون سقف زمني بينما مفاوضات الأسرى ترزح تحت ضغط الوقت لأن كل يوم يمر يعني موت المزيد منهم.

وأخيرا، قال يسرئيل زيف -الرئيس السابق لوحدة العمليات بالجيش- إن إسرائيل لا تفعل شيئا سوى أنها تستعيد جثثا في توابيت، مشيرا إلى أن "حماس -وبعد تخليص بعض الأسرى أحياء- نقلت الباقين لأماكن يصعب إنقاذهم منها دون صفقة".

وختم زيف بالقول "لقد أعادوا 6 جثث ودفنوها دون أي مراسم أو احترام، وهذا يعكس تعامل هذه الحكومة (مع قضية) الأسرى".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

هاليفي يعترف: إعادة الأسرى من غزة دون اتفاق تزداد صعوبة

اعترف رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، السبت، بصعوبة استعادة الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة دون اتفاق، مؤكدا أن المهمة تزداد تعقيدا مع مرور الوقت. 

و أبلغ عائلات الأسرى المحتجزين في غزة بذلك خلال لقاء وصفته القناة "12" العبرية الخاصة بأنه كان "عاصفا"، حين قال هاليفي أن "المهمة ستصبح أكثر صعوبة مع مرور الوقت".

وأشار إلى أن "الجيش الإسرائيلي" يواجه مخاطر كبيرة في سبيل جمع المعلومات الاستخباراتية حول الأسرى في غزة.

وأكد هاليفي على أن "ما لم يتم التوصل إلى اتفاق مع حماس بشأن الرهائن، فإننا سنبذل قصارى جهدنا لإعادة أكبر عدد ممكن منهم".

وفيما يتعلق بموعد نهاية الحرب على غزة، قال هاليفي، لممثلي عائلات الأسرى إنه "لا يعرف متى ستنتهي"، مضيفا أن "الجيش الإسرائيلي ليس قريبًا من تحقيق ذلك".

من جهتها، أعربت عائلات الأسرى الإسرائيليين لهاليفي، عن مخاوفها من أن يؤدي الضغط العسكري في غزة إلى مقتل ذويهم، وفق القناة الـ"12".


وقال ممثلون عنها، إنهم يخشون عودة أبنائهم أمواتًا، كما حدث مع الأسرى الستة الذين تم انتشال جثامينهم مؤخرا.

ومطلع الشهر الجاري، أعلن جيش الاحتلال عثوره على 6 من جثث أسراه داخل نفق في محافظة رفح جنوبي غزة، وتعقيبا على ذلك، أكدت حماس، في بيان، أن هؤلاء الأسرى "قتلوا بقصف إسرائيلي".

وتتهم عائلات الأسرى والمعارضة ومسؤولون أمنيون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق مع حماس لإنهاء الحرب، بما يتضمن صفقة إعادة الأسرى، خشبة تفكك حكومته، إذ يهدد وزراء اليمين المتطرف بالانسحاب منها وإسقاطها، في حال القبول باتفاق ينهي الحرب على غزة.

وبدعم أمريكي مطلق، تشن دولة الاحتلال حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 136 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

مقالات مشابهة

  • دبلوماسي أجنبي: تمسك نتنياهو بمحور فيلادلفيا سبب إفشال الصفقة
  • السفير الأمريكي في إسرائيل يكشف تفاصيل الرسالة الأخيرة من حكومة نتنياهو
  • مسؤول مطلع على مفاوضات: لم يعد أمام نتنياهو أي مبرر بشأن فيلادلفيا
  • لماذا تتمسّك إسرائيل بممر فيلادلفيا؟
  • هاليفي يعترف: إعادة الأسرى من غزة دون اتفاق تزداد صعوبة
  • محللون: إسرائيل لا يمكنها دخول حرب مع حزب الله اللبناني دون مشاركة أميركية
  • مناقشات “إسرائيلية – أمريكية” في واشنطن: “إسرائيل” لا يمكنها البقاء في حرب لا نهاية لها
  • لعنة «فيلادلفيا» تطارد «نتنياهو»
  • عائلات المحتجزين بغزة: تمسك نتنياهو بمحور فيلادلفيا يعرقل صفقة التبادل
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: تمسك نتنياهو بمحور فيلادلفيا يعرقل صفقة التبادل