الجزائر- تشهد الساحة السياسية في الجزائر تحركات كبيرة للأحزاب مع الانطلاق الرسمي للحملة الانتخابية، في 15 أغسطس/آب الجاري، للرئاسيات المُبكرة المقررة يوم 7 سبتمبر/أيلول المقبل، من خلال تزكية مترشحين أو دعم آخرين وحتى المشاركة في عملية جمع توقيعات الترشح.

ويشارك في هذه الانتخابات كل من المترشح الحر الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، ويوسف أوشيش عن جبهة القوى الاشتراكية، وعبد العالي حساني شريف عن حركة مجتمع السلم.

وانخرطت التشكيلات السياسية في حملة المترشحين الثلاثة عبر تنظيم تجمعات شعبية في مختلف الولايات والمناطق لعرض البرامج الانتخابية وكسب تأييد الناخبين. وأعلنت أبرز الأحزاب التي تمتلك الأغلبية في البرلمان دعمها للمترشح تبون لتولي عهدة ثانية، بينما اختارت حركة النهضة الجزائرية دعم حساني شريف.

الرئيس الحالي تبون (يسار) المترشح الحر للانتخابات الرئاسية (مواقع التواصل) تحالف

وأشرَف إبراهيم مراد (مدير حملة تبون) -الاثنين الماضي- على اجتماع تنسيقي ضم 11 حزبا داعما. ويتعلق الأمر بأكبر الأحزاب السياسية على غرار ائتلاف أحزاب "الأغلبية من أجل الجزائر" المتكون من حزب جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي، وجبهة المستقبل.

وباشرت هذه الأحزاب تنظيم تجمعات شعبية مع المواطنين لعرض برنامج تبون وحشد الدعم الشعبي. وأكد الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي مصطفى ياحي أن توافق الأحزاب الكبرى -وفق ما يُعرف دستوريا بالأغلبية الرئاسية- ودعمها لتبون يعود إلى "نقاط إيجابية سجلتها في عهدته الأولى رغم تزامنها مع فترة انتشار وباء كورونا".

وقال ياحي إن تبون "استطاع الانتقال بالجزائر من قبضة القوى غير الدستورية إلى دورها الطبيعي بصفتها دولة فاعلة على المستوى الإقليمي والدولي. وهو القبول الذي لُمس من الموطنين خلال تجمعات دعمه".

وفي تصريحات للجزيرة نت، أوضح ياحي أن حزبه مقتنع بأن الجزائر تحتاج إلى تضافر جهود الجميع خاصة في السياقات الحالية، وهو ما يتجلى في التوافق السياسي الحالي حول برنامج تبون ورغبته في جعل الجزائر دولة اقتصادية واستكمال الإصلاحات التي باشرها في العهدة الأولى.

ونوه إلى أن نسق عمل حزبه سيتصاعد خلال الأسبوع المقبل -في مختلف مناطق الجزائر- لاستقطاب الناخبين لرفع نسبة المشاركة في الانتخابات.

من جانبه، يرى الأمين العام لحزب اتحاد القوى الديمقراطية والاجتماعية، عبد الرحمن صالح، أن الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية الرئاسية كان إيجابيا، حيث لم يتم تسجيل أي خروقات.

وعاد صالح -في حديث للجزيرة نت- إلى انخراط الأحزاب السياسية في دعم مرشحيها من خلال العمل الدعائي للانتخابات سواء عبر إقامة التجمعات أو المشاركة بالمداخلات الإعلامية عبر القنوات، مؤكدا أن الحملة ستعطي زخما أكبر للعمل السياسي.

كما أن لهذه الأحزاب الكثير لتقدمه للعمل السياسي خاصة مع تجديدها بعد سنة 2019، حيث إن أغلب قادتها جدد ويحملون أفكارا وروحا جديدة ستعيد للعمل الحزبي الجوهر والمظهر الذي فقده منذ مدة، وفق المصدر نفسه.

يوسف أوشيش (الثاني من اليسار) مرشح جبهة القوى الاشتراكية (مواقع التواصل) فرصة

أما مدير الحملة الانتخابية لمرشح حركة مجتمع السلم، أحمد صادوق، فقال إن ما يميز حملة مرشح حزبه هو التنظيم المسبق من خلال إعداد خطة عمل تشمل 3 مراحل، وهو ما لمسه في النقاشات المفتوحة مع المواطنين بالتجمعات الشعبية التي نُظمت في 15 ولاية حتى الآن.

وأكد صادوق -للجزيرة نت- أن الانتخابات فرصة للتغيير وعلى المواطن استغلالها "خاصة وأن مرشح حزبه يمتلك الكفاءة والقدرة على تسيير البلاد وجعل الجزائر بلدا صاعدا من خلال تجسيد تعهداته الـ62 التي وردت في برنامجه".

وبرأيه فإن التحالفات تكون بعد الانتخابات وليس قبلها، كما أن الأحزاب تتنافس وتقدم مرشحين، وانتقد الأحزاب التي قال إنها "تدعي أنها قوية ولها حضور ولكنها بالمقابل هرولت إلى دعم مرشح معين كانت منافسة له سابقا" وعدّها "بدعة جزائرية غريبة خاصة أن هذا المرشح لم يطلب منهم الدعم والإسناد".

واعتبر أن هذه الأحزاب لا يمكنها تقديم الإضافة التي يحتاجها الشعب الذي "يريد التغيير ووجوها جديدة، كما أنه لا يحتاج إلى بعض الأصوات الحزبية التي تعتمد الاستعراض الكلامي والإيحاء بأن الانتخابات محسومة".

وفي تقييمه للأسبوع الأول من الحملة الانتخابية، أكد وليد زعنابي نائب مدير الحملة الانتخابية للمرشح يوسف أوشيش أنه ومن خلال تجمعاته في مناطق مختلفة، تم الوقوف على تجاوب كبير وتفاعل واسع مع مشروعه ورؤيته التي يقدمها للإجابة عن الإشكاليات الكبرى التي تعترض الجزائر في خضم سياق دولي وإقليمي ووطني "معقد".

وأوضح زعنابي -للجزيرة نت- أن جبهة القوى الاشتراكية حاولت أن تتفرد بحملتها وبرنامجها عن باقي الأحزاب، مشددا على ضرورة تمسك جميع الأحزاب بالقواعد الأخلاقية للممارسة السياسية "فهي حجر أساس بناء فضاء سياسي سليم يسمح بتبادل الأفكار والبرامج".

رهان

واعتبر زعنابي أن مشاركة التشكيلات السياسية في المسارات الانتخابية مهمة جدا "رغم أن الطريق ما زال طويلا لتصحيح المناخ العام المحتضن للعملية الانتخابية والسياسية عامة، على أمل أن تكون بدايته انطلاقا من هذا السباق".

وبخصوص الانتقادات التي ربطت ظهور الأحزاب بالانتخابات، أكد أن الجبهة كانت ولا تزال قوة اقتراح ومعارضة بناءة، وليست ظاهرة فلكية تظهر في المناسبات الانتخابية ولم تكن كذلك منذ نشأتها. وبرأيه، فإن سبب ركود الساحة السياسية يعود إلى "المناخ السياسي العام المفروض المتسم بالانغلاق والضبابية".

من جانبه، يؤكد المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية، عمار سيغة، أن أول رهان يواجه المترشحين الثلاثة هو رفع نسبة المشاركة السياسية والتصويت بهذه الانتخابات. وهو "ما تسعى المنظومة السياسية في الجزائر إلى تحقيقه كونها ثاني تجربة سياسية بعد حراك 22 فبراير/شباط 2019، خاصة بوجود معطيات حول عودة الثقة والتواصل السياسي داخل الفواعل المجتمعية".

وقال سيغة للجزيرة نت إن التحالفات التي تشهدها الجزائر -ومشاركة الأحزاب في الحملة الانتخابية- سلوك سياسي عالمي طبيعي تنتهجه الأحزاب من دوافع براغماتية ونزعة مصلحية خاصة مع رغبتها في نيل مكتسبات ومواقع سياسية في خارطة معينة على غرار النموذج الفرنسي.

ويشير إلى أن هذه الأحزاب لم تقدم مرشحا عنها بهذا المسار الانتخابي المهم، لذلك من الطبيعي أن تتموقع مع أحد المترشحين لرسم خارطة المرحلة القادمة في حال وصوله إلى السلطة، خاصة مع إمكانية إجراء انتخابات تشريعية ومحلية مسبقة وحل البرلمان والمجالس المحلية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الحملة الانتخابیة السیاسیة فی هذه الأحزاب للجزیرة نت من خلال

إقرأ أيضاً:

حساني شريف يطعن بنتائج الانتخابات الرئاسية في الجزائر

قدم المرشح الخاسر للانتخابات الرئاسية الجزائرية عبد العالي حساني شريف الثلاثاء، طعنًا في نتائج الانتخابات التي أعلنتها السلطة الوطنية وأظهرت فوز الرئيس عبد المجيد تبون بولاية ثانية بنحو 95% من الأصوات.

وقال حساني شريف في تصريح للصحفيين "تقدمنا اليوم أمام المحكمة الدستورية بطعن في نتائج الانتخابات المعلنة من طرف السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات".

وأضاف "نملك أدلة تثبت أن النتائج المعلن عنها تتناقض في كل معطياتها -سواء ما تعلق بنسب المشاركة أو النتائج- مع المحاضر التي لدينا والصادرة عن سلطة الانتخابات".

وفي رأي مرشح حركة مجتمع السلم، أن "الطعن له أبعاد سياسية لأن ما قامت به السلطة جريمة مكتملة الأركان فقد مسّت بصورة البلد وشوّهت العملية الانتخابية أمام الرأي العام. كما مسّت بسمعة مرشحين".

وبحسب القانون فإن لدى المحكمة الدستورية أجل 3 أيام للفصل في الطعون و10 أيام لإعلان النتائج النهائية للانتخابات وهي غير قابلة للطعن.

وبحسب النتائج التي أعلنتها السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات الأحد، فقد حصل تبون على 5 ملايين و320 ألف صوت، أي 94.65% من أصل 5 ملايين و630 ألف صوت مسجل.

ونال حساني شريف 3.17% من الأصوات، مقابل 2.16% لصالح مرشح جبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش.

وغداة إعلان النتائج ندد منافسا تبون بنسبة المشاركة وكيفية احتسابها من قبل سلطة الانتخابات ومجموع الأصوات لصالح كل منهما في عملية الاقتراع التي جرت السبت.

وحتى المرشح الفائز عبد المجيد تبون انتقد سلطة الانتخابات في بيان مشترك مع منافسَيه أشار إلى ضبابية وتناقض الأرقام المعلنة لنسب المشاركة.

ولفت البيان -خصوصًا- إلى غموض النتائج المؤقتة للانتخابات الرئاسية وغياب جل المعطيات الأساسية التي يتناولها بيان إعلان النتائج كما جرت عليه العادة في كل الاستحقاقات الوطنية المهمة، والخلل المسجل في إعلان نسب كل مرشح.

مقالات مشابهة

  • هاريس وترامب يستأنفان الحملة الانتخابية
  • تبون يستقبل مبعوثة خاصة من ماكرون
  • الجزائر.. مرشحا المعارضة يطعنان بنتائج الانتخابات الرئاسية
  • "طعن قضائي" على نتائج الانتخابات الرئاسية الجزائرية
  • السنوار يبعث برقية تهنئة إلى تبون بعد فوزه في الانتخابات الجزائرية
  • مرشح الإخوان يطعن في نتائج الانتخابات الجزائرية
  • حساني شريف يطعن بنتائج الانتخابات الرئاسية في الجزائر
  • منافسا تبون يطعنان بنتيجة الانتخابات الرئاسية الجزائرية أمام القضاء
  • الصحافة اللاتينية تنتقد صورية الانتخابات الرئاسية الجزائرية
  • هل شارك رياض محرز في الانتخابات الرئاسية الجزائرية؟