إلهان عمر: بلينكن تعرض للإذلال في إسرائيل
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
قالت النائبة بمجلس النواب الأميركي إلهان عمر إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن تعرض لإذلال خلال زيارته إلى إسرائيل لبحث صفقة تشمل تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وأضافت عمر في مؤتمر صحفي مشترك مع النائبة كوري بوش في شيكاغو التي يعقد فيها المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي: "الآن اسألوا أنفسكم. كيف يمكن لوزير خارجيتنا أن يسافر 11 مرة ويتوسل من أجل إنهاء حادث.
وتابعت: "كيف لا نخجل من هذا الإذلال الذي يواجهه ممثلو إدارتنا؟ القول إننا نحترم القانون الدولي، ليس نفاقا فقط بل هو إذلال أيضا"، وفق تعبيرها.
وانتقدت النائبة الديمقراطية إلهان عمر إدارة الرئيس جو بايدن لرفضها الاعتراف بحرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة.
وتعليقا على تصريح بايدن بأنهم يعملون بلا كلل من أجل وقف إطلاق النار في غزة، قالت إلهان عمر إن على مسؤولي الإدارة الأميركية أن يخجلوا لاستخدامهم مثل هذا التصريح، مشيرة إلى استمرار واشنطن في تقديم الأسلحة لإسرائيل.
وأضافت أن على إدارة بايدن التوقف عن إرسال الأسلحة لإسرائيل إذا كانت تريد حقا وقف إطلاق النار في غزة.
وبالتزامن، كتبت إلهان عمر عبر على منصة "إكس" أن لدى مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة كامالا هاريس فرصة لتعمل على تجسيد إدارة الحزب في وقف الإبادة في غزة.
وإلهان عمر سياسية أميركية من أصل صومالي، تنتمي للحزب الديمقراطي، فازت بعضوية مجلس نواب ولاية مينيسوتا في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وأصبحت أول مسلمة محجبة في مجلس تشريعي بأميركا.
من جانبها، قالت النائبة كوري بوش إن "أكثر من 40 ألف رجل وامرأة وطفل قتلوا في غزة بأسلحة أنتجتها الولايات المتحدة ودفعت ثمنها".
وبعد محادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين في حكومته، قال وزير الخارجية الأميركي إن إسرائيل وافقت على المقترح الذي قدمته واشنطن مؤخرا بشأن صفقة وقف محتمل لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وأضاف أن على حركة حماس قبول المقترح.
وأثارت تصريحات بلينكن جدلا كبيرا، وقالت صحف إسرائيلية إنه أعطى ضوءا أخضر لنتنياهو لاتخاذ موقف متشدد من الصفقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات وقف إطلاق النار إلهان عمر فی غزة
إقرأ أيضاً:
كيف تستخدم إسرائيل الأطفال كأداة استعمارية؟
في السابع من فبراير/ شباط، توفي صدام رجب، الطفل الفلسطيني البالغ من العمر عشرة أعوام، في أحد مستشفيات الضفة الغربية المحتلة، متأثرًا بجراحه بعد أن أطلق عليه جندي إسرائيلي النار قبل أيام. كان صدام واقفًا في الشارع أمام منزله عندما اجتاحت قوات الاحتلال قريته قرب طولكرم وبدأت بإطلاق النار.
أظهرت كاميرات المراقبة لحظة إصابته، حيث سقط أرضًا ممسكًا ببطنه، متكورًا في وضعية الجنين من شدة الألم. لم يتمكن المستشفى الأول الذي نُقل إليه من علاجه، فتم تحويله إلى مستشفى آخر في نابلس. وفي الطريق، احتُجزت سيارة الإسعاف لساعات عند حاجز عسكري، حيث سخر جندي إسرائيلي من والد صدام، قائلًا: "أنا من أطلق النار على ابنك، وإن شاء الله سيموت".
صدام هو واحد من 13 طفلًا فلسطينيًا قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة منذ بداية العام. ومنذ يناير/ كانون الثاني 2023، تجاوز عدد الأطفال الفلسطينيين الذين استُشهدوا على أيدي الجنود والمستوطنين الإسرائيليين 220 طفلًا.
لكن قصة صدام – كحال غيره من الأطفال الفلسطينيين الذين يُقتلون – لم تتصدر عناوين الأخبار العالمية. لم يكن هناك أي رد فعل من المجتمع الدولي على مقتله، لأن الأطفال الفلسطينيين يُجرَّدون باستمرار من إنسانيتهم.
إعلانهذا واضح حتى في الحالات النادرة التي تحظى باهتمام إعلامي، مثل قصة الطفلة هند رجب، التي قتلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة يوم 29 يناير/ كانون الثاني 2024، أي قبل نحو عام من إطلاق النار على صدام.
كانت هند، البالغة من العمر ستّ سنوات، تحاول مع عمتها وعمها وأبناء عمومتها الفرار من غزة على متن سيارة، عندما حاصرتهم القوات الإسرائيلية وأطلقت النار عليهم. قُتل جميع أفراد العائلة في الحال، لكن هند نجت في البداية، وتمكنت من الاتصال بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني طالبةً المساعدة، بينما كانت الدبابات الإسرائيلية تقترب منها.
أحدثت تسجيلات مكالماتها مع الهلال الأحمر صدمةً في العالم، لكن سيارة الإسعاف التي أُرسلت لإنقاذها لم تعد أبدًا. وبعد نحو أسبوعين، عُثر على جثث هند وأفراد عائلتها، إلى جانب جثتي المسعفين يوسف زينو، وأحمد المدهون، حيث أظهرت التحقيقات أن الجيش الإسرائيلي استهدف سيارة الإسعاف والمركبة التي كانت هند بداخلها، رغم معرفته بإحداثياتهما. ورغم أن جريمة قتل هند لاقت اهتمامًا عالميًا – وهو أمر نادر وسط أكثر من 17.000 طفل فلسطيني قتلوا في غزة – لم تسلم حتى هي من محاولات نزع صفة الطفولة عنها.
فعلى سبيل المثال، عندما أوردت شبكة CNN خبر إطلاق اسم "هند" على أحد مباني جامعة كولومبيا من قِبل طلاب متضامنين، وصفتها بأنها "امرأة قُتلت في غزة" بدلًا من الإشارة إليها كطفلة.
ومثال آخر أكثر فجاجة جاء في تقرير لشبكة Sky News في يناير/ كانون الثاني 2024، حيث قال المذيع: "عن طريق الخطأ، وجدت رصاصة طائشة طريقها إلى الحافلة أمامنا، مما أدى إلى مقتل شابة تبلغ من العمر ثلاث أو أربع سنوات".
تلك "الشابة" لم تكن سوى الطفلة الفلسطينية "رُقيّة أحمد عودة جحايلين"، التي قُتلت برصاصة في ظهرها، بينما كانت تجلس في سيارة أجرة مع عائلتها في الضفة الغربية.
إعلان "تجريد الأطفال من طفولتهم" كأداة استعماريةتلك الأمثلة توضح ما أسمته الباحثة الفلسطينية نادرة شلهوب-كيفوركيان بـ "تجريد الأطفال من طفولتهم" (Unchilding)، وهو مفهوم يكشف كيف يُستخدم نزع الطفولة كأداة استعمارية لنزع إنسانية الأطفال الفلسطينيين، لتبرير العنف الوحشي ضدهم.
في فلسطين المحتلة، يُحرَم الأطفال الفلسطينيون من صفة الطفولة، لأن الاعتراف بهم كأطفال يعني الاعتراف بمظلومية الاحتلال. لذلك، صُوِّروا لعقود في الرواية الإسرائيلية والغربية إما على أنهم أقل شأنًا من غيرهم من الأطفال، أو على أنهم ليسوا أطفالًا من الأساس، بل مجرد "إرهابيين محتملين".
وبهذا الشكل، يُعتبرون خطرًا فطريًا يُبرر قمعهم وقتلهم، ويُحرمون من أي حماية تمنحها صفة "الطفل" عادةً، مثل البراءة والضعف الذي يقتضي التعاطف.
لكن التجريد من الطفولة لا يقتصر على القتل والتشويه، بل يمتد ليشمل الاعتقال والتعذيب داخل السجون الإسرائيلية. في العام الماضي، أصبح أيهم السلايمة، الطفل الفلسطيني البالغ من العمر 14 عامًا من بلدة سلوان في القدس المحتلة، أصغر فلسطيني يقضي حكمًا في سجون الاحتلال.
اعتُقل أيهم قبل عامين، عندما كان في الثانية عشرة من عمره، بتهمة رشق الحجارة على المستوطنين الإسرائيليين. بعد اعتقاله، خضع لتحقيق قاسٍ، ثم وُضع تحت الإقامة الجبرية لعامين قبل أن يُدان بموجب قانون إسرائيلي جديد يجيز سجن الأطفال الفلسطينيين بتهمة الإرهاب. إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحاكم الأطفال بشكل ممنهج، وتزج بهم في سجونها.
وفي إعلامها، يُصوَّر الأطفال الفلسطينيون مثل أيهم على أنهم "تهديدات أمنية محتملة"، و"قنابل موقوتة"، و"دروع بشرية"، في محاولة لتبرير تعذيبهم وسجنهم.
في ظل الإبادة المستمرة ستزداد المآسي
بينما تمتد الإبادة الجماعية عبر فلسطين، تستمر المجازر بحق الأطفال والبالغين الفلسطينيين، والعالم يراقب بصمت.
إعلانلن تغطي وسائل الإعلام الغربية مقتلهم، لن تُعرض صور طفولتهم، ولن تُجرَى مقابلات مع عائلاتهم، ولن تصدر إدانات من القادة العالميين.
لقد تم تجريد أطفال فلسطين من طفولتهم، ومن إنسانيتهم معها.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline