هل تحول تنصير المسلمين إلى عمليات لنشر الإلحاد؟
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
شكك الباحث في المذاهب المعاصرة والأديان سامي عامري في قدرة ما أطلق عليها المنظومات العلمانية المهيمنة على الواقع في الأوطان العربية على صد الخطاب التنصيري الذي يستهدف المسلمين.
جاء ذلك في سياق حديثه عن عمليات التنصير التي تستهدف المسلمين وسبل مواجهتها من قبل الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية، وهو الموضوع الذي سلطت عليه الضوء حلقة (2023/8/9) من برنامج "موازين".
وأقر عامري بوجود قوانين لمقاومة التنصير في الدول العربية، من خلال قوانين عامة تمنع حدوث البلبلة في المجتمع، ومن خلال الخطاب القانوني الذي يتحدث عن منع ازدراء الأديان، بالإضافة إلى نص صريح يمنع تشكيك المسلم في دينه.
وأدى وجود هذه القوانين -حسب ضيف برنامج "موازين"- إلى صد الخطاب التنصيري المباشر؛ مثل الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن على المستوى العملي فإن هذا الخطاب يطرح من جهات أخرى، حيث "إن البوابة الكبرى لنقل الخطاب التنصيري هم الملحدون العرب الذين يعملون في الجامعات"، وتساءل في هذا السياق عن جدوى سن قوانين تمنع التنصير في ظل فتح الأبواب أمام الملحدين والعلمانيين وأعداء الدين للطعن في الإسلام؟"
وفي رأي الباحث في المذاهب المعاصرة والأديان، فإن غاية التنصير تتجاوز دعوة المسلمين إلى النصرانية إلى محاولة إخراجهم من دينهم، مشيرا إلى وجود علاقة وثيقة جدا وتقاطع بين التنصير والموجة الإلحادية، بدليل أن أهم الشخصيات التي تروج للإلحاد والتنصير في العالم العربي تظهر في برامج موحدة وهي تطعن في الإسلام.
وبشأن عمليات التنصير بين الماضي والحاضر، أوضح عامري أن هذه العمليات تحولت إلى حالة شعبية يقوم بها هواة بلا خلفية معرفية في وسائل التواصل الاجتماعي، بعدما كان هذا النشاط عملا علميا تقوم به مؤسسات لاهوتية وجامعات كبرى. كما حصل انفكاك بين الاستشراق والتنصير، وانتقل معقل التنصير من أوروبا إلى أميركا، لكن هذه الأخيرة تعاني اليوم من تمدد الحالة الإلحادية والتدين غير المؤسسي، حسب ما يراه عامري.
جذور التنصيروحول جذور عمليات التنصير، كشف أستاذ الفلسفة الإسلامية والدراسات الاستشرافية في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة محمد الشرقاوي عن أنها انطلقت من دير كاثوليكي في فرنسا يسمى "دير كلوني"، بين جنوب فرنسا وشمال إسبانيا، حيث بدأ نحو 10 آلاف راهب عمليات التنصير بين المسلمين في الأندلس، خاصة في زمن ملوك الطوائف، أي عندما ضعف المسلمون وانقسمت الخلافة، ثم انتقلوا إلى العالمين العربي والإسلامي، وبعدها إلى أفريقيا جنوب الصحراء.
وقال إن النشاط التنصيري كان مقدمة للحملات الصليبية التي دفع بها ملوك الكاثوليك في أوروبا نحو العالمين العربي والإسلامي، مشيرا إلى أن التنصير كان عملا مؤسسيا ومنظما وتقف وراءه الدول الكاثوليكية ثم الدول البروتستانتية، لكن الأرثوذكس لم يكونوا معنيين بهذا النشاط.
والنقطة نفسها أشار إليها أستاذ العلاقات الدولية بالمعهد الأوروبي في جنيف حسني عبيدي بقوله -في مداخلته ضمن برنامج "موازين"- إن التنصير كان العامل والمحرك الأساسي للتوسع الاستعماري الأوروبي في الدول العربية والإسلامية.
ومن جهة أخرى، نوّه الشرقاوي إلى وجود علاقة وثيقة جدا بين التنصير والاستشراق، وقال إنهما وجهان لعملة واحدة. وروى في هذا السياق حادث تاريخية تتعلق بقرار مجمع فيينا الكنسي تأسيس 5 أقسام أكاديمية علمية في الجامعات الأوروبية الكبرى، بتحفيز من مستشرقين اثنين معروفين، وذلك بهدف "توسيع مملكة الرب في العالم وهداية الكفار"، والكفار في رأيهم هم المسلمون وغير المسيحيين في العالم.
وحول بدايات التنصير في منطقة الخليج العربي، كشف أستاذ التاريخ الحديث بجامعة الكويت خالد الباطني عن أن الإرساليات التنصيرية الأميركية بدأت العمل في المنطقة عام 1891، وكان أولاها ما تسمى "الإرسالية العربية" التي هدفت إلى تحويل سكان الجزيرة العربية إلى المسيحية.
وركزت الإرساليات التنصيرية -التي دعمتها كنائس في أميركا- على تقديم خدمات صحية وتعليمية، وافتتحت محطات لها في البصرة والبحرين ومسقط والكويت، لكنها -كما يضيف الباطني- فشلت في تحويل الناس إلى النصرانية، وأدت في المقابل إلى ظهور حركة في هذه البلدان الخليجية عملت على تطوير بعض المجالات مثل الصحة والتعليم.
أما أستاذ الفلسفة الإسلامية والدراسات الاستشرافية في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، فتحدث عمن وصفه برائد التنصير في الجزيرة العربية، وهو المستشرق والمنصّر الأميركي البروتستانتي صمويل زويمر، وكان يلقب بأنه "رسول المسيح" إلى الجزيرة العربية، وألف كتاب "جزيرة العرب: مهد الإسلام"، كما أنشأ لاحقا مجلة "العالم الإسلامي"، وهي مجلة استشرافية وتنصيرية ما تزال تصدر حتى اليوم، حسب الشرقاوي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
هذه المطالب الموجهة للقمة العربية بشأن فلسطين.. إلغاء 3 كلمات
أدى الإعلان عن القمة العربية الطارئة بشأن تطورات القضية الفلسطينية في 27 شباط/ فبراير الجاري، إلى تعليقات وردود واسعة في أوساط شعبية عربية، وسط آمال أن ترتقي القمة للظروف الصعبة الراهنة، تزامنا مع التصريحات المثيرة للجدل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص تهجير الفلسطينيين.
وقالت وزارة الخارجية المصرية إنّ "القاهرة ستستضيف قمة عربية طارئة في 27 فبراير 2025، وذلك بالتنسيق مع مملكة البحرين الرئيس الحالي للقمة العربية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية".
وبحسب البيان، فإن قرار عقد القمة جاء بعد التشاور والتنسيق من جانب مصر، وعلى أعلى المستويات مع الدول العربية خلال الأيام الأخيرة، بما في ذلك دولة فلسطين التي طلبت عقد القمة، وذلك لتناول التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية.
بدوره، أفاد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بأن القمة العربية الطارئة ستبحث مقترحًا عربيًا يستند إلى التوافق الفلسطيني والدعم العربي والدولي، في مواجهة المقترح الأمريكي بشأن غـزة، مشددًا على أنه "لا يمكن لترامب أو أي جهة شراء غزة".
وأضاف أبو الغيط أن "التواصل العربي محصور مع السلطة الفلسطينية وليس مع حماس"، مؤكدًا أن "الدول العربية متفقة على حل الدولتين، وأن موقف القيادة السعودية تجاه القضية الفلسطينية تاريخي وثابت، في حين يسعى نتنياهو إلى إفشال أي اتفاق حول غزة".
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن القمة العربية الطارئة ستبحث مقترحًا عربيًا يستند إلى التوافق الفلسطيني والدعم العربي والدولي، في مواجهة المقترح الأمريكي بشأن غـ.ـزة، مشددًا على أنه "لا يمكن لـ #ترامب أو أي جهة شراء غـ.ـزة
وأضاف أبو الغيط أن التواصل… pic.twitter.com/jmdBkZQ3cH
وترصد "عربي21" المطالب التي تفاعلات مع إعلان القمة العربية الطارئة، والتي من بينها إلغاء ثلاث كلمات لخروج القمة بقرارات حقيقية وفاعلة.
كلمات الشجب والإدانة
وكتب عادل الحربي تغريدة عبر موقع "إكس": "أدعو الله عز وجل أن يتم إلغاء 3 كلمات (..)، نشجب وندين ونستنكر (..)، في القمة القادمة، فلقد مللنا هذه الكلمات التي جعلتنا للأسف نتقبل الضربات في دولنا العربية، دون أي قرار يتم اتخاذه فعليا (..)".
وتابع قائلا: "فلسطين الآن وشعبها تحت القتل والتهجير، حتى يمحوا من على وجه الأرض، متي يكون لدينا قرارات فعلية؟!".
وكتب مغرد آخر: "ترامب يهدد بفتح أبواب الجحيم على غزة يوم السبت. لذا يجب تقديم موعد القمة العربية إلى يوم الجمعة، هذه الجمعة، واتخاذ موقف سياسي قوي مشترك يتحدى هذا الصلف الأمريكي".
وأضاف أن "البداية المؤثرة تكون باتخاذ قرار جماعي بسحب سفراء الدول العربية من واشنطن احتجاجا على التهديدات والسياسات الأمريكية، وقرار ثان بسحب السفراء العرب من تل أبيب ووقف التطبيع مع حكومة الفاشي المتغطرس نتنياهو".
وأردف قائلا: "يجب أن توقن الحكومات والشعوب العربية ان الله تعالى هو القوي العزيز، وهو مصرّف الأقدار لا ترامب، وأن تتذكر كم من حملة صليبية على الشرق العربي الإسلامي فشلت وهزمت من قبل".
في حين قال مغرد ثالث: "هناك أمر يدبر بليل تعبر عنه الجامعة العربية على استحياء، قد ينضاف إليه ما يتردد من إصرار البعض على إضافة كلمة "القسري" إلى بيان القمة القادمة عن التهجير، ما قد يعنى قبول "التهجير الطوعي"، مع ما يتداول أيضا من قرار السلطة وقف مخصصات الأسرى، ما يدفع إلى التهجير (..)، أرجو أن تكذبني الأيام".
ترامب يهدد بفتح أبوب الجحيم على غزة يوم السبت.
لذا يجب تقديم موعد القمة العربية الى يوم الجمعة، هذه الجمعة، واتخاذ موقف سياسي قوي مشترك يتحدى هذا الصلف الترامبي الأمريكي.
البداية المؤثرة تكون باتخاذ قرار جماعي بسحب سفراء الدول العربية من واشنطن احتجاجا على التهديدات والسياسات… pic.twitter.com/Pr66b8O1rg
القمة العربية يوم 27/2 فبراير القادم
في جمهورية مصر العربية
ريادة دبلوماسية بقيادة وزير الخارجية المصري الدكتور
السيد بدر عبدالعاطي
كذلك مصر في بياناتها المنصرمة حادة واضحة صريحة ومحددة المعالم
كذلك مرحلة حساسة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكذلك رئيس وزراء… pic.twitter.com/cKcgtMIqZr
لقاء قاده مصر الحبيبه والاردن الحبيب بالصهيوني ترامب سيحدد ما سيحدث مستقبلا وما اهداف القمه العربيه التي ستعقد بعد لقاءهم وماهي نتايج زيارتهم
اتمني ان يستطيع القاده من اقناع الصهيوني بالعوده الي القرارات الامميه واعلان الدولتين والا يجب أن يصدر قرار موحد للعرب بوجهه الصهيونيه pic.twitter.com/394s3reyF9
هناك أمر يدبر بليل تعبر عنه الجامعة العربية على استحياء قدينضاف إليه ما يتردد من اصرار البعض على اضافة كلمة "القسري" الى بيان القمة القادمة عن التهجير مما قد يعنى قبول "التهجير الطوعي" مع ما يتداول ايضا من قرار السلطة وقف مخصصات الأسرى مما يدفع الى التهجير.أرجو أن تكذبنى الأيام pic.twitter.com/SPTF69ylzp
— Faouzi Badaoui (@al_faouzi68003) February 11, 2025ادعوا الله عز وجل أن يتم الغاء الكلمات الثلاث
نشجب،وندين ونستنكر في القمه القادمه فلقد مللنا هذه الكلمات التي جعلتنا للأسف نتقبل الضربات في دولنا العربيه دون أي قرار يتم اتخاذه فعليا
فلسطين الان وشعبها تحت القتل والتهجير حتى يمحوا من على وجهه الأرض
متى يكون لدينا قرارات فعليه ✋ pic.twitter.com/MnYmklYoRe
لماذا تم تحديد يوم 27 لعقد القمة العربية؟ ما الذي يشغل الزعماء والملوك والرؤساء العرب لينتظروا لأكثر من أسبوعين بعد هذا الهراء... https://t.co/zmGAuoJrJE
— Ayman Adel (@AymanAd35483935) February 10, 2025