إفريقيا في المسرح السوداني
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
إفريقيا في المسرح السوداني
السر السيد
يمكن التوثيق لحضور افريقيا على صعيد الدراسات النظرية في المسرح السوداني من تاريخ صدور كتاب (في المسرحية الأفريقية) للأستاذ جمال محمد أحمد الذي نشرته دار نشر جامعة الخرطوم في العام 1974م، وكتاب (ملامح واضاءات.. القيم الفكرية والجمالية بين المسرح والتراث التقليدى الافريقي) الذي صدر عن مركز عبدالكريم ميرغني قبل سنوات لمؤلفه الاكاديمي والمخرج الاستاذ مأمون زروق.
أما على صعيد النص والعرض المسرحيين فنشير إلى ان حركتنا المسرحية قد عرفت ومنذ سبعينيات القرن الماضي الترجمة لبعض المسرحيات الأفريقية فقد ترجمت د. سلمى بابكر مسرحية “السلالة القوية” وترجم الشاعر النور عثمان أبكر مسرحية “الأسد والجوهرة” والمسرحيتان نشرتا في مجلة معهد الموسيقى والمسرح، وترجم الباحث والمؤلف المسرحي الاستاذ حبيب مدثر مسرحية “سكان المستنقع” ونشرت في كتاب والمسرحية نفسها ترجمها التشكيلي عثمان وقيع الله ونشرت ضمن سلسلة كتاب الخرطوم الذي كانت تنشره مجلة الخرطوم. والثلاثة مسرحيات كما هو معلوم من تأليف الكاتب المسرحى والروائي النيجيرى وولي شوينكا. وترجم الاستاذ احمد طه امفريب مسرحية “الجزيرة” لأثول فوجارد ونشرها نادي المسرح السودانى في العام 1991.
ألفت نظر القارئ والقارئة الى ان مسرحيات السلالة القوية والاسد والجوهرة وسكان المستنقع قد عرضت على خشبات المسرح في مناسبات مختلفة، فقد عرضت مسرحية الأسد والجوهرة بعد ان اعدها وسودنها الاستاذ عثمان على الفكي على خشبة المسرح القومي، وعرضت مسرحية سكان المستنقع بعد ان تم تغيير اسمها الى اهل البلد على خشبة المسرح القومي، اما مسرحية السلالة القوية فقد عرضت على خشبة المعهد العالي للموسيقى والمسرح واماكن اخرى، ومسرحية الجزيرة عرضت بدورها في اكثر من مكان ومناسبة منها خشبة مسرح المعهد العالي للموسيقى والمسرح.
من جانب اخر ونحن نبحث في موقع افريقيا الافريقي في نسيج تجربتنا المسرحية لا يفوتنا ان نشير الى الكثير من المسرحيات الافريقية التي قدمت ضمن مشاريع طلاب المسرح وتحديدا مشاريع التخرج في “شعبة التمثيل والاخراج بقسم المسرح في المعهد العالى للموسيقى والمسرح انذاك “كلية الموسيقى والدراما –جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا حاليا” كمسرحيات “سوزى بانز قد مات” و”الطريق الى مكة” لاثول فوجارد ومسرحية “اوكونكو” التي كانت اعدادا لرواية “الاشياء تتداعى” للكاتب جنو اجيبى ومسرحية “الناسك الاسود” للكاتب جيمس نغوغي كما لا يفوتني ان اشير الى ان مهرجان البقعة المسرحي قد شهد عروضا من تشاد ويوغندا واثيوبيا.. هذا على صعيد الترجمة والاعداد والسودنة والعرض اما على صعيد ما يمكن ان نصفه بمقاربة ومناقشة الموضوعات ذات الصلة بالواقع الافريقى والحياة الافريقية في تمظهراتها المختلفة على اصعدة التاريخ والمصير المشترك والثقافة والسياسة والاجتماع فسنقف على حقيقة ان المسرح السوداني لم يكن بعيدا عن هموم القارة الأم وقضاياها الاستراتيجية التي تأتي في مقدمتها قضية الفصل العنصري والذاكرة التي تغذيه التي نعني بها ” تجارة الرقيق” وقضية الاستعمار ونقيضه الذي هو حركات التحرر الوطنى الافريقى ورموزها، فقد كتب شاعر افريقيا الشاعر السوداني محمد مفتاح الفيتوري مسرحية “سولارا أو احزان افريقيا” التى جسد فيها بشاعة الرجل الابيض ومعاناة الافارقة وهم يهجرون عنوة من اوطانهم عبيدا في حقول الرجل الابيض ومصانعه وهم بين خيارين اما الموت واما العبودية. اما فيما يتعلق بالاستعمار وحركات التحرر الوطنى واستنادا على (كتاب الادب المسرحي في السودان: نشأته وتطوره) للدكتور بشير عباس فسنقف عند مسرحية “نهاية المسرحية” التى كتبها الاستاذ ميرغني حسن ياسين ونشرتها مجلة “صوت المرأة” في مارس 1962 التي ناقشت موضوعة الاستعمار كظاهرة عالمية في مقابل المقاومة له من خلال ثورة الكنغو ورمزها المناضل “باتريس لوممبا” ونضاله من اجل الاستقلال حتى اغتياله, وسنقف في ذات الاتجاه عند مسرحية “المائدة الحمراء” التي كتبها الاستاذ الطاهر عبدالكريم ونشرتها مكتبة الكيلاني بالقاهرة “بدون تاريخ” التي بدورها ناقشت وابانت دور الاستعمار وشركاته وعملائه في الداخل في اغتيال رموز التحرر الوطنى الافريقي والعمل على اجهاض الثورة وقتل احلام الشعوب ونهب مواردها.
الوسومالفيتوري المسرح السوداني لومببا مسرح افريقي
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الفيتوري المسرح السوداني
إقرأ أيضاً:
عرض مسرحية «إمبراطورية منخوليا» وندوة نقدية بمهرجان الرياض للمسرح.. صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ضمن فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الرياض للمسرح عرضت مسرحية "إمبراطورية منخوليا"، التي قدمتها فرقة "المشخصاتي"، والتي حظيت بإشادة واسعة خلال الندوة النقدية التي أدارتها الدكتورة أميرة بخاري.
وشاركت فيها الناقدة اللبنانية رشا الدبيسي، حيث أشادت الدبيسي بالنص المسرحي الذي وصفته بأنه مليء بالإسقاطات الفكرية العميقة، مع توظيف السينوغرافيا، خاصة المرايا، بشكل إبداعي يعكس الفلسفة العبثية في إطار واقعي.
وأكدت أن الإخراج أضاف الكثير للشخصيات، خاصة شخصية الجندي، ما أضفى على العمل زخمًا دراميًا، كما أثنت على الأداء التمثيلي المتميز لجميع الممثلين، مع إشادة خاصة بالفنان محمد لادان، الذي تألق بثقة رغم كونه فاقد البصر، مما أضفى بُعدًا إنسانيًا ملهمًا على العمل.
وتدور أحداث مسرحية "إمبراطورية منخوليا"، حول شخصية غانم، الحاكم الحالم، الذي يطمح لتأسيس إمبراطورية خالدة؛ ترتكز على قيم العدل والمساواة، حيث يسير غانم بخطى واثقة لتحقيق رؤيته المثالية، إلا أن طموحاته الجريئة تصطدم بعقبات جمة، تتجسد في أعداء يتربصون به وبأحلامه التي لا تنتهي.
ورغم سيطرته على العالم، تبقى روحه قلقة متعطشة للمزيد، ليصبح التساؤل الأبرز: هل يمكن له أن يحقق أحلامه في عالم يغلفه الكمال؟
كما سلطت المسرحية الضوء على الوهم الذي يسكن الإنسان، حينما يركض خلف أحلامٍ مثالية، فتُغرقه في متاهة من التعاسة، بينما يكمن الخلاص في مواجهة الحقيقة، مهما بدت مؤلمة، ولكن من خلال إبداع بصري ساحر وسينوغرافيا تحاكي العوالم الخيالية، استطاع العرض أن يجسد الصراع الأبدي بين الحلم والواقع.
20241220_001647 20241220_001642 20241220_001638 20241220_001621 20241220_001618 20241220_001614 20241220_001610