بين المناطق الخطرة والآمنة المكتظة.. معضلة تواجه سكان غزة
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
اضطر آلاف الأشخاص الذين يواجهون الغارات الجوية الإسرائيلية في قطاع غزة إلى "عدم الامتثال" لأوامر الجيش الإسرائيلي التي تأمرهم بالانتقال إلى "منطقة إنسانية آمنة" مخصصة لهم لأنه لا يوجد مكان لهم هناك، وفق تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
والأربعاء، قالت السلطات الصحية الفلسطينية، إن غارات جوية إسرائيلية في مناطق مختلفة بقطاع غزة قتلت 50 فلسطينيا على الأقل في الساعات الأربع والعشرين الماضية، بينما قال الجيش الإسرائيلي إن قواته واصلت استهداف المسلحين ومصادرة أسلحة وذخائر.
وكشف الجيش الإسرائيلي أن طائراته ضربت حوالي 30 هدفا في أنحاء القطاع شملت أنفاقا ومواقع إطلاق ونقطة مراقبة، مشيرا إلى أن "القوات قتلت العشرات من المسلحين وصادرت أسلحة بينها متفجرات وقنابل يدوية وبنادق آلية".
وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة في منطقة دير البلح المكتظة بالنازحين في وسط غزة، التي لجأ إليها مئات الآلاف من الفلسطينيين بسبب القتال.
إلى أين نذهب؟نقلت "الغارديان" عن امرأة فلسطينية لم تذكر اسمها، قولها: "حاول أعمامي ووالدي إيجاد مكان جديد أكثر أمانًا لنقل عائلتنا إليه، لكن جهودهم لم تنجح بعد، حيث تم احتلال جميع المساحات داخل المنطقة الآمنة".
"لا يوجد مكان آمن"، هكذا قال يوسف أبو طعيمة من بلدة القرارة في خان يونس، وهو يستعد لنقل عائلته للمرة الرابعة بعد الأمر الإسرائيلي.
ومن جانبها، قالت سهام بهجت: "لا يستطيع البعض الانتقال إلى المواصي، أو أي مكان آخر، لأنهم لا يملكون الوقود".
وأكدت أن عائلتها المكونة من ثمانية أفراد حاولت الفرار من مخيمهم على حافة المنطقة الإنسانية بعد ظهر الإثنين، بعد أن سمعوا إطلاق نار في مكان قريب.
وقالت: "حملنا جميع أغراضنا المهمة لكننا لم نتمكن من الذهاب بعيدا لأننا نفدنا من البنزين، والذي كان من الصعب جدًا الحصول عليه لعدة أشهر، لذلك قررنا البقاء والنوم في الليل حيث كنا".
وفي سياق متصل، تساءل النازح أبو راكان (55 عاما) من مدينة غزة في شمال القطاع، والذي اضطر إلى النزوح خمس مرات منذ أكتوبر "وين نروح؟ وين نروح؟".
وقال لوكالة "رويترز" "إحنا بنحس إنهم كل شوي بيقربوا أكتر، أنا بسكن على بعد مئات الأمتار من المناطق المهددة ومن الصبح بفتش عن مكان فاضي في غرب دير البلح وخان يونس والنصيرات على الفاضي".
المنطقة الإنسانية "مكتظة"المواصي منطقة زراعية صغيرة، تمثل مساحتها 3 في المئة فقط من مساحة قطاع غزة، وتقع على الشريط الساحلي بطول عدة كيلومترات، وتمتد من دير البلح شمالا مرورا بمحافظة خان يونس، حتى محافظة رفح جنوبا بعمق كيلومتر تقريبا.
وتبعد المواصي عن مدينة غزة نحو 28 كيلو مترا، ولا تتعدى الوحدات السكنية بها نحو 100 وحدة، ويبلغ عدد سكانها نحو 9 آلاف نسمة.
وأكد مسؤولون إنسانيون أن الاكتظاظ في المنطقة الإنسانية كان يثني أولئك الذين أعطتهم قوات الدفاع الإسرائيلية أوامر الإخلاء عن المغادرة، على الرغم من مخاطر البقاء.
وقال مسؤول بالأمم المتحدة مقيم في غزة: "لا توجد مساحة كافية والناس يعرفون ذلك، لذا فهم يبقون حيث هم...لا يمكنك الحصول على خيام، لذلك حتى لو وجدت مكانا، فسيكون من الصعب الحصول على أي مأوى، والظروف هناك مروعة".
ويرفض بعض الأشخاص الانتقال إلى "المواصي" لأنهم لا يريدون مغادرة منازلهم، ولكن معظمهم يرفضون ذلك لأنهم لن يكون لديهم مكان يعيشون فيه إذا ذهبوا إلى هناك.
وتم تهجير الغالبية العظمى من سكان غزة، في كثير من الأحيان عدة مرات، وتم وضع 86 بالمئة من الأراضي تحت أوامر الإخلاء من قبل الجيش الإسرائيلي، وفقا للأمم المتحدة.
وعلى جانب آخر، يقول المسؤولون الإسرائيليون إن الأوامر تهدف إلى "الحد من الخسائر المدنية" ويلقون باللوم على حركة حماس لاستخدام الناس كدروع بشرية.
لقد اكتظت منطقة "المواصي" بمئات الآلاف من الناس منذ بداية الصراع على الرغم من توفير الحد الأدنى من الخدمات الأساسية هناك.
وإمدادات المياه غير كافية، والصرف الصحي شبه منعدم، والرعاية الصحية بدائية والأمراض المعدية في تزايد، بينما تخشى جماعات الإغاثة من تفشي أمراض مثل شلل الأطفال.
وقال المسؤول الأممي إن "الوضع هناك يزداد سوءا".
موجة "نزوح مستمرة"وفي قطاع غزة، نزح مزيد من السكان بسبب أوامر بالإخلاء خلال الأيام الماضية وبسبب عمليات عسكرية إسرائيلية. وقلصت الأوامر والعمليات "المنطقة الإنسانية" في المواصي التي كانت إسرائيل طلبت في السابق من الفلسطينيين اللجوء اليها.
وتسببت الحرب بكارثة إنسانية وبدمار هائل في قطاع غزة وبنزوح غالبية السكان الـ2.4 مليون على الأقل مرة واحدة.
والإثنين، قالت "نشرة للأمم المتحدة" إن الجيش الإسرائيلي أصدر منذ بداية أغسطس تسعة أوامر إخلاء أثرت على ما يقدر بنحو 213 ألف شخص في جميع أنحاء غزة.
وأكدت النشرة إن سكان غزة "يتركزون بشكل متزايد" داخل المنطقة التي حددتها إسرائيل في المواصي، حيث يكتظ كل كيلومتر مربع من 30 ألفا إلى 34 ألف شخص، مقارنة بنحو 1200 شخص لكل كيلومتر مربع قبل أكتوبر 2023.
ومنذ التخفيض الذي أمر به الجيش الإسرائيلي الشهر الماضي، تقلصت مساحة المنطقة الإنسانية بمقدار الخمس، إلى 40 كيلومترا مربعا أي 11 بالمئة فقط من مساحة قطاع غزة.
وقالت الأمم المتحدة: "هذا التخفيض في المساحة، إلى جانب الاكتظاظ وانعدام الأمن المتزايد والبنية التحتية غير الكافية والمرهقة والأعمال العدائية المستمرة والخدمات المحدودة، يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المزري لمئات الآلاف من الأشخاص الذين أجبروا على العيش داخلها".
وعلى جانب آخر، قال جيش الدفاع الإسرائيلي إن التخفيض جاء بسبب استخدام الجزء الشرقي من المنطقة "لأنشطة إرهابية كبيرة وإطلاق الصواريخ باتجاه دولة إسرائيل".
وأضاف أن "التعديل يجري وفقا لمعلومات استخباراتية دقيقة تشير إلى أن حماس قامت بغرس البنية التحتية الإرهابية في المنطقة المحددة كمنطقة إنسانية".
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس المصنفة إرهابية في أميركا، إثر هجوم الحركة "غير المسبوق" على مناطق ومواقع محاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف على قطاع غزة أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل 40223 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في القطاع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المنطقة الإنسانیة الجیش الإسرائیلی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
«توقف خطوط المياه ومنع دخول الوقود».. الأزمة الإنسانية في قطاع غزة تزداد سوءًا
قال يوسف أبو كويك، مراسل قناة «القاهرة الإخبارية»، إن الاحتلال أعلن عن توقف إمدادات المياه إلى الأحياء السكنية جراء نفاد الكميات المتوفرة، بينما لم يدخل الوقود وغاز الطهي إلى القطاع منذ 13 يومًا، ما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني بشكل كبير.
وأوضح خلال تغطيته على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة تزداد سوءًا بسبب إغلاق جميع المعابر منذ بداية الشهر الجاري.
وأشار إلى أن البلدية في غزة أعلنت عن توقف بعض الخدمات الأساسية، بما في ذلك فتح الطرق ورفع الركام من الشوارع، بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيل الآليات.
ولفت إلى أن المخزون الغذائي في القطاع يتقلص بشكل ملحوظ، حيث تفتقر الأسواق إلى العديد من الأصناف والسلع الأساسية التي يحتاجها المواطنون، خصوصًا في شهر رمضان المبارك.
وذكر أن المؤسسات الأممية والدولية التي تقدم المساعدات من خلال الدول المانحة قد أعلنت عن نقص كبير في الكميات المتوفرة في مخازنها، مما يؤثر سلبًا على قدرة توزيع المساعدات بين المناطق المختلفة في غزة.
اقرأ أيضاًعائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة: «الوقت ينفد ولن تكون هناك فرصة أخرى»
أونروا: افتتحنا 130 مقرا تعليميا مؤقتا في غزة لتعليم 47 ألف طفل
استشهاد صياد فلسطيني بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي مركبه بقذيفة شمال غزة