مدمرة فرنسية تنقذ 29 بحارًا من ناقلة النفط "سونيون" بعد تعرضها لهجوم في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
يؤكد الحوثيون أنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة انتقاما للحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
أنقذت مدمرة فرنسية 29 بحارا من ناقلة نفط تعرضت لهجوم متكرر في البحر الأحمر يوم الخميس. وتعرفت وزارة الشحن اليونانية على الناقلة وأكدت أن اسمها "سونيون"، ويعتقد أن الحوثيين في اليمن كانوا وراء الهجوم، الذي يعد جزءا من حملة مستمرة تستهدف السفن في البحر الأحمر للضغط على إسرائيل لوقف حربها على غزة.
وقال مسؤولون فرنسيون إنهم دمروا أيضا قاربا محملا بالقنابل في المنطقة.
وذكرت التقارير أن الناقلة سونيون كانت تطفو على سطح الماء بعد تعرضها لعدة هجمات، ولكنها الآن راسية في البحر الأحمر وفقا لعملية أسبيدس التابعة للاتحاد الأوروبي، رغم أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت السفينة لا تزال مشتعلة.
وفي وقت سابق من اليوم، أفاد الجيش البريطاني بأن الناقلة تعرضت لهجمات متكررة. كما أعلنت مهمة الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر أن الناقلة تشكل خطرا ملاحيا وبيئيا.
في الهجوم الذي وقع يوم الأربعاء، استهدف رجال على متن قوارب صغيرة الناقلة بأسلحة خفيفة على بعد حوالي 140 كيلومترا غرب مدينة الحديدة الساحلية، التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين.
رغم أن الحوثيين لم يعلنوا رسميا مسؤوليتهم عن الهجوم، فقد أشاروا إلى الغارات الجوية الأميركية والبريطانية على الحديدة، والتي ادعت القيادة المركزية أنها دمرت صاروخ أرض جو ونظام رادار للحوثيين.
ومنذ بداية حرب غزة في أكتوبر، استهدف أنصار الله أكثر من 80 سفينة في البحر الأحمر بالصواريخ والطائرات بدون طيار، وتمكنوا من الاستيلاء على سفينة وأغرقوا اثنتين أخريين، مما أسفر عن مقتل أربعة بحارة.
Relatedشاهد: "مصنوع محليًا وبعيد المدى".. الحوثيون يكشفون عن صاروخ جديد سمّوه "فلسطين""المسيّرة يافا".. كيف نجح الحوثيون في الوصول إلى تل أبيب ولماذا فشلت الدفاعات الجوية بإسقاطهاشاهد: الحوثيون ينشرون مشاهد استهداف سفن في البحرين الأحمر والمتوسطويؤكد الحوثيون أنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة انتقاما للحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
وحاول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة اعتراض الصواريخ والطائرات بدون طيار التي أطلقها الحوثيون، والتي تهدد بعرقلة أحد أهم طرق التجارة العالمية، حيث تمر عبره بضائع تقدر بنحو تريليون دولار سنويا. ف
وفي ظل هذه التوترات، أثار اغتيال المسؤول السياسي في حركة حماس إسماعيل هنية في طهران المخاوف من صراع أوسع، مما دفع الجيش الأميركي لإرسال طائرات مقاتلة إضافية من طراز إف-22 إلى المنطقة، وأمر الغواصة الموجهة بالصواريخ يو إس إس جورجيا بالتوجه إلى الشرق الأوسط، بينما تتواجد مجموعة حاملة الطائرات يو إس إس ثيودور روزفلت في خليج عمان.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية سفينة تتعرض لهجوم ثلاثي في البحر الأحمر اليمن: الحوثيون يشنون هجومًا على سفينة نفطية بريطانية في البحر الأحمر غرق ناقلة فحم في البحر الأحمر بعد أيام من هجوم الحوثيين اليمن البحر الأحمر الحوثيونالمصدر: euronews
كلمات دلالية: روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الاتحاد الأوروبي إسرائيل غزة الصين روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الاتحاد الأوروبي إسرائيل غزة الصين اليمن البحر الأحمر الحوثيون روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الاتحاد الأوروبي إسرائيل غزة الصين أوكرانيا الحرب في أوكرانيا اليهودية فرنسا الصحة المجر السياسة الأوروبية فی البحر الأحمر یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
الحصار في البحر الأحمر.. نقطة ضعف استراتيجية للعدو الإسرائيلي
يمانيون../
يشكل البحر الأحمر مصدر قلق دائم للكيان الصهيوني منذ وجوده على الأراضي الفلسطينية سنة 1948م.
ما يدل على ذلك هي التصريحات للمسؤولين الصهاينة عن أهمية الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، حيث تقول غولدا مائير “وزيرة خارجية” الكيان آنذاك في خطاب لها أمام الأمم المتحدة في 1 مارس 1957م: “إن حرية الملاحة البحرية لإسرائيل في البحر الأحمر هي مصلحة قومية حيوية بالنسبة لهم”.
في عام 1949م، تمكن “جيش” العدو الإسرائيلي من احتلال منطقة أم الرشراش، ليصبح للكيان بعد ذلك منفذ على البحر الأحمر، وأعطاه هذا مرونة التحرك التجاري والاقتصادي باتجاه البحر العربي والمحيط الهندي، لا سيما بعد توقيع اتفاقية السلام مع مصر والأردن، والاطمئنان الصهيوني من أن خليج العقبة ومضايق تيران وقناة السويس لم تعد تشكل للكيان أي عوائق.
وخلال تجارب سابقة، مثل إغلاق الملاحة البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر أهم النكبات لاقتصاد العدو، وظل مضيق باب المندب من أهم نقاط الضعف الاستراتيجية للعدو الإسرائيلي، والتي سببت له الكثير من الخسائر، وظل تعرض الخطوط الملاحية لـ”إسرائيل” في المياه الدولية في البحر الأحمر من أهم الهواجس التي تثير القلق لدى الإسرائيليين.
جاءت الصفعة غير المتوقعة لـ”إسرائيل” من خلال تفعيل مضيق باب المندب، وتم استخدامه لحصار السفن الإسرائيلية في مناسبات استثنائية، لكنها شكلت قلقاً وهاجساً للصهاينة، منها، قيام جبهة التحرير الفلسطينية بتنفيذ عملية فدائية في مضيق باب المندب، عندما ضرب زورق مسلح بمدفع بازوكا تابع لجبهة التحرير الفلسطينية ناقلة النفطة الليبيرية (كورال سي)، والمؤجرة لنقل النفط إلى “إسرائيل”، وأثارت هذه العملية قلق الكيان، لأن نصف احتياجات “إسرائيل” تقريبا من النفط كانت تصله بواسطة سفن قادمة من إيران عبر مضيق باب المندب إلى ميناء “ايلات”، وقد عمد الكيان الصهيوني بعد هذه الحادثة إلى تسليح ناقلات النفط العائدة إليه، وصرح قائد القوات البحرية الإسرائيلية آنذاك قائلاً: “إن سيطرة مصر على قناة السويس لا يضع بين يديها سوى مفتاح واحد فقط في البحر الأحمر، أما المفتاح الثاني (يقصد به مضيق باب المندب) والأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية سيكون بين أيدينا” أي في يد “إسرائيل”.
عملية الحصار الثانية على الكيان الصهيوني كانت في حرب أكتوبر سنة 1973م، حيث تم منع وصول النفط إلى ميناء “ايلات” عبر مضيق باب المندب، وتسبب في حرمان “إسرائيل” من الاتصال بشرق أفريقيا وجنوبها وجنوب شرق آسيا، ما سبب لها أضراراً اقتصادية.
وخلال تلك الحرب القصيرة قال ما يسمى وزير الدفاع الإسرائيلي (موشي دايان) في حديث لصحيفة إسرائيلية: “كنا نتوقع المصريين في خليج العقبة، فإذا بهم يظهرون في باب المندب. بعد انتهاء الحرب سنعمل بكل قوتنا لتدويل هذا الممر أو احتلاله”.
وبالفعل تحرك الكيان الصهيوني، بكل ما يملك، محاولاً أن يكون له نفوذ في البحر الأحمر، والسيطرة على مضيق باب المندب، وحاول السيطرة على بعض الجزر التي تقع عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر سواء عن طريق الاحتلال أو الشراء أو الاستئجار، والتي من أهمها جزر الساحل الإرتيري (دهلك وحالب وفاطمة وسنشيان ودميرا) وجزر الساحل اليمني (زقر، وحنيش الصغرى والكبرى وبريم الواقعة في مدخل باب المندب).
كما أقام العدو الإسرائيلي نقاط مراقبة بحرية على الجزر التي يراها مناسبة للإشراف على حركة الملاحة في البحر الأحمر على طول الخط الملاحي الممتد من باب المندب إلى ميناء “إيلات”، وحاول كذلك إنشاء قواعد عسكرية جوية وبحرية في جنوب البحر الأحمر، ليستطيع الكيان الصهيوني الانطلاق منها وفرض سيادته على مياه البحر الأحمر وسمائه.
وظلت أطماع الكيان على مدى سنوات مضت في احتلال جزيرتي حنيش الكبرى والصغرى اليمنية، كما ينوي الكيان الصهيوني احتلال جزيرة زقر الشاهقة الارتفاع (650 متر فوق مستوى سطح البحر) لإقامة قاعدة للرادار عليها.
وظهرت المخاوف الإسرائيلية إلى العلن بعد انتصار ثورة 21 سبتمبر 2014م، إذ عبر الكثير من المسؤولين الصهاينة عن تخوفهم وقلقهم من هذه الثورة على حركة الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، ففي خطاب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكي في 4 مارس 2015م قال: “حزب الله والحوثيون يمثلان تهديداً صارخاً لأمن واستقرار إسرائيل”، وقد جاء هذا التصريح قبل الإعلان عن تشكيل تحالف العدوان على اليمن بقيادة السعودية بـ 23 يوماً فقط.
وفي تصريح آخر لنتنياهو يقول: “نحن نشعر بقلق عميق لما يحدث في اليمن من سيطرة الحوثيين على مناطق واسعة من البلاد، واستمرار تقدمهم باتجاه مضيق باب المندب ذي الأهمية الاستراتيجية الكبرى من حيث التحكم بمرور نفط العالم”.
من خلال ما سبق، تتضح لنا أهمية البحر الأحمر بالنسبة للاستراتيجية الإسرائيلية، وأن إغلاق الملاحة البحرية الصهيونية في هذا الممر المائي المهم، يعني إشعال حرب، فالكيان المؤقت لا يتحمل الحصار، ولديه في هذا الجانب تجربة مريرة مع الحصار اليمني للكيان في معركة “طوفان الأقصى”، والذي كان الحصار الأكبر والأطول والأشد قساوة على الإسرائيليين، وفشلت أمريكا عن طريق “تحالف الازدهار” في رفع الحصار اليمني على العدو الإسرائيلي.
ولهذا، فإن إعلان السيد القائد عبد الملك الحوثي عن مهلة 4 أيام لرفع الحصار عن قطاع غزة، ما لم فسيتم استئناف عملياتنا في البحر الأحمر ضد العدو الإسرائيلي، يأتي من موقع قوة، وليس للاستعراض الإعلامي، أو لكسب المواقف السياسية، فالجميع يعرفون أن تهديدات اليمن واقعية وجادة.
ويأتي التهديد اليمني في الموقع الحساس للعدو الإسرائيلي، فالكيان يدرك جيداً ما معنى فرض حصار عليه في البحر الأحمر، وهو لا يطيق مثل هذا الإجراء، ولذلك من غير المستبعد أن يستجيب العدو لهذا التهديد، ويبادر إلى إدخال المساعدات تحت أي مبرر، لأن اليمن يمتلك ورقة ضغط قوية جداً ذات حساسية لدى العدو الإسرائيلي.
أما إذا فضل العدو الخيار الثاني، فإن التداعيات والعواقب ستكون وخيمة، وهي أيضاً ستمهد لحرب إقليمية ستكون أوسع وأشد ضراوة من ذي قبل، لا سيما وأن الإدارة الجديدة في البيت الأبيض تريد أن تسير الأحداث بهذا الاتجاه، وهي مغامرة ستكون مكلفة كثيراً على الأمريكيين والإسرائيليين.
أحمد داود